بينما تدخل أشعة الشمس الدافئة لتلك الغرفة لتنير أرجاءها جلس على السرير رجل مُقعد ولديه يد مقطوعة , بينما هو جالس هناك في هدوء دخل عليه ضيفه ذلك الشاب الطويل بشعره الأسود القصير وعيناه الداكنتان حتى ثيابه كانت سوداء اللون بها أجزاء رمادية , جلس على كرسي بجانب ذلك الرجل الذي أصبح نحيلاً بشدة بسبب مرضه
كان الرجل على السرير يتأمل السماء من النافذة بهدوء ثم ألتفت للشاب
- صندوق الذهب هناك سيصبح كله ملكاً لك إن قتلت الشخص المذكور مواصفاته في الورقة
أخذ الشاب الورقة وغادر ليلتقي برفيقيه أحدهما بشعر بني طويل ويرتدي ثوبا أسود وأحمر يبدوا من النوع الصاخب والمرح بينما الأخر شعره أسود وثوبه أسود وأخضر وهو من النوع الهادئ المتأني كان الفتى ذو الثوب الرمادي يدعى زاي بينما ذو الثوب الأحمر يدعى جانغ والأخير ليان
جانغ : ما هي المهمة التالية ؟
زاي : نفس الشخص
ليان : هل تعني أننا حصلنا على نفس المهمة من شخصين مختلفين ؟
زاي : لا الرجل الأول طلب القبض عليها ثم قتل الشخص الذي سيبحث عنها وقتلها أو تركها لاحقاً بينما هذا الرجل طلب مني قتلها وإحضار رأسها له
جانغ : يا للبشاعة هؤلاء الرجال عديمي الذوق ليس لأننا نعمل كقتلة مأجورين فأنه يعني أننا سنقوم بقتل النساء أنظر يا رجل كيف يريدون منا قتل شخص بهذه المواصفات إنها في غاية الجمال
ليان : توقف عن حماقاتك ليس لكون الهدف فتاة جميلة فإنه يعني أننا لن نقتلها
زاي : بالفعل علينا إنهاء المهمة للحصول على الأجر ... فتاة بشعر أسود طويل عيون أرجوانية داكنة وتستعمل السيف
........
بينما الرجل يمسك بالفتى المرتجف في يده ويضع السكين عند عنقه وتلك الفتاة تقف أمامه وتقترب ببطء جاعلة ضربات قلبه تعلوا أكثر فأكثر أوشك الرجل أن يطعن الفتى لكن لم ينتبه لما كان خلفه ففي اللحظة التي حرك بها ذراعه تجاه الفتى و إذ بذئب يأتي من الخلف ويعضه
- من أين أتى هذا الذئب ؟
خلال تلك المعمعة لم ينتبه أحد للذئب الذي تسلل خلفهم ثم هجم على الرجل بمجرد أن سنحت له الفرصة , الآن بينما يصارع الرجل ذلك الذئب سقط الفتى بعيداً عنه هنا انتهزت لي جين الفرصة ثم كان هناك لون أحمر يسيل على الجليد وجثته قد سقطت أرضاً
لي جين : أحسنت صنعاً أصبحت ماهرا الآن
ربتت على رأس الذئب ثم اقتربت من الفتى وقطعت الحبال التي كانت تقيده
لي جين : هناك قرية في ذلك الاتجاه إنها ليست بعيدة أذهب إليها
ثم التفت وغادرت مسرعة بينما لحقها ذلك الذئب وبعد مسافة من المسير توقفت والتفتت للوراء إلى ذلك الطفل الذي شبك يديه في توتر
لي جين : لماذا تتبعني ؟ قلت لك أذهب للقرية
ثم تابعت سيرها لكنه مازال يتبعها
لي جين : (( هل هو لا يفهم ما أقول ؟ ربما يكون أصم ! )) لماذا لا تذهب للقرية ؟ هل تفهم ما أقول أصلاً ؟
يا لو : لأن الناس في القرية يخافون مني ويرمون على الحجارة
لي جين : أنت تفهم ما أقول ! حسنا .. هل تريد مرافقتي أم ماذا ؟
