"سيباستيان ..لماذا؟ آه ... صحيح لقد قمتُ بدعوته."

قال چو-دي هذا و قام بضرب جبينه بقوة .

لقد قاد بدعوته للتباهي بآستر أمامه ، لكنه قد نسي أمره تماماً .

"لكن الكلمات التي قالها السيد سيباستيان للسيدة آستر قليلاً ..."

"ماذا قال؟"

لحسن الحظ ، كان لدى دوروثي ذاكرة جيدة جداً .

قالت كل ما قاله سيباستيان و لم تخطئ في أى شئ .

"ماذا ؟ غير نقية الدماء ؟ سيباستيان هذا الطفل الغبي السمين قال هذا ؟؟"

چو-دي الذي كان يستمع بهدوء ، إنفجر و قام بالخبط بقدمه على الأرض .

'كيف يجرؤ على لمس أختى ؟'

ظهرت عروق حمراء في عين چو-دي .

أظهرت هذه العيون النارية أنه لن يقوم ابداً بتجاوز ذلكَ الأمر .

***

في حوالي هذا الوقت تقريباً .

راڤيان التي كانت ترتدي زي الكهنة الأبيض سارت مشغولة في الممر .

كانت تبتسم إبتسامة لطيفة و لم تكن كإبتسامة طفلة .

"فـاليبارككِ الإله."

"بإسم إسبيتوس ."

كـل من يمر و يقابل راڤيان يقوم بتحيتها تحية ودية .

كان ذلكَ طبيعياً لأنها كانت المرشحة الأكثر تأثيراً التي كانت من المتوقع أن تكون القديسة التالية .

إستمتعت راڤيان بنظرة الناس لها ، لعب دور القديسة كما كانت تريد ، أشار الجميع أنها كانت الوحيدة التي تستطيع فعل هذا .

بفضل غسيل الدماغ القوي ، بدت أكثر نضجاً مما كانت عليه طفلة في الرابعة عشرة من عمرها .

لقد إكتملت بالفعل . منذُ أن كانت طفلة ، نشأت تماماً كـقديسة ، و كانت المعرفة التي تمتلكها مساوية لشخص بالغ .

'هل تأخرتُ قليلاً ؟'

كانت راڤيان التي بدت و كأنها متأخرة عن المعتاد و حاولت الإسراع .. رأتنا آينا و تارا المرشحتان ايضاً لمنصب القديسة و قامو بمناداتها .

"سيدة راڤيان ، إلى أين تذهبين؟"

"آه ، سيدة آينا . سيدة تارا . لقد قامت القديسة سيسبيا بإستدعائي ."

زاد إنزعاج راڤيان عندما قامو بسد طريقها ، لكن إبتسمت راڤيان بهدوء دون أن تعبر عن ما في نفسها .

كان وجهها الحقيقي دائماً مخفياً تحت القناع .

"هذا رائع . القديسة سيسبيا دائماً ما تبحث عن السيدة راڤيان."

أُعجبت آينا بالأمر و رفعت يديها معاً أمام صدرها . لم تكن تتظاهر ، لكن صوتها كان مليئاً بالحسد الشديد .

"الأمرُ ليس كذلكَ . القديسة تستدعي المرشحات الأخريات أيضاً ."

أصبحت المحادثة التي تخوضها راڤيان مُزعجة .

كانت كلمات تارا أسرع لتجعل راڤيان تغادر أسرع .

"لكن ، سيدة راڤيان . هل سمعتِ الشائعات؟"

"أى نوع من الشائعات؟"

نظرت تارا حولها ، و لقد كانت عينها تلمع . كان صوتها منخفض للغاية .

"كما تعلمين . المرشحة الصغيرة التي إعتادت أن تكون حول السيدة راڤيان ، إختفت فجأة."

توترت راڤيان فجأة و إبتلعت ريقها .

و مع ذلكَ ، سرعان ما خففت توترها و فتحت فمها بشكل حازم .

"تقصدين داينا ؟ لقد مضى وقتٌ طويل منذُ أن رأيتها."

