صوب الدب يده نحوها بمجرد أن تصل لها بالتأكيد سيصيب أعضائها الحيوية وستتحطم ضلوعها , بينما يقف الذئب الصغير محاولاً حماية جسد والدته وجد أن ذلك الشخص الذي ربما يدافع عنهم يتعرض للهجوم فقام بسرعة بالقفز وعض يد الدب موقفاً هجومه
أسرعت لي جين وغرست سيفها أعمق وأعمق في جسد الدب ثم سحبته بسرعة وأمسكت الذئب الصغير وتراجعت خلف صخرة في الكهف بينما ظل الدب يزأر بقوة ويصارع الموت بينما يصطدم بجدران الكهف يمنة ويسرة كان الكهف على وشك الانهيار ولكن لقد لفظ الدب أخر أنفاسه قبل أن يحدث ذلك
أخيراً انتهى الأمر في تلك اللحظة أدرك الذئب أن لي جين ممسكة به فحاول إبعادها لكنه لم يستخدم مخالبه وبسرعة قفز من يدها للأرض ثم عاد لجانب والدته , بحثت لي جين في أغراضها عن شيء يمكنها الحفر به ثم حفرت قبراً لوالدة الذئب الصغير أما بالنسبة للدب فسيكون من المضيعة دفنه دون اخذ جلده على الأقل
مر يومان تقريبا ثم هدأت العاصفة قليلاً فأصبح بالإمكان مغادرة الكهف الآن ولكن يبدوا أنها لن تكون رحلة سهلة فسحب جسد الدب الضخم للقرية سيكون أمراً شاقاً لو كانت تعلم كيف تسلخ جلده لفعلته ولكن للأسف كل ما تمكنت من فعله هو تنظيفه من أحشائه حتى لا تتعفن , بينما همت بالمغادرة وجدت أن الذئب الصغير بدأ يتبعها يبدوا أنه بدأ يراها كشخص جيد
لحسن الحظ كان المنحدر لأسفل الجبل منبسطا فكل ما قامت به لي جين هو دحرجة الدب عليه إلى أن وصلوا للقرية وتهافت الناس لشرائه منها , في الواقع هي لم ترد بيعه كله فقد أرادت فراءه لمحاربة هذا الصقيع ولكن نظراً لأن دباغته ستستغرق وقتاً قامت ببيعه وشراء ثياب جيدة بثمنه
.......
بعد شهرين
بينما تسير الفتاة مع ذلك الذئب فوق الجليد بحثاً عن شيء ما لاصطياده وإذ فجأة شيء ما يلمع أمام عينها
لي جين : (( هل هذه يراعه ؟ أنتظر لا يفترض أن تتواجد في مثل هذا الطقس, أيضاً الجو نهار الآن أليسوا يظهرون في الليل فقط ؟ ))
لحقت لي جين بها حيث بدا لها كما لو أنها تناديها ربما كان السبب هو كلمات معلمها الغريبة عن كون تلك الحشرة تدل على الطريق أو بسبب فضولها لمعرفة كيف لهذه الحشرة التواجد وحيدة في هذا الطقس
.......
