في صباح اليوم التالي ،

فتحت آستر عينيها لأنها كانت تعاني من الحكة بسبب أشعة الشمس .

بمجرد أن استيقظت شعرت بفرو (جبنة) الناعم .

"جبنة ؟ لماذا أنتِ هنا ؟ كيف صعدتِ على السرير ؟"

كان يُطلق على القطة الذي ساعدتها آستر في الحديقة إسم (جبنة) بسبب لونها الأصفر .

قال چو-دي أنه سوف يربيها بنفسه ، لذا احضروها معهم ، ولكن عندما كان لديها وقت فراغ تأتي دائمًا لغرفة آستر و تنام .

حتى الآن ، بينما كانت آستر نائمة أتت و دفنت وجهها في مؤخرة رقبتها .

"سيكون أوبا حزينًا عندما يكتشف هذا ."

في هذه الأيام ، كان چو-دي يبذل قصارى جهده من خلال تقديم الوجبات الخفيفة ل(جبنة) للفوز بقلبها .

بيت جبنة موجود أيضًا في غرفته ، ولابدَ أنه سيكون منزعجًا أنها جاءت لآستر أثناء نومه .

استيقظت آستر على هذا معتقدة أنها يجب أن تأخذ جبنة لمنزلها قبل أن يستيقظ شقيقها .

ثم عبست جبنة و مدت يديها إلى آستر .

لقد فُتِنت بالتصرف الصغير ، ثم تذكرت أحداث ليلة أمس .

'كيف وصلت لهنا ؟'

كانت تتذكر أنها قرأت الوثائق في المكتب لكنها لا تتذكر كيف وصلت لهنا .

'هل أخذني والدي لهنا ؟'

لقد شعرت بالسوء لأنه كان عليه حملها على الرغم من أنها قد عرضت المساعدة .

بعد الإفطار ، قررت العودة إلى المكتب للمساعدة و ذهبت إلى النافذة مرتدية النعال .

عندما سحبت الستائر انسكب ضوء الشمس الساطع .

عبست لأن ضوء الشمس كان يعمي ، ثم فكرت في نواه .

'لقد قال أن الأمور لم تسر على ما يرام .'

حصل نواه على أكبر قدر من الدعم ، لكن النتائج تم تأجيلها بسبب معارضة المعبد .

كانت قلقة أن الأمور لا تسير على ما يرام كما كان يعتقد و لقد كان يكافح .

'أريد اخباره أن يبتهج .'

بالنظر إلى الخلف ، كان نواه يهتف لها ، لكنها لم ترد له هذا أبدًا .

ومع ذلك ، لا يمكنها الذهاب للقصر الإمبراطوري بسبب هذا .

تساءلت عما إن كان هناك طريقة للتواصل معه وفي النهاية توصلت إلى طريقة جيدة .

لقد سمعت الأمر في عيد ميلاد مرشحة من المرشحات ، أن المرشحات البالغات يتعلمون كيفية ارسال الرسائل عن طريق الحمام الزاجل .

كانت آستر مرشحة منخفضة المستوى ، لذا لم تستطع تجربة الأمر ، لكنها كانت واثقة أنها ستكون قادرة على فعل ذلك بدون أن تتعلم .

أخذت آستر نفسًا عميقًا و فتحت النافذة على مصراعيها و قامت بالتصفير بقوة .

الغريب أن الطيور تجمعت بسرعة بعد صوت الصفير و كأنه أغنية .

"نجحت!"

تواصلت آستر بالعين مع الحمامة الأولى و أدخلتها للغرفة .

على الرغم من أن الصفير قد انتهى إلا أن الحمامة لم تهرب و بقت تتصرف بلطف بجانب آستر .

"لحظة ، سوف أعطيكِ رسالة ."

كانت آستر متحمسة لفكرة إرسال رسالة لنواه التقطت قطعة من الورق و كتبت .

ومع ذلك لم يكن من السهل إكمال الرسالة بسبب عبء كتابة الخطاب الأول ، على الرغم من أنها لم تحاول كتابته بشكل جيد .

كتب في ورقة و جعدتها و جعدت عدة أوراق بشكل متكرر .

بعد الكتابة لفترة طويلة أنهت أخيرًا كتابة الرسالة و ابتسمت بفخر .

طوت الرسالة على الفور و حاولت ربطها في قدم الحمامة لكنها ترددت .

"ألن يظن أن الأمر غريب ؟"

لقد شعرت بالحرج من إرسال الرسالة لأن نواه قد يسيء الفهم .

