لقد كان الطريق طويلاً ومملاً بشكل خاص فالرسول لم يفتح فمه منذ انطلقوا لوجهتهم وعلى كل حال كانت لين يونغ غارقة في أفكارها الخاصة لاسيما بعد أن طلب الرسول أن لا تأخذ أحد برفقتها وأنه سيتولى مهمة حمايتها
الطريقة الوحيدة للتغلب على شخص أقوى منك هي بأن تبث في نفسه من الرعب أكثر مما يبث هو في نفسك لكن لين يونغ كانت تعتقد أن هذه الطريقة لن تفلح معها الآن فهذا الرجل الذي ستواجهه من النوع الذي يشعر بالسعادة كلما كان في خطر أكبر أو كلما كان خصمه أقوى
وصلوا أخيراً إلى وجهتهم وعند مدخل الخيمة الضخمة أعترض حارس طريقها وطلب منها أن تسلم سيفها , سلمت لين يونغ السيف بكل بساطة ولم تبدي أي انزعاج ثم أخذت نفساً عميقاً وشقت طريقها للداخل
.......
بينما السيوف مرفوعة على رقاب الضيوف وذلك الرجل جين تاي يجلس يتأملهم بينما يملؤه شعور الفخر دخل حارس شاب وهمس له في أذنه
جين تاي : يبدوا أن الانتظار لن يطول فقد وصل الضيف الأخير أدخلوه
دخلت الفتاة بكل ثقة إلى أن وصلت لمنتصف الخيمة نظرت بطرف عينها للوضع الذي فيه الضيوف ولكن لم تبدي أي رد فعل ولم تلقي أي تحية لقد وقفت في المنتصف برأس شامخ بينما تنظر للرجل أمامها وكأن لسان حالها يقول أسرع وقل ما تريد فقد أضعت الكثير من وقتي بالفعل
لكن في ذلك الوقت اقترب حارس غاضب منها ووضع يده على كتفها ليجبرها على الانحناء وتحية القائد لكن الفتاة قد لوت له ذراعه وكانت تنوي أن تكسره ولكن
جين تاي : يبدوا أن الأميرة الصغيرة ليست جميلة جداً فحسب بل أيضاً تجيد بعض أساليب القتال .أنت اعتذر منها فهي قد تصبح سيدتك في المستقبل
لين يونغ : هاه ؟
جيولان, روجيان ووانغ : ماذاا؟؟
لم يكونوا هم فقط المتفاجئين فحتى جنود جين تاي كانت تعابير الدهشة تعلوا وجوههم ولكن كان هؤلاء الثلاثة فقط من أصدروا ضجيجاً مما دفع الجنود لإسكاتهم
لين يونغ : ((من رد فعل جنوده يبدوا أن هذا الرجل قد توصل لهذا القرار الآن .. ))
نظر جين تاي لهم بغضب ولكن سرعان ما تجاهلهما وعاد للحديث مع لين يونغ أما ذلك الحارس الذي كان في قبضتها فقد اعتذر وغادر بينما يمسك بذراعه
جين تاي : كما ترين شخص موهوب مثلك لا يجب أن يضيع موهبته في مثل هذا المكان البالي ولكن مكانك يجب أن يكون بجانب أعظم القادة والذي سيحكم كل هذه الأراضي
لين يونغ : .........(( حسناً الأمر سخيف لدرجة كبيرة أتساءل إن كانت السخافة تنتقل بالعدوى بين هؤلاء الناس )) ..إذاً أعتقد أن رفضي يعني أن يموت كل هؤلاء الناس هنا أليس كذلك ؟
جين تاي : أنتي ذكية كما توقعت
لين يونغ : ((الأمر لا يحتاج ذكاء لاستنتج هذا أيها الغبي))...... لكن من أين سمعت بي ؟
جين تاي : لدي جواسيسي يا عزيزتي أنا أعلم عن أنك تعملين مع قاتل موهوب كما يبدوا وأنكما وراء كل ما حدث حتى الآن
لين يونغ : إن كنت تعلم إذاً لماذا لم تفكر في أنه يمكنني أن أطلب منه أن يقوم باغتيالك
جين تاي : هاهاهاها هل تعتقدين حقاً أنه يمكنه التسلل لمثل هذا المكان والوصول إلي بينما هو على قيد الحياة لقد رأيتِ بنفسك تنظيم جنودي فهل مازلتِ واثقة من قدراته
لين يونغ : مع ذلك هو يمكنه قتلك
جين تاي : مثير للاهتمام لنراه يحاول ولكن ماذا ستعطينني في المقابل إن خسر ؟
لين يونغ : سأتزوج منك دون أي اعتراض
جين تاي : حسناً إذا لديه مهله ثلاث أيام فحسب
لين يونغ : يبدوا أنك لست بالقوة التي تبدوا عليها
جين تاي : ماذا تقصدين ؟
لين يونغ : هل تنوي حقاً أن تقوم بهذا التحدي بهذا الشكل؟ يبدوا أنك تخاف من الخسارة لتبقي الرهائن عندك أليس من المفترض أن يكون الجانبان متساويان ؟
جين تاي : حسناً يمكنك أن تأخذي رهائن من جيشي أيضاً
لين يونغ : هؤلاء هم قادة قبائل بينما جيشك عبارة جنود فقط حتى لو أخذت جيشك كله كرهائن فلن نكون متساوين هكذا
ضحك جين تاي بصوت عالي ونهض من مقعده وامسك بيد لين يونغ اليسرى وقبلها
جين تاي : حسناً لقد قبلت التحدي سأترك هؤلاء الرجال في حال سبيلهم ولكن ما العمل إن كنتِ تخططين للهرب ؟
ابتسمت لين يونغ بثقة تامة
لين يونغ : لا أظن أن القضاء على قبيلة واحدة أمر صعب عليك
جين تاي : هاهاها بالفعل حسناً يمكنكم الذهاب
عندها نظر الجنود لبعضهم بتعجب فهل يتركون الرهائن تذهب بهذه السهولة !! ولكن كان عليهم إطاعة الأوامر فأزالوا سيوفهم عنهم ونهض الرجال جميعهم وغادروا المكان بسرعة قبل أن يغير الرجل رأيه وبمجرد أن أصبحوا خارج الخيمة قاموا بشكر الفتاة على تضحيتها من أجلهم ثم انطلقوا في طرقهم
جيولان : علينا أن نعود بسرعة لنجهز الجنود لن أسمح لذلك الوغد المجنون بالاقتراب منك
ابتسمت لين يونغ بينما تنظر لليد التي قبلها جين تاي ثم أخرجت منديلاً وبدأت في مسح يدها جيداً
لين يونغ : لا داعي فهو ميت بالفعل
وانغ : قد لا يتمكن ذلك القاتل من التسلل له لذلك لابد من أخذ الحيطة يا ابنتي
لين يونغ : لقد قام بمهمته بالفعل بالإضافة الجنود هنا بالفعل كل ما علينا فعله هو الجلوس ومشاهدة العرض
**********