بعيدا عن القرية في الغابة طفل في السادسة من عمره ملقى على الثلوج بعد سقوطه أثناء محاولته الهرب , أربعة رجال بملابس من صوف وجلود الحيوانات قد أحاطوا به عضلاتهم مفتولة ومن الواضح أنهم صيادون مهرة فتلك الجلود التي يلبسونها هي من حيوانات نادرة وقوية ولكن كما يبدوا وظيفتهم ليست صيد الحيوانات فقط
- هذا الفتى المزعج قد أتعبنا بملاحقته هيا قم بإمساكه
- لا تحقد علينا أيها الصغير ولكن في كل الحالات لن تستطيع البقاء حياً فأهل القرى سيخافون منك ويهاجمونك أو تقتلك الحيوانات البرية ليس خطأنا كونك تمتلك هاتان العينان فنحن نقوم بوظيفتنا في الصيد
- لذلك عليك أن تكون مطيعاً هاهاهاها في العادة الأشخاص اللذين يرتادون السوق السوداء هم مجانين يبحثون عن أشياء نادرة ولكن من يدري قد يحالفك الحظ وتكون عبداً عند سيد كريم أو ما شابه
كان الفتى يبكي بينما يحاول بيأس الإفلات منهم بينما يقومون بتقيده ولكن دون فائدة ففرق القوة كبير
لي جين : تعاملون الناس كالحيوانات إذاً ؟ ابتعدوا عنه حالاً
- تابعوا تقيده سأهتم بها ..يا آنسة يجدر بك التظاهر بأنكِ لم تري شيئاً وتغادري الآن إن لم تريدي أن يتم بيعك في مزاد أو ما شابه
لي جين : أنتم تجار عبيد إذاً , ولكن هل من المصرح لكم أخذ الناس هكذا واستعبادهم ألا تخافون من العواقب ؟
- هممم هل الآنسة قلقة علينا ؟ لا يوجد ما نخاف منه فعلى كل حال لن يبحث أحد عن هذا الكائن فوالدته قد ماتت وطرده أهل القرية لذلك من الأفضل له أن يفعل شيئاً جيداً في حياته ويربحنا بعض قطع الذهب
لي جين : (( لقد اختفت تلك الحشرة المضيئة هل كانت ترشدني لهنا ؟ ... لا بد أني قد أصبت بالخرف المبكر هل كانت تلك الحشرة حقيقية أصلاً أم أني كنت أتوهم ؟ )) سأشتريه منك كم تريد مقابله ؟
- هل صدمتي رأسك بشيء ما ؟ هو سيباع في مزاد وسنجني مقابله ملايين القطع الذهبية كيف لكي أن تتمكني من دفع ثمنه
لي جين : هل أنت أحمق كيف ستبيع مجرد طفل في مزاد ؟
- طفل ؟؟ شيء كهذا ليس بطفل أنظري ألا ترين عيونه أنها مختلفة هو ليس طبيعي وبالتأكيد هناك الكثير من المجانين الأثرياء الذين يحبون اقتناء الأشياء الغريبة والنادرة وإن لم ترحلي قريباً ستكونين بضاعة جيدة أيضاً
أخرج الرجل سيفه في محاولة إخافتها ولكن وجدها تخرج سيفاً أيضاً وقد بدأت بالهجوم حاول التراجع لتجنب الضربة ولكن لقد أصابه السيف لم تكن إصابة عميقة ولكن كان بها شيء غريب عندها أدرك الرجل أن سيفها أطول من الطبيعي لذلك عندما ظن أنه قد تجنبه كان لا يزال في مدى ضربة السيف ,أمسك أحد الرجال بالفتى محاولاً الابتعاد عن المكان بينما جاء الاثنان الآخران لمساندة رفيقهم
في تلك الغابة الهادئة صوت السيوف الغير معتاد فيها بدا واضحاً جداً تلك القطرات الحمراء من الدماء التي تساقطت على الثلج ليصبح أحمراً لامعاً وزاهياً كما لو كانت زهور متفتحة وسط الشتاء , القتال مستمر جميع الضربات يتم صدها بسرعة كبيرة بينما على وجهها تلك النظرة التي تقول " لقد حذرتكم بالفعل " الرجل الذي كان على وشك الهرب بالصغير توقف مذهولاً من القتال الذي يراه بينما في بضع لحظات انتهى أمر رفاقه , وقفت تلك الفتاة وسط الجثث وتحيط بها زهور حمراء من الدماء على ذلك البساط الثلجي الأبيض وعلى وجهها الجميل نظرة تهديد واستصغار ارتعش منها الرجل ولكن سرعان ما أمسك سكينه واضعاً إياها على رقبة الفتى
- أبتعدي وإلا ستحصلين على جثته
لي جين : حقاً؟ أفعل ذلك إذا
تلك النظرة السوداوية المظلمة في عينيها والابتسامة الساخرة على شفتيها جعلت قلبه يتخبط في أنحاء صدره كما لو انه يحاول القفز والهرب خارجاً
**********