في العادة عندما تكون الشمس مشرقة لا تصدر أصوات من ذلك المكان ولكن اليوم كان مختلفاً, في ذلك الزقاق كان هناك تجمع من الناس عند الزاوية يستمعون لذلك الضجيج الصادر من ذلك المنزل في منتصف الشارع ويبدوا أنهم قد وفقوا في اختيارهم لمكان مناسب للمراقبة وبعيد عن المنزل قليلاً حتى لا يتم جرهم لتلك المعمعة فما هي إلا لحظات حتى طار كرسي للخارج بعد أن كسر النافذة وتحطمت أرجله ظل الناس يراقبون منتظرين أن يروا من الذي سيخرج منتصراً من هناك

أما في الداخل كان هناك رجال مطروحين أرضاً وهناك شخص ملقى فوق الطاولة وأخر يتقيأ في زاوية الغرفة بعد تلقيه ضربة عنيفة في معدته بينما وقف ذلك الشاب الوسيم وسط تلك الفوضى وهو يمسح قطرات الدم التي سقطت على وجهه ثم نظر للرجال الثلاثة المتبقين وخاصة لذلك الواقف في المنتصف

جيان دي : لقد أخبرتك مسبقاً ألا تعبث معي ولكنك لم تصغي

الزعيم : لقد قلت ألا نؤذي تلك الفتاة حتى تدخل القصر لكنك لم تتحدث عن شيء عن حين خروجها منه, الاتفاق الذي بيننا قد انتهت مدته بالفعل وإن كنت منزعج من طريقتنا في العمل فلما لم تفعل ما تريد بنفسك ؟

جيان دي : سبق وقلت لك تخصصي هو الاغتيال وليس الاختطاف .. حسناً بما أن هذا ما تريده فلا تتوسل لي لاحقاً

بدأ القتال بينهم مجدداً حاول أحد الرجال مهاجمة جيان دي من الخلف ولكن انتهى به الأمر حاصلاً على ركلة في ذقنه تسببت في جرح لسانه وتساقط بعض أسنانه بينما حصل زعيمهم على طعنة قوية في قدمه سقط أرضاً على آثرها والرجل الأخير قد فقد وعيه بسبب الإبر المخدرة أقترب جيان دي الذي لم يحصل سوى على بعض الكدمات والخدوش من الصندوق في جانب الغرفة ثم أخرج منه أكياس من المال

جيان دي : بما أن الصفقة بيننا انتهت إذا سأسترد مالي

غادر المكان بابتسامة ساخرة بينما كان الزعيم يشتعل من الغيظ ويتوعده بالويل , بينما يسير الفتى في شوارع تلك المنطقة وإذ بالفتيات يتهامسن بينما ينظرن إليه بإعجاب

- إنه وسيم للغاية وليس قوي فقط

- ولكنه يرتدي قناع يغطي نصف وجهه هل ربما ذلك الجزء من وجهه مشوه!

- حتى ولو لا يهم إنه رجل أحلامي

عندها تقدمت الفتاة وتظاهرت بأنها تعرقلت في قدمه وسقطت أرضاً للفت انتباهه ولكن كل ما فعله هو انه نظر لها بعدم اكتراث ثم قفز من فوقها لتخطيها كما لو كانت كيس قمامة, لم تفقد الفتاة ماء وجهها فقط إثر هذا التصرف ولكن كل الفتيات قد تحطمت قلوبهن مع أمالهن إلى أشلاء أو هذا ما كان يظن جيان دي أنه من المفترض أن يحصل لكنه لم يتوقع أن يحصل على نتائج عكسية فتصرفه البارد هذا قد أثار إعجاب المزيد من الفتيات وفجأة وجد مجموعة من الفتيات تطاردنه كالمجانين

- سيديي فالتتزوجنيي

- لااا تزوجني أنا

جيان دي : ما الذي يحدث هنا؟ هل فقد كل من هنا عقولهم لماذا مازلن يطاردنني؟؟

تمكن جيان دي من الهرب بصعوبة وترك وراءه مجموعة من الفتيات يتقاتلن مع بعضهن مثل الوحوش المفترسة دون أن ينتبهن أنهن قد تم التخلي عنهن جميعاً

....................

في تلك الليلة كان ضوء البدر يسقط على الأشجار وعلى الطريق لينير المكان كاملاً كانت السماء صافية ومليئة بالنجوم المتلألئة ضوئها ينعكس على المياه مصدراً لمعاناً خافتاً وجميلاً كما لو أن الماء ممتلئ بالجواهر

كانت الغابة خضراء ينبعث منها صوت أزيز الحشرات ورائحة العشب التي تبعث الراحة في النفس , عند ذلك المجرى المائي جلست الفتاة مرتدية ثوباً باللون الأخضر الفاتح مع الأبيض بدت كما لو أنها تحاول تمويه نفسها كما تفعل بعض الكائنات رغم أن الأمر في الواقع كان مجرد صدفة

بينما جلست تملئ القنينة بالماء إذ يلفت انتباهها ذلك الضوء الأخضر الصغير الذي مر أمامها فجأة . نظرت تجاه العشب فوجدت الأضواء تنبعث منه بكثرة يبدوا أنها اليراعات التي أخبرها عنها معلمها سابقاً رغم أنها المرة الأولى التي تراها بها ,فجأة تذكرت تلك الكلمات التي قالها معلمها " هناك أسطورة تقول أن يراعات الجبل تساعد الشخص على إيجاد ضالته ,فإن أضاع شخص الطريق تساعده على إيجاد طريقه ..حسنا إنها أسطورة بعد كل شيء "

لي جين : (( أجل إنها مجرد أسطورة ولكن ..هممم لا ضير من المحاولة أليس كذلك ؟ )) احم ..احم . أيتها الـ ..