"حسناً ، يقولون أنها قامت بإغواء رجل أرستقراطي كبير في السن من الحكومة ."

"رأى بعض الناس رجلاً في المعبد."

بالنظر إلى عمر داينا ، لقد كان هذا بلا معنى بالتأكيد .

و مع ذلكَ ، خفضت راڤيان عينيها كما لو أن شيئاً ما قد خطرَ بـبالها .

"آخر مرة لقد قالت داينا أنها ذاهبة لمقابلة شخصٍ ما ، و لكن قد يكون ذلكَ مرتبطاً بالأمر ..."

كان يكفي مجرد إضافة بعض الكلمات .

أصبحت كلمات راڤيان حافزاً و قامت بتشجيع الإثنتان .

"ها هو . لقد كنتُ أعرف ذلكَ . لقد كانت مشكلة أن تلكَ اليتيمة أصبحت مرشحة في المقام الأول."

"هذا صحيح ، هذا ما يحدث عندما يتم جلب أطفال غير مؤهلين."

"دعونا نقول للكاهن . حتى لا نستقبل أطفال يتامى في المستقبل ."

بالنسبة لـتارا و آينا ، أصبحت شائعة داينا صحيحة .

'سأتحدث بقدر ما أستطيع.'

على اى حال ، غادرت داينا في الصباح و لم يرها أحدّ غيرَ راڤيان.

أرادت راڤيان إخفاء حقيقة أن داينا الضئيلة غادرت لـعائلة الدوق الأكبر .

لقد كانت ما زالت تتسائل لماذا قامت عائلة الدوق الأكبر بأخذها بحق الجحيم . لقد كانت قلقة لذلكَ أرسلت شخصاً ما خلفها ، لكن لا أخبار بعد .

'لقد كانت ذات فائدة.'

إذا قامت بالتحدث إلى داينا ، التي يتجاهلها الجميع ، و تتظاهر أنها كانت قريبة منها ، فإن أعين الإحترام كانت تأتي بسهولة تجاهها . لقد كان الأمر ممتعاً بالنسبة لها .

قالت راڤيان بعد أن كبحت الضحك الذي كان على وشكِ الإنفجار.

"أعتقدُ أن علىَّ الذهاب لأن القديسة تنتظرني ."

"أنا آسفة يا سيدة راڤيان ، لقد أخذنا الكثير من وقتكِ . تفضلي ."

ترحكت راڤيان بسرعة بـمجرد إنتهائها من تحية المرشحات .

كان مكان إقامة القديسة سيسبيا في الملحق الجنوبي من المعبد .

لا أحد يستطيع الدخول ، لكن راڤيان كانت إستثناء .

نادت راڤيان ، التي لم يتم حظرها من الدخول بشكل أعمق ، فيردو ، الذي كان يحرس غرقة سيسبيا .

"ايها الكاهن ڤيردو ."

"مرحباً بعودتكِ."

كان ڤيردو هو الشخص الذي دعمَ القديسة . وهو الشخص الذي كان يعيش في منزل القديسة ، لقد كان ينتظر أن تأتي راڤيان في هذا الوقت .

سلمَ ڤيردو الدواء الذي أعدهُ مُسبقاً إلى راڤيان . كان الوعاء مليئاً بالسائل الأسود .

إبتسمت راڤيان بشكل عميق .

إبتسمت إبتسامة عريضة و سحبت زجاجة صغيرة من جيبها .

فتحت الغطاء بعناية و أسقطت قطرتين من السائل الذي كان في القارورة إلى وعاء الدواء .

لقد كانت قطرتين فقط ، لذا إن قامو بخلطها فإنها لن تظهر على الإطلاق .

للحظة ، تقاطعت كل من نظرة راڤيان و ڤيردو .

"الآن سأدخل."

"نعم . شكراً لكِ على تعاونكِ."

في غرفة سيسبيا ، من أجلِ إحياء طاقتها بطريقة ما ، تم ترتيب أنواع مختلفة من النباتات العلاجية .

