يسير أندرياس داخل الرواق بينما يبتسم بخفة كلما تذكر تلك الطفلة، يمكن القول أنها الشيء البريء الوحيد الذي دخل حياته و بيده دب آيلا الخاص.4
توقف بغتة بأعين جاحظة ما إن أبصر رجلا يحمل ذات ملامحه غير أنها أكثر هيبة و حدة له لحية خفيفة و شعره الكستنائي أطول بقليل من خاصة أندرياس.7
رمقه ذاك الرجل من رأسه لأخمص قدميه ليسأله بنظرة ضيقة و صوت أجش غلبته الحدة+
-أين كنت يا ولد؟9
أخفى أندرياس الدب خلف ظهره و وقف كالجندي، ابتسم بتكلف واضح و أجابه بلعثمة واضحة.
-كنت أنا أين كنت؟ كنت أتنزه نعم أتنزه.7
رفع والده حاجبه بغير تصديق ليكتف يديه و يعيد صياغة سؤاله
-هل كنت في عالم البشر يا غرير العسل؟15
شحب لون أندرياس لينفي بانفعال بعد أن أخرج يديه من خلف ظهره و رفعهما في الهواء كاللص الذي أمسكت به الشرطة.9
-لا! لم أكن هناك و ماذا سأفعل في عالم الوحوش ذاك؟4
نظر الرجل ليده التي تحمل الدب ليزفر بعمق بينما يفرك ما بين حاجبيه، ضم شفته و سأل بهدوء مخيف.1
-هل تزور مخطوبتك الآنسة واين سرا يا غرير العسل؟18
تسمر أندرياس مكانه لثواني حتى يستوعب أنه قد تم الإمساك به، و عم الصمت المكان بحيث حتى طنين الذبابة قد استطاعا سماعه.5
نظر له أندرياس بأعين متسعة و تأتأ بغير استيعاب
-ك-كيف عرفت؟4
ظهر صديقه الأشقر هنري مطأطئا رأسه بيأس بينما يمسك به الملك من ياقة قميصه الخلفية كحبل المشنقة.17
قضم شفته متلافيا النظر لأندرياس و تمتم بحرج.
-آسف أندرياس لقد هددني بأنه سيحرمني من المخلل لبقية حياتي!119
أفرغ أندرياس ما في فمه صدمة؛ هذا الخائن! هل غدر به من أجل قطعة مخلل؟ ضغط على الدب مبديا شدة حنقه إزاء غدره به و زمجر في انفعال مشيرا له بالدب الذي يخنق حاليا.8
-أيها الوغد كنت أستطيع أن أعد لك مخزنا من المخلل مقابل أن تغلق فمك الثرثار ذاك5
-كاذب وعدتني أنك ستحضر لي دمية جديدة لكنك أحضرتها لتلك المدعوة آيلا فقط!15
-واللعنة! هل مازلت تحب الدمى الأرضية أيها الطفل!4
كتف هنري يديه ليتمتم منزعجا بعد أن أدار وجهه للجانب الآخر
-ما ذنبي إن كنت مهووسا بالدمى الأرضية؟4
ظلا يثرثران و الملك -والد أندرياس- ينقل نظره بين الاثنين و يستمع بثبات فعندما يتشاجران هما يفشيان كل أسرار بعضهما حرفيا.34
تنهد بانزعاج ما إن أكثرا الكلام ليصرخ مغلقا أفواههما
-يكفي! هنري عد لعملك حالا
أفلت هنري لينسحب راكضا خشية من غضبه تاركا إياه رفقة ابنه الذي ابتلع رمقه بخوف فنطق بنبرة هادئة عله يلين.
-أنت لن تمنعني من رؤية آيلا صحيح أبي الحبيب8
-أنا سأمنعك من رؤية آيلا يا ابني الحبيب45
أرخى أندرياس كتفيه بخيبة ليتذمر قائلا
-لكنني أزورها فقط لأحميها صدقني!4
-عندما ستبلغ الثامنة عشر يمكنك رؤيتها حتى تمل لأنها ستكون زوجتك حينها4
-لكنها لاتزال في التاسعة من العمر علي أن أنتظر مدة عشر سنوات.5
-تصحيح تسع سنوات.3
-يا إلهي! علي أن أنتظر مدة تسع سنوات4
دور والده عينيه بضجر ليجيبه بنبرة آمرة
-عد لعملك أيها اللوليكون الغبي17
غادر الملك تاركا أندرياس غير مستوعب اللقب الذي ناداه به توا فصرخ بانتحاب بينما يضرب الأرض بطفولية مفرغا غضبه.
-لست لوليكون يا عالم!11
نظر للدب الذي لا يزال بين يديه ليسأل بنبرة حادة
-لست لوليكون أنت توافقني الرأي تيدي صح؟22
رمش عدة مرات و لازال يحدق للدب بثبات و كأنما حقا يتكلم لدرجة أن الخادمة التي مرت من جانبه ظنته قد جن تماما.
