بينما يسعل الرجل بشدة قد أطلق كل طاقته في تلك الكلمات التي قالها

الرجل : أرجو..ك أوصلي المال ..لعائلـ..تي ...أعتني بابنتاي ..زيا و ريو ...

فتحت لي جين عينيها السماء مظلمة والعربة تتأرجح هل نامت لمدة طويلة أم ماذا ؟ ولماذا يا ترى عادت لها تلك الذكرى الآن من بين كل الأوقات ؟ ثم فجأة لاحظت ذلك الغطاء الملقى عليها يبدوا أنها قد فقدت حذرها تماماً وغطت في النوم بعمق لدرجة عدم ملاحظتها أن هناك من وضع غطاءً عليها

لي جين : سوف أغادر من هنا بمفردي فالطريق الذي سأسلكه من هذا الاتجاه

روجيان : ألا تريدين منا أن نوصلك ؟

لي جين : لا شكراً حسنا وداعاً (( ربما علي الذهاب لزيارتهم مرة أخيرة ))

غادرت لي جين وتوجهت إلى ذلك الطريق المؤدي للقرية بجانب غابة الخيزران التي كانت تعيش فيها ولكن عندما تصل إلى هناك سيكون فصل الخريف قد حل ولن تكون تلك الغابة خضراء كما عهدتها

بعد مسيرة لعدة أسابيع تضمنت التوقف في قرى صغيرة والاستراحة بها أو التوقف عند مجموعة من الرحالة ومرافقتهم ربما يفكر الشخص أنه من الممتع التجول ورؤية أماكن جديدة واكتساب صداقات جديدة هذا ليس خاطئ ولكن بالنسبة للي جين كانت تفكر ما هو الشيء الغبي الذي أضطرها لتذهب لذلك البعد الآن عليها أن تقطع كل تلك المسافة مجدداً لتعود للقرية فقط في المستقبل عليها أن تستأجر حصاناً أو شيء ما فهذا متعب جداً ولكن المشكلة الكبرى هي أن الجو الآن بارد جداً في الليل وفي تلك الأيام التي تضطر فيها أن تبيت في الخارج تتمنى أن تدخل داخل شعلة النار حتى تتدفأ لذلك سيكون عليها الإسراع قبل حلول الشتاء

عند الوصول لتلك القرية كان هناك شيء ما غريب انه وقت الغروب بالفعل يفترض أن تنتهي الأعمال ويعود الجميع من الحقول لمنازلهم ولكن القرية كانت خاوية, هي بالأصل لم تكن تحوي الكثير من المنازل ولكن بعد تكرر زيارة العصابات لهم وأخذهم لممتلكاتهم ومحاصيلهم قرر رجال القرية مع رجال القرى المجاورة مواجهتهم ربما يكونون نجحوا بالفعل في طرد العصابات ولكن فقدت الكثير من الأرواح في ذلك الوقت ولم يعد هناك الكثير من الأيدي العاملة للعمل في الحقول فأضطر الكثير من الناس للمغادرة ولم يتبقى سوى بضع منازل مأهولة

لكن اليوم كان غريباً بشكل خاص, هناك بعض القدور الفخارية المحطمة على الأرض الطعام مازال موضوعاً على النار , الغسيل لم يكمل نشره وهناك آثار حديثة لعجلات عربة ..ربما تتبعها قد يوصل لشيء ما يفسر ما يحدث

.........

بين تلك الأشجار العالية تحت ستار الظلمة يوجد عربة خيل بها مجموعة من النساء والأطفال المكبلة أيديهم ,رجل مسلح يقود العربة وأربعة رجال حولها يحرسونها , وبعد تعمقهم في الغابة قرروا التوقف بجانب النهر لشرب الماء

بينما وقف رجلان خلف العربة يتحدثان وإذ بسهم يأتي فجأة مصيباً عين أحدهم ومخترقاً لجمجمته فتمسك الرجال بسرعة بأسلحتهم واتخذوا مأوى من السهام

- منذ متى ونحن ملاحقون ؟

- لا اعلم لكن لا يبدوا بأنهم كثيرون علينا تحديد أماكنهم بسرعة

فور أن أنهى جملته رأى أحد رفاقهم في الجهة الأخرى بعد أن سقط أرضاً بسهم مخترق عنقه

- ربما هم هنا لاستعادة النساء علينا أن نمسك بإحداهن كرهينة

- لكن ماذا إن أصيبت النساء لن نتمكن من بيعهن في سوق الرقيق هكذا ؟ نحن لم نتكبد عناء مراقبة القرية لفترة في انتظار مغادرة الرجال للقرية المجاورة حتى نختطفهن ثم نخسرهن هكذا

