السنة العاشرة من عهد سلالة داو

كان صباحا مشرقاً وكأي صباح غيره تعج المدينة بالحركة والضجيج

أفواه الناس كالمعتاد ممتلئة بالقيل والقال أصوات البائعين أصوات الخيول والعربات

هذه المدينة بالتأكيد حيوية ونشيطة كل يوم وعلى أطراف تلك المدينة في منزل كبير جداً تسكن عائلة صغيرة مع عدد صغير جداً من الخدم بالمقارنة مع حجم ذلك المنزل

في حديقة المنزل عند البحيرة الصغيرة التي تلمع مياهها بانعكاس الضوء وعلى سطحها تطفوا وريقات ذهبية من الشجرة المطلة عليها تلك الشجرة الضخمة ذات الأوراق الذهبية كانت متلائمة مع السيدة ذات الشعر البني والعيون الخضراء الداكنة الواقفة بجانبها تراقب الأسماك الصغيرة داخل البحيرة

فجأة أتت طفلة صغيرة بشعر أسود ممشط بشكل ظريف وشامة جميلة تحت عينها اليمنى مرتدية فستان وردي اللون مع ابتسامة لطيفة دافئة جاءت راكضة باتجاه تلك السيدة ثم ألقت بنفسها في أحضانها

لين يونغ : أمي أنظري إلى هذا لقد تمكنت من الكتابة بخط جميل جداً هذه المرة وأستاذ الخط قد أثنى علي

ليليا : حقاً !! ما أجمله هذه هي طفلتي الرائعة

لين يونغ : هيهي..صحيح يا أمي متى سوف تصل شقيقتي الصغيرة ؟

ليليا : لا نعلم بعد ستكون فتى أم فتى ولكن لن يستغرق الأمر كثيراً

لين يونغ : لا يهم إن كانت بنتاً أم ولداً سأحبها جداً وأعتني بها أوه صحيح سيصل أخي الأكبر وخالي بعد قليل أبي ذهب لاستقبالهم صحيح ؟

ليليا : اجل لنذهب ونحضر لهم بعض الكعك

......

رونغين : يونغ أختي ليليا لقد وصلنا

لين يونغ : خالي

قفزت يونغ على خالها وضمته ثم ذهبت لتحية أخيها الأكبر الذي طبع قبلة على رأسها

زاودي : هل كنت مطيعة في غيابنا ؟

لين يونغ : أجل فيونغ طفلة جيدة

الوزير لين : الطفلة الجيدة تتجاهل والدها وتقوم بتحية خالها وأخيها أولاً ؟ أوه كم هذا محزن أنه محزن

لين يونغ : آسفة أبي لم أقصد أنت تعلم أنهم كانوا بعيداً لشهور

ليليا : والدك يمزح معك

الوزير لين : بالطبع أنا لن أكون حزيناً طالما صغيرتي الجميلة تريني ابتسامتها الظريفة كل يوم

كانت الضحكات تعلوا وتملئ هذا المنزل الذي يعمه الدفء

لين يونغ : خالي أخبرني عن المكان الذي ذهبتم له

رونغين : قبيلتنا هي المكان الذي جئنا منه أنا ووالدتك وجدك يعيش هناك أيضاً نحن نسكن في خيام ونرعى الغنم ونزرع بعض النباتات ونصطاد

زاودي : لكن مهارتك في الصيد سيئة مع أننا في نفس السن

رونغين : أنا لم أرك مهاراتي الحقيقية بعد أيضاً لا تنسى أنني خالك وتوقف عن السخرية

زاودي : لن افعل

قاما بمطاردة بعضهما البعض والتعارك معاً كالمعتاد إلى أن قامت يونغ بمقاطعتهما

لين يونغ : هل ستغادران مجدداً وتتركانا ؟

زاودي : يونغ الصغيرة لا تحزني سنعود مجدداً أخوك يذهب حتى يتدرب ويصبح قوياً وخالك أيضاً يحتاج لتدريب

رونغين : سأتجاهل سخريتك هذه المرة .. لا تقلقي في المرة القادمة عندما تصبحي أكبر سنطلب من والدك أن يسمح بمجيئك معنا وعندها ...

لين يونغ : حقا ؟؟ أنا أتطلع لذلك سأكبر بسرعة حتى يمكنني الذهاب معكما وزيارة جدي

عانقتهما يونغ الصغيرة ثم مضت تلعب وتقفز بمرح , لاحقاً حل وقت ولادة الشقيق الجديد الصغير كان صبياً صغيراً لطيفاً أسموه رو كانت يونغ دائما تنظر له بإعجاب شديد ممسكة لأصابعه الصغيرة وتغني له تهويده للنوم

بعد أسبوعين من ذلك غادر الخال والأخ الأكبر عائدين للقبيلة لقد كانت ليليا دائما تحكي عن القبيلة وتخبر يونغ بمدى جمالها تلك المساحات الشاسعة حيث لا حواجز أو جدران والرياح التي تهب محركة العشب الأخضر وعن ركوب الخيل هناك الذي يشعرك وكأنك تحلق في السماء ,رغبت يونغ أكثر وأكثر في الذهاب إلى هناك وانتظرت بفارغ الصبر موعد رؤيتها لذلك المكان كما وعدها خالها ولكن هي لم تعلم أبدا أن هذا اليوم لن يأتي

**********

2020/03/02 · 315 مشاهدة · 581 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024