رغم أنها قالت هذه الجملة بداعي السخرية إلا أن وجه الطفل قد أشرق بابتسامة لطيفة وكانت عيناه تلمع بحماس
لي جين : (( !! مشكلة هذا الطفل ليست في عينيه وإنما في عقله ألم يرني وأنا أقتل أولئك الرجال ؟ .. رما الأطفال في سنه لا يملكون حس الخوف بعد ؟؟ ))
بدأت تلك النظريات البلهاء تقفز لعقلها ولم تفهم في النهاية سبب عدم خوفه منها ليتضح لاحقاً أنه كان يتم تعذيبه هو ووالدته إلى أن ماتت لذلك رؤيته للأشخاص الذين أرادوا أذيته يموتون لم يكن مخيفاً لتلك الدرجة فقد رأى ما هو أسوأ من ذلك رغم صغر سنه
لي جين : نادني أختي الكبيرة جين حسناً
يا لو : أجل وأنا يا لو يا أختي جين
مضت بضعة شهور أخرى وانتهى هذا الشتاء الطويل أخيراً الذئب يكبر بسرعة ملحوظة فهذا هو طبع الحيوانات والفتى يسأل الكثير من الأسئلة ولكنه يتعلم بسرعة ومن ثم قام باختيار اسم ياو ليطلقه على الذئب الذي لم يحصل على اسم منذ مرافقته للي جين وبدا أن ياو سعيد بالاسم
في يوم ما بينما يسيرون في الغابة إذ يظهر أمامهم خمسة رجال بثياب سوداء تراجع يا لو بينما قام ياو بحمايته وتقدمت لي جين لمواجهتهم رجلان منهم قد ماتا بسهولة بل من الواضح أن خبرتهما في القتال في حدها الأدنى يبدوا أنهم مجرد مرافقين لحمل الأمتعة أو ما شابه فالآخرين يبدوا عليهم القوة أشار أحدهم للاثنين الآخرين ليتراجعا بينما تقدم هو للمبارزة
اصطدمت سيوفهم بضع مرات في المرة الأخيرة كان الرجل قريباً ليرى وجه لي جين بوضوح في تلك اللحظة هو تراجع فجأة للخلف ثم بينما كانت لي جين تتقدم للهجوم قام بغرس سيفه في الأرض وجلس واضعاً أحدى ركبتيه على الأرض ووضع يده على الأخرى بينما قبض كفيه معاً توقفت لي جين عن هجومها بينما وقف رفيقاه في الخلف ينظران باندهاش لما يفعله قائدهم
لي جين : (( هل هو يقدم احترامه لي ؟؟ لا شك أنها إحدى الخدع الجديدة ..أشعر أني عشت طويلاً لأرى كل أنواع الخدع ))
جانغ : ما الذي تفعله عندك ؟ انهض
زاي : يشرفني أن ألتقي بك هنا أرجوك أقبلي بي كتابعك
ليان : هل هو تحت تأثير شيء ما ؟
لي جين : أسمع يا هذا لن تنطلي علي هذه اللعبة فقط تابع قتالك أو غادر
زاي : أقسم أنني لا أحاول خداعك أنا مدين لكي بحياتي وسأرد لكي الدين لذلك أقبلي بي كتابعك
لي جين : لا أذكر أن هناك من يدين لي بحياته ولا أذكر رؤيتك مسبقاً أصلاً أنت أخطأت الشخص بالتأكيد
غادرت لي جين وأخذت معها يا لو وياو فلحق بها الرجل
زاي : معلمتي أرجوك اسمحي لي بمرافقتك
لي جين : أغرب عن وجهي لست معلمتك ولا أعرفك
جانغ : هايي هل ستتركنا ؟؟
زاي : أنا من الآن سأتبع المعلمة يمكنكما فعل ما تشاءان
رغم أن لي جين لم توافق ظل يزعجها بطلبه حتى تركته يفعل ما يشاء شرط أن لا يزعجها أما رفيقاه فهما دائماً يتبعانه لأنهما مدينان له لذلك حتى عندما تخلى عن وظيفته لإتباع هدفه قاموا بإتباعه رغم عدم راحتهم تجاه تلك الفتاة
**********