تبدوا كليلة ساكنة معتادة الضوء الوحيد في السماء هو من تلك النجوم الصغيرة بينما ضوء ذلك الهلال الصغير قد اختفى خلف الغيوم السوداء

على طول ممرات القصر قد توزع الجنود واحد كل مترين رغم وقوفهم بشموخ وتأديتهم لواجبهم على نحو جيد إلا أن كل منهم كان غاضباً بالتأكيد بسبب تقلص وقت راحتهم وزيادة فترات مناوبتهم

بالنسبة للمحكمة الملكية كان الأمر مشابهاً فبعد تهديدات الإمبراطور لهم سيتوجب عليهم البحث أسرع وأسرع للعثور على الفاعل

أما في غرفة الوزير هوان كان قد عاد ليسير بعجلة في أنحاء تلك الغرفة بينما يتصبب العرق من جبهته رغم برودة الجو ليلاً غريزته أخبرته أن قاتل الطبيب سيهدف له ولكن المشكلة الأخرى حتى وإن لم يهدف له فبحث المحكمة عن الفاعل بالتأكيد سيشير للإمبراطورة والتي من الواضح أنها قد تجهزت لإلقاء التهم عليه والتخلي عنه فهل يدع المحكمة تستمر في عملها لتقبض على المجرم فينجوا منه ويقتل بسبب التهم أم يقابل المجرم بصدر رحب ويسمح له بقتله بسهولة

لكن كل تلك الأفكار لم تستمر طويلا لقد توصل لقرار في اللحظة التي شعر بها بوجود شخص ما بالقرب من الغرفة وما هي إلا لحظات حتى أصبح داخلها

الوزير هوان : أتيت إذن لقد انتظرتك طويلاً

جيان دي : يسعدني أن هناك من ينتظرني بهذا الشوق ولكن للآسف فسماعها منك يجعلني أتقزز

في تلك الغرفة الملائمة لوزير بمرتبة عالية مثل هوان كان هناك شيء واحد ليس بمحله أقترب الوزير وأمسك بذلك السيف الموضوع عند الجدار ثم أخرجه من غمده وأشار به إلى الفتى

الوزير هوان : لا تنظر إلى باستصغار أيها القزم

جيان دي : لست قزم أنا مازلت في طور النمو أيها العجوز بالمناسبة هل أصاب الخرف رأسك هل تجيد استعمال هذا الشيء أصلاً ؟؟

الوزير هوان : ههه هل تستخف بي الآن ؟ بالطبع أجيد استعماله

جيان دي : هممم مثير للاهتمام وزراء هذه الأيام يستعملون الأسلحة أيضاً !! ولكن من الأفضل أنت أم شقيقك يا ترى ؟؟

كان جيان دي يبدوا كما لو أنه يمرح في الأرجاء لكن تلك الجملة الأخير رافقتها نظرة كفيلة بطعن قلب رجل نظرة قد أقشعر منها جسد الرجل الواقف أمامه

الوزير هوان : هوووه ! إذا تعلم بشأن أخي ؟

جيان دي : بالطبع أعلم .. أوه لا تقلق سأحرص على أن يلحق بك في أقرب فرصة

الوزير هوان : لا تستعجل تصور الأمور لا أعلم كيف تمكنت من التسلل لكن هل تعلم عدد الحراس في الخارج يا فتى بفضل حركتك الغبية السابقة أعطى الإمبراطور أوامر بزيادة الحراس

جيان دي : هاهاهاها يا لك من رجل مضحك بالطبع أعلم ولقد توليت أمرهم أو كيف تعتقد أنني قد تخلصت من حرس الطبيب سابقاً؟ وكيف قد كتبت حكم إعدامه أيضا ؟

الوزير هوان : ما الذي تثرثر به ؟

جيان دي : حتى وإن بقي الطبيب على قيد الحياة فكان سيتم إعدامه لفشله في تحضير سم للملكة وقريبتها

الوزير هوان : هل تعني أن الملكة لم تمت ؟؟

لم يكن بحاجة لسماع الإجابة فنظرة جيان دي الساخرة توضح كل شيء بالفعل

الوزير هوان : هذا يعني أن الحراس في الخارج إما ميتين أو فاقدي الوعي

ابتسم جيان دي كما لو انه يبتسم لطفل على إجابته الصائبة عندها شدد الوزير قبضته على سيفه بغضب ثم وجهه للفتى ثم اصطدم بسيفه الرفيع ارتد سيف الوزير للوراء بينما كان يوجه الضربة الثانية فجأة توقف نظر لبطنه حيث خرج السيف منها وبدأ دمه يسيل أجل هو لم يدرك فرق السرعة بينهما, فالشخص الواقف أمامه طعنه بينما كان هو يتجهز للضربة الثانية

جثا الوزير على ركبتيه وبدأ يسعل دماً كان في تلك اللحظة يرى شريط حياته ماراً أمام عينيه ثم نظر للشخص الواقف هناك الذي ينظر له بدنيوية ثم ابتسم

جيان دي : ماذا ؟ هل ستطلب مني إنقاذك ؟ هل تعلم كم أن النظرة على وجهك الآن مثيرة للشفقة حقاً لا تقلق ستلتقي بالطبيب هناك لن تشعر بالوحدة وسيلحق بك شقيقك أيضاً

لم يسمع الوزير أي شيء مما قيل له بدا كما لو أن المكان هادئ تماماً كما لو أن السكون يغلفه ثم بدأ الظلام يحيط بكل شيء فقط ذلك الوجه أمامه كان بالكاد يراه بضوء الشمعة الخافت حدق في تلك العيون طويلاً محاولاً تذكر أين رآهما سابقاً وفجأة تذكر

الوزير هوان : (( أجل أنها عيون ذلك الرجل كان دائماً أمامي كنت دائماً ألاحق ظله كان يبدوا فخوراً وكأنه يسخر مني عندما يبتسم ذلك الوغد )) ستلحق بي أيضـ ..

ذلك أخر ما لفظه بينما كان جسده ممدداً على الأرض قرب أقدام جيان دي الذي أطلق تنهيده ووضع سجلاً على الطاولة وبينما يغادر

جيان دي : أجل أعلم هذا

...........

في الصباح وعند غرفة الأمير وجد قصاصة ورق أخرى كتب بها هل توصلت لشيء ؟ هدفك القادم الوزير هوان

وكما توقع الأمير وجد الوزير مقتولاً وموظفي المحكمة يحيطون بالغرفة

القاعة الملكية

الإمبراطور داو : من يتجرأ على قتل رئيس وزرائي ؟ كيف لم تجدوا المجرم حتى الآن أيها المحقق

المحقق الملكي : أعذرني جلالتك مازلنا نبحث عن الأدلـ

الإمبراطور داو : فقط توقف عن الثرثرة وقم بعملك بشكل جيد لديك مهلة لنهاية الأسبوع إن لم تجد المجرم سيكون رأسك على المشنقة عوضاً عنه وماذا عنك يا رئيس الحرس هل كنت تربي حرساً أم قطط ؟ أين يكونون عندما يظهر المجرم ؟ بالطبع يغطون في النوم .. يبدوا أنك لست أهلاً لمنصبك أخرج من القصر ولا ترني وجهك مجدداً

بالنسبة للإمبراطور فالوزير هوان هو الرجل الذي يمكنه أن يثق به وبعمله وهو أيضاً كاتم سره فكيف له أن يجد بديلاً ذكياً وفي نفس الوقت يكتم كل ما يحدث من تحت الستار؟!

**********

2020/07/06 · 216 مشاهدة · 866 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024