أمسك الإمبراطور الثائر سيفه وتوجه به نحو الشاب لقتله ولكن لم يرمش جفن للشاب وعوضاً عن ذلك تحدث بهدوء شديد أقرب للبرود
جيان دي : لن تكسب شيئاً من محاولة قتلي ولكن ستكون قد قتلت شخصاً أعزلاً وحسب هل سيجعلك هذا تشعر بالانتصار ؟ ولكن ما رأيك في نزال أمام جنودك جميعهم نزال يموت فيه الخاسر
الإمبراطور داو : كما تريد سأجعلك تندم على غرورك هذا وسأريك كيف يكون طعم الموت على يدي سأذيقك أنت وأولئك البرابرة من كأس الإذلال وسأراكم تلتفون حول قدمي تتوسلون حتى أقتلكم
جيان دي : (( يا إلهي متى سيغلق فمه ؟))
خرج الاثنان وأمسكا بأسلحتهما واستعدا للقتال هذه المرة لم يحاول الأمير إيقافهما ولكن لقد قرر تقبل الأمر فالمصير الذي سيلقاه والده ما هو إلا نتيجة تهوره , ألتف الجنود حولهم في حلقة بينما يتقاتل الاثنان يوجه الإمبراطور ضربات شديدة وقوية لكنها بالكاد تلامس سيف الشاب فهو يتفاداها جميعها ولكن عندما تلامس سيفه تجعله يرتد بقوة للوراء من شدتها في تلك الأثناء تصاعد الدخان من مكان ما
جيان دي : كان الأمر ليكون أسهل لو استسلمت في البداية الآن كل مئونتكم قد احترقت وبدونها لن تتمكنوا من تحمل القتال والانتصار علينا ولا حتى الانسحاب ومحاولة الهرب فسينتهي بكم الأمر موتى من الجوع
..........
في مكان ما خلف الجبل كان الرجال يحملون أمتعة ضخمة بينما يوجههم ذلك الشاب وآخرون يرمون سهاماً نارية من أعلى الجبل
روجيان : ظننت أننا سنحرق المؤن ولكن أن تغير تلك الفتاة رأيها وتطلب منا سرقتها ثم حرق العربات الفارغة ربما هي مازالت تهتم لسكان مسقط رأسها بعد كل شيء
..........
الإمبراطور داو : أيها اللص الحقير هل تحاول حماية نفسك بهذه الحيلة القذرة
جيان دي : أنا لا أحاول حماية نفسي بل في الواقع أنا لا أهتم إن مت هنا أو لا فكما تعلم لست أنا من يحرك الجيوش كل ما أهدف إليه هو قتلك أنت فحسب وبذلك ستنتهي هذه المعركة بخسارتكم
الإمبراطور داو : سخافات هل تظن أن جنودي سيستسلمون بمجرد موتي ويسلمون كل شيء لكم
جيان دي : آه يبدوا أني نسيت أن أخبرك شيئاً مهماً أنت لا تقاتل قبيلة فوو وآويغان فحسب أنت تقاتل الوريث الشرعي للعرش ابن الإمبراطور السابق والإمبراطورة هيارا بعد موتك سيكون على رأس الجيوش وسيخضع جيشك كله له
.........
في قبيلة آويغان كان الرجل العجوز يتحرك في كل الأنحاء باحثاً عن شخص ما أو شيء ما
جيولان : أين هي ؟
- (( ما الذي يبحث عنه داخل الجرار )) سيدي هل أضعت شيئاً ما ؟
جيولان : أخبريني هل رأيتها ؟
- رأيت ماذا ؟
جيولان : تلك الفتاة حفيدتي الصغيرة
- ..... سيدي لا تقل لي أنك كنت تبحث عن السيدة الشابة داخل الجرة
جيولان : ..حسناً أعتقد أنها أكبر قليلاً من الجرة
- أكبر قليلاً !! آخخ أعصابي لن تتحمل على كل لقد ذهبت تتجول بفرسها قالت أنها ستعود متأخرة لذلك طلبت ألا ننتظرها على الغداء
.........
