بعد مرض آستر ، عوملت بإهتمام شديد لدرجة أنها كانت مرهقة .

كل صباح و مساء كان الطبيب يذهب لها ليعالجها ، و يتم تحضير لها وجبة خاصة .

لقد قال الطبيب : لا ينبغي لها أن تمشي لكي تُشفى ، لقد مكثت في غرفتها تقريباً لبضعة أيام .

تيك- تيك-

عبثت آستر في الأرنب الذي قام چو-دي بإحضاره لها ، ثم سمعت صوتاً ما و رفعت أذنيها .

كانت قطرات المطر تتساقط الواحدة تلو الأخرى عبر النافذة المفتوحة على مصرعيها . أغمق تعبير آستر يشدة عندها رأت هذا .

"يا الهي ، لا أبد أنها تُمطر."

تبعت دوروثي نظرة آستر و نظرت إلى النافذة .

"أجل."

أصبحت عينا آستر غير مستقرة .

بعد فترة ، ضرب .. وميض ، ضرب .

بدأ الرعد و البرق في الضرب . ومضت و أصبح المطر أكثر كثافة .

إندهشت آستر ، التي كانت جالسة على السرير من الصوت و ركضت على الأرض .

"سيدتي ؟ هل أنتِ بخير ؟"

ركضت دوروثي التي كانت جالسة علر الجانب الآخر ، إلى آستر على عجل .

ضغطت آستر على أذنيها بشدة بكلتا يديها و هزت رأسها .

"هل أنتِ خائفة من الرعد ؟"

شعرت دوروثي بالأسف على آستر ، لكن من ناحية أخرى شعرت أنها كانت لطيفة .

ليس من الغريب أن يخاف الأطفال من هم في سن آستر من الرعد .

"سيكون كل شيئ على ما يرام ، لابدَ ان الآلهة غاضبة اليوم."

"دوروثي ، أغلقي ... أغلقي النافذة..."

"نعم ! سأغلقها على الفور !"

أغلقت دوروثي جميع النوافذ و أغلقتها بإحكام حتى لا تهتز . كانت الستائر ايضاً مزدوجة السحب .

عندها فقط فتحت آستر عينيها .

'هذا ليس السجن .'

تذكرت هذه الحقيقة ، أزالت يدها من على أذنها بعناية . شعرت آستر بالإرتياح مرة أخرى حيثُ أصبح المكان أكثر هدوءاً .

لكنه كان كذلكَ لفترة من الوقت فقط .

كان إختيار غرفة بها نافذة كبيرة ساماً .

لم تستطع إيقاف المطر المتزايد و الرعد الذي يُمزق السماء كل بضع دقائق .

"الوضع فظيع ، أعتقد أن العاصفة سـتستمر طوال الليل ."

نظرت دوروثي إلى آستر بنظرة قلقة بعد أن بدأت تمطر و نظرت إلى الخارج .

"هل أنتِ خائفة جداً ؟"

"لا ، كل شيئ على ما يرام."

في الواقع ، لقد كانت تمسك بالبطانية بقوة لدرجة أنها تركت علامات يدها عليها ، لكن آستر فقط كانت تتظاهر بالهدوء .

"عندما تكونين صغيرة من الطبيعي الخوف ، لقد كنتُ كذلكَ ايضاً .. لقد إعتقدتُ أنه وحش كبير ."

"....."

"لكن لم يكن الأمر بالمشكلة الكبيرة ، سرعان ما تمرُ العاصفة ."

دوروثي ، التي لم تكن قد لاحظت حالة آستر ، أخذت الأمر بشكل تافه و رفعت آستر إلى الفراش .

"هل أبقى معكِ اليوم؟"

نظرت دوروثي إلى الساعة و قالت أن وقت عملها قد مضى ، لكن آستر التي كانت مختلفة كانت عالقة في قلبها .

"لستِ مضطرة لذلكَ. أنا بخير."

أُجبرت آستر على الضحك و هزت رأسها ، لم تكت تريد أن تُظهر ضعفها لدوروثي .

"ولكن إن كان الأمرُ صعباً عليكِ ، عليكِ الإتصال بي في أي وقت .. أنه أمرٌ لا مفرّ منه ."

"نعم ."

لمست دوروثي صدرَ آستر و غادرت الغرفة .

بدا أن اللمسة قد أعادت لها الإستقرار لبعض الوقت ، لكن أصبحَ وجه آستر شاحباً بـمجرد أن غادرت دوروثي من الغرفة .

تعمق الخوف مع غروب الشمس و حلول الظلام .

"لا بأس ، هذا ليس سجناً . لا بأس . لا بأس ."

قالت آستر لنفسها أنها بخير كما لو كانت تعويذة تقوم بحفظها .

أغمصت عينها بإحكام و حاولت عدم التفكيير في أى شيئ . و مع ذلكَ ، كان الأمر عديم الفائدة في مواجهة الرعد و الأمطار الغزيرة .

بانج! ضرب–!

