نظرت تلك الفتاة الشبيهة بالنبيلات إلى الرجلين هناك ثم توجهت ناحيتهما

لي جين : ليان أنت ستكون برفقتنا بينما جانغ أنت ستذهب لمقابلة زعيم القبائل الشرقية

جانغ : لماذا لست أنا من سيرافقك ؟

بينما لم يتمكن ليان من الاعتراض على تلك النبرة الآمرة خاصتها أعترض جانغ باستياء فهو يرغب بالحصول على فرصة سماع عزف تلك الفرقة

لي جين : لأنك الشخص الوحيد المناسب لتلك المهمة بمظهرك هذا وبما أن زعيم تلك القبائل يمتلك ابنة شابة فإن حصلت على رضاها ستتمكن من كسب جانب والدها والتحدث معه

جانغ : ((رغم أنها تبدوا كما لو أنها تمدحني ولكن أشعر بأنها تقوم بذمي ))

ليان : لماذا يحتاج للتقرب للفتاة ؟؟

رفعت لي جين يدها بينما تلك النظرة المليئة بالثقة على وجهها وبابتسامة ساخرة حركت أصابع يدها لترى ذلك العقد اللؤلئي الجميل على يدها

لي جين : ذلك الزعيم لديه ابنة واحدة فقط فمن المؤكد أنها فتاة مدللة جداً وأن والدها سيستمع لأي كلمة منها أضف لذلك كونها غير مخطوبة بعد وذلك يعطينا فرصة إن قدم شاب مثل جانغ والذي من الواضح أنه يثير إعجاب النساء بالإضافة أنه يبدوا ثرياً من نوع الهدايا التي سيقدمها للطفلة الوحيدة لذلك الرجل فطبعاً بالنسبة للأب فهذا الشاب هو مرشح جيد كزوج لابنته أو على الأقل سيرحب بك لتتناول معه وجبة واحدة

جانغ : لم أعد أفهم هل أبدوا وسيماً أم أنك فقدتِ الثقة في مظهري لذلك تلجئين للمجوهرات ؟

ليان : تجاهليه فقط وأخبريني من أين لكي هذه الأشياء وإن كنتِ ستضحين بها هكذا فقط فلماذا لم تذهبي وتشتري الفتى فحسب ؟

لي جين : لن أضحي بها بالطبع مهمته الثانية هي أن يستعيد المجوهرات قبل هربه من هناك

لم يكن بإمكانهما أن ينطقا بأي كلمة أخرى وبعد أن سمع جانغ تفاصيل مهمته أنطلق لتنفيذها بعد أن قام بتبديل ثيابه لثياب رحالة مبهرجة قليلاً لكنها كانت مناسبة له تماما وجعلته أكثر وسامة خاصة كونها بلونه المفضل الأحمر والأسود

بينما استعد الجميع للانطلاق كان زاي يرافق لي جين لعربتها بينما يستفسر منها عن شيء ما , وهناك في الشارع أمام المنزل وبينما كانت على وشك ركوب العربة ظهر رجل سمين وقصير ببطن ممتلئ وبجانبه رجل نحيل طويل بشارب غريب ووجه يشبه الثعلب بمجرد أن رآها الرجل السمين صرخ في وجهها

- إنها أنتي الفتاة الوقحة التي قامت برفس وجهي بحذائها هذه أنت

- أهدأ نحن بمنتصف الشارع الآن

- لا إنها تلك الوقحة اعتذري لي حالاً

لي جين :................................

اخرج الجميع رؤوسهم من العربات ليروا ما يحدث وبينما وقف ليان يشاهد كان زاي على وشك التدخل لولا أن أوقفته مينرا ثم بعد صمت طويل تذكرته لي جين أخيراً

لي جين : آه .. أنت الوغد السمين الشبيه بالخنزير

صدم الرجل وكان فكه على وشك أن يلامس الأرض من الدهشة بينما تظاهر رفيقه بتهدئة الوضع لكنه في الواقع كان يقوم بمحاولة لإشعاله يبدوا أنه يرغب في إفساد مكانة تلك القافلة

- يا آنسة لقد أهنته عليكي الاعتذار كما أنك قد أهنته الآن أيضاً كيف لكم أن تكونوا هكذا ؟