وبينما كانت على وشك قول جملتها إذ سمعت صوت خطوات على الجهة الأخرى من مجرى الماء ألتفتت بسرعة بينما أمسكت سيفها لتخرجه من غمده سقط ضوء القمر على ذلك الشخص تلك الثياب المميزة والشعر البني

لي جين : إنه أنت ! ما الذي تفعله هنا ؟

روجيان : يجدر بي أن أكون من يقول هذا فبينما أنا أبحث عن الماء وإذا بي أجد شخصاً جالساً على الأرض بينما يمسك سيفه الذي يبرق بسبب الضوء

لي جين : إنه الحذر فقد فاجأتني (( هو لم يسمع ذلك صحيح لم سمعني وأنا أحاول التحدث لتلك الحشرات آخخ يا له من إحراج )) إذا ما الذي يفعله شخص من قبيلة فوو خارج أراضيهم

انحنى روجيان الواقف على الضفة الأخرى ثم جلس على الأرض ليصبح في نفس مستوى لي جين

روجيان : أنتي من طلب مني المجيء هل نسيتِ ؟ لقد بحثت عن ذلك السم واتضح أن كل ما قلتيه كان صحيحاً يبدوا أنك لم تكوني تحاولين قتل والدي

فرك روجيان رأسه بينما أطلق تنهيدة وهو يفكر هل يفترض به الاعتذار عن ما حدث تلك الليلة وتهديده لها بالسلاح ولكن من خلفه فجأة

- زعيم هل أنت هناك ؟ مع من تتحدث ؟

روجيان : !!! ..لا أحد

لي جين : هل أبدوا لك كلا أحد أم ماذا ؟

- زعيم ما هذا الصو.... آه زعيم أنت هنا تدردش مع آنسة جميلة بينما نحن نجمع الطعام والحطب يا لك من استغلالي

روجيان : ماذا ؟ لست أدردش , وهي ليست آنسة جميلة , أذهب وأكمل عملك

- زعيم لا يجدر بك قول هذا في وجه آنسة بمثل جمالها لا شك أنك تعاني من خطب في نظرك

روجيان : أغرب عن وجهي أنت من يعاني خطباً في النظر

لي جين : (( بطريقة ما يستمر هذا الشخص في الإساءة لي )) هممم هل أبدوا بهذا القبح بالنسبة لك ؟

سرت رعشة في جسده وأزرق وجهه للحظة

روجيان : (( إذاً هذا صحيح النساء مخيفات عندما يغضبن )) لا ..ما كنت أعنيـ

لي جين : هههههه لا بأس لا أهتم حقاً

أصبح وجهه أحمر أجل لقد كانت تخدعه تلك الفتاة هو بالفعل يرغب بضربها ولكنها فتاة, تجاهل الأمر ثم قفز على بضع صخرات ليصل لجهتها ثم مد يده لها

روجيان : أنا مدين لكي لمساعدتك والدي أسمحي لي أن أرد هذا الدين

عيناه الذهبيتان الصادقتان للغاية تبدوان مثل الشمس بالتأكيد أي يشخص ينظر لهما لن يرفض طلباً أو يرد اعتذارا لصاحبهما تجاهلت لي جين يده الممدودة تجاهها وأمسكت أمتعتها ونهضت

لي جين : لا حاجة لذلك

روجيان : (( معها سيف يبدوا أن توقعي كان بمحله إنها متدربة على القتال )) إذا اسمحي لنا أن نقلك على الأقل

لي جين : ... بعد التفكير بالأمر أظن أني لن أرفض عرضك

ركبت لي جين في عربة الأمتعة ومع اهتزاز العربة سرعان ما أمالت رأسها على الحقائب بجوارها ثم غفت قليلاً

...........

في فصل الصيف تحت تلك الشمس الحارقة كانت تلك الأرض قاحلة تماماً لا يوجد فيها أي عشب ولو كان جافاً ولكن أسوأ ما كان فيها تلك الجثث المتروكة دون أن تدفن والدماء التي سقت تلك الأرض سارت تلك الفتاة بين الجثث متفقدة إن كان هناك ناجي بينهم

لي جين : (( يبدوا أنهم ليسوا جنوداً ربما فلاحين تقاتلوا مع أحد العصابات التي تنهب الأراضي مؤخراً يبدوا لي أن المعركة كانت منذ وقت قريب فالجثث لم تتعفن بعد ))

بينما هي تنظر إليهم وإذ بشيء يعلق بقدمها وعندما نظرت وجدت يداً تمسك بقدمها, انحنت بسرعة لذلك الرجل محاولة مساعدته ولكن بمقدار الدم الذي فقده هو بالتأكيد لن ينجوا بل أن كونه حياً للآن هو في حد ذاته معجزة لم يكن أمامها سوى أن تسمع كلماته الأخيرة

**********

2020/07/15 · 182 مشاهدة · 1240 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024