ابتسم فجأة ليحدث الدب و كأنه كائن حي لا جماد
-نعم أنت تفهمني يا تيدي فهمت لما تحبك آيلا تعال لنتابع الحديث في المكتب.48
ظل يسير وسط الأروقة و يحدث الدب تاركا كل من يراه يدخل في بوابة من الصدمة لدرجة أن إشاعة جديدة انتشرت داخل القصر
"ولي العهد قد جن بشكل رسمي"29
°○°•●•°○°•●•°○°•●•°○°
مر أسبوع و قد باءت كل محاولات أندرياس في زيارة آيلا أو رؤيتها فقط بالفشل، رغم أنه جرب كل الوسائل.1
تنكر و كأنه هنري لكنه كشف بسبب هنري الغبي نفسه، تنكر و كأنه فتاة لكنه كشف و السبب هنري!
تنكر و كأنه الملك أي والده و من شدة الغباء مر من جانب والده بكل طبيعية رغم أنه لم يلحظه في بادئ الأمر لكنه كشفه ما إن ألقى عليه التحية.45
انتهى به الأمر مسجونا في مكتبه يحدث تيدي و أحيانا يضربه لأنه حسب قوله يثرثر كثيرا29
و في الناحية الأخرى حيث آيلا التي تجلس فوق الأرجوحة و حزن دفين يغمرها، فلا هي قد وجدت تيدي و لا ذاك الغبي الذي لا تعرف اسمه حتى الآن عاد لزيارتها.6
تنهدت بحزن الا أنها انتفضت ما إن تململت الشجيرات محدثة صوتا لتبتسم بسعادة و تهتف
-هل هذا أنت أيها الغبي؟4
لم تتلقى إجابة واختفى الصوت كما توقفت الشجيرات عن الحركة لتقطب آيلا حاجبيها مستغربة، اتجهت بحرص ناحية الشجيرة التي كانت تتململ، ثم أبعدتها ببطء إذا بها تراجع للخلف بهلع لدرجة أنها وقعت.1
نظرت للرجل بأعين متسعة و تلعثمت قائلة.
-م-من تكون؟ من أنت؟1
استقام الشاب الذي يرتدي ثياب سانتا كلوز و يضع لحية بيضاء مستعارة واضح أنها لا تخصه، بينما يرمقها بنظرات قاتلة ليشير إليها بسبابته11
-هل أنت هي آيلا؟1
رفعت حاجبها بارتباك فصوته بدا مخيفا و ملامحه بدت جد مرعبة إلا أنها أجابت رغم جزعها.
-نعم أنا هي! لم تسأل؟
تهللت أساريره و اتسعت ابتسامته ليحملها و يدور بها بسعادة
-كم أنت لطيفة فهمت لما غرير العسل ذاك يثرثر بخصوصك بكثرة19
أنزلها برفق وقرص خديها بينما يبتسم كالأبله في حين هي تنتحب و تطالبه بإفلاتها، تعرض لعضة من أسنانها اللبنية ليبعد يديه بملامح تميل للبكاء.3
نظر للعضة ثم صاح
-لم فعلت ذلك أيتها الشريرة؟2
كتفت يديها لصدرها لتسأله بحدة متجاهلة سؤاله
-من تكون يا شبيه السناجب؟7
انفرجت شفتاه بصدمة شديدة من وقاحتها الغير متوقعة، فمن شكلها تبدو ملاكا مسالما لا يمكن أن تؤدي حتى ذبابة و لكن ما خفي أعظم.2
رمقها بصدمة شديدة و نطق بنبرة مندهشة
-عجبا! لم يذكر غرير العسل شيئا عن وقاحتك هذه
رمقته بحدة ليبتلع ريقه بصعوبة وتابع ببلاهة
-هوو هوو هوو أنا رجل العيد و لست سنجابا ألا ترين ملابسي الحمراء و لحيتي البيضاء9
سحبت الطفلة لحيته حتى اقتلعتها ليصرخ بآلم لأن أندرياس قد ألصقها له بالغراء ونطقت من بين أسنانها13
-كاذب..
