"لا ، لم أقصد ...."

"يُمكنني قضاء بقية حياتي هنا وحدي بدون أصدقاء ، حسناً . أنا بخير حقاً ."

أضعفت هذه الكلمات قلب آستر ، كان ذلكَ لأنها كانت تعرف أكثر من أي شخص شعور الوحدة و المحاصرة في مكان ما بمفردها .

'ماذا يجب أن أفعل ...'

إن قررتُ أن أكون صديقة له فهذا يعني أنه يجب أن آتِ إلى هنا كثيراً ؟

كما أنها كانت تعرف أنه سيكون من الوحدة إنتظار شخص لا يأتي ، لقد كانت قلقة من أن ينتظرها نواه .

ومع ذلكَ قط خطر على بالها كلمة «وحيد.» تنهدت آستر وردت على نواه .

"هل هناكَ شخص آخر يأتي غيري ؟"

"لا ، لا أحد ."

"...إذاً ، لنكن أصدقاء من اليوم ."

نواه الذي كان يستمع إلى آستر رفعه يديه وأحب الأمر ثم إبتسم بشكل مشرق .

"بما أننا الآن اصدقاء لما لا نتحدث ؟"

"ايه؟ آه... آه ."

من حيثُ اللامكان ، ظهرت كلمات نواه بسرعة ، لقد كان نواه أول صديق لآستر من نفس عمرها في حياتها .

تحدث نواه بدون توقف بينما أنهت آستر الرسم بسرعة .

"آستر ، كيف حالكِ هذه الأيام ؟"

"ماذا؟"

"فقط . أنا فضولي لأعرف ما تشعرين به ."

تعجبت آستر من سؤال نواه الغريب .

كان من الغريب أن يسأل طفل من نفس سنها مثل هذا السؤال ، لم تكن تعرف بما يفكر نواه .

"إن الأمر ممتع لأن الكثير من الأشياء المختلفة تحدث كل يوم ."

ومع ذلكَ ، كان نواه شخصاً لا يستطيع رؤية المستقبل .

بمجرد أن سمع نواه هذه الإجابة إبتسم على نطاق واسع لدرجة أن إبتسامته كادت تصل إلى أذنه .

"شكراً للإله ."

لقد كان يضحك بحماس شديد لدرجة أن آستر شعرت بالحرج .

سألت آستر وهي تفكر لماذا كانت ردت فعله بهذه الطريقة .

"لقد كنتُ أشعر بالفضول منذُ المرة الماضية . هل تعرفني ؟"

لقد شعرت بهذا لسبب ما ، هذا الشعور أنه يعرفها جيداً . على الرغم من أنه لا يُمكن أن يكون الأمر كذلك ، لقد كانت تشعر بالشك .

"أنا أعرفكِ ."

إنحنى نواه إلى الأمام و إقترب إلى وجهها فجأة ، تفاجأت آستر .

"كيف ؟ ماذا تعرف ؟"

"أنتِ آستر . أنتِ ترسمين بشكل جيد . ولقد أصبحتِ صديقتي منذ اليوم ."

"ماهذا ."

إبتسمت آستر إبتسامة عريضة .«ضحكت»

"بخلاف ذلك ، دعيني أعرف عنكِ المزيد . لأنني أريد معرفة المزيد ."

تظاهرت آستر أنها لم تسمع نواه الذي كان يتحدث إلى نفسه .

كان من المدهش أن نواه لم يقل شيئاً محرجاً بمجرد الإستماع له .

"تعال ! لقد إنتهت الصورة ."

لم يستغرق الأمر وقت طويل لأنها قد رسمت كل شيئ من قبل بالفعل بإستثناء العيون .

وأخيراً عندما ملأت مكان العيون إكتملت الصورة التي كانت تُشبه نواه تماماً .

"لقد قمتِ بعمل جيد . لقد أحببتها حقاً ."

نظرَ نوان إلى الصورة بعيون عميقة ثم إبتسم ومد يده إلى آستر .

"أريد أن أدفع في المقابل ."

"لا بأس ."

"لا تفعلي ذلك . لا يوجد شيئ مجاني في هذا العالم ."

على الرغم من أن آستر قالت أنها بخير ، إلا أن نواه أجبرها على عدم قبول ذلك .

"لكنني لا أريد شيئاً ؟"

"إذاً سأريكِ شيئاً مدهشاً ."

قال نواه لآستر بثقة .

"شيئ مدهش ؟"

"نعم . توجد حديقة سرية في الفناء الخلفي ."

إنبهرت آستر بكلمة الحديقة السرية وشعرت فجأة بالغرابة .