ركضت آستر من على السرير عندما سمعت صوت الرعد يضرب في رأسها .

"آهه!!"

جرت البطانية معها و ذهبت نحو الزاوية .

مكان حيثُ كان ديقاً ، كانت بحاجة إلى مكان لحماية نفسها .

"أنا آسفة . أنا آسفة."

كررت الكلمات التي كانت دائماً ما تحفظها كل يوم و هي جالسة في الزاوية .

"أرجوكم لا تتركوني بمفردي ، أنا خائفة هنا..."

عندما كانت في السجن ، كرهت آستر الأيام الممطرة أكثر من غيرها .

كم كان مخيفاً سماع الرعد الذي بدا و كأنه يلتهم كل شيئ في السجن حيثُ لا يُرى شيئ في الليل .

لكن السبب الأكبر هو ان راڤيان كانت دائماً ما تزورها في الأيام المُمطرة.

خبط خبط خبط [صوت الرعد]–!!

مرة أخرى ، ضري الرعد بقوة . ثم حدثَ شيئ ما و إنطفأت جميع الأضواء في الغرفة .

غُمرت آستر في الظلام ، نفذ صبرها أخيراً و بدأت في البكاء .

"شخصٌ ما فليخرجني ... شخصّ ما فليخرجني من هنا . انا لم أفعل شيئ خاطئ . هذا مظلم ."

خطرت على بال آستر ذكريات مظلمة من الماضي و بدأت في إلتهامها .

"أنا لا أشعر بحالة جيدة اليوم لأنها تمطر ، فهل يُمكنني حل الأمر من اجلكِ ؟"

"أرجوكِ . أنا مُخطئة . سأفعل كل ما تطلبينه مني ... راڤيان نحن صديقتان . من فضلكِ لا تفعلي هذا أنا خائفة للغاية ."

"صديقتان ؟ ساخبركِ عدة مرات لتفهمي . فتاة مثلكِ لا يُمكن أن تكون صديقة لي ."

أمام عينا آستر المشوشتان . إنعكست راڤيان من الماضي أمامها بوضوح .

"هذا مؤلم . لا تفعلي ذلك . لا تفعلي ذلك . من فضلكِ . من فضلكِ."

عندما بكت آستر وهي تتعرض للضرب بالسوط ، ضحكت راڤيان فقط .

"لا يُمكنكِ الخروج من هنا . ستعيشين كـعبدة لي حتى الموت."

صرخت آستر و شعرت بالألم الذي يُلحق بها بسبب لمس سوط راڤيان لها .

'هاه .. انا اكره هذا . اريد الخروج من هنا.'

تلاشت عينا آستر تدريجياً بسبب رؤية الوهم و الهلوسة .

"لا أستطيع الهروب ."

لقد أنكرت هذا إلى ما لا نهاية ، لكنها آمنت به يشدة . كل ما قامت بتجربته قد فشل .

الظلام الذي أُجبرت آستر على الدفن فيه قد ظهر . لقد كان داخل عينا آستر يئس كبير .

"أقتلني . سيكون كل شيئ على ما يرا .. اخروجوني ... لا ، أقتلوني . أرجوكم ..."

بكت آستر و بدأت تحكُ في جسدها . كانت ترتجف و تقوم بخدش قدميها و يديها .

كانت صدمة الماضي عميقة الجذور بحيثُ لا يُمكنها الهروب منها بمجرد الخروج من المعبد .

***

كان دي هين يراجع الوثائق في مكتبه كالمعتاد .

كان لديه إدمان العمل لدرجة ان معظم روتينه اليومي كان العمل ، ولم يكن مهتماً بما كان عليه الطقس في الخارج .

و مع ذلكَ ، كان بن الذي لم يكن يزعجه و هو يعمل ظل يتجول لبضع ساعات غير قادر على التفكيير .

"ما خطبكَ بحق الجحيم ؟"

قال دي هين هذا فجأة لانه ظن أن هذا مزعج .

"إنها ... إنها تمطر كثيراً في الخارج."

"منذُ متى و انتَ تهتم بالطقس ؟"

بينما بدا دي هين يشعر أن الأمر مثيراً للشفقة ، اضاف بن .

"إنه ليس مجرد مطر . انه رعد ايضاً ."

"ماذا تريد ان تقول ؟"

في النهاية ، وضع دي هين القلم جانباً و لمس جبهته . كان رأسه يحترق من الإرهاق .

"في الواقع .. لقد مررتُ بالخادمة منذ قليل و قالت أن الآنسة آستر خائفة من صوت الرعد ."

رفعَ دي هين رأسه من هذه الكلمات المفاجأة

"آستر ؟ لماذا تقول ذلكَ الآن ؟"

"لا.. لقد أحبرتني أن لا أزعجكَ أثناء العمل ... أنا آسف.''

بن الذي كان مستاءاً ، حاول رفع صوته لكنه سرعان ما صمت بسبب شكل دي هين .

"هل العمل مهم ؟"

"لا."

