°•••°•••°•••°
تتعالق عدة عوالم بين بعضها ليولد عنه بوابة تفصل بين عالمين، أحدهما غريب عن الآخر.20
و يسفر عنه سفر البعض لعالم الآخر لتختلط الدماء و تختلط الفصائل و الأعراق و هكذا كثر مصاصوا الدماء داخل عالم البشر، و كثر مصاصوا الدماء ذوو الدماء المختلطة.8
و لإعادة الأمور لمجاريها وجب زواج ولي عهد مصاصي الدماء بفتاة تملك دماء مميزة، لا هي مختلطة و لا هي صافية، ذات شكل محدد و صفات محددة.+
و هذه الفتاة جعلت ولي عهد مصاصي الدماء يراقبها منذ طفولتها إلى بلوغها.37
°•••°•••°•••°
{المنشودة}6
يجلس ذاك الشاب غرابي الخصل على الشجرة المتفرعة بينما يراقب الزوجين من النافذة في ضجر، و أمنيته أن يغادرا بسرعة غرفة الصغيرة ليتفرد بها.25
ابتسم باتساع فور وضعهما للرضيعة داخل مهدها، و انصرافهما خارجا ليسارع نحو النافذة بقفزة واحدة متجها نحو الرضيعة.9
حملها برقة متأملا إياها بنظرات متفحصة، كانت تبدو كملاك من ملائكة الجنة لا ينقصها سوى الأجنحة.1
تبسم ساخرا من صغر حجمها ثم همس بنبرة مستخفة
-إذا أنت هي زوجتي المستقبلية81
فتحت الرضيعة أعينها العسلية الواسعة لتظهر بسمته الضئيلة، أعينها تمتلك لمعة غريبة تجذب المرء و تجبره على تأملها.10
ابتسمت الرضيعة بينما تمد يدها الصغيرة اتجاه وجهه محاولة لمسه، ليبادلها الابتسامة و يغلف يدها الضئيلة مقارنة بيده من تم قبلها برقة.19
-يشرفني الالتقاء بك آنستي الصغيرة39
أعاد تقبيل وجنتها قبلة بريئة لتقهقه الصغيرة بمرح، بينما تقفز بين يديه بحماسة و تتلمس خد هذا الغريب..19
قهقه بخفة على ردة فعلها ثم تابع همسه الخافت.
-لا تقلقي سأعود فنحن صرنا مرتبطين شئنا أم أبينا.26
قبل جبينها ليضعها في مهدها و يغادر من النافذة كما دخل منها، و لكن برحيله هذا هو قد أحزن تلك الرضيعة لتهتز شفتاها و يسمع بكاؤها في جميع أنحاء المنزل.45
دقائق و ظهر والداها من خلف الباب و تكسو ملامحهما القلق لبكائها المفاجئ.3
حملتها والدتها التي تحمل ذات لون عينيها برقة منشدة تهويدة هادئة رنانة جعلت أعين الصغيرة تتعانق، لتغفو فوق كتفها
و صورة ذاك الغريب بين عينيها.25
{اللقاء الثاني}
قفز الفتى غرابي الشعر إلى داخل الغرفة كما فعل مسبقا ليجد الرضيعة جالسة تلعب بمجموعة ألعابها، و فور لمحها له اتجهت نحوه تحبو على يديها الصغيرتين و ركبتيها إلى أن وصلت إليه، جلست و مدت يديها نحوه كأنما تطالبه بحملها.22
ارتفع طرف شفته بابتسامة جانبية على منظرها اللطيف بالنسبة له، ليجثو على ركبته و يداعب خصلاتها البنية القصيرة التي طالت بعد مرور سنتين على ولادتها.18
همهم باهتمام و أردف
- يبدو أنك كبرتي عن آخر مرة رأيتك فيها صار عمرك سنتان
حملها بين ذراعيه و وقف متجها بها نحو النافذة، بينما الصغيرة فقط تنطق بكلمات يستحيل أن يفهمها غيرها.9
تنهد الفتى و ابتسامة ساخرة تعلو محياه ليردف ساخرا من وضعهما الحالي
-أحتاج مترجما للغة الأطفال لأفهمك يا صغيرة23
ضمها نحوه لتريح الرضيعة رأسها فوق كتفه6
-يا ترى هل سوف تتقبلين أنك الفتاة المنشودة أو أنك مخطوبتي؟10
نطقت الصغرى كلماتها ذات اللغة الخاصة بها، ليقهقه بخفة بينما يربت على رأسها و ظهرها.2
-لم أفهم ما قلته لكن أتمنى أن تكون موافقة4
وضعها وسط ألعابها ليتابع ببسمة جانبية
-فأنا لن أرضى إجبارك على شيء27
بعثر شعرها البني و حاول جذب انتباهها ببعض الألعاب حتى لا تلاحظ اختفاءه المفاجئ.4
°●●●°●●●°
........