- حياتنا أهم أيها الغبي وعلى كل حال قد نخسر رهينة واحدة فبعد كل شيء لدينا ورقة رابحة

لي جين : (( انتهى اثنان تبقى ثلاثة !! لكن الآثار كانت تدل على أكثر من خمسة أشخاص ؟))

جاءت الإجابة سريعاً لقد أخترق ذلك السهم القصير ذراعها غيرت لي جين بسرعة مكانها وانتقلت من الشجرة التي كانت واقفة عليها لشجرة أخرى ولكن يبدوا أن ذلك الشخص يملك عينين قويتين في الظلام فقد أطلق بسرعة عليها لكن السهم لم يصبها ولكن الرجل لم يدرك أنه حتى بذراعها المصابة يمكنها أن تطلق

لي جين : (( من المؤسف أن يتواجد رجل بمثل تلك القدرة على الرؤية مع هؤلاء ومن المؤسف أكثر كونه سيفقدها هنا ))

سهمين صغيرين قد أصابا عينيه مباشرة , صدم رفيقه المختبئ على بعد خطوات منه

- ((من المستحيل أن يطلق شخص سهمين متتاليين بهذه السرعة إلا لو كان قد أطلقهما معاً في نفس الوقت .. أنتظر لحظة القوس المستخدم في هجومه الأول هو قوس للأسهم الطويلة لذلك كيف يعقل ؟))

بالفعل الهجوم في البداية كان بالقوس العادي المستخدم للأسهم الطويلة ولكنه لم يفكر أن عدوهم قد أستخدم القوس الميكانيكي الخاص بالأسهم القصيرة لأنه معروف عنه أنه يستغرق وقتاً ليلقم ولكن الذي استخدم كان مصمماً حسب الطلب بشكل أصغر وأسهل في الاستخدام

أدرك الرجل أن مخبأه قد كشف لذلك عليه أن يواجه خصمه وجهاً لوجه بعد لحظات بينما الآخرون يأخذون إحدى السجينات كرهينة سمعوا صوتاً عالياً أنقطع بعدها بلحظات ثم ظهر ظل من بين الأشجار والذي شيئاً فشيئاً أصبحت هيئته واضحة , في البداية ظنوا أن هناك رجال من القرية قد عادوا مبكرا ولحقوا بهم ولكن الآن أتضح لهم أنه فتاة شابة ! لكن مما حصل لا يمكنهم أن يرخوا دفاعاتهم حتى لو كانت مصابة وتنزف بالفعل ولكن يبدوا أن أمهر رجلين قد انتهى أمرهما على يدها حتى إن لم يكونا قد ماتا ولكن ربما لن يكون بإمكانهم العمل مجدداً

لي جين : أبعد يدك عنها

- تعالي وأجبريني على ذلك

ثم أشار للرجلين الآخرين ليهجما في آن واحد ولكن تلك السرعة التي يتحرك بها خصمهما كان يبدوا وكأن هناك عدة نسخ منها حتى على الرغم من إحاطتهما لها إلا أن رأس أحدهما طار عالياً و الآخر حصل على طعنة في معدته أسقطته أرضاً في لحظتها ثم لم يشعر قائدهم سوى بلسعة فجأة ليدرك بأن يده التي مازالت ممسكةً بتلك المرأة قد انفصلت عن جسده ثم سقط أرضاً يتلوى من الألم

كبريائه التافه قد منعه من الاستسلام فحاول إخراج سلاح ما ولكن ثبتت لي جين السيف في قدمه ثم اقتربت من العربة

لي جين : هل أنتن بخير ؟؟

إنه ذلك الإحساس كما لو أن قلبك قد تم اختراقه بواسطة سهم ثم ترك مكانه فارغاً ذلك الإحساس المؤلم .... تلك النظرات التي كما لو أنك تنظر لنمر قد قام بتمزيق أحد أطفالك أرباً بينما هو على قيد الحياة يصرخ ويستغيث

أجل تلك النظرات هي ما كانت النساء يرمقن بها لي جين رغم كونها منقذتهم وذلك الإحساس هو ما تردد في قلبها للحظة ثم رأت في أعينهم الخوف كما لو أنهن يقلن أنتي وحش أبقي بعيدة عنا حتى والدة زيا وريو التي حاولت ضم ابنتيها رغم كون يديها مقيدتين وهما قد خبأتا رؤوسهن في والدتهن , خطت لي جين نحو العربة بهدوء ووضعت سكينا صغيرة ليحاولوا تحرير أنفسهن وغادرة تاركة كل شيء على حاله

لي جين : في النهاية ربما أكون وحشاً حقاً !!

**********

2020/07/15 · 179 مشاهدة · 1054 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024