"يبدو أنها تُحبكِ حقاً ، إذا كنتِ كذلكَ فلابأس .. ولكن يجبُ عليكِ أن تكوني حذرة ."

حذرها دينيس ، لكنه لم يستطع أن يرفع عينيه عن بام بام .

في حالة أنها ستقوم بلدغه فقط نظر إليها ، ثم عقد ذراعه و قال أنه رأى مايكفي بالفعل .

"لكن آستر ، هل لديكِ أي مخاوف هذه الأيام ؟"

"ماذا ؟ ليس حقاً ."

فتحت آستر عينها على مصرعيها بعد سؤال دينيس المفاجئ .

"هذا يبعث على الإرتياح ، لكن إن كان لديكِ وقت عصيب ، أخبريني . فأنا أخوكِ ."

"...نعم ."

لم تكن تعرف ما الذي كان يعنيه ، لكنها شعرت أن جزءاً من ذهنها لم يعد موجوداً لفترة من الوقت .

"في الواقع ، لقد إنتظرتُ فقط حتى أخبركِ بذلك .. تصبحين على خير ."

عانق دينيس كتف آستر بلطف وخرج . إنفجرت الدموع التي كانت مُتمسكة بهذا اللطف حتى النهاية .

'لماذا يفعل الجميع هذا بي ؟'

اليوم ، يبدو أن جميع أفراد عائلة الدوق الأكبر قررو أن يحركو أنفسهم .

مسحت آستر الدموع التي على خدها بقوة و أغلقت عينها بإحكام ، ثم جلست في الزاوية وهي ضائعة في التفكير .

'لا أريد أن أموت .'

ظلت تُفكر في ذلكَ .

كانت العائلة الأولى التي حصلت عليها أكثر دفئاً مما كانت تعتقد ، لقد بدى أنه سيكون من الظلم إن ماتت و تركتهم .

كان سبب مغادرتها للمعبد هو الموت ، لكنها لم تحاول الموت منذُ خروجها منه .

كان هذا بسبب أنها إستمتعت بحياتها اليومية كثيراً .. كل يوم ، كان يجب أن تفقد حياتها اليومية بسبب راڤيان .

"كل شيئ عن راڤيان ."

لقد ظهرَ وجه راڤيان الذي لا يُنسى بشكل واضح في عقل آستر فـضربت راحة بدها بأظافرها .

لم يكن لدى راڤيان أي شعور بالذنب على الرغم من أنها قد دفعت نفسها إلى الجحيم .

"نعم . ليس علىّ أن أموت ."

فتحت آستر عينها ببطء . كانت العيون الشفافة التي تُشبه الجوهرة تتمايل بلطف .

في غضون ذلكَ ، لقد كانت متعبة ومتعبة لذلكَ أرادت إنهاء كل شيئ ، ظنت أنه لا يوجد طريقة أخرى .

لكن بالنظر إلى الوراء ، فقد تغير الكثير الآن .

على وجه الخصوص ، هل إكتسبت راڤيان إبنة عائلة الدوق المكانة التي كانت تتطلع لها ؟

تغيرت المشاعر التي كانت تجتاحها فقط بالرغبة بالموت .

لم تكن رغبتها في الحياة و رغبة أن يكون هناكَ غد شديدة القوة .

مدت آستر يدها و نظرت إلى الأسفل .

إسترجعت ببطء قوتها و هويتها والأشياء التي كانت في يدها .

"أريد أن أكون سعيدة . أريد ان أعيش و أصنع ذكريات أكثر سعادة ."

كلما تحدثت أكثر كلما كان قلبها أكثر ثباتاً . كانت لاتزال مرعوبة و خائفة ، لكنها تحاول أن تتقدم .

كما لو أنها كانت تستجيب لهذا الشعور ، بدأت العلامة التي كانت على ظهر يدها في التألق . لقد كانت تلمع بشدة .

'إن صمدتُ ، فقد أستطيع الإنتقام من راڤيان .'

طالما كانت على قيد الحياة .. لن تظهر القديسة للآخرين ، لا يُمكن ان تكون راڤيان قديسة أبداً .

"أولاً ، أريد أن نكون عائلية حقيقية ."

مازالت مُقيدة من العائلة ، لكنها لن تستلم . الآن قررت أن لا تدفعهم بعيداً و تُصبح شخصاً حقيقياً من عائلة الدوق الأكبر .

لقد كانت ليلة حيثُ تغيرت فيها أفكار آستر العديدة .

***

اليوم التالي .

أمضت آستر في الصباح في غرفة الدراسة مُنتظرة چيمس .