"هل تستطيع التحرك ؟ هل تستطيع المشي ؟"

"نعم . إن الأمر ممكن الآن ."

عضت آستر ذراعيها عندما رأت أن نواه يُجيب بشكل عرضي .

كان نواه يُصبح مريباً أكثر فأكثر . تساءت عما إن كان الأمر صحيحاً .

'هل هذه كذبة ؟'

عندما إنتفخت خدود آستر من التفكير الجاد لم يستطع نواه كبح ضحكته .

"إن كنتِ تريدين سؤالي أى شيئ إفعلي . لا تفكري في الأمر بمفردكِ ."

شعرت آستر بالخجل لأنه قرأ أفكارها لذا سعلت من اللاشيئ .

"هممم ، ما المرض الذي لديكَ ؟"

"المرض يُسمى لعنة الإله ، هل تعرفينه ؟ إن لم أحصل على القوة المقدسة بإستمرار قد أموت ."

"آه ..."

كانت آستر في حيرة من أمرها بسبب أن مرضه كان أكثر خطورة مما كانت تعتقد . كان المرض الذي أُصيب به نواه مرض عضال .

حتى في المعبد كانو يحاولون إيجاد علاج لهذا المرض الذي يُسمى لعنة الإله لكنهم يفشلون في كل مرة .

نواه كان يعاني من مرض عضال سيئ السمعة ، لقد جاء الحزن إليها في وقت متأخر .

"لهذا السبب فعلت هذا ."

الآن شعرت آستر أن جميع قطع الألغاز قد تم تجميعها معاً . لماذا نواه موجود في هذا الملجأ ولماذا بستيقظ بمجرد لمسه ليدها .

'لقد إمتص قوتي .'

ربما لم تكن إرادة نواه ، لكن جسده قد إمتص قوة آستر بشكل طبيعي وتعافى .

"لابُد أنكَ قد مررت بوقت عصيب ."

رأت آستر التي كانت في المعبد أشخاصاً يُعانون من نفس المرض و يموتون .

كان من المحزن الإعتقاد أن نواه كان سيموت مثلهم ، لقد شعرت بالحزن على الرغم من أنها قد علمت بهذا للتو .

"لأنه لا يوجد علاج لهذا المرض ..."

"ليس الأمر و كأنه لا يوجد علاج ."

"ماذا؟"

تفتحت آذان آستر من تلقاء نفسها ، لا يسعها إلا أن تتسائل عن كيفية علاج مرض لا يعرفه أحد .

"أنتِ فضولية صحيح ؟ سأخبركِ ."

وضع نواه قدميه على الأرض . لقد مضى وقت طويل منذُ أن نهض نواه من على السرير .

بفضل آستر لقد كان لديه ما يكفي من القوة ، لكنه لم يكن معتاداً على المشي فـتعثر .

لاحظت آستر ذلكَ و أمسكت بكتف نواه ، إبتسم نواه و أمسكَ بيدها .

"أظن أنه سيكون من المريح أكثر أن نمشي يداً بيد بدلاً من الكتف . ساكون مديناً لكِ ."

"حسناً ."

أمسكت آستر بيد نواه بقوة .

كان الأمر غريباً بعض الشيئ لكنها لم تستطع ترك يد شخص كان يكافح .

ظهر الجانب الآخر من المدخل الذي كان متصلاً بـباب غرفة نواه و متصلة بالفناء الخلفي فور المرور عبر البوابة .

"ما رأيكِ ؟"

شعرت آستر أن قلبها كان يدق بما يكفي حتى لا تجيب .

كان الهواء هنا ، و الأشجار ، و الزهور ، و الريح ، حتى الطيور تشعر وكأنها تتحدث .

'هذا غريب .'

كانت أول زيارة لها ، لكنها كانت دافئة ومريحة كما لو كان مسقط رأسها .

لقد كانت آستر في حالة مزاجية غريبة وفتحت ذراعيها على مصرعيهما .

ثم بدأ نسيم بارد يمر عبر آستر ، وتجمعت البتلات حولها بطريقة ما .

لم تقصد آستر هذا لكن الطبيعة كانت تستجيب بالكامل لحركات آستر .

شعرت آستر أن قوتها قد خرجت عن نطاق السيطرة وحاولت التوقف .

لكنها لم تنجح .

'لا أستطيع التوقف .'

واصلت القوة في التسرب ، لقد كانت تريد إيقافها حتى ولو بالقوة أو بإيذاء نفسها لأنها لم تكن فادرة على فعل ذلكَ بعد الآن .

في ذلكَ العين .

إلتقت عين آستر بشيئ ما يحدق في رأسها .

