بعد خمس أعوام .. السنة التاسعة عشر من عهد سلالة داو

تزداد حرارة الصيف يوماً بعد يوم لكن في تلك الغابة في ذلك الطريق الطويل ,دائماً به ذلك النسيم اللطيف البارد حيث أن حرارة الشمس الحارقة لا تدخله ولكن بعض أشعتها تتسلل من بين الأوراق الخضراء لتصل إلى الأرض بعد معركة طويلة لمحاولة اجتياز ذلك الجدار الأخضر من الأشجار

تحت تلك الأغصان المتراقصة مع مهب الريح كان يسير رجل عجوز يستند على عكاز بينما بجانبه ذاك الفتى في الثانية عشر من عمره يسير ببطء مواكباً لخطوات سيده بينما يسيران في ذلك الطريق بهدوء وإذ بالريح تحمل لهما صوتاً بدا كصرخات ألم

الطبيب زاو : أذهب بسرعة وأنظر ماذا يجري ؟

أسرع الفتى لاتجاه الصوت بينما لحقه معلمه ببطء وهناك كانت امرأة تستند على شجرة بينما تصرخ بألم

جيان دي : معلمي يبدوا أنها على وشك الولادة

الطبيب زاو : سيدتي إن كوخنا قريب هل تستطيعين السير ؟

أومأت المرأة ببطء وحاولت الوقوف بينما ساعدها جيان دي حتى وصلوا للكوخ

بمجرد أن استلقت المرأة على السرير حتى علا صوت صرخاتها وبسرعة بدأ التجهيز للولادة الماء الدافئ والمناشف يتم تجهيزها , وخلال ذلك الاضطراب جاء كيان رو والذي من الخارج سمع الضجيج الصادر عن الحركة وسمع صراخ المرأة فعلم أن شيئاً خطراً يحدث هناك وأنه إذا دخل سيتم جره لتلك المعمعة لذلك وبهدوء قرر الانسحاب والمغادرة قبل أن يلاحظه أحد

جيان دي : سيدتي أدفعي أكثر

المرأة : آآآه لا أستطيع

الطبيب زاو : لقد أوشك على الخروج قليلاً بعد يا سيدتي

وأخيرا بعد مجهود صعب خرج الطفل الصغير بسلام بمجرد سماع صوت بكائه كان بإمكانهم الآن التنفس براحة فلقد انتهى الأمر أخيراً , ولكن يبدوا أن تعبهم لم ينتهي تماماً بعد فيبدوا أن تلك المرأة لا تمتلك أقارب في أي مكان قريب لذلك سيكون عليهم العناية بها لفترة

بما أن الطبيب زاو كبير في السن فلم يكن يقوم بالكثير بينما رميت كل الأعمال على كاهل جيان دي في حين بقي كيان رو بعيداً ولم يزرهم طوال تلك الفترة ولكن رغم ذلك التعب كان من الممتع اللعب بالطفل الصغير فتلك الأصابع الصغيرة الجميلة تجعلك لا تمل إطلاقاً من تأملها طوال النهار هناك شيء واحد فقط غريب بشأنه ألا وهو عينيه فيبدوا أن عيناه تمتلكان لونين مختلفين

لحسن الحظ الطبيب يعلم بأنه ليس مرضاً وليس شيئاً خطيراً فقط يبدوا أنه خطأ فيما ورثه فقد ورث لونين عوضاً عن واحد ولكن ربما الناس الذين يرون هذا لن يدركوا أنه ليس خطراً لعدم علمهم بشأنه

بعد ثلاثة أسابيع حملت المرأة أغراضها مغادرة المكان ستذهب إلى حيث أهل زوجها المتوفى يسكنون فهي كانت في البداية ذاهبة لهم ولكن حدث ما حدث في منتصف الرحلة . قام جيان دي بإيصالها للطريق ثم تفرقا حيث ذهب هو للقرية لبعض الأعمال

اليوم التالي كان جيان دي عائداً من القرية وما إن اقترب من كوخ معلمه حتى شعر بهدوء غريب لطالما كن المكان هادئا ولكن لسبب ما هذه المرة كان يشعر بشيء غريب كما لو أن الغيوم السوداء قد أحاطت بقلبه تماماً كما حدث عندما فقد شقيقه