لي جين : ههههه من يعتذر لمن ؟ أعذرني ولكن ما الذي تتحدث عنه يا سيدي ؟ هو من عليه الاعتذار هذا الرجل ذو الأعين الزائغة كان ينظر بطريقة وقحة لأختي الكبرى لذلك فقد تم طرده نحن لا نستضيف عديمي الأخلاق كما تعلم إن لم يعجبك كلامي فهل تحب أن يتم رفسك مجدداً لا تقلق فحذاء اليوم جديد تماماً لكنه سيصبح قذراً إن لامس وجهك لذلك غادر بهدوء من فضلك

قالت ذلك بينما تنظر لهم باستحقار تلك الهالة المهيمنة التي خرجت منها جعلت وجوههم تزرق ثم عند إدراكهم أن الناس بدأت تسخر منهما أصطبغ وجههما بالأحمر ثم غادرا على عجل ثم انطلقت الفرقة في طريقها أيضاً

........

بينما تغرب الشمس وتصطبغ السماء بالحمرة كان الناس يشعلون النيران ويضعون عليها القدور لتغلي وتجمعت النساء حولها ليحضرن الطعام بينما يعود الرجال من رعيهم للأغنام أو الصيد وبقيتهم يقومون بالحراسة في دوريات ليشاهدوا من بعيد رجل يركب حصاناً بينما يمسك بحصان آخر كان متوجها نحوهم أوقفه الحراس ليحققوا معه

في تلك الخيمة الضخمة البارزة وسط تلك الخيام كان ذلك الرجل العجوز يجلس يقوم بالعناية بسيفه عندما قاطعه حارس الخيمة طالبا الدخول

سو تيان : ماذا هناك ؟

- سيدي رصدنا رجلاً يتجه لهنا يقول أنه رحالة متجول ويطلب البقاء هنا هذه الليلة

سو تيان : لا بأس أرشدوه لخيمة الضيوف واسمحوا له بالبقاء وقدموا له ما يحتاجه

بعد أن أرشد الحراس الرجل للخيمة ووضع أمتعته بينما أخذ خيله للإسطبل طلب أن يقابل الزعيم ليشكره على كرمه فقام الزعيم باستقباله على مائدة العشاء

سو تيان : أنت رحالة إذاً إلى أين تذهب ؟

جانغ : ليس لمكان محدد أنا أسافر وأزور المدن والقبائل المختلفة وأتاجر ببعض الأشياء وأجمع غيرها

سو تيان : ما هي الأشياء التي تتاجر بها ؟ ربما نشتري منك شيئاً

جانغ : بعض الأقمشة أو الجلود والمفروشات المنسوجة بدقة كبيرة وأيضاً بعض المجوهرات ولكن سيدي أسمح لي أن أشكرك على كرمك واستقبالك لي هذا عقد لؤلؤ حصلت عليه من أحد التجار الأجانب وهذا سوار ذهبي مزين بالأحجار الكريمة أرجوا أن تتقبل هذه الهدية المتواضعة مني

سو تيان : زوجتي توفيت منذ سنوات للآسف لذلك أعتقد أنهم سيكونون من نصيب ابنتي إن حازت إعجابها

نظر الأب لتلك الشابة ليحصل على ردها فأومأت الفتاة موافقة على كلام والدها بينما كانت عيناها تشعان من السعادة والإعجاب بتلك الحلي النفيسة

جانغ : أعتقد أن هذا يوم حظ هذه المجوهرات إذاً لتجد مثل هذه الآنسة الجميلة لتستخدمهم

بينما أحمرت وجنتاها بدأ الأب يضحك ثم بدأ بالدردشة عن كثير من الأمور

سو تيان : أرجوا أن تعرض علي بضاعتك ربما أشتري بعض الأشياء ولكن هل لديك أسلحة أو ما شابه في بضاعتك

جانغ : للآسف لا أتاجر بها وحتى إن فعلت لن يشتريها أحد فالقوافل الضخمة هي المتخصصة بتجارتها

سو تيان : هذا مؤسف كنا نرغب بشراء بعضها

أخيراً تمكن جانغ من الوصول لطرف الخيط الذي يحتاجه

**********

2020/07/23 · 201 مشاهدة · 923 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024