السنة الحادية عشر من عهد داو

مضى ما يقارب العام منذ ولادة رو , وفي ليلة هادئة ومن المفترض أن تكون عادية كغيرها ولكن ...

في قاعة المنزل يقف ثلاثة أشخاص أجل إنهم ليليا والوزير لين و .. من كان هذا الشخص الواقف معهم ؟ يونغ التي استيقظت من نومها تلك الليلة من حلم سيء باحثة عن والدتها وقفت تسترق النظر إليهم من الجزء الصغير المفتوح من الباب متسائلةً عن هوية هذا الزائر الذي جاء في مثل هذا الوقت المتأخر

كان بشعر قصير مبعثر وثياب مثل المرتزقة ويحمل سيفاً على خصره كان يتحدث بتعال وتغطرس لم تتمكن يونغ من سماع كلامهم ولكن هذا ما شعرت به لم تسمعه سوى وهو يصرخ باسمه مع ضحكة مفزعة : أنا هيوبتاي

ثم عادوا يتحدثون مجدداً بكلام لم تسمعه فجأه سحب والدها سيفاً ثم شرعا في مقاتلة بعضهما البعض وقفت ليليا تشاهد بذعر وقلق ثم وبحركة خاطفة طعن هيوبتاي الوزير رأت ليليا ذلك فأمسكت سيفاً بسرعة محاولة مجابهته ولكن ذلك الرجل لم يكن بتلك السهولة فرغم قوة الوزير الكبيرة إلا أنه لم يتمكن من هزيمته سقطت ليليا أيضاً جريحة

هيوبتاي : كنت ستكونين جيدة لو أمكنني بيعك في سوق العبيد ولكن علي إنهاءك هنا

الوزير لين : أيها الوغد

هيوبتاي : لا تقلق لن تفترقا ستموتان هنا معاً مع أطفالكما أيضاً

ليليا : ماذا ؟ ل.. لا دع الأطفال وشأنهم

لين يونغ التي وقفت مصدومة مما رأته كانت غير قادرة على الحركة حتى أن أنفاسها كادت تتوقف لم يشتت انتباهها غير تلك الجملة

هيوبتاي : سيحترق المنزل بكم جميعا وقد فات الأوان بالفعل على أي شيء فالنيران منتشرة بالفعل

ليليا : لاااااااا أطفالي

الوزير لين : حقيير

هيوبتاي : لا تقلق سأترككما على قيد الحياة قليلاً حتى تسمعا صراخهما وهما يحترقان ستتخلص من نقاط ضعفك الآن عليك أن تكون سعيداً فلو قاتلتك قبل أن تكون هذه الأسرة لربما تمكنت من هزيمتي حينها هههههه

لين يونغ : (( هذه رائحة الدخان هذا سيء يبدوا أنها وصلت لغرفة رو علي إخراجه لكن أبي و أمي !! ))

يونغ البالغة من العمر ما يقارب الخمس أو الست سنوات بينما ترتجف وبينما تقاوم تلك الدموع ركضت بهدوء دون أن تصدر صوتاً لغرفة شقيقها لفته بملاءة ثم حاولت الذهاب لقسم الخدم لكن النيران مشتعلة هناك بالفعل وأصوات صراخهم مسموعة تبث الرعب والفزع في قلب الصغيرة, لم يكن أمامها خيار إلا الركض خارج المنزل في ذلك البرد القارص

ولكن قبل أن تصل للمخرج كان هناك رجل غريب يسير في الممر اختبأت الطفلة بسرعة في أحد الزوايا ثم قامت بإخفاء شقيقها خلف مزهرية كبيرة ثم عادت لتتحقق إن كان ذلك الرجل قد غادر أم لا وبينما هي تقف عند الزاوية على وشك استراق النظر للممر وتقبض يدها على دبوس شعر من اليشم الأخضر كانت والدتها قد أهدته لها , إذ فجأة تجد ذلك الرجل واقفاً أمامها

- ما الذي تفعلينه هنا أيتها الصغيرة ؟

أنحنى الرجل ليمسك بها في تلك اللحظة كانت قد نست بالفعل كيف تتنفس وكل ما كان في ذهنها هو أن الرجل سيقتلها هي وشقيقها بالتأكيد وبينما كانت تلك اليد الضخمة تقترب منها وتلك النظرات المخيفة موجهة لها

فجأة سقط الرجل على الأرض يصارع الموت عندها استردت لين يونغ وعيها لتجد نفسها ملطخة بالدماء والرجل ملقى أمامها سقطت على ركبتيها في صدمة لقد طعنت للتو الرجل في عنقه بدبوسها الأخضر, ولكن سرعان ما حاولت التماسك عندما أدركت اقتراب النيران ثم أخذت شقيقها وركضت به بسرعة إلى خارج المنزل في ذلك البرد القارص ..

