40 - الطلب الأول والأخير

في تلك الغرفة جلس رجل والفتاة يحتسيان الشاي بصمت بينما في الخارج مجموعة واقفة عند الباب يحاولون سماع ما يقال في تلك الغرفة وبجانب تلك المجموعة شابان واقفان يراقبان ما يحدث بينما يشعران أنهما متواجدان في المكان الخطأ , داخل الغرفة كسر ذلك الرجل الصمت الذي ساد لفترة من الوقت

القائد : ظننت أنك لن تعودي أبداً ..أعلم أنك لم تعودي حتى تستمري معنا ولكن يسعدني رؤيتك بصحة وعافية مجدداً

لي جين : شكراً لك ...سيدي هل يمكنني أن أطلب منك طلباً أخيراً

القائد : أنت لم تطلبي مني شيئا من قبل يسرني أن ألبي طلبك أيا كان

لي جين : ربما سأحتاج منك أن تسير القافلة لمكان ما ولكن الأمر خطر على الجميع لذلك ..

القائد : لي جين تعلمين أن كل شخص في هذا المكان هم مثل أبنائي وأنا بالنسبة لهم مثل الأب مهما حصل سأساعد أبنائي وألبي طلباتهم لكن طوال فترة بقائك هنا كنتِ أنت من تقوم بالأعمال وتساعديننا ولكن لم يسبق أن طلبتي شيئاً أبداً لذلك حتى لو كان الأمر خطراً فأنا أعلم أنك في أمس الحاجة له وإلا ما كنتِ ستطلبينه مني وكنتِ ستعتمدين على نفسك سأفعل ما بوسعي لمساعدتك وبالطبع يمكننا استئجار حراس إن كان الأمر خطراً

لي جين : شكراً لـ

القائد : لكن لدي شرط أنتِ دائما تناديني بسيدي وليس بأبي أو عمي أو حتى جدي لذلك عليكي مناداتي بأحدهم

ضحكت لي جين بسعادة كما لو أن القلق الذي في قلبها قد حلق بعيداً عنها

لي جين : أجل شكراً لك أبي

في تلك اللحظة سمعوا هتافات من الخارج ثم فتح الباب وسقط من كان يستند عليه ثم قفزوا جميعا يحتضنون لي جين بسعادة رغم عدم فهمهم للمحادثة التي جرت ولكن يبدوا أنهم سيكونون معاً مجدداً ولو لوقت قصير

........

في تلك الليلة المرصعة بالنجوم أمام منزل كبير وقف شاب في حيرة بينما بجانبه ذلك الذئب , وحراس المنزل ينظرون تجاهه في شك وبينما هم في تلك الحالة وإذ يخرج شخص ما من المنزل

ليان : أتيت أخيراً

زاي : لما أنتم داخل هذا المنزل ظننت أن ياو أخطأ الطريق عندما انتهى بنا الأمر هنا

ليان : صدقني حتى أنا لا أعلم تماماً ما حصل

- هل هذا الشخص برفقتكم ؟

ليان : أجل لا تقلق أنه من طرف الآنسة

بعد مرورهم من الحرس توجهوا مباشرة إلى لي جين حيث كان هناك اجتماع طارئ في غرفة قائد الفرقة لكن هذه المرة لم يكن هناك من يسترق السمع فقد ذهب الجميع للنوم

لي جين : لقد استغرقت وقتاً طويلاً ما هي المعلومات التي حصلت عليها ؟

قام زاي بالتوجه للطاولة التي كان عليها قطعة من الجلد مرسوم عليها خريطة وبدأ بالشرح بينما استمع القائد ولي جين وليان له وبقي جانغ مع ياو في الخارج وكانت مينرا في المطبخ تعد لهم الشاي

زاي : تلك قافلة السيد زونغ هاي كل صفقاتهم التجارية تتم مع القبائل الغير خاضعة للإمبراطور حيث أنهم يبدون كحلقة وصل بين تلك القبائل وبين أراضي الإمبراطور لكن مؤخراً تلقوا العديد من الطلبات من قبيلة فوو لذلك كل رحلاتهم الأخيرة كانت تقصد العائلة الفرعية لقبيلة فوو حتى رحلتهم هذه ستذهب إلى هناك سينطلقون غداً مع الشروق

لي جين : العائلة الفرعية لقبيلة فوو ؟

ليان : النظام الذي تسير عليه مجموعة قبائل فوو هو تقسيم بعض الأعمال بين العائلة الرئيسية والعائلة الفرعية ومن وظائف العائلة الفرعية النظر في احتياجات القبائل التابعة لهم والقيام بصفقات تجارية على أساسها

لي جين : فهمت وأين كانت أخر صفقة تجارية لهم في غير نطاق قبائل فوو

زاي : لست واثقاً ولكن كانت لهم معاملات مع القبائل الشرقية ولكن توقفوا عن التعامل معهم منذ بدءوا في التعامل مع قبائل فوو حيث أن القبيلتين على صراع ولكنهم في فترة هدنة لذلك لتجنب المشاكل فهم يتعاملون مع قبيلة فوو فقط حالياً

لي جين : جيد جداً أيها القائد سننطلق غداً صباحاً زاي ستذهب مجدداً مع بياو لمتابعتهم

زاي : حاضر

........

صباح مشرق عادي ولكن في ذلك المنزل كان هناك عاصفة ضخمة الجميع يتحرك بسرعة يمنة ويسرة يجمعون الأغراض ويرتبون الأمتعة ويتجهزون كان الجميع يعمل صغاراً وكباراً ماعدا أولئك الشبان الثلاثة والذئب الذين وقفوا ينظرون بدهشة إلى تلك الفوضى وبعد أن تم الصراخ فيهم لكونهم يعترضون الطريق خرج كل من زاي وياو للساحة الخارجية

بينما الشابان الآخران واقفان ينتظران, خرجت فتاة من أحدى الغرف كانت ترتدي ثوباً من طبقات بنفسجية وفضية والجزء البنفسجي مطرز بخيوط فضية بينما رفع شعرها بشكل أنيق بدبابيس شعر جميلة جداً كانت تضع أحمراً للشفاه وظلاً للعيون وبين حاجبيها كان هناك رسم لزهرة باللون الأحمر رغم أن مساحيق التجميل التي وضعتها لم تكن كثيرة كما يضع النساء عادة ولكنها كانت فاتنة جداً

رغم أنه من الشائع اعتقاد أن مساحيق التجميل تغير المظهر الخارجي إلا أنه لم يسمع أحد عن كونها تغير الشخصية أيضاً تلك الفتاة بدت تماماً كبنات النبلاء اللاتي يقمن بإلقاء الأوامر ويحيط بهم هالة الفخر الكبيرة تلك , صوت صفير خرج من الشاب ذو الثوب الأحمر بينما وكزه زميله موبخاً إياه

ليان : توقف عن النظر يمنة ويسرة وقف باستقامة

جانغ : لكن يا رجل أنها تبدو كنبيلة حقاً

ليان : أغلق عينيك الزائغة هذه وأذهب واستعجل تلك الأفعى

جانغ : ..!! هل أنت أحمق إنها تلك الفتاة التي كنت امدح مظهرها للتو

ليان : هاه ؟؟ هل تمزح معي ؟.... إنها هي بالفعل !

**********

2020/07/23 · 187 مشاهدة · 833 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024