رمقته بحدة أشد و تابعت
-رجل العيد يدخل من المداخن يا شبيه السناجب و الآن أخبرني إن كنت تريد البقاء على قيد الحياة من تكون يا سنجوب؟6
تنهد بضجر ليتكلم مجبرا بعد أن تلافى النظر لها مباشرة
-لقد أرسلني أند.. أقصد غرير العسل ذاك الغريب الذي يزورك دائما و طلب مني أن أخبرك أنه
لن يزورك إلا بعد مرور تسع سنوات كما أن...6
سمع صوت شهقات ليستدير اتجاهها و يجد دموعها كالسيل على وجنتيها الورديتان ترمقه بنظرات ذابلة و شفاه مهتزة.9
هو ليس جيدا في هذه المواقف و رغم ذلك ضمها له ليواسيها عدم رؤيتها غرير العسل ذاك لمدة تسع سنوات، بعد التفكير أليست هي المستفيدة؟7
شعر بأسنانها تغرز في عنقه ليصرخ بآلم و تهرب هي للمنزل، و لاتزال تبكي تاركة الآخر يحملق بصدمة، أسنانها أشبه بخاصة التماسيح!17
•○•○•○•○•○•○•○•
كل من يمر بجانب غرفة ولي العهد أندرياس، يسمع صرخات الاستنجاد من صديقه هنري الذي تلقى عقاب شديدا لأسباب واهية.8
-أندرياس صدقني هي من عضتني كف عن صفع مؤخرتي! لا ذنب لي19
رفع الآخر الصندل في وجهه ليكلمه بغضب3
-كيف تجرأت و اقتربت منها أيها السنجاب اللعين و جعلتها تبكي! و كيف تجرأت و عانقتها أيها المنحرف.10
نفى هنري بكلتا يديه لينبس مصححا
-فعلت ذلك بحسن نية تعرف أني لست لوليكون ...5
صرخ متآلما بسبب الركلة التي تلقاها على مؤخرته إضافة للرصاصة أو الصندل بالأصح الذي أصابه في رأسه مباشرة بكل دقة كما تفعل الأمهات تماما!18
ألقى أندرياس جسده على السرير و تذمر بسخط
-اللعنة هي بكت لا شك أنها تكرهني، تلك الصغيرة تكرهني بسببك!5
رمقه هنري بنظرات ساخطة بينما يلعنه ويشتمه في سره، ويربت على مؤخرته المسكينة التي تلقت مختلف أنواع الضرب.6
لاحظ أندرياس تجاهله ليضيف قائلا
-أنا أحدثك يا هنري6
نظر له صديقه بسخط ليشير نحو مؤخرته بينما يديرها له مردفا بغضب
-كيف تريدني أن أحدثك بعد ما فعلت بهذه المسكينة8
فتح الباب ليظهر الملك من خلفه و يرى ذاك المشهد الإباحي، حيث هنري يشير لمؤخرته أمام وجه أندرياس و الأسوأ أن الأبلهين تبثا على نفس الوضعية دون أن يرمشا حتى.30
تبسم والده بغير مرح و أردف بلهجة هادئة تخفي نبرته المهددة
-اوه! يبدو أن ابني الحبيب تحول من اللوليكون إلى شاذ، صح؟25
سحب حزام بنطاله ليضربه بالأرض ما جعل الآخران يصرخان كالفتيات خوفا و هما يضمان بعضهما،
في النهاية كل منهما أخذ نصيبه من الضرب و اضطرا إلى الاتكاء على معدتهما لأن مؤخرتهما قد تشنجت حسب قولهما!30
نظر أندرياس للدب الذي بين متناول يديه ليتنهد بحزن
-أنا لا أملك صورة للصغيرة! كيف سأتزوج فتاة لا أذكر ملامحها حتى4
رمقه الآخر بنظرة ضجرة كالعادة سرعان ما أبدلها بابتسامة خبيثة و نظرات أكثر خبثا
لاحظ أندري نظرته ليرفع حاجبه و يستفسره بريبة
-ما خطب هذه النظرة؟
تكلم الأشقر بنبرة عابثة حتى يستفزه
-ماذا لو قلت لك أني أملك صورة لها لكنك لن تراها6
ضيق المخاطب عينيه بملل و رد بنبرة تهديد
-لازلت لا تستطيع الجلوس على مؤخرتك، صح؟2
ابتلع الآخر رمقه بصعوبة سرعان ما ابتسم ببلاهة مدعيا المرح بنبرته
-كنت أمزح يا رجل لم لا تتقبل المزاح؟ ها هي ذا تفضل.
سلمه صورة لآيلا حيث تجلس فوق الأرجوحة و شعرها البني يتطاير مع نسمات الهواء إضافة لابتسامتها البريئة التي تزين ثغرها.3
تأمل أندري صورتها لبرهة ليسند خده على كفه و يتابع تأملها دون كلل أو ملل، في حين أن الذي بجانبه رمقه بنظرة فارغة.
لاحظ نظراته المريبة ليتكلم دون أدنى اهتمام
-أعرف ما ستقول أنا لوليكون ويجب علي الاعتراف، لكن ليكن في معلوماتك لن أتزوج فتاة أنا لا أذكر ملامحها لذلك اطبق فمك!5
زفر الآخر و تمتم بنبرة مغتاظة
-لوليكون غبي!3
حاول الجلوس بشكل طبيعي لكن هذا أودى به إلى الصياح لدرجة أن دوي صرخته قد تجاوزت الكرة الأرضية.9