بعد مرور 7 سنوات15
تجلس تلك الطفلة وسط الحديقة تلعب بأرجوحتها بينما تدندن أغنية طفولية، لكنها توقفت ما إن سمعت أصوات غريبة بين إحدى الشجيرات.
ابتسمت باتساع ثم هتفت بمرح
-أظهر نفسك أيها الغبي لا يوجد أحد هنا!21
خرج من بين الشجيرات فجأة شاب يبدو في العشرينات من عمره كله مملوء بأوراق الأشجار، ذو طول فارع نوعا ما و بنية قوية مع خصلات سوداء و أعين كلون خصله.11
قهقهت الصغيرة لمنظره تحت تذمراته الامنتهية
وبعض التهديدات التي تحثها على التوقف
نفض ملابسه بمساعدة من الصغيرة لتسأله مستغربة
-لم دائما تدخل المنزل كاللصوص؟8
جلس على الأرجوحة المجاورة لخاصتها ليجيبها بعد تفكير
-هل تريدين من والديك أن يمنعانا من رؤية بعضنا؟4
اتسعت أعينها ثم أجابت باندفاع معترضة
-بالتأكيد كلا!4
هز كتفيه وتمتم بلامبالاة
-إذاً يجب أن يبقى أمر التقائنا سرا
غمز في آخر كلامه لتومئ مؤيدة ما قاله، ظلا يلعبان بالأرجوحة ويثرثران في مواضيع مختلفة، أغلبها قصص طفولية ترويها آيلا وأندرياس يكتفي بالاستماع لها.13
-إذا علي الذهاب آيلا
اتسعت أعين الصغيرة لتقفز في حضنه قائلة بانفعال1
-لا! لقد أتيت للتو2
ربت على رأسها بهدوء ليجيب
-لدي أعمال كثيرة صغيرتي أعدك بأني سأزورك فور أن أنتهي6
أنزلت آيلا رأسها وأبرزت شفتها السفلى حزنا، دائما يعدها لكنه يتأخر في العودة، رفع وجهها ما إن أبصر شجنها بطرف سبابته لتسأله بأعين الجراء علها تستلطفه.5
-و متى ستعود؟
أمسك خصلة من شعرها البني الطويل و لفها حول سبابته متأملا ملامحها الطفولية اللطيفة، تمتلك خذان ممتلئان يجبران المرء على نكزهما، إضافة لأعين عسلية واسعة؛ جمال طفولي!7
-لا تقلق يا أيتها الحلوى اللينة لن أتأخر كعادتي9
قرص خدها ممازحا لتبعد يده بانتحاب وتمسك خدها متألمة، هزت كتفيها مدعية عدم الاهتمام وأردفت بنبرة منزعجة طفولية.
-حسنا سألعب مع صديقي تيدي إلى حين عودتك12
قطب حاجبيه بدهشة من كونها تمتلك صديقا ليستفسرها مستغربا
-ومن يكون صديقك هذا؟16
ابتسمت بمرح بينما تقفز متلهفة ثم أجابت بحماسة مفرطة
-انتظر سأحضره لتتعرف عليه7
نزلت من حضنه وركضت لداخل منزلها تاركة إياه يتخيل شكل صديقها هذا، وملامحه ترسم الحنق والانزعاج، لقد استبدلته بسرعة!