"لأنكَ سكرتيري الخاص عليكَ أن تهتم بأولوياتكَ . عائلتي تتقدم على هذه الأولويات ."

"سوف أبقي هذا في بالي."

وقفَ دي هين و غادر المكتب . كان الوقتُ مبكراً طداً على إنهاء اليوم ، لكنه كان قلقاً بشأن خوف آستر من المطر .

يجب أن يكون القصر غير مألوف . بالتفكير بأنها ستكون أكثر خوفاً من النوم وحدها يجعله أكثر قلقاً .

"سيكون كل شيئ بخير."

"لا أشعر بشعور جيد."

عندما إندفع دي هين بشكل غير متوقع إبتسم بن ليجعل يشعر بالراحة .

و مع ذلكَ ، ركض دي هين على الدَرج بسبب شعوره بعدم الإرتياح .

كان هذا عندما وصلَ إلى الطابق الثالث حيثُ كانت غرفة آستر . توقف بن و دي هين بشكل مؤقت و نظرا إلى بعضهما البعض .

"لا تقُل لي أن ذلكَ الصوت الآن ..."

"إنها آستر!"

شهق دي هين المتفاجئ و بدأ يركض إلى غرفة آستر .

توقفَ بن بنظرة مصدومة على وجهه و أدار رأسه .

'يا الهي.'

بمجرد وصولهم إلى الطابق الثالث ، سمعو صرخة آستر .

بمجرد ان ضربَ الرعد بصوت عال جداً ، سمعو صرختها القاتمة بالداخل و بعدها صوت نحيبها .

بينما لام بن نفسه لأنه لم يُخبره بالأمر بسرعة ، قتح دي هين الغرفة .

"آستر !"

على الرغم من الأصوات حولها ، كانت آستر محاصرة في العالم الخاص بها .

نظرَ دي هين إلى جميع أنحاء الغرفة ، و كل ما كان يراه هو الظلام .

"بن ، إذهب و أحضر شمعة الآن."

"آه ، فهمت."

بعد أن تركَ بن يذهب ، نظرَ دي هين بهدوء في الظلام .

بسبب البكاء ، تمكن من العثور على آستر بسهولة .

"آستر ، هذا أنا ."

مرّ بالسرير و سار ببطء نحو الشيئ الجالس في زاوية الغرفة . كانت مغطاة بالبطانية و كانت ترتجف بشكل فظيع .

لماذا هي خائفة جداً ؟ كان دي هين يتألم و نزع عنها البطانية ببطء .

كان شعر آستر مُبعثر و كان تخدش و تخدش ظهر يدها بشكل عشوائي .

"آسـتر."

كانت مشاعر دي هين مختلطة عندما قام بمناداة آستر . امسكَ بكلتا يديها بقوة حتى لا تقوم بخدش نفسها .

كانت يد آستر الصغيرة التي تم الإمساك بها بإحكام باردة جداً لدرجة أنه شعرَ أن قلبه تجمد .

"....آستر ."

حتى صوت دي هين كان برتجف بشدة . ثم إنفتحت عينا آستر التي كانتا مغلقتان طوال الوقت ببطء.

دي هين ، الذي رأى كم بكت ... عض شفته في عذاب .

"الدوق ؟"

آستر التي عادت إلى رشدها بسبب الصوت الذي يناديها رمشت عينها بفرحة .

"نعم . أنا هنا ."

و مع ذلكَ ، كان بقايا الماضي عميقة للغاية بحثُ لا يُمكنها الهروب منها على الفور . سألت آستر دي هين بصوت فارغ .

"ايها الدوق ... هنا ... هل انا في .. المعبد ؟"

كانت نظرتها و صوتها يعود إلى أول يوم قامت بإلتقاءه فيه لأول مرة . لا ، لقد كان صوتها أكثر تدميراً من ذلكَ الحين .

في اللحظة التي رأى فيها هذه المشاعر المظلمة متجذرة بعمق في عين آستر ، شعر بإحساس مفجع .

"لا ، هذا منزلكِ ، أنه ليس المعبد."

"لا؟"

"نعم."

نظرَ دي هين إلى آستر في عينها بشكل مباشر .

حاول إعادة تركيز آستر التي لم تكن هنا .

بعد أن حاول بشدة ، بالكاد نظرت آستر إلى دي هين .

"ايها الدوق ."

"أجل . انا هنا ، بجانبكِ تماماً ."

بمجرد أن حاول دي هين أن يهدأها قليلاً ، بدأت الدموع تسقط من عيون آستر .

"أرجوك أقتلني ."

يتبع....

بجد ايه دا ؟ 😭😭 أنا طول الفصل غرقانة ف دموع 😭😭؟؟؟؟ بجد بجد راڤيان دي عاوزة تتقتل نمسكها كلنا نعذبها و بعدين نقتلها المهم متتقتلش في ساعتها عشان مترتاحش لالا تتعذب بجد الفصل مؤلم اوي اوي 😭😭

2021/03/04 · 976 مشاهدة · 1792 كلمة
نادي الروايات - 2025