أقترب من الكوخ وعندما وصل عند الباب تلك الحقيبة في يده سقطت على الأرض بينما هو ينظر لبركة الدماء أمامه وذلك الجسد على الأرض بالتأكيد المعلم فارق الحياة ولكن رغم ذلك ذهب ليقيس نبضه ويتحقق وبمجرد عدم سماعه له أنطلق راكضاً في الغابة تجاه المنزل الصغير الأخر الذي يعرفه حيث يقطن كيان رو

توقفت خطواته فجأة عندما وصل هناك أمامه مجموعة من الرجال وبينهم جثة معلمه الثاني الآن ما الذي سيفعله هو وبكل تهور واقف أمامهم تماماً وقد انتبهوا له بالفعل

- هناك ضيف غير مدعو يا زعيم هل أهتم به ؟ فمائدتنا تتسع للجميع

خرجت تلك الكلمات من الرجل مفتول العضلات كان يحمل سلاحاً غريبا يشبه منجل العشب ولكن أكبروأضخم وهو متصل بسلسلة طويلة وضخمة كان الرجل يحمله بيد واحدة بينما بالتأكيد سيحتاج جيان دي لكلتا يديه ليحمله وربما حتى لن يتمكن من حمله . ذلك الرجل ذو الثياب المترفة الواقف في المنتصف أشار بيده للآخر كما لو يقول له أفعل ما تريد

جيان دي : (( سحقاً ما الذي يحدث ؟ لماذا قتلوهما ؟ ما الذي يريدونه ؟ من يكونون هؤلاء ؟.. لا هذا ليس وقت التفكير في هذا الآن على الهرب .))

أنطلق جيان دي راكضاً بأقصى سرعة لديه بينما لحقه الرجل الضخم

جيان دي : (( لماذا .. دائماً أفقد الأشياء المهمة ؟؟ ما الذي فعلته حتى يأخذوا كل شيء مني ؟))

- أيها الفأر الجبان لا شك أنك تركض بسرعة جنونية ولكن لا تقلق سألحق بك

جيان دي : ((.. هناك مسافة كبيرة بيننا بسبب سرعتي ولكن ذلك الشيء في يده إن قام برميه تجاهي بالتأكيد سيصيبني .. لماذا أنا غبي جداً لماذا لم أخذ سيفي بمجرد رؤيتي لجثة الطبيب ؟ لماذا لم أفكر في احتمالية تواجدهم قريباً من المكان ؟ كان علي أن أذهب متسللاً عوضاً عن أن أظهر هكذا أمامهم ...ليس أمامي غير أن أزيد فارق المسافة بيننا !!!))

لم يتمكن حتى من تنفيذ تلك الخطة فقد وجد انه قد وصل بالفعل للجرف المؤدي للنهر حتى قبل أن يتوقف ويغير اتجاهه كان ذلك المنجل قد ضرب ظهره بالفعل وبمجرد أن سحب الرجل السلسلة الضخمة طار المنجل عائداً ليده بينما سقط جيان دي من الأعلى

في لحظة سُمع صوت ارتطام جسده بالماء ثم بدأ اللون الأحمر يتخلل بين ثنايا الماء وينتشر شيئا فشيئا بينما كان الفتى يغرق أعمق فأعمق بدأ كل شيء حوله يصبح أسودا

جيان دي : (( أنا لن أغفر لكم أبداً .. أبداً ))

هناك في الأعلى كان الرجل يتحقق من موته بينما على وجهه ابتسامة

- انتهى أمره أيها الزعيم

هوبتاي : أحسنت عملا أعلي الآن علي أن أزف خبر وفاة الرجلين لأخي ؟ لا شك أنه سيقيم وليمة من أجلنا

بينما علا صوت هتاف الرجال وضحكاتهم بينما يغادرون لم ينتبه منهم أحد للشخص في أسفل الوادي الذي كان مختبئاً خلف الشجرة واضعاً يداه على فمه محاولاً كتم صوت أنفاسه بعد أن رأى الجريمة التي حدثت أمامه

**********

2020/07/11 · 199 مشاهدة · 935 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024