داخل منطقة القصر الإمبراطوري يوجد قصر معزول عن باقي القصور حديقته من الأشجار اليابسة والزهور الذابلة بناءه يبدوا متهالك رغم أنه في الواقع ليس كذلك ممراته خالية تماماً لا توجد به تلك الحركة والنشاط الموجود في باقي القصور , شباك العناكب والغبار وربما أعشاش غربان أيضاً كل ذلك متواجد في ذلك القصر قد يبدوا لبعض الناس أنه يبعث على الوحدة ولكن أكثر الآراء تقول أنه يبدوا مسكوناً كما لو أنك ستجد شبحاً بدون رأس فجأة

بالطبع لن تجد شبحاً أو جثة فيه كل تلك مجرد إشاعات عنه فهو بعد كل شيء القصر البارد الذي تقيم فيه نساء العائلة المالكة المعاقبات أو المحكوم عليهن بالإعدام وهو نفس القصر الذي قضت فيه الملكة زهانغ وسين أخر أيامهما كأفراد من العائلة الإمبراطورية

في الغرفة الرئيسية للقصر وهو المكان الوحيد شبه النظيف فيه كانت الطاولة تحوي بضع أطباق من الطعام والذي ربما يكون أوشك على الفساد رغم ذلك جلست تلك المرأة تأكل بهدوء وما إن انتهت حتى أخذت الخادمة الأطباق وغادرت

في الممر بالخارج كان هناك وقع خطوات خفيف للغاية متجهاً لتلك الغرفة ثم توقف عند الباب

الإمبراطورة جيون : هل أتيت لتقتليني ؟ أنت حتى لست بشخص حي أو ربما أتيت لترشديني في العالم الآخر ؟

ألتفت الإمبراطورة تجاه المرأة الواقفة في زاوية الغرفة بجانب النافذة, قليلٌ من ضوء القمر يدخل من الخارج يسقط على جزء بسيط من وجهها مصدراً بريقاً حاداً في عينها

الإمبراطورة جيون : ههههه للآسف لا يحق لك ذلك كل ما يمكنك فعله هو جعل الشخص يصاب بالجنون أليس كذلك ؟ ولكن أنا لا أمتلك أدنى ذرة من الندم حتى أصاب بالجنون لا أندم على شيء ولن أندم على ما سأفعل بالمستقبل , هل ترين تلك الورقة هناك ؟ إنها رسالة لي سربها الخدم لي هي بالتأكيد خبر عن موعد خروجي من هنا وعودتي لعرشي ..أجل ذلك العرش لي كل ما فعلته كان من أجله فقد إن لم تتدخل تلك العجوز في اللحظة الأخيرة لكنت تخلصت من ذلك المحقق ولكن على كلٍ سيتم تلفيق تهمة بالسرقة له وسيعاقب عليها وأنا سأخرج من هنا, أتباعي أكثر مما تظنين بهم تمكنت من التخلص من كل العوائق هيارا وزهانغ وقريباً حتى تلك العجوز الحمقاء سينتهي أمرها .... ولكن هناك مشكلة صغيرة ذلك الابن الأحمق يسير دائماً عكس خططي أولاً يعجب بتلك الفتاة الماكرة والآن يتخذ صف جدته بالتأكيد لم يكن يجب أن أنجبه كان عليه أن يكون دمية مطيعة لي حتى أحصل على ما أريد لكن ربما يجدر بي محاولة إقناعه ..... أو التخلص منه

بدأت في الضحك ثم عادت لتنظر للمرأة الواقفة هناك بلا حركة فقط تقوم بمتابعة تحركاتها بعينيها فابتسمت الإمبراطورة لها

الإمبراطورة جيون : ربما علي أن أقرأ الأخبار السعيدة الموجودة في الرسالة من أجلك لعلك تغادرين من هنا وأنت تطيرين من السعادة هاهاهاها

فتحت الورقة وبدأت تقرأ

ابن السيدة هيارا الوريث الأحق بالعرش لا زال على قيد الحياة .. أيضاً الطعام الذي يقدم لك كان مسموماً إنه نفس السم الذي صنعه الطبيب وي يون من أجل قائد قبيلة فوو لذلك لم يتمكن متذوق السموم من كشفه فالآثار تظهر لاحقاً .. كل ما كنتِ تعملين له تحطم والآن ستموتين على يدي

سقطت الورقة من يدها ونظرت للمرأة التي بدأت تبتسم برضاً تام بينما خطت خطوة واحدة للأمام