دقائق وعادت إليه بينما تخفي شيئا خلف ظهرها.15
استغرب لعدم تواجد أي شخص برفقتها ليسألها مندهشا3
-إذا أين صديقك المزعوم هذا؟2
أخرجت دبا بني اللون صغير الحجم من خلف ظهرها ومدته له بابتسامة متسعة
-هذا هو! اسمه تيدي31
ارتفع حاجباه باستغراب شديد، هل صديقها مجرد دمية و هو الذي ذهب بخياله بعيدا؟7
بادلها الابتسامة -رغم خلوها من المرح- ثم أردف
-هل يمكنني أن أطلب منك طلبا يا صغيرة؟2
أومأت بينما تلعب بدبها المحشو في حين استطرد هو
-لا أريدك أن تتحدث مع الفتيان للوقت الحاضر39
نظرت له مستفهمة لتسأل ببراءة1
-لكن لم؟4
قبل جبينها و استقام حاملا إياها
-فقط نفذ ما طلبت و إياك و مخالفته، هل تعدينني؟
هزت كتفيها بغير اكثرات لتجيب بهمهمة
-حسنا أعدك5
أنزلها بحرص و غادر من بين الشجيرات كما دخل بينما تراقبه الصغيرة بملامح متعجبة، نظرت إلى دبها المحشو لتسأل بطفولية.6
-ترى ما سره؟18
{صديق جديد}
يجلس وسط مكتبه الذي تعمه الفوضى من كل جانب بينما يتمتم بمختلف الشتائم، و يلعن حظه البائس الذي أدخله وسط كل هذا العمل.4
انسكب كل الحبر على الورقة التي أمامه ليصل غضبه لذروته5
-و اللعنة هل طلبت منهم أن أكون ولي عهد أو أن أكون بن الملك شخصيا7
زفر حانقا ثم تابع متذمرا
-عمل عمل عمل ذاك المسن البائس ألا يرى غيري بسببه لا أقضي وقتا فراغ كافيا و لا أرى تلك الصغيرة المدعوة آيلا~..!9
بعد ذكره لاسمها توقف تلقائيا عن العمل و الحديث، و نظر للسقف بشرود مضيفا بنبرة فضولية
-ترى ماذا تفعل الآن؟ لا شك أنها غاضبة مني8
انتفض فجأة ما إن فتح باب مكتبه بهمجية، ليظهر شاب بمثل عمره و بنيته، غير أن له أعين زرقاء حادة و وجه نحيف أبرز وجنتيه، إضافة لخصل شقراء و أنف مستقيم، في حين ملامحه ترسم التجهم.17
خطا ببطء للداخل بحاطب مرفوع ثم زمجر منحنيا على مكتب الآخر
-أيها اللوليكون الغبي! تجلس و تفكر في طفلة متناسيا أعمالك16
تنهد أندرياس بانزعاج فها هو يتلقى نفس محاضرة البارحة، و أيضا ذات اللقب.1
اللوليكون مصطلح قرأه صديقه هنري على إحدى المانجا من عالم البشر ينعت للعجوز الذي يحب القاصرات، و قد لقبه به منذ أن بدأ يزور آيلا أو يتحدث بشأنها.40
تنهد بانزعاج واضح و هسهس ساخطا
-اسمعني يا هنري أولا لست لوليكون تلك
الصغيرة مخطوبتي و زوجتي المستقبلية من حقي القلق عليها و الاطمئنان عليها من حين لآخر6
أبرز شفته السفلى و تابع ببساطة
-أضف إلى ذلك أنه لإعادة المياه لمجاريها عن طريق زواجنا يجب أن تكون المنشودة عذراء لذلك أبعدها عن الشباب ..هل هذا خطأ؟7
اقترب منه هنري و جلس على الكرسي المقابل له ليجيبه بضجر
-لازلت ترفض الاعتراف أيها اللوليكون الغبي لازالت طفلة لا أحد سينظر لها بتلك الطريقة القذرة!13
رمقه أندرياس بحدة ليردف ببعض الغضب
-البشر وحوش لو ترى ما أسمع من جرائم
يرتكبونها في حق بعضهم، مجموعة ذئاب مفترسة لا غير، خوفي على آيلا أمر طبيعي ما دامت داخل ذاك العالم!30
تنهد و تابع مختصرا
-يمكنك القول أنهم يفوقوننا سوءا بمراحل و ما يقال عنا محض مبالغة بالمقارنة بهم7
أومأ هنري بغير اكثرات و لازال يرمقه بنظرات ضجرة، نهض من مكانه داسا يداه في جيب بنطاله ليحذره قائلا.2
-اسمع يا أندرياس إذا علم والدك أنك تزور آيلا هو سيمنعك من زيارة عالم البشر لذلك قلل زيارتك
و حاول ألا يعلم بالأمر فقد تعبت من اختراع كذبة لأبرر غيابك إلى اللقاء أيها اللوليكون الغبي5
هم هنري بالانصراف تاركا أندرياس يفكر بعمق بأمر زيارته لآيلا المتكرر، فلو علم والده بالأمر هو لن يرى آيلا إلى أن تبلغ الثامنة عشر من عمرها.5
أرخى جسده للخلف متمتما
-اشتقت لتلك الطفلة سأرى ما تفعل و أعود سريعا11
غادر مكتبه متجها للبوابة الفاصلة بين عالمه و عالم البشر، ثواني و ها هو أمام منزل آيلا.
نظر من خلف السياج لذاك المنزل ذو الطلاء الأسود العصري و الفخم، جال ببصره الحديقة الخاصة بالمنزل ليلمح طفلة جالسة على الأرجوحة
و بجانبها دبها المحشو المسمى تيدي، أظهر ملامح الانزعاج ما إن أبصره فلقد تم استبداله بهذا الدب الغبي الآن!19
تسلق السياج و قفز لداخل الحديقة مباشرة داخل الشجيرات المحيطة للمنزل كالعادة، و بسبب جلبة سقوطه انتبهت الصغيرة لتواجده لتتجه إليه راكضة مستعدة لمعاتبته على تأخره.