في تمام الساعة الواحدة في الوقت المحدد ، فتحت دوروثي الباب و عبست .

"آنستي ، المعلم هنا ."

"نعم ."

دخلَ چيمس إلى الغرفة ونهضت آستر من على الكرسي .

"سـأبدأ الدرس على الفور ."

لقد مرت بالفعل أربعة أسابيع منذ أن تلقت آستر الدروس من چيمس . كانت آستر تستمع إليه بمفردها بدون دينيس لمدة أسبوع .

"هل قرأتِ الكتاب ؟"

"نعم ،ولقد إنتهيتُ من القراءة ."

في نهاية الدرس الأخير ، كان چيمس هو من أوصاها بقراءة بعض الكتب .

قرأت آستر الكتاب دون إغفال و أعدت نفسها بشكل جيد .

"إذاً هل تستطيعين قول أربع أفراد من العائلات ؟"

الكتاب الذي أوصى به كان سميكاً جداً حيث كان من المستحيل على طفل قراءته في غضون أسبوع .

لذلكَ إعتقدَ أنها لن تستطيع الإجابة .

"دوق تريزيا الأكبر هو دانيال ، ودوق براونيز هو كارتر ، ودوق فيسيل هو ديڤيد و أخيراً ... دون فيرانج هو غرايسون ، صحيح ؟"

ومع ذلكَ ، قالت آستر جميع الأسماء الأربعة على عكس توقعاته .

لقد كان كتاباً قرأته لمرة واحدة ولكن بسبب ذاكرتها الجيدة لم تستطع نسيانه .

"هذا جيد!"

أشرق وجه چيمس .

كان إسم العائلة الثانية غير معروف إلا بقراءة الكتاب .

بفضل موقف آستر الصادق تجاه التعلم أصبح چيمس سعيداً .

طوال الوقت كانت آستر مركزة ولا تفوت أي كلمة مما يقوله .

"الآن ، سأجري لكِ إختباراً بسيطاً على الذي درسناه خلال الثلاث أسابيع الماضية ."

كانت إحدى طرق الدراسة الخاصة بچيمس إلى الفحص الدوري .

لمنع الأطفال من التوتر ، أجرو الإختبار في نهاية الفصل .

كتبت آستر بسرعة الإجابات الصحيحة بمجرد أن إستلمت الورقة . كانت سبعة اسألة قصيرة الإجابة لكنها كانت سريعة .

"معلمي ، لقد إنتهيت ."

سجل چيمس بدقة ، لكن جميع الاسألة كانت صحيحة .

نظرَ چيمس إلى الورقة المكونة من مئة نقطة و أخرج لسانه .

لايزال هو صفها الثاني ، لكن آستر كان لديها العديد من الزوايا الفريدة .

كانت أكثر هدوءاً وتركيزاً من الأطفال اللذين درسهم من نفس العمر .

'آخر مرة ، تشارلي يونجسيك ...'

لقد كان رأسه يحترق عندما تذكر تشارلي ، الذي قام بتعليمه منذ فترة .

قَبِل الوظيفة كـمعلم له لأنه كان صغيراً في السن وكان لديه المزيد من الوقت لمتابعة كل فصل .

"معلمي ؟"

چيمس الذي كان يُفكر لبرهة ، أصبح متيقظاً تماماً بسبب صوت آستر .

"إنها ١٠٠ نقطة ، يافتاة ، سوف تكونين طالبة شرف حتى لو ذهبتِ إلى الأكاديمية ."

"هيهي ."

لم تكره آستر مدحه ، وإبتسمت بهدوء .

إبتسم چيمس مع إبتسامة آستر اللطيفة .

كان محظوظاً لأنه يقوم بتدريس مثل هذه الطفلة الجميلة و الذكية . كانت خلفية كونها إبنة الدوق الأكبر بمثابة مكافأة .

"بالمناسبة ، قيل أنه سيكون هناكَ حفلة عيد ميلاد قريباً ."

"نعم . بعد شهرين ."

في غضون شهري ... إغمق وجه چيمس .

"...هل رقصتِ من قبل ؟"

"لا."

"حسناً ، ربما لم يفت الوقت بعد ."

كان من الصعب على آستر التي كانت غريبة على الرقص أن تصبح ماهرة في غضون شهرين فقط ، حتى أى شخص تعلم الرقص بشكل طبيعي لم يفعل ذلك .

كان چيمس يحسب الوقت و يتسائل عما إن كان الأمر ممكناً .