وسط ذلك الحشد الضخم من الجنود المندهشين مما سمعوه تواً كان الإمبراطور هو الأكثر اندهاشاً مما سمعه بينما وقف الأمير في هدوء تام فهو قد أدرك الأمر مسبقاً
الإمبراطور داو : ما الذي تهذي به ؟
جيان دي : كما سمعت تماماً هو لا يزال على قيد الحياة لقد كان هو الابن المتبنى للوزير الذي أحرقته
الإمبراطور داو : ذلك الوزير ألازال يزعجني حتى بعد تفحمه ؟ لقد تخلصت من أخي بصعوبة ليظهر لي ابنه الآن على كل إن أراد العرش فعليه أن يسحقني أولاً ولكن يبدوا أنه سيرافقك إلى الجحيم
ضرب الإمبراطور ضربة قوية لحسن الحظ جيان دي قد تفاداها وإلا فإنها كانت ستتسبب في كسر ذراعه على الأقل
الأمير داو زي : يبدوا أن ما قاله ذلك الرجل كان حقيقياً في النهاية
بينما يحتدم القتال بين هذين الاثنين إذ بالإمبراطور يسعل دماً من فمه وينظر لذلك السيف الذي اخترق جسده من الخلف لم يكن الإمبراطور الوحيد المصدوم مما حدث فالجنود المجتمعون لمشاهدة النزال وكذلك جيان دي جميعهم قد وقفوا في صدمة فالسيف الذي غُرس في حسد الإمبراطور لم يكن غير سيف ولي العهد الأمير داو زي سقط الإمبراطور على الأرض يلتقط أنفاسه بصعوبة
الإمبراطور داو : لماذا؟ أنا والدك
الأمير داو زي : ليس بعد الآن ألا يمكنك أن ترى ما يحدث لقد خسرت بالفعل لذلك لترقد بسلام الآن ..... سأوقف الجيش عن الهجوم لذلك هلا طلبت من أتباعك ألا يقوموا بأذيتنا
نظر له جيان دي بحده ثم تجاهله وسار جهة الإمبراطور وجلس أمامه
جيان دي : هذا مثير للشفقة حقاً أنظر إلى نفسك الإمبراطور العظيم غير قادر حتى على أن يتكلم وهو في مثل هذه الحالة البائسة بسبب ابنه المحبوب أظن أن هذا أجمل انتقام يمكن أن أحصل عليه لقد قتلت بيدي ابنك الذي من صلبك وجنودك لم يحركوا ساكناً فكيف لهم أن يتدخلوا في شؤون العائلة الحاكمة
كانت السماء حمراء كلون الدماء, لون الغروب ولون النيران قد تداخلا معاً , الدخان الأسود ينتشر في الأرجاء يبدو كغيمة سوداء ضخمة ستسقط على الأرض هل دائماً تبدوا المعارك هكذا بسماء حمراء وأجواء داكنة ؟ لكن وسط كل هذا وقف جيان دي في المنتصف ينظر للسماء ويراقب الدخان الذي كان يتضاءل بشكل غير ملحوظ لكن هو قد أدركه فقد كان الوحيد الذي ينظر إليه بينما كان ذلك الحشد ينظر لجثة الرجل على الأرض في اندهاش قطعه ذلك الصوت العميق والواضح للفتى
جيان دي : لقد فقدتم مخزونكم من الطعام والجيش على وشك الوصول إن أردتم البقاء على قيد الحياة والعودة سالمين إلى أهاليكم فاستسلموا الآن ومن أراد الموت فليتقدم مع العلم أني لم أكذب في أي كلمة قلتها بشأن ولي العهد الحقيقي
وقف الجميع في حيرة إلا أن البعض قد استلوا سيوفهم وبادروا بالهجوم لكن أوقفهم الأمير
الأمير داو زي : توقفوا ..بصفتي الأمير وولي العهد والمسئول عن الجيش بعد والدي أعلن استسلامنا وأنا أعلن تنحي عن هذا المنصب لابن الإمبراطور السابق الوريث الشرعي للعرش
تقدم جيش آويغان لمكان المعركة لكن عند وصولهم وجدوا جميع الجنود قد أعلنوا استسلامهم وطاعتهم للإمبراطور الجديد, لاحقاً سارت تلك الجيوش عائدة للقصر الإمبراطوري معلنةً هزيمة إمبراطور ونصر إمبراطور , أمور العائلة المالكة لا يتدخل بها الشعب هم فقط إما يعانون وإما يتمتعون بالرخاء ولكن هذه المرة انتهى عهد مظلم قد محت الدموع مظاهره وبقيت ندوبه ليبدأ عهد جديد ليرمم تلك الندوب ويخفيها وذلك كان بسبب شخص من عامة الشعب
بعيداً عن تلك العاصمة الصاخبة في الطريق المؤدي تلك القبيلة البهيجة كانت الفتاة تركب فرسها عائدة للقبيلة فاستقبلها الرجل العجوز مع ابتسامة لطيفة على محياه
جيولان : ما الذي تفعله حفيدتي الصغيرة لين يونغ بالتجول حتى هذا الوقت المتأخر
لي جين : سيد جيولان لم يكن عليك أن تأتي كل هذا الطريق لاستقبالي لقد كنت أسلي نفسي قليلاً
جيولان : متى سوف تناديني بجدي؟
لي جين : حسناً أنا لم أتوقع أن والد والدتي هو زعيم القبيلة لذلك سأستغرق وقتاً حتى أعتاد على الأمر, ولكن هل وصلت أي أخبار عن المعركة؟
جيولان : المعارك لا تنتهي بهذه السرعة يا عزيزتي ستستغرق الأخبار وقتاً
لم يكن الرجل مدركاً أن المعركة قد انتهت بالفعل ولكن بمجرد أن أشرقت شمس اليوم التالي حتى وصلهم الرسول حاملاً معه أخبار النصر بالطبع بالنسبة للي جين ذلك لم يكن السبب الوحيد لسعادتها بأن من تسبب في كل معاناتها قد مات ولكنها أيضاً قد اجتمعت مع عائلتها ومجدداً سيكون هناك من يناديها باسمها الحقيقي الذي كادت أن تنساه " لين يونغ"
رغم ذلك هناك من قلبه مغلف بالحقد وقد بدأ بحياكة مكائده بالفعل
**********