الإمبراطورة جيون : لا تعتقدي أنك تغلبتِ علي لن أسمح لك بقتلي إن كان سمك لم يقتلني بعد فلن تكوني الشخص الذي قتلني حتى لو اضطررت للموت فلن يكون على يديك

توجهت المرأة تجاه أحد الأدراج وأخرجت زجاجة صغيرة للغاية وخلطت محتواها مع الشاي في الكأس ثم شربته

الإمبراطورة جيون : هاهاها الآن لن تكوني الشخص الذي قتلني سأموت ولكن على الأقل بيدي هاتين لن أسمح لك أن تفوزي علي, تريدين جعلي أموت ببطء حتى أعاني وتستمتعي بالنظر لي ولكني لن أحقق ذلك لك

تلك المرأة بالتأكيد أصبحت مجنونة ولكن عندما نظرت بانتصار صدمت من تلك النظرة على وجه المرأة الأخرى كانت تبتسم ابتسامة في غاية اللطف جعلت الإمبراطورة تفكر إن كانت قد أخطأت في حساباتها ولكن سرعان ما خارت قوى الإمبراطورة بدأ السم الذي شربته مفعوله فلم تعد قدماها تقويان على حملها فجلست على الأرض في تلك اللحظة تلك الابتسامة اللطيفة تحولت لنظرة استهزاء واستحقار وسخرية ضغط الهواء حولها أصبح شديداً كما لو أن تلك النظرات فقط ستسحقها ثم فجأة سمعت كلمات تردد صداها في عقلها عدة مرات لدرجة أنها لم تعد تدرك هل سمعتها أم أنها كانت تفكر فيها

" شكراً لكي الآن لست مضطرة أن ألطخ يداي بك .. في الواقع لم يتم تسميم طعامك .. ولكن بالفعل إنه أكبر انتصار أن تجعل عدوك يقتل نفسه من أجلك ..آوه يا لكي من مسكينة حتى ابنك قد تخلى عنكِ "

هل تلك أفكارها الداخلية أم صوت المرأة التي كانت واقفة هناك بدأت الإمبراطورة في الصراخ فأسرع الشخص الذي كان واقفاً عند الباب للداخل

الأمير داو زي : أمي ما الأمر ؟ ماذا بكِ ؟

لقد سمع أجزاء كثيرة من الحوار لكن الغرفة فارغة تماماً دون علامات على وجود رفيق في المحادثة هل كانت والدته تتحدث لنفسها ؟ هل كانت جادة فيما قالت ؟

الإمبراطورة جيون : كله بسببك لو لم تكن أحمق لو كنت فقط دمية جيدة لما كنت هكذا الآن

أمسكت برقبة ابنها محاولة خنقه بسرعة دخلت الخادمة والحرس بسبب الضجيج وأبعدوها عن الأمير

الأمير داو زي : أ....أمي !!؟

الإمبراطورة جيون : فلتمت يا عديم النفع

- أيها الأمير غادر الآن يبدوا بأن رأسها مضطرب قليلاً فلتقابلها لاحقاً

لم يكمل الحارس جملته حتى بدأت التشنجات في جسدها والرغوة البيضاء تخرج من فمها بينما تتحرك عيناها في كل الاتجاهات ثم سقطت على الأرض جثة هامدة كما لو أنها لم تكن على قيد الحياة منذ لحظات فقط

انتشرت أنباء انتحار الإمبراطورة في القصر بدا الأمر واضحاً للجميع هناك روح شريرة تقطن القصر وتقتل كل من فيه أصبح الجميع يميل للاستقالة من وظائفهم في القصر أو الهرب منه

بينما بالنسبة للأمير الذي شاهد والدته تموت أمام عينيه بعد أن حاولت قتله وأيضاً ما كانت تقوله عن استغلالها له أصبحت أفكاره ومشاعره في فوضى عارمة ما هو سبب وجوده ؟ لم مازال على قيد الحياة ؟ فقط تواجد جدته بجانبه هو ما جعله يصمد قليلاً فبدأ البحث عن ما حدث هذه المرة هذا لم يكن من تدبير نفس المجرم هو لم يجد قصاصة الورق مهما انتظرها ولكن بعد أسبوع وصلته قصاصة الورق

" المجرم دوما سيحاسب على جريمته فبأي صف أنت ؟ "

**********

2020/07/13 · 210 مشاهدة · 1002 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024