مثلما كانت هذه الحياة اليومية ثمينة بالنسبة لآستر ، فقد كانت ثمينة بالنسبة لدي هين .

الحياة اليومية لأبناءه الأعزاء التوأم و آستر . إن كان أي شيء قد يكسر هذا ، فلن يستطيع المسامحة .

'لا أستطيع تركها تذهب . لا ، لن أفعل .'

لكن ماذا لو أرادها شخص مثل دامون ؟ بالتفكير في هذا للمرة الثانية ، شعر بالغضب و طحن أسنانه .

في هذه الأثناء ، أصبح عقل آستر معقداً مرة أخرى . كان ذلكَ لأنها تذكرت المحادثة التي أجرتها مع دي هين .

إذا كان دي هين ، سيحاول بطريقة ما العثور على علاقتها مع راڤيان ، لذلكَ لم يكن هناك شيء تخفيه .

قررت أن تقول الحقيقة لدي هين الذي قَبِلها كما هي و شفى آلامها .

"أبي ."

نادت آستر دي هين بصوت يرتجف و أزالت رأسها الذي كان يتكئ على كتفه و ابتعدت قليلاً .

"لدىّ شيء لأخبركَ به ."

لم تكن تعلم أنه سيكون الآن ، لكنها ظلت تفكر أنه في يوم من الأيام ستضطر لقول الحقيقة .

"تحدثي بشكل مريح ."

"لدىّ شيء أخفيته عن أبي ."

خف صوت آستر .

في الواقع ، كان يجب أن تخبره عندما تم تبنيها ، لكنها لم تكن تشعر أنها كانت بحاجة لذلك لأنها كانت ستموت قريباً .

لم تكن تعرف مدى الإنزعاج الذي تشعر به عندما تم خداعه عن غير قصد .

"لابأس ."

على الرغم من أنه لم يكن يعرف ما هو الأمر إلا أنه أمسكَ بيدها بقوة وطلب منها ألا ترتجف .

تجرأت آستر عندما رأت اليد التي تمسك بها .

"لدىّ ... قوة القديسة."

هو لا يرمش حتى في معظم الأوقات ، لكن هذه المرة عقد حاجبيه .

"قوة القديسة ؟"

"نعم ، أنا القديسة التالية ."

لم يكن هناك ثقة في صوت آستر .

بسبب الذكريات التي لديها عندما لم يصدقها أحد ، اعتقدت أن دي هين سوف يتصرف بهذه الطريقة .

"أنتِ قديسة ... هل هذا صحيح ؟"

لكن دي هين كان كريماً جداً مع عائلته . على حد التعبير ، كان سيصدق آستر إنبته الغالية إن قالت أن السماء قد انشقت .

صحيح أنه كان متفاجئاً بعض الشيء ، ولكن عندما رأى أن آستر كانت ترتجف أزال القلق عنها .

"أشكركِ على إخباري . لابدَ أنه قد كان من الصعب أن يكون لديكِ مثل هذا السر الكبير ."

هزت آستر رأسها عندما سمعت صوت دي هين الهادئ .

"هل تصدقني ؟"

"هل هناك سبب لعدم تصديق هذا ؟"

لم يكن هناك شكوفي عيون دي هين الخضراء الداكنة و هي تحدق في آستر .

ارتجفت آستر أمام ثقتها المطلقة .

"لم يصدقني أحد ..."

في نهاية الجملة كان هناك صرخة . لم ترغب في البكاء لكن الدموع كانت على وشكِ الخروج ، بذا ضغطت على عينها .

الأشخاص الوحيدون الذين اعترفوا أن آستر كانت قديسة هما التوأم اللذين رأوها تستخدم قوتها المقدسة .

في حيواتها الأخيرة العديدة ، لم يستمع لها أحد .

حتى لو قالت أن راڤيان مزيفة وأنها القديسة الحقيقية فكل ما كان يعود لها هو عيون باردة و سخرية .

كان هناك الكثير من الجروح التي لديها الواحد تلو الآخر ، بعد ذلك لم تعلن عن هذا الإدعاء .

"قال الجميع أنني أكذب ... و كيف يُمكن لشخص مثلي أن تكون قديسة ...."

تبادرت ذكريات الماضي في ذهنها في ذهنها و أوقات اليأس التي لا حصر لها وانفجرت جميع المشاعر .

على الرغم أنها لم ترمش إلا أن الدموع التي ملأت عينها بالفعل بدأت في الإنهمار و سقطت على ركبتها .