كان هناكَ سرير موجود في المنتصف و مغطى باللون الأخضر . إستلقت عليه سيسبيا التي كانت بالكاد تتنفس .

على الرغم من أنها كانت تتمتع بنفس قوة الإمبراطور ، إلا أن مظهرها الخرف كان بائساً . لقد كانت نحيفة بشكل كبير لدرجة أن عظامها كانت ظاهرة .

في الواقع ، لم يمضِ وقت طويل منذُ أن تغيرت سيسبيا إلى هذه الحالة . على الرغم من وجود مرض ، إلا أنه لم يكن شديداً ، و لكنه نمى بسرعة في السنوات الأخيرة .

"ايتها القديسة ، أنا هنا."

لقد كانت بعيدة ، لذلكَ تعرفت عليها بعد أن جلست راڤيان بجانب السرير و تحدثت .

"اوه ... راڤيان ، انتِ هنا."

"نعم . كيفَ حالكِ اليوم؟"

إرتجفت جفون سيسبيا و بالكاد إنفتحت . رفعت يدها في الهواء و لكنها لم تلمس راڤيان .

"حسناً .. لا أعتقدُ أنني تبقى لي الكثير من الوقت .."

"لا تقولي ذلكَ . يجبُ أن تتحسني."

قالت راڤيان هذا الكلام بقوة وهي مُـمسكة بيدها بإحكام .

"لا يُـمكنني التحسن بعد الآن .. ياله من حظ .. كح كح كح ..."

قبل أن تنتهي من الكلام ، سعلت سيسبيا عدة مرات على التوالي . لم يكن مجرد سعال ، بل كان دماً يتدفق عبر شفاهها الجافة .

"ايتها القديسة . لا أستطيع ، هيا تناولي الدواء بسرعة."

"ما فائدة تناول الدواء الآن؟"

هزت سيسبيا رأسها .

لقد كانت تعلم أنه لم يتبقى لديها الكثير من الوقت على أي حال ، و الآن هي تريد تمضية ما تبقى لها من الوقت بشكل مريح . لقد كانت تشعر و كأنها تفقد عقلها كلما أخذت هذا الدواء .

عضت راڤيان على شفتيها بدون أن تلاحظ سيسبيا . إنها النهاية تقريباً ، و لكن إن لم تقم بإعطائها الدواء حتى ليوم واحد فـسوف تسوء الأمور .

"لا ، لا يُمكنني السماح لكِ بالرحيل . من فضلكِ خذي الدواء على الأقل من أجلي ، حسناً ؟"

فتحت راڤيان الدواء بـملعقة قامت بإحضارها معها وهي تبكي .

لم تكن سيسبيا تريد تناول الدواء ، لكن أجبرتها راڤيان على فتحِ فمها . لم تستطع رفض تناول الدواء الذي سكبته لها بنفسها .

'إنها طفلة جيدة جداً.'

كانت راڤيان ، التي تعتني بها مميزة . فكرت في الأمر و أجبرت نفسها على تناول جميع الأدوية . و بمجرد أن تناولت الدواء أصبح عقلها مشوش .

"...شكراً لكِ . من دونكِ ربما كنتُ ميتة الآن."

"انتِ تعلمين ؟ أنا دائماً بجانبكِ ."

"نعم ، يجبُ أن آخذ إستراحة لبعض الوقت."

فقدت عيون سيسبيا التي كانت مضيئة كالضوء اللامع حيويتها ، إختفت تلكَ العيون الزرقاء تحتَ الجفون المتعبة بشدة .

ضحكت راڤيان على نطاق واسع بينما كانت تنظر إليها . كما لو أنها لم تستطع تحمل ذلكَ لأن الأمر كان ممتعاً . ثم قالت بهدوء و هي تسند رأسها على صدر سيسبيا النائم .

"سوف آتِ غداً."

***

"آه."

إستيقظت آستر و فركت عينيها الناعستين .

بـمجرد أن فتحت عينها ، غطت عينها براحة يدها بسبب ضوء الشمس الساطع .

نظرت آستر حولها .

