قصر الإمبراطورة الأم
بعد ذلك اليوم لم تغادر الإمبراطورة الأم غرفتها ولم تتحدث مع الخدم كثيراً كما كانت تفعل شعرت الخادمات بالقلق عليها ولكن وجه الإمبراطورة الأم الذي عادت به ذلك الوجه المليء بالتوتر والسعادة معاً هو أكثر ما يجعل الخدم قلقين عليها, أنها المرة الأولى التي تواجه فيها ابنها بهذا الشكل المرة الأولى التي تتحدث فيها معه منذ توليه الحكم تقريباً ماعدا تهنئته عند ولادة الأمير وبضع مراتٍ أخرى ولكن كانت الإمبراطورة فقط تتمتم ب (لقد فعلتها أخيراً ) وذلك عند عودتها . لم تستطع الخادمات القلقات فعل شيء غير الاستمرار في القيام بالمهام الموكلة إليهن
في ذلك النهار في ممرات القصر كان يسير ذلك الشاب ذو الثياب الفاخرة خلف أحدى الخادمات متجهاً لغرفة الإمبراطورة الأم إلى أن لمح شيئاً فأوقف الخادمة وتركها واتجه نحو الحديقة
الأمير داو زي : لم أظن أنك تعملين في قصر جدتي ؟
التفتت الفتاة التي كانت تكنس الحديقة لمصدر الصوت
لي جين : الأمير !! أوه لقد عينت هنا منذ فترة ليست ببعيدة
الأمير داو زي : اممم هل أنتي متفرغة الآن أرغب في التحدث معك بشأن أمر ما ؟
لي جين : (( لا بالطبع كما ترى أنا أقوم بعملي الآن )) هل هناك مشكلة ما ؟
الأمير داو زي : نوعاً ما أجل
لي جين : هل من الجيد أن تتحدث لخادمة ؟ أعني من الأفضل أن تتحدث لأحد أقاربك إن كنت تواجه مشكلة ما (( لا يمكنني القول تحدث لأمك فهي ممنوعة من الزيارة الآن على ما أعتقد))
الأمير داو زي : هل تتذكرين المرة حينما قابلتك وقلتي لي ألا أنخدع بالمظاهر أظن أنك كنت محقة أنا انخدع بكل شيء أولاً لين يونغ كانت فتاة مزيفة تحاول خداعي الآن أمي التي كانت لطيفة دائماً يبدوا أنها ارتكبت العديد من الجرائم وجدتي التي أحبها لم أعد قادرا على مواجهتها لأنها الشخص الذي تسبب في سجن أمي
لي جين : هل أنت تعتقد أن التهم الموجهة لوالدتك صحيحة ؟
الأمير داو زي : أنا واثق من أنها صحيحة لقد تسللت للمحكمة الملكية وقرأت تلك السجلات وعندما أفكر بالأمر أعتقد أنها كثيراً كانت تستدعي الوزير هوان ولكن لماذا قد تفعل أمي هذا ؟
لي جين : أنا لا أعلم التفاصيل ولكن أعتقد أن أي أم ستسعى دائماً لمصلحة طفلها أظن أنها أرادت أن توصلك للعرش بأمان
الأمير لي جين : أعتقد هذا أيضاً
لي جين : ولكن هل أنت موافق على هذا والدتك الآن قد ارتكبت جرائم بغض النظر عن السبب إن قررت الوقوف لجانبها فستصبح جدتك بمثابة عدو لك أو أنك ستقف ضد والدتك وتتخلى عنها ؟ عليك أن تعلم أنه خلال الحياة يضطر البشر أن يتخلوا عن الكثير من الأشياء فهل ستتخلى عن والدتك في سبيل مبادئك ومن أجل العدالة أم ستتبع الطريق المعاكس أيا كان ما ستختاره فأنت من ستتحمل عواقبه ولا أحد أخر والناس لن تتحدث عن ما اخترته فأنت من الأسرة الحاكمة بعد كل شيء ولن يجرؤ أحد على نقدك
الأمير داو زي : .....أعتقد أني أعرف ما علي فعله الآن شكراً لك
لي جين : على الرحب (( ما الذي فعلته حتى يشكرني ؟ إن كان قام بترتيب أفكاره فسيتوصل لحل ما حاجته لتضيع وقتي ؟ على كل لنعد للعمل الآن ))
توجه الأمير لغرفة جدته ليقابلها بينما جلس أمامها أخذ نفساً عميقاً