عند رؤية دموع آستر شعر دي هين بالحيرة و للإرتباك كما لو أنه هو من جعلها تبكي .

"آه ، لا تبكي . من قال هذا بحق خالق الججيم ؟ هؤلاء الأوغاد !"

كانت الشتائم الشديدة تأتي و تذهب في قلبه لكنه امتنع عن قول هذا أمام آستر و قالها بطريقة لطيفة فقط .

كان دي هين مضطرباً لكنه مسح بعناية دموع آستر بإصبعه .

كان من الأفضل أن تبكي و تنفجر من البكاء ، ولكن كان من الحزن أنها تحاول جاهدة كبح دموعها .

أراد أن يريحها لكنه لا يعرف كيف لذا فقط عانق آستر .

ارتجفت آستر الصغيرة التي تتناسب تماماً مع ذارعىّ دي هين الكبيرتين من الدفء الذي يحيط بها .

"سأعاقب كل الأشخاص اللذين جعلوكِ حزينة . لذا لا يتعين عليكِ التعامل مع الأمر بمفردكِ ."

"أبي ...."

دفنت آستر وجهها في كتف دي هين و أغمضت عينيها . كان هذا الدفء أكثر راحة من مئة كلمة .

"أولئكَ الذين جعلوكِ تبكين لن أتركهم و شأنهم ."

"...ماذا ؟"

"كيف يجرؤون على جعل إبنتي تبكي ؟"

كان صوت دي هين دافئاً و مغموراً .

انهمرت دموع آستر من الرعب المفاجئ .

"يا إلهي ، هل ستقتلهم ؟"

"لا يوجد شيء أفعله إن أردتِ هذا ."

لمعت عيونه الخضراء بشكل خطير .

لابد أنها كانت مزحة لكن عندما قالها بجدية شعرت بالإرتباك .

عندما شعرت آستر بالذعر عندما اعتقدت أن دي هين يتحدث بجدية ، ضحك .

"بالطبع لن أفعل شيء لا تريدينه أن يحدث ، لا تقلقي ."

دس دي هين شعر آستر خلف أذنها و نظر لها بحزن .

قلبه يؤلمه عندما يرى صورتها عندما التقى بها للمرة الأولى خلف هذا المظهر الباكي .

"هل تعرف راڤيان هذا السر ؟ هل أزعجتكِ و طلبت منكِ قتلي للخروج من هنا ؟"

لطالما كان ماضي آستر في ذهنه . شعر و كأنه يقترب من واقع لا يستطيع فهمه بغض النظر عن مقدار البحث الذي أجراه .

كان يطحن أسنانه معتقداً أنه لن يغفر للدوق براونز على ما فعله لآستر ر.

"لا . راڤيان لا تعرف شيئاً عن هذا بعد ."

سألت آستر وهي تهز رأسها .

"هل ستوبخهم حقاً ؟"

"بالطبع . إن كانوا سبباً لنزول الدموع من عينيكِ فهذا يعتبر تحدياً لتريزيا ."

"إذا كان ... المعبد ؟"

كان هناك مسألة عن تحول المعبد بالكامل لعدو .

"فرساني هم الأفضل في الإمبراطورية . القضاء على المعبد غير مهم ، لم يعجبني في المقام الأول ، لكني أرغب في التخلص منه الآن ."

بالطبع هذا هراء ، لكن زوايا شفتها ارتفعت لأنه من الجيد أن يقف بجانبها .

"إذاً ، هل فعل المعبد شيئاً سيئاً لكِ ؟ عُد بالعربة الآن ...."

"لا ! لا أحد يعرف حتى الآن ."

شعرت آستر بالدهشة و أمسكت بذراع دي هين عندما وقف لإرجاع العربة .

في هذا الوقت ، ربما رداً على أحد المشاعر .. بدأ ظهر يد آستر في التوهج .

عكس القول أن أحداً لم يصدق ولا أحد يعرف بالأمر بعد .

كان سيشعر بالغرابة لو كان دي هين حاداً بشكل طبيعي ، لكنه أصيب بصدمة شديدة و ابعد نظره عن الظاهرة التي كان يراها لأول مرة ، و لم يلاحظها .

آستر التي لم تكن تجرؤ على قول الحقيقة بشأن عودتها بالزمن أدارت يدها و نظرت إلى مؤخرة يدها و شعرت و كأنها محظوظة .