ومع ذلك ، قامت بربط الرسالة و وضعت مبررًا لأنها كانت قلقة لأنهم أصدقاء وليس لأى شيء آخر .

"سعيدة بلقائكِ ."

نظرت آستر إلى الحمامة بنظرة جادة و تذكرت نواه .

لقد كانت مرحلة التصوير .

حتى لو لم تكن حمامة مدربة ، فإن هذه المرحلة تجعل الحمامة تزور الشخص .

"جوو!"

طارت الحمامة بقوة من النافذة و أطلقت صوتها كما لو كانت تفهم آستر .

"آمل أن يتم تسليمها بشكل جيد ."

اهتزت آستر ، التي تحولت خدودها إلى اللون الأحمر وهي تفكر في الشكل الذي سيبدوا عليه نواه عندما يستلم الرسالة .

ثم ، عندما تذكرت فجأة وعدها مع والدها و إخوتها شعرت بالذنب .

'لا بأس بهذا صحيح ؟'

لم يتقابلوا ، هي فقط أرسلت رسالة ، لكنها شعرت بعدم الإرتياح لأنها بدت و كأنها أخلفت بوعدها بإرسالها للرسالة و التفكير فيه .

شعرت بالضيق و تعهدت أن تخبرهم بصدق في وقت العشاء .

وغادرت من الغرفة لأخذ جبنة إلى چو-دي .

كانت غرفة چو-دي في الطابق السفلي ، لكن نظرة آستر اتجهت إلى الردهة كما لو كانت ممسوسة .

"هاه ؟"

بشكل غريزي شعرت بشيء مختلف ، لكن القفل الذي كان مغلقًا في الغرفة التي في النهاية دائمًا ، أصبح مفتوحًا الآن .

أدركت آستر أن خطواتها وصلت للغرفة و قامت بالتحديق عن كثب لكن القفل حقًا لم يكن مغلقًا .

أدارت مقبض الباب تحسبًا ، ولقد فُتِح الباب بالفعل .

'أوه؟'

عندما فُتِح الباب أرادت الدخول ، لقد كان مغلقًا في كل مرة لهذا كانت فضولية .

ومع ذلك ، ترددت في الدخول لأنها لم تكن تعرف سبب فتح هذه الغرفة .

فكرت فيما إن كان يجب أن تحصل على إذن من والدها أولاً ، لكنها قررت فتحها قليلاً و النظر بالداخل .

'أنا حقًا لم أقصد الدخول .'

كانت ستنظر لها بعينها فقط من الخارج لكن في اللحظة التي فتحت فيها الباب دخلت جبنة للداخل.

"هاه ؟ جبنة ! لا !"

صرخت آستر و حاولت الإمساك بها على عجل ، لكن جبنة دخلت بسرعة للغرفة .

بعد دخول الغرفة تجولت بالداخل كما لو كانت غرفتها و الزمت آستر بالدخول .

'...ماذا أفعل ؟'

طلبت من جبنة الخروج لكن هذا لم ينجح .

في النهاية اضطرت آستر للدخول إلى الغرفة لإخراج جبنة .

على الرغم من علمها غلى عدم وجود أحد هناك ، إلا أنها قد مشت بهدوء على أطراف أصابعها .

ظل قلبها ينبض لأنها شعرت أنه مكان لا يجب عليها الدخول إليه .

لكن عندما دخلت للغرفة ، لقد كانت أكثر روعة مما كانت تعتقد . كان هناك العديد من الأشياء و الكثير من اللوحات بشكل خاص .

'رائع .'

عندما رأت آستر الصورة التي ملأت الجدار أُعجبت بها بدون أن تدرك .

كان من المدهش أن جميع الصور بها نفس الشخص و لكن كان هناك الكثير من الصور .

عندما نظرت آستر للصور الواحدة تلو الأخرى أدركت آستر بشكل تدريجي من كان في هذه الصور .

وكان بإمكانها أن تفهم لماذا منع والدها أى شخص من دخول هذه الغرفة .

حتى آستر التي لم ترَ مالكة هذه الصور من قبل كانا تفهم .

"مرحبًا ، أنا آسفة للدخول بلا إذن ."

اقترب آستر و حيت أكبر لوحة على الإطلاق .

في يوم من الأيام حدقت والدة سيباستيان بها و قالت أنها تبدوا مثلها .

'هل نبدوا كذلك ؟'

من الواضح أن لون العيون و الشعر كان متشابهًا تقريبًا . ومع ذلك كانت صاحبة اللوحة جميلة للغاية .