"هل أنا نائمة على السرير ؟"

بطريقة ما ، لقد كانت مستلقية على سرير ناعم .

بمجرد ان إستعادت الذكريات بسرعة ، تذكرت أنها كانت محمولة على ظهر چو-دي .

'أنا لا اتذكر ما حدثَ بعد ذلكَ ...'

تنهدت آستر .

مهما كانت متعبة ، فليس من المنطقي أن تغفو لدرجة أن تفقد عقلها .

تشير هذه الظواهر إلى فقدان عقلها .

'يجب أن يكون هناكَ الكثير من الوقت المتبقي.'

لقد بدأ رأسها ينبض من كثر التفكير .

إعتقدت أنها يجبُ أن تنهض و تشرب الماء ، عندما كانت على وشكِ النهوض شعرت بشئ ما بجانبها .

"....؟"

دمية أرنب لطيفة ...؟

أمسكت آستر بـدمية الأرنب و رفعت يديها بهدوء .

ماذا بحق الجحيم هو هذا ؟ لقد كانت تهز رأسها و لكن فجأة أصبح الجو في الخارج صاخباً .

تحولت عينا آستر نحو الباب .

ثم إنفتح الباب و دخل رأس چو-دي .

أصبحت عينا چو-دي المستديرة تختلس النظر داخل الغرفة .

"هاه ؟ أنتِ مستيقظة!"

مع فتح الباب على مصرعيه ، دخل الكثير من الناس .

مع چو-دي في الصدارة ، دخلَ بعده دينيس و دي هين و بن و دوروثي و اشخاص آخرين.

"لماذا الجميع ..."

آستر كانت محرجة .

"لقد إستيقظتِ اخيراً ."

"هل انتِ بخير؟"

هرع چو-دي و دينيس إلى الفراش .

حدق الإثنان في آستر بعيون قلقة .

جلسَ چو-دي بشكل خاص على الكرسي المجاور للسرير وحدق بآستر.

"ماذا تفعلون ... جميعكم..."

تلعثمت آستر و سألت .

"لقد كنتِ مريضة ."

"أنا ؟"

"لم تستيقظِ لمدة يومين."

بفضل شرح دينيس اللطيف ، إكتشفت آستر انها لم تستيقظ لمدة يومين .

'لا أصدقُ أنني فعلت هذا ...'

أمسكت آستر بـملاءة السرير بـخفة .

بغض النظر عن الموقف الجديد ، كان من غير المريح أن تفقد عقلها لمدة يومين .

"أنا آسفة."

إشتدّ تعبير دي هين عندما إعتذرت آستر .

"ليس عليكِ الإعتذار عندما تكونين مريضة."

على عكس لهجتة الهادئة ، لقد كانت عيون دي هي دموية .

لقد كانت تعبر عن استيائها الكبير من جسدها كله مما لم يعجبه .

سقط الأرنب من يدها .

رفعَ دي هين الذي نظرَ إلى آستر يده اليمنى .

عندما رأت آستر ذلكَ ، إنكمشت لترى إن كان سـيضربها .

و مع ذلكَ ، كانت يد دي هين حنونة للغاية و لمسَ جبين آستر .

"لحسن الحظ ، إنخفضت الحمى."

عـندها فقط خرجَ صوت دي هين .

"هل أنتِ ضعيفة في الأصل ؟"

"لا ، أنا بصحة جيدة."

تحولت خدود آستر إلى اللون الأحمر .

لقد كان هذا الإهتمام الغير مألوف مرهق .

"إذا ، هل مرضتِ بسبب قطع مسافة طويلة ؟ قبل كل شئ ، لتتلقي العلاج الطبي أولاً."

نظرَ دي هي الذي كان يتمتم بشكل مرعب إلى الخلف .

ثمَ فتحَ الباب و دخل الأطباء المنظرون في طابور .

يتبع....

كإنه تو ماتش طابور اطباء ياخي 😭😭؟؟

2021/02/27 · 973 مشاهدة · 1820 كلمة
نادي الروايات - 2025