السنة الرابعة والعشرين من عهد سلالة داو

قصر الإمبراطورة الأم

لي جين : حسنا شكراً لرعايتك لي لقد تشرفت بخدمتك سأغادر الآن

الإمبراطورة الأم : يبدوا بأن تلك الأيام التي أشعر فيها بالوحدة سوف تعود حسناً أعتني بنفسك جيداً (( داو زي سوف يصدم إن علم بمغادرتها لذلك يفضل أن يكتشف الأمر لاحقاً ...ربما ؟))

انتهت مدة عمل لي جين في القصر فهي ليست خادمة دائمة كغيرها وإنما تم تأجيرها لمدة محددة وذلك من قبل تلك العصابة التي اختطفتها وقد انقضى عام تقريباً منذ دخولها للقصر

رغم أن هذا الصباح كان مشرقاً وجميلاً إلا أن أصوات البكاء كانت تصدر من مكان ما قرب بوابة القصر

وانتينغ : أ..أنا لا أبكي ..فقط شيء ما دخل عينيييي ..آواااه

تشويلي : سأشتاق لكي راسليني حسنا وتعالي لزيارتنا .. لا زوريني أنا فقط وليس هذه الحمقاء

وانتينغ : ماذا ؟ من الحمقاء ؟

لي جين : حسنا كلما سأتذكركما سأتذكر هذا المظهر المضحك وداعاً الآن

حضنت الفتيات بعضهن مودعين

لي جين : هاي لا تمسحن أنوفكن في ثيابي

وانتينغ : لن نفعل !!

انقلب البكاء إلى ضحكات ثم غادرت الفتاة بينما رفيقتاها يلوحن لها حتى اختفت من مرمى بصرهما

حل وقت الظهيرة تقريباً وصلت لي جين للغابة كان السكون يعم المكان فقط أوراق الأشجار تتساقط تباعاً وصوت لخطوات هادئة جداً وأنفاس خافتة

لي جين : (( هناك من يتبعني على ما يبدوا ))

بالفعل بعد بضعة أمتار قرر الملاحقون إحاطتها , ما يقارب ستة رجال مسلحين يحاصرونها من كل الجهات

- تعالي معنا بهدوء ولن تتأذي

لي جين : (( ألم أمر بنفس هذا الموقف سابقاً ؟)) ما الذي تريدونه ؟

- لا شيء فقط نريدك أن تكوني رهينة جيدة ومطيعة إلى أن يعطينا ذلك الفتى المال الذي نريده و أيضا سلمينا ما معكِ من مال

لي جين : ذلك الفتى ؟؟ بالمناسبة كل ما معي هو بعض الثياب لا مال معي فقد كان راتبي يرسلُ لكم كاملاً ولم يتبقى لي شيء

- بذلك الفتى أعني الشخص الذي طلب منا إرسالك للقصر , إن كنتِ حقاً لا تملكين مالاً فأعطني الحقيبة أفتشها

لي جين : لا أنصحك بالاقتراب خطوة أخرى

لم يكترث الرجل لكلامهما وبمجرد أن اقتربت يده من الحقيبة حتى وجد نفسه على الأرض وفقط صوت طقطقة خرج عقبه صراخ شديد من الرجل بينما يتلوى على الأرض ممسكاً بذراعه المكسور ظل الباقون يحاولن استيعاب ما حصل الآن بينما كانت الفتاة الواقفة بلا مبالاة تخرج السيف من غمده بينما تتفحصه بعدم رضا يبدوا أن السيف الذي سرقته تواً من الرجل الطريح أرضاً لم ينل إعجابها . أشار الرجال لبعضهم بأن يهجموا معاً

أول رجل هجم عليها بسيفه فجأة اختفت من أمام ناظريه وشعر بألم في مؤخرة عنقه وسقط أرضا فاقدا وعيه بعد أن ضرب بقبضة السيف ثم توالت الهجمات ولكن صُدت جميعها ولم تصل أي منها للفتاة التي بدا وكأنها تشعر بالملل ثم أطلقت تنهيدة وتحولت النظرة على وجهها لنظرة جدية وبدأت هي بالهجوم بعد فترة قصيرة كانوا جميعاً مطروحين على الأرض ما عدا فتى هزيل كان واقف يرتجف في مكانه

لي جين : رجاء أخبرهم ألا يعترضوا طريقي مجدداً وإلا في المرة القادمة لن أكون لطيفة هكذا

قالت ذلك بينما تبتسم ثم ألقت السيف وأخذت حقيبتها وغادرت سقط الفتى على الأرض بينما يسأل نفسه كيف تصف نفسها باللطيفة ؟ هل هم على قيد الحياة حتى ؟

........