هزت رأسها لأنها قد شعرت بالأسف لأنها تبدوا مثلها .

'يجب أن يكون هناك شخص أو أثنان متشابهان .'

بالتفكير بهذه الطريقة أدارت رأسها عن الإطار و وجدت إطارًا صغيرًا على الرف لفت انتباهها .

كانت هناك إمرأة أخرى تشبه صاحبة الصورة تمامًا كان الإثنان يبتسمان على نطاق واسع .

لقد كانا سعيدتان لدرجة أن الإبتسامة ارتسمت على شفاه آستر من تلقاء نفسها .

لكن فجأة وقفت جبنة بجانب قدم آستر تمامًا و أصبحت في حالة بقظة.

أدارت رأسها متسائلة عما يجري و عندما رأت دي هين بجانب الباب فوجئت و أسقطت الإطار .

"أب-أبي !"

التقطت الإطار بسرعة من على الأرض ، حدق دي هين في آستر بعيون متفاجئة .

كان على وشكِ أن يغلق الباب الذي نساه الليلة الماضية .

لكن في اللحظة التي رأى فيها آستر تقف أمام صورة إيرين لم يستطع قول شيء .

'إيرين .'

رأى وجه آستر و كأنها تنظر إلى نفسها .

لقد كانت أمامها مباشرة ، لقد كانت تشبهها تمامًا .

"لقد كان الباب مفتوحًا .. أنا آسفة لدخولي ."

اعترفت آستر بالخطأ و حنت رأسها .

"لا بأس . أنا من تركت الباب مفتوحًا ."

اقترب دي هين و ربت على كتف آستر و أمسك بالإطار .

"على اليسار ، إيرين زوجتي المتوفاة و على اليمين كاثرين ، أخت زوجتي ."

كان صوت دي هين منخفضًا . ربما لأنها كانت غرفة إيرين ، لكن بدى و كأنه يكافح اليوم .

"آستر ، هل لديكِ ذكريات عن طفولتكِ ؟"

"لا ، ليس لدىّ ."

سأل آستر و أجابت بحيرة بسبب هذا السؤال المفاجئ .

"لا تتذكرين من تكون أمكِ ؟"

"لا . كل ما أتذكره هو أنني عشت في الأحياء الفقيرة ."

و الغريب أنها لم تكن تتذكر أى شيء قبل دخولها للأحياء الفقيرة ، لذلك بالطبع كانت تعتقد أن والدتها تخلت عنها .

"....حسنًا ."

كان دي هين يشك الآن بالفعل أن آستر إبنة كاثرين .

كان لايزال متأكدًا ، لكن العقد كان وحده دليلاً كافيًا .

وكاثرين التي كان يعرفها لم تكن لتتخلى عن إبنتها على الإطلاق .

'لابدَ أنها قد ماتت .'

بسبب تفكيره أنه لم يكن قادرًا على حماية كاثرين بعد إيرين ، أصبح دي هين غاضبًا للغاية .

بدلاً من ذلك ، إن قامت بإخباره هو و إيرين بالحقيقة لبقى بجانبها حتى النهاية . ربما حتى إيرين لم تعلم أنها قد ماتت مبكرًا .

"أبي ؟"

كانت آستر قلقة لأنها شعرت بتغير مشاعر دي هين و بدا و كأنه سوف ينفجر .

بعد أن ترددت أمسكت بيد دي هين الذي بجانبها .

"........؟"

"إنه فقط . أنا بجانبكَ ..."

كانت هذه المرة الأولى التي تمسك فيها آستر بيد دي هين .

نبض قلب دي هين ثم نظر إلى يدها التي تمسك بيدها و انحنى ليعانقها .

كانت آستر التي كانت في هذا الوضع مرتبكة للحظة .

"أبي ، هل أنتَ بخير ؟"

"....نعم ."

نبرة صوته المليئة بالحزن كانت بالطبع مختلفة عن المعتاد .

بدى أن الجدار الحديدي الذي لدى دي هين الذي لم يمكن أحد على معرفة ما يشعر به قد تمت إزالته بالكامل .

'لابدَ أن شيء ما قد حدث .'

بسطت آستر كفيها الصغيرين و لفتهما حول خصر دي هين ، على أمل أن يشعر بالراحة .

جفل دي هين و تجمد في مكانه عندما شعر أن آستر تعانقه .

–يتبع ...

2021/10/01 · 631 مشاهدة · 1607 كلمة
نادي الروايات - 2025