"هذا ليس الوقت المناسب . سأحضر فصل رقص إجتماعي على الفور ، من اليوم سيكون هناكَ تدريب خاص ."

فهم چيمس قول دي هين بأن يهتم بآستر و أصبح الآن يتصبب عرقاً بارداً .

***

غرفة إجتماعات المعبد بعد أيام قليلة .

بمناسبة يوم الإجتماعي الفصلي ، شغل كبار الكهنة مقاعدهم .

بالإضافة للذين كانو يرتدون زي الكهنة ، حضر العديد من النبلاء اللذين كانو لديهم رهانات مع المعبد .

"هيا ، دعونا نتوقف عن الحديث ونبدأ الإجتماع ."

ضرب رئيس الكهنة كريسبر رئيس هذا الإجتماع على المنضدة وجلس .

هدأ الصوت في لحظة .

"حسناً ، اليوم شارك معنا الدوق براونز ."

"لم أركَ منذ وقت طويل ."

بمجرد الإنتهاء من المقدمة إندلع تصفيق خفيف .

"أولاً ، سأتعامل مع أكثر المشاكل الصحية إلحاحاً للقديسة ."

قال كريسبر بصوت جاد .

"كما سمع الجميع ، تدهورت صحة القديسة منذ فترة .. عمل كبار الكهنة بجد لعلاجها ، لكنها لم تتحسن ."

كان سبب إستمرار المعبد هو قوة القديسة .

ضعف القديسة يعني أن قوة المعبد تضعف ايضاً . لذلكَ ، كانت صحة هذه المرأة مهمة للغاية .

"ايها الاب لاتس ، هل يُمكنكَ إخبارنا بالأمر بشكل مباشر ؟"

"نعم .أنا خائف من أنه قد تبقت لها عام فقط على أقل تقدير ."

رد لاتس ، المسؤول عن علاج القديسة سيسبيا مُعبراً عن أسفه .

"آه ، إذاً ماذا سنفعل ؟"

"لابدَ لنا من إتخاذ التدابير على الفور ، إن بقت على هذا الحال فإنها مشكلة كبيرة ."

إرتفعت أصوات الوزراء اللذين أدركو أن الوضع كان خطيراً جداً . كان ذلكَ بسبب خوفهم من فقدان السلطة .

"هذا هو سبب الإجتماع الآن ، أقترح ان علينا إختيار و تعليم الطفلة التي من الممكن أن تكون القديسة التالية ."

قال كريسبر بهدوء .

"من بين المرشحات لمنصب القديسة الحاليات ؟"

"نعم . يتم إختيار عدد قليل فقط من الأشخاص المتميزين للقيام بالتدريب العملي ."

عادة ، بعد إدراكها للقوة المقدسة يتم إختبار قدرتها .

نظراً لأن الوضع غير عادي ابداً ، فلقد كان جواً لا يستطيع فيه الجميع التعبير عن آرائهم وكانو حذرين .

واصل كريسبر الكلام لضبط الحالة المزاجية كما كان ينوي .

"يعلم الجميع أن الإنتقال من بين القديسة الحالية إلى القديسة التالية يُمكن أن يطول . في غضون ذلكَ ، قد تفقد الأسرة الإمبراطورية قوة المعبد ."

أصبح الجميع حساسين لفكرة أن وعاء الأرز الخاص بهم يُمكن أن يؤخذ منهم .

ثم بدأ أحدهم يتفق و تدفق الإجتماع في جو من الموافقة .

"كم عدد الأشخاص المتميزين ... هل لديكَ شخص في بالك ؟"

"يُمكنني التفكير في شخص واحد فقط . أعتقد أن الجميع لن يكونو مختلفين ."

بعد كلمات كريسبر ، تصاعد الحديث هنا وهناك .

وفي كل مكان ، ظهر إسم راڤيان .

"إذاً ، إنها راڤيان ؟"

"بالطبع ."

"وماذا عن إثنين آخرين ؟"

"حسناً ، إن كان هناكَ طفلة متميزة فلنبحث عنها ."

بعد ذكر إسم راڤيان بدأ الجو في الإرتفاع .

"انا موافق . دعونا نفعل ما نستطيع أن نفعله ."

"أنا بخير مع هذا ايضاً ، لم يتبقى الكثير أمام القديسة الحالية على أي حال .. لنجد طريقة لحماية المعبد ."

إتفق الجميع وكأنها كانت كذبة ترددو فيها حتى الآن . وفي تلكَ اللحظة إنتهى الإجتماع .

يتبع ...

2021/05/07 · 864 مشاهدة · 1572 كلمة
نادي الروايات - 2025