مكان هادئ بعيد حيث لا يصل البشر أو إزعاجهم إليه فقط في الصباح تسمع صوت الطيور ومساءً تسمع خرير الماء , في ذلك المكان المنعزل يوجد منزل واسع بحديقة كبيرة , تسللت أشعة الصباح لتلك الغرفة المطلة على الحديقة والتي يجلس فيها رجل بشعر أبيض طويل يكتب في تلك الأوراق أمامه طوال النهار, لكن عندما تنظر لوجهه الوسيم بعينيه الزرقاوان تعلم ما قد يحدث إن سار بمظهره هذا في المدينة بالتأكيد ستلاحقه كل النساء غير مدركين أنه رغم ذلك المظهر الشاب فهو في العقد الخامس من عمره

بينما هو يكتب كعادته بدا كما لو أنه قد سمع شيء ما فتوقف عن الكتابة ووضع الفرشاة في مكانها وبينما ينهض وينفض الغبار عن ثوبه

كونفوشيوس : لين رين يبدوا أن لدينا زائر أذهبا ورحبا به

استجابت فتاتين في الثانية عشر من عمرهما كانتا متطابقتين تماما لديهما نفس الشعر الأسود ونفس العيون الزرقاء فقط لون ثوبيهما مختلف أسرعت الفتاتان للخارج نحو بوابة المنزل ولكن وجدوا أن ذلك الشخص قد دخل بالفعل فركضتا إليه تعانقانه بقوة

جيان دي : حسناً ..حسناً أنا أيضاً اشتقت لكما

كونفوشيوس : يفترض أن أشعر بالغيرة طفلتاي الصغيرتان لا تعاملانني هكذا أبداً على كل لقد أطلت الغياب هذه المرة تعال للداخل لنتحدث

جلسوا في الغرفة يتحدثان بينما ذهبت الفتيات لإحضار الشاي والكعك ثم بدأن بالعبث بشعر جيان دي وتحويله إلى ضفائر

كونفوشيوس : كم ستبقى هذه المرة ؟

جيان دي : سأغادر بعد غد فعلي الاهتمام بمجموعة من المزعجين واسترداد ما يخصني منهم

كونفوشيوس : حسناً لين ورين اتركا شعره الآن اذهب لتستحم ثم خذ قسطاً من الراحة

عبست الطفلتان باستياء وذهب جيان دي لينال قسطا من الراحة بعد تناولهم الغداء

جيان دي : (( لماذا أشعر بالثقل ؟ وكأن أحجاراً ضخمة فوقي ))

استيقظ من نومه فوجد المكان مظلماً, يبدوا بأن الليل قد حل بالفعل وعندما نظر وجد أن هناك مباراة شطرنج قائمة فوقه فنهض وأوقع لوح الشطرنج والفتاتان اللتان كانتا تضحكان يبدوا أنهما لم تتمكنا من جعله يستيقظ مهما حاولتا ومن شدة الملل قاموا بلعب الشطرنج فوقه

جيان دي : أيتها المشاكستان الصغيرتان

أشارت الفتيات للخارج فذهب معهما للخارج يبدوا أن الشهب كانت تسقط وقد أرادتا مشاهدتها معه ولكن لم تتمكنا من ذلك فقد غطتا في النوم في منتصف المشاهدة

جيان دي : يبدوا أنهما مازالتا ترفضان التكلم

كونفوشيوس : أجل منذ ماتت والدتهما لم يتكلما حتى معي فقط أحياناً أراهما بينما يتكلمان مع بعضهما بصوت خافت , بالمناسبة هل ما زلت تحاول الانتقام ؟ عليك التوقف سوف تهلك إن استمررت في ذلك

جيان دي : هل تقول ذلك بصفتك كاتب المحكمة القديم والشخص الأكثر حكمة أم بصفتك صديق لي ؟ على كل أنا لم أعد أستطيع التراجع أنا غارق بالفعل في ذلك حتى القاع لا يمكنني الخروج مجدداً ... ماذا عنك ألم ينتابك ذات مرة فكرة الانتقام أيضاً لشقيقك

كونفوشيوس : أجل أخي كان وزيراً طيبا عندما علمت بأن موته كان مدبراً فكرت في ذلك ولكني قاومت ومحوت ذلك من رأسي ..

جيان دي : إنك شخص قوي ولكن أنا لست كذلك لم يعد هناك طريق لأعود منه

غلفت الظلمة الأجواء وبعد لحظات نهض الفتى وأدخل الفتاتان لفراشهما وانتهت ليلتهم بهدوء

**********

2020/07/13 · 212 مشاهدة · 1020 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024