-أيها الغبي! شهران كاملان و لم تظهر!7
كتفت يديها لصدرها و أدارت وجهها متحاشية النظر إليه، ليميل برأسه و لازال واقعا داخل تلك الشجيرات، عليه إيجاد طريقة لإرضائها الآن.2
فكر قليلا لتخطر على باله فكرة خبيثة، رسم بسمة عابثة و تمتم بهدوء
-ما رأيك لو أشتري لك بعض الشوكولا هل ستسامحينني؟6
ارتخت ملامح الصغيرة و نظرت له من فوق كتفيها بشك، استدارت بعد أن تنهدت ثم نطقت
-حسنا صفقة رابحة!11
مدت يدها له ليمسكها و يصافحها بمعنى تم الاتفاق، استقام من داخل الشجيرة لينفض ملابسه و يردف بابتسامة خبيثة.
-إذا هل اشتاقت هاته الحلوى اللينة لي؟6
-كلا!12
- أنت لم تفكري في الأمر حتى9
تجاهلته تماما ليعكر ما بين حاجبيه و ينفخ فتحتي أنفه متهكما، صغيرة عنيدة حقا!
ابتسم بلطف منبطحا لها ثم قال
-و لكن أنا اشتقت اليك كثيرا هل لي بحضن
صغير2
تجاهلته تماما بينما تلعب مع دبها تيدي، حسنا هو أعلن الحرب على هذا الدب و سيربح المعركة آجلا أم عاجلا.26
فكر في طريقة تثير انتباهها ليلمع مصباح أفكاره أخيرا
-إن ظللتي تتجاهليني فلن أعود مجددا3
-إن يكن سوف أنقض وعدي و أصادق الفتيان حينها55
انفرجت شفتاه بصدمة، تركها شهران فقط صارت قاصفة جبهات خبيرة!
تنهد منزعجا ثم نطق بلهجة غاضبة23
-فقط اقتربي من الشباب و سترين كيف سوف أعاقبك10
نظرت له مستغربة فقد كانت نبرة صوته حادة نسبيا و ملامحه جد غاضبة، فكرت قليلا بسبب غضبه فهل هذا لأنها قالت ستصادق الشباب؟ ابتسمت بخبث بعد أن خطرت فكرة جديدة بالها ثم تابعت ببراءة مصطنعة6
-اوه! نسيت أن أخبرك تعرفت على صديق جديد إنه رائع.
لم تسمع منه أي كلمة لتعيد أنظارها نحوه و تجد هالة قتل مخيفة خلفه، جفلت مكانها فقد بدا جد مرعب حقا!18
تراجعت خطوتين للخلف بينما تضم تيدي لتحدثه بابتسامة بلهاء
-كنت أمزح يا رجل! يستحيل أن أكلم شابا غيرك و غير أبي و الخادم و...8
قاطعها بنبرة حازمة2
-لا تحدثي أي شخص من الجنس الآخر أيا كان
قابلته بنظرات ضجرة لتنبس
-أنت مخبول يا صاح31
زفر بقوة و أجاب
-صدقيني لم تري شيئا بعد فقط لو تكبرين بسرعة.15
قطبت آيلا حاجبيها غير مستوعبة كلامه المتكرر، فدائما يتذمر لأنها لا تكبر بسرعة، ماذا يريدها أن تفعل؟ نظرت له مستنكرة و سألته في حيرة1
-و ماذا سيحدث عندما أكبر؟13
ابتسم باتساع بينما يتخيلها كبرت و صارت فتاة في كامل جمالها و أنوثتها مرتدية فستان الزفاف الأبيض و بيدها زهور الزنبق البيضاء.7
أيقظه صوت مناداتها من تخيلاته الغريبة، لينتفض سرعان ما ابتسم وحملها بينما يدور بها بسرعة قائلا بضحكة.
-ستكبرين و تعرفين
-أنزلني أيها الوغد أحس بالدوار18
أنزلها أرضا بعدما تذمرت لتحس برغبة بالتقيؤ و ركضت إلى داخل المنزل الأسود، تنهد براحة مبتسما بينما يراقبها إلى أن توارت عن أنظاره ليستدير بهدف المغادرة لكنه لمح دبها المحشو مرميا على الأرض فابتسم بخبث متمتما.
-و أنت ستأتي معي يا تيدي69
°°°°•°•°•°•°•°•°°°°