الأمير داو زي : جدتي أنا لا ألومك على ما فعلتي أنا أعلم أنك قمتي بالشيء الصحيح لذلك أرجوك لا تظني أني بدأت أكرهك أو شيء ما
الإمبراطورة الأم : هههه حتى لو كرهتني فأنا يستحيل أن أكرهك لذلك لا تقلق يا عزيزي
الأمير داو زي : أنا قررت أني سأواجه والدتي مهما كان الحكم الذي سيصدر سأحاول تقبله
الإمبراطورة الأم : هذه شجاعة كبيرة منك ولكن ما الذي ستفعله عندما تجد أن الأمر في الحقيقة أكبر وأصعب مما كنت تتصور , أنا كان لدي طفلان الأكبر قد أصبح إمبراطور بعد والده كان طيباً وحنوناً منذ صغره ثم توفي وأخذ مكانه ابني الثاني ولكن أنا لطالما علمت أنه لم يمت من المرض لقد قُتل والذي قتله هو ابني الثاني فقط ليحصل على مكانه لقد علمت ذلك ولكني خفت أن أتكلم فضلت أن أبقى صامتة حتى أحمي زوجته الحامل التي تركها ولكن مجدداً فقدتهما بسبب جيون وخبثها قد تسببت في أن يتم قتل الزوجة وابنها وعندما حاولت الوقوف في وجههم واجهني ابني قائلا ( لا تعلقي في الماضي ابنك ذاك قد مات فلا يهم إن مات ابنه وزوجته فعلى كل حال لم يكونوا سيستطيعون العيش وإن كنت حريصة على حياتك فلا تعترضي طريقي يا أمي ) هو كان يخطط للتخلص منهما وقد جاءت مكائد والدتك في مصلحته ربما لم يكن ليقتلهم لو كانت هيارا قد أنجبت بنتا , أنا مجدداً لم أتمكن من الاعتراض خوفاً على نفسي رأيته وهو يعيث فساداً هنا وهناك وقتل كل من كان مقرباً من أخيه , ثم هنا أخيراً أنا قد وقفت في وجهه كان علي فعل ذلك منذ زمن و الآن ما الذي ستفعله أنت عندما علمت هذا ؟ يبدوا أن حتى المحقق الملكي قد توصل لهذا ولكن أمور مثل أن يقتل الأخوة بعضهم من أجل العرش فهي أمور تخص العائلة الحاكمة ولا يحق للشعب التدخل فيها لذلك هو لم يتكلم واقتصر في حديثه عن الجرائم التي في حق أفراد من الشعب
صعق الأمير بسماعه لهذا فليست أمه فقط بل والده أيضا كل من كان ينظر لهم بإعجاب وفخر قد اكتشف معدنهم الحقيقي الآن هل عليه أن ينكر الحقيقة ويتجاهلها ويكمل حياته فيعيش بسعادة سالكاً الدرب الذي رسمه له أبواه فوق تلك الجثث أم أن عليه أن يصدق بما حدث وينكر والديه ويتعايش مع كونه ابن لمجرمين حتى وإن كان فما الذي بمقدوره فعله للوقوف ضدهم . شد الأمير قبضته
الأمير داو زي : إذاً والدي سيتجنب أن يحكم بالإعدام على أمي بما أنهما شركاء معاً
الإمبراطورة الأم : هذا وارد جداً
الأمير داو زي : حتى إن قررت مواجهتهم فلن أستطيع ذلك ولكن جدتي أنا أعدك سوف أبذل جهدي حتى أصلح ما أفسداه سأبذل جهدي حتى يأتي اليوم الذي أصبح فيه الإمبراطور عندها بالتأكيد لن أكون مثلهما لن أعيش مقابل أرواح الناس أفضل أن اخسر منصبي على أن أحصل عليه بهذا الشكل أنا سأذهب لأمي غداً وأتحدث معها لعلها تتوقف عن ما تفعله
الإمبراطورة الأم : لقد كبرت حقاً داو زي أنت تشبه عمك أكثر من شبهك بوالدك
ربتت الإمبراطورة الأم على رأس حفيدها مواسيةً له ثم ودعها وغادر هذه المرة وجد مجدداً قصاصة ورق عند غرفته ولكن ليس في الصباح كما العادة ولكن في المساء ! وأيضاً محتواها كان مختلف
أيها الأمير ما الذي ستفعله عندما يأتي المالك الحقيقي لمكانك الذي أنت فيه ؟
**********