كان هذا الإدراك الذي ظهر لأول مرة بعد وفاة القديسة سيسبيا لكنه الآن أوضح من المعتاد .

"هل هذه علامة القديسة ؟"

"نعم ، هذا صحيح ."

"سمعت أنها تظهر على ظهر اليد ، لكنها المرة الأولى التي أراها فيها ."

بما أن وعيها لم يختفي و أصبحت أكثر إدراكاً ، أصبحت آستر مشوشة و أخفت ظهر يدها خلف ظهرها .

نظر إليها دي هين بصمت ثم ربت على رأس آستر و أخفى كف يدها بكف يده .

"إنها ليست جريمة ، لذا لا داعي لإخفاء الأمر ، يُمكنكِ الكشف عنها بفخر ."

"ماذا ؟ و لكن إن كُشِفَ الأمر أنني قديسة سيكون والدي في ورطة ...."

اتسعت عيون آستر .

"ورطة ؟ أنا لست بهذا الضغف ."

كان صوتاً قد جعلها تشعر بالإطمئنان بمجرد سماعه .

"لديكِ حرية الإختيار . إذا كنتِ تريدين العيش كقديسة ، سأحترم ذلك ، ولكن إن لم تفعلي ، سوف أحميكِ حتى النهاية ."

"لقد أخبرتكَ من قبل . أريد الإستمرار في العيش مع والدي ."

"نعم ."

اهتزت زوايا شفاه دي هين و ظهرت إبتسامة مشرقة في العلن .

لم يكن مظهره الحاد المعتاد في أى مكان يُمكن رؤيته الآن .

تم احتجاز آستر في ذراعىّ دي هين العريضتين طوال الطريق . كانت ذراعه دافئة للغاية لدرجة أن آستر نست كل شيء و ذهبت في النوم .

***

بعد أسبوع تم الإنتهاء من جنازة القديسة .

كان جميع الزوار الذين ملأوا المعبد قد رحلوا بالفعل، و أغلق المعبد جميع الأبواب حداداً لمدة أسبوع .

راڤيان التي نظرت حول القصر الهادئ توجهت نحو قصر القديسة .

بجانبها كان رئيس الكهنة لوكاس ، كان أعلى رئيس كهنة بعد القديسة .

"أليس من الأفضل أن تأخذي قسطاً من الراحة اليوم و أن نفعل هذا غداً ؟"

"لا ، منذ متى و أنا أنتظر هذا اليوم من أول يوم في الجنازة ؟"

"نعم . طلب الأمير دامون لقاء خاص بالأمس ."

عندما ظهر إسم دامون رفعت راڤيان أذنها .

"ماذا قال ؟"

"سألني ما إن كان يُمكنني عقد اجتماع لإختيار ولي العهد الشهر القادم ، لأن هذا قد تأخر كثيراً ."

كان سبب دخول دامون و الخروج من المعبد هو لجمع الأصوات لدعمه .

مع العلم بذلك . قرر المعبد دفعه ليصبح ولياً للعهد . كان ذلك من أجل الإستخدام السياسي .

"موعدي الشهر المقبل لذا يُمكنني اللحاق بك بعد ذلك ."

"نعم ، بالطبع . سيكون دامون ولياً للعهد من الجيد أن يسير كل شيء بسلاسة ."

أثناء تبادل الحديث وصلا إلى باب حديدي مغلق بخمسة أقفال .

تم نقل مفتاح الغرفة المقفلة من قديسة إلى قديسة .

احتفظ بها لوكاس لفترة من الوقت عندما ماتت سيسبيا والآن تم تسليمها إلى راڤيان .

"هنا ، هو اليوم الذي تحصلينه عليه ."

"لقد تأخر هذا الوقت أكثر مما كنت أتوقع ."

أخذت راڤيان المفاتيح .

تم فتح القفل الواحد تلو الآخر و فتح الباب بقوة .

بينما كانت تمشي في الممر الرطب وصلت إلى باب آخر في النهاية .

"أخيراً ."

تحول لون وجه راڤيان إلى الأحمر غير قادرة على إخفاء حماستها .

بمجرد فتح الباب اندلع ضوء مبهر ، كان ساطعاً و مشرقاً لدرجة العمى .

دخلت راڤيان من الباب بدون تردد .

وُضِعت كرة بلورية كبيرة في وسط غرفة مزينة .

يتبع ....

2021/08/17 · 701 مشاهدة · 1603 كلمة
نادي الروايات - 2025