"من...؟"

لقد تم التخلص من القوة بشكل مدهش وكما لو أن لا شيئ قد حدث رجع الهدوء مرة أخرى .

نظرت آستر حولها وهي تتنفس بصعوبة ، لقد كانت جميع الزهور في الحديقة تتفتح بسبب قوة آستر .

ولكن قبل ان تُلقي آستر نظرة خاطفة عليهم بحثت عن الشخص الذي إلتقت عينها به .

"نواه ! من كان هنا غيرنا ؟"

"لا احد ، نحن فقط ؟"

لقد كان الأمر غريباً من الواضح أنها شعرت أنها تواصلت بالعين مع شخص ما ولكن لم يكن الأمر غير مألوف الآن .

"ما الأمر ؟"

هزت آستر رأسها وهي تمسح العرق بكمها .

"لا ، لابدَ أنني رأيت الأمر بشكل خاطئ ."

نظرت في الحديقة من حولها و أجبرت نفسها على التخلص من هذا الشعور الغريب كما لو أنها خلقت فضاءاً جديداً .

إلتفتت آستر إلى نوان الذي ظل ينظر إليها بعيون غير منزعجة .

"لماذا لا تسألني أى شيئ ؟"

في لحظة ، أزهرت الأزهار و إشتد الريح . إن الأمر مشكوك فيه لكن نواه كان هادئاً جداً .

"كنتُ أتوقع ذلكَ تقريباً ، لقد إستيقظتُ لأنكِ أمسكتِ بيدي في المرة الأخيرة وكذلك نفس الأمر اليوم . أعتقدُ أن لديكِ قوة كبيرة ."

في الواقع ، عرف نواه بالفعل قدرات آستر لكنه لم يستطع أن يقول لها هذا ، لذلكَ أخبرها بقصة مختلفة .

ولقد كانت قصة مقنعة ايضاً بالنسبة لآستر وقد تم حل شكوكها حول نواه .

"فهمت ."

"نعم . آستر لدىّ ما أطلبه ."

"ماذا؟"

إبتسم نواه الذي كان ينظر إلى آستر وعينيها .

"هل يُمكنكِ مقابلتي بشكل منتظم ؟ في الواقع هذا هو العلاج الذي اتلقاه لذا أريد أن التقي بكِ ."

لقد كان يقولها بصراحة أنه يريد إستخدامها لنفسه ، لكنه كان يتحدث بثقه و بطريقة ما هي لم تكره ذلكَ .

ومع ذلكَ ، كان من الصعب وعده بالإلتقاء بإنتظام . لم تكن ترغب في التواصل بعمق مع شخص ما .

"هذا صعب بعض الشيئ ..."

"بدلاً من ذلكَ ، سأساعدكِ لاحقاً ."

"انا ؟ ماذا تقصد بالمساعدة ؟"

إمتلأت عيون آستر بالشكوك .

"أى شيئ . صدقيني ، بالتأكيد سأساعدكِ لاحقاً ."

ضغط نواه أصابعه على أطراف اصابع آستر قائلاً أن هذا وعد .

شيئاً فشيئاً رفع نواه رأسه ليلتقي بعيون آستر المشوشتين .

لم تستطع إشاحة نظرها عنه و اومأت .

"حسناً ."

كان وعداً صغيراً بينهم ، بين الأزهار الملونة الجميلة .

في ذلكَ الحين .

كانو قادرين على سماع صوت بالين يبحث عن آستر .

"نواه ! آستر ! أين أنتما ؟"

لم تكن مدركة للأمر تقريباً لأنها كانت مع نواه لكن الوقت قد إنتهى بالفعل . إستدارت آستر متفاجئة .

"من الأفضل أن أغادر الآن ."

"سنرى بعضنا البعض قريباً ، صحيح ؟"

"...نعم . أراك لاحقاً ."

لقد رفض نواه حتى النهاية ترك يد آستر .

ولكن عندما سمع الإجابة التي كان يريدها أصبح تعبيره مشرقاً .

إستدارت آستر على الفور وحاولت الرد على بالين . لكن قبل أن تتمكم من الرد عليه أتى بالين إلى الحديقة التي كان فيها نواه و آستر .

توقف بالين عندما رأى نواه و إتسعت عيناه .

"سيد نواه ... كيف بحق الجحيم .... كيف يُمكنكَ المشي ؟"

"هذا فقط ما حدث ."

وضع نواه إصبعه على فمه وطلب من بالين السكوت .

قام بدفع آستر بخفة بكف يده من على ظهرها .

"إلى اللقاء ، كوني سعيدة كل يوم ."

يتبع ...

2021/05/10 · 898 مشاهدة · 1639 كلمة
نادي الروايات - 2025