في إحدى الغرف كان رجل يسير بسرعة ذهاباً وإياباً دون توقف بينما يشد شعر ذقنه تارة أو يفرك جبهته تارة أخرى وفجأة قطع حبل أفكاره ذلك الطرق على باب غرفته فتحه ليجد خادمة صغيرة تنحني له

- سيدي الوزير هوان إن الإمبراطورة جيون تستدعيك

الوزير هوان : حاضر سآتي في الحال

لم يمر كثير من الوقت حتى وصل الوزير لمقر إقامة الإمبراطورة والتي أشارت للخادمات أن يخرجن من الغرفة ولم تبقى معها سوى خادمة واحدة والتي تكون خادمتها المقربة

الإمبراطورة جيون : ما الخطب مع تلك الإشاعات التي سمعتها ؟

الوزير هوان : ليست إشاعات بل حقيقة لقد وجد الطبيب وي يون مقتولاً في مكتبه و أحد السجلات المفقودة موضوع هناك

الإمبراطورة جيون : ومن القاتل ؟

الوزير هوان : لا أعرف لكن ذلك الشخص بالتأكيد يسعى خلفنا فالسجل المفقود الأخر يخصـ..

الإمبراطورة جيون : صمتاً .يسعى خلفنا ! دعني أذكرك بأن واجبك هو محو كل من يهدد خططنا عليك أن تعثر عليه وتنهي أمره أو كما تعرف فأنت من سيكون الضحية فكل شيء قد كان بيدك

الوزير هوان : أجل .(( تلك المرأة الوقحة تتحدث وكأن ليس لها أي دخل بالأمر كل شيء كان بأوامرك ))

......

بعد أسبوع في المحكمة الملكية

المحقق الملكي : أيها الأمير ما الذي تفعله هنا ؟

الأمير داو زي : جئت لأرى إلى أين وصلت في تحقيقاتك

المحقق الملكي : ......لم نتقدم كثيراً في التحقيق الأمر معقد أحد النتائج التي وصلنا لها أنها قد تكون عملية انتحار

الأمير داو زي : انتحار ؟ لماذا قد ينتحر الطبيب وي يون ؟

المحقق الملكي : حسنا عندما سألنا الأشخاص المقربين منه علمنا أنه كان دائما في مزاج سيء مؤخراً لهذا وصلنا لتصور لما حدث وهو أن الطبيب كان غاضباً فقام برمي كل أوراقه وأغراضه المهمة على الأرض ثم فتح السجل المسروق وقام بكتابة ما يشبه الاعتراف بجرائمه ثم قتل نفسه

الأمير داو زي : لكنك قلت بأن هذا هو أحد الافتراضات

المحقق الملكي : أجل بالفعل فهناك عيوب في هذا التصور وهو إن كان شخصاً ما غاضباً أو تحت سيطرة مشاعره وهو مقدم على الانتحار فكيف له أن يكتب اعترافه بخط منظم جداً ويجعله يبدوا كما لو أنه نفس الخط الذي تم تدوين السجل به يفترض أن تعم الفوضى تلك الصفحات بناء على حالته النفسية ولكن تلك الصفحات كتبت بخط منظم وجميل للغاية مما يدل على أن كاتبها كان في غاية الهدوء

الأمير داو زي : ألا توجد احتمالية أن يكون قد كتبها في وقت سابق

المحقق الملكي : هذه الاحتمالية موجودة يؤيدها أن محبرته لم تكن في الغرفة في ذلك الوقت أصلاً ولكن ينفيه أن الطبيب لديه حجة غياب في الوقت الذي سرق فيه السجل فوضعنا افتراض أنه ربما شخص ما قد سرقه وأعطاه له أو سرقه بأمر منه ولكن كل تلك الافتراضات تحطمت بسبب عدم عثورنا على الأداة التي انتحر بها

الأمير داو زي : إذا القاتل لم يترك أداة الجريمة ولكن أخذها معه على الرغم من أنه إن تركها كان سيبعد أي شبهات عنه

المحقق الملكي : أجل ولكن على كل حال لا يوجد أي شيء يدل على القاتل فالأدلة المتروكة تلمح فقط لسبب الجريمة

الأمير داو زي : تعني المكتوبة في السجل ؟ أرني إياها

المحقق الملكي : أرجو المعذرة ولكن هذا غير ممكن فهي أدلة مهمة للجريمة ولا يسمح لغير العاملين على القضية برؤيتها (( بالتأكيد لا يمكن أن أدعه يراها فالمكتوب هنا يلمح بشكل ما على الإمبراطورة جيون وأيضاً للإمبراطور نفسه ولكن ليس لدينا أدلة بعد على صحة هذا أضف لذلك أن الأدلة المكتوبة غير كافية أصلاً لتوجيه تهمة لفرد من العائلة الحاكمة إن كان المكتوب صحيحاً عندها يجدر بنا الحصول على مزيد من الأدلة لتوجيهها للإمبراطورة ))

الأمير داو زي : حسنا سأغادر الآن (( الشخص الذي أرسل لي الرسالة ما الذي أراده بالتحديد لقد اعتقدت أنه يقصد ذلك السجل ولكن من غير المسموح لي رؤيته هل علي سرقته يا ترى ؟))

أصدر الإمبراطور لاحقا أوامر بالبحث عن سلاح الجريمة في كل أنحاء القصر وعن أي شخص يشتبه أن يكون المجرم بالتالي بدأت عمليات البحث قامت فرق متخصصة بتفتيش كل الغرف في كل القصور وأيضاً كان هناك نوعا من الاختبارات للخدم كان الخدم يستدعون إلى غرفة ما ويوضع أمامهم أمر مكتوب وعليهم تنفيذه كل من لم يستطع تنفيذه يدل على عدم قدرته على القراءة فهو خارج دائرة الشبهة بالنسبة للخادمات الإناث معظمهن لم يجدن قراءته ومن تمكن من القراءة هن فتيات لعائلات ثرية بالتالي لابد من أنهن قد تلقين تعليما ومع استمرار التحقيق معهن طلب منهن نسخ بعض المخطوطات للتحقق من تشابه الخطوط ولكن لم يعثر عللى أي خط مشابه للذي في السجل وأيضاً ظهرت أدلة أخرى تدل على براءتهن فأصبحت كل الإناث في القصر خارج الشبهة ومع الوقت كان الأمر نفسه بالنسبة للذكور هذا غير أن سلاح الجريمة لم يتم العثور عليه

كان الاعتقاد الأخير هو أن المجرم تسلل من خارج القصر فزادت أعداد الحراس وأصبح الدخول أو الخروج من القصر ضرباً من الخيال

الإمبراطورة جيون لم تكن قلقة على شيء فهي ترى بأن لا دخل لما يحدث بها بينما الوزير هوان كان يرهق نفسه بالتفكير لمحاولة التوصل إلى القاتل أو حتى إلى سببه وأصبح لا يتجول في القصر إلا ومعه سلاح في ثيابه

الإمبراطور داو لم يهتم للأمر إلا لأنه قد خسر صانع السموم الأمهر الذي كان يمتلكه فهو شخص لا يمكن التفريط به ولكنه ببساطة خسره

**********

2020/07/04 · 188 مشاهدة · 842 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024