أحد الرجال مفقود مهما بحثوا عنه لم يجدوه بالنظر للقصر الذي يشتعل من بعيد والناس الذين يبذلون جهدهم لإخماد نيرانه لم يكن هناك غير احتمالين إما أن الرجل علق بشكل أو بآخر داخل النيران أو أنه ذهب لمكان ما دون إعلامهم , لم يفكروا في الأمر كثيراً وغادر أولئك المرتزقة المكان كما لو أن شيئاً لم يحصل

......

كانت تركض وتركض بعيدا عن المدينة فهي لا تعلم هل الناس هناك حلفاء أم أعداء ؟

لين يونغ : ((أمي وأبي والخدم لم أتمكن من مساعدتهم ..لكن لا تقلق رو سوف أنقذك أنا أعدك سوف أخرجك من هنا بسلام ))

كانت تركض دون أن تعرف إلى أين تتجه الظلام دامس, الثلج يغطي المكان أصوات الذئاب والحيوانات المفترسة تأتي من كل الجهات الدموع تشوش الرؤية ويبدوا أن الطريق لازال في بدايته

مسحت يونغ دموعها وسارت مخترقة الثلج محاولةً إيجاد مخبئ في هذا البرد القارص ولكن دون جدوى سارت طويلاً... صوت أنفاسها يعلو , قوتها بدأت تخور, أطرافها متجمدة بالفعل لقد مرت 4 ساعات وهي تسير في الثلج دون توقف إلى أن انهارت على الثلج

لين يونغ : لا ...يجب أن أنهض يجب أن أنقذ رو

قاومت ووقفت مشت بضع خطوات ثم سقطت مجدداً جسدها كله بارد عدا ظهرها الذي قد ربطت شقيقها به كان يبعث فيها بعض الدفء ولكن لقد بدأ يبرد الآن عليها الإسراع أكثر لكنها غير قادرة على الوقوف

استجمعت قوتها وبدأت بالحبو خطوة بخطوة تقرحت يداها وركبتاها وبعد قليل تحول الحبو إلى زحف ميئوس منه بعد بضع محاولات كانت قد خارت قواها تماما وجسدها تجمد كله لم تعد ترى بوضوح

لين يونغ : أ...أنا آسفة ر....رو لم أستطع إنقاذك

بدأ رو بالبكاء بينما يونغ غير قادرة حتى على التكلم بشكل جيد من تلك الشفتان الزرقاوان

لين يونغ : أأنت جـ...ائع ؟ آسفة ليس مـ...عي طعام لا أسـ..تطيع أن أغني ..لك أيضاً ((!!! هناك شيء دافئ عند وجهي هل أنا أتخيل ؟؟هل هو حيوان مفترس يريد أكلنا ؟؟))

كان هناك فرو ناعم بجانبها بث فيها قليلاً من الدفء ولكن سرعان ما ابتعد شعرت الفتاة بقليل من الراحة يبدوا أنه على الأقل لن يلتهمهم وهم على قيد الحياة .. ببطء وهدوء بدأت أنفاس يونغ تتباطأ أكثر فأكثر بينما يعلوا صراخ رو أكثر

.......

مرت قافلة في الغابة وبينما هم في طريقهم سمعوا صوت صراخ طفل لكن لم يتمكنوا من تحديد اتجاهه وبينما يبحثون عن مصدره ظهر أمامهم ذئب فضي اللون ينظر لهم بحدة ثم يركض ويعاود النظر لهم سرعان ما أدركوا أنه يركض باتجاه الصوت ظنوا أنه يحاول إيذاء صاحب الصوت فقاموا بتتبعه إلى أن وصلوا لهما عندها كان الذئب قد ذهب بالفعل أدركوا عندها أن الذئب كان يدلهم على الطريق لهما

- يا ألهي أنظر هناك طفلان

- ما الذي جلبهما لهنا ؟

- الفتى بخير لكن الفتاة .......

- ضعهما في الغربة هناك أغطية ومدفأة فلنعد للقرية بسرعة

**********

2020/04/26 · 277 مشاهدة · 994 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024