ذات يوم وصلت قبيلة جين تاي إلى وجهتهم وبمجرد استقرارهم وانتهائهم من نصب الخيام أرسل جين تاي رسلاً إلى كل القبائل في المنطقة يدعوا قادتها لوليمة, وبمجرد انطلاق الرسل لمهماتهم وصل رجل ملثم يرتدي الأسود ولا يظهر منه غير عينيه ذلك الرجل كان الذراع الأيمن لجين تاي وكان جاسوساً بارعاً ومن هذا قد حصل على لقبه الذي أشتهر به ألا وهو "الظل"
الظل : سيدي هذا ما توصلت له
نظر جين تاي إلى الأوراق بتمعن ثم ابتسم بحماس
جين تاي : هذه الأراضي تبدوا أكثر إثارة للاهتمام مما كنت أظن أحضر لي رسولاً أخر هناك دعوة خاصة يجب إرسالها لضيف شرف هذه الحفلة
............
في قبيلة آويغان كانت لين يونغ قد انطلقت في طريقها لملاقاة القافلة التي فيها فرقة العزف لتستضيفهم في قبيلة آويغان لبضعة أيام قبل أن يودعوها ويكملوا طريقهم عائدين للإمبراطورية
ولكن نظراً لأن مكان التقائها بهم خارج حدود القبيلة فسيستغرق الذهاب والعودة بضع أيام خاصة كونهم مجموعة كبيرة وسيكون التنقل أصعب, أثناء عدم تواجد لين يونغ في القبيلة وصل رسول يحمل دعوة للسيد جيولان الذي قرر الاستجابة للدعوة والذهاب فمن العادات في تلك المناطق الترحيب بالضيوف وتلبية الدعوات في المناسبات وما إلى ذلك ولا يجوز مخالفة تلك العادات إلا إن كان هناك عداء واضح وحروب بينهم وبما أن صاحب هذه الدعوة شخص ليس من المنطقة فلم يكن هناك أي عداء أو مشاحنات مسبقة بينهم ولذلك ليس فقط السيد جيولان بل جميع القادة الآخرين قد قبلوا الدعوة
..........
تمكنت لين يونغ من الذهاب والعودة خلال ما يقارب أربعة أيام وفي حين كانت تتوقع أن يقام استقبال جيد لرفاقها في القافلة قد فوجئت بأن جدها قد غادر من ما يقارب يوم لتلبية دعوة وخالها سيكون المسئول عن استقبال رفاقها في فترة غياب الجد
لين يونغ : من صاحب الدعوة
رونغين : شخص ما يدعى جين تاي يبدوا أنه جاء بقبيلته إلى هذه الأراضي
لين يونغ : ألا يعني هذا أنه سيكون هناك نزاعات على الأراضي بيننا في المستقبل! إذاً لماذا ذهب جدي ؟
رونغين : أجل ولكن لم تحدث تلك النزاعات حتى الآن لذلك لا بد من تلبية الدعوة وعلى كل حال ربما يكون بإمكاننا كسب تلك القبيلة لصفنا وعندها لن يكون هناك نزاعات أو أي شيء, لكن لماذا يقلقك الأمر هكذا ؟
لين يونغ : لأن ذلك الرجل جين تاي هو من أقرباء الإمبراطورة جيون كان الأمر غريباً أن يتزوج الإمبراطور الراحل من قبيلة تسكن بعيداً جداً ولكن أدركت عندها أن تلك القبيلة عبارة عن قوة عسكرية ضخمة لذلك كان الزواج منهم استثماراً جيداً بالنسبة للإمبراطور, ومجيئهم الآن بعد كل ما حدث لا يبشر بخير
رونغين : حسناً قلقك مبرر سأرسل بعض الرجال للتأكد من حماية أبي
قبل أن ينهض من مقعده سمع الحارس من الخارج وهو يطلب الأذن ليسمح للرسول بالدخول, نظر كل من لين يونغ ورنغين لبعضهما ثم أمر رونغين بأن يدخل الرجل
بمجرد أن دخل الرجل وقدم تحيته توجه إلى لين يونغ
الرسول : هل أنتي أميرة قبيلة آويغان ؟
لين يونغ : أجل
الرسول : سيدي يأمل أن تشرفينا بحضورك في المأدبة
سلم الرسول صندوقاً خشبياً مزخرفاً صغيراً للين يونغ ومعه رسالة, فتحت لين يونغ الرسالة وقرأتها ثم طلبت من الرسول الخروج وانتظارها في الخارج
لين يونغ : يطلب مني مرافقة الرسول في الحال لأصل في وقت المأدبة
رونغين : حسناً الأمر يصبح مقلقاً أكثر كيف سمع عنك ؟
لين يونغ : لدي تصور مبدأي لما ينوي له وهو ليس جيداً على الإطلاق لذلك سنفعل الآتي
..........
وصل السيد جيولان لوجهته وتم استقباله بشكل جيد وقد التقى بقادة القبائل الأخرى أيضاً تم تقديم أجود الأطعمة لهم وجهزت خيام جيدة لهم وكل وسائل الراحة كانت متوفرة ولكن الغريب في الأمر أنهم لم يحصلوا على أي فرصة لمقابلة صاحب الدعوة السيد جين تاي وهذا قد أثار بعض الاضطراب في نفوسهم فكيف يدعوهم ولا يقابلونه؟ فتوجه السيد وانغ لسؤال أحد القائمين على خدمتهم
وانغ : متى يمكننا لقاء سيدك ؟
- غداً سيكون بإمكانكم اللقاء به في المأدبة
جيولان : ما الذي يخطط له هذا الرجل ؟
روجيان : لقد تجولت قليلاً ووجدت الحراسة مشددة خاصة حول خيام الضيوف يبدوا أننا محاصرين هنا
وانغ : كان علينا إحضار المزيد من الرجال معنا
روجيان : لقد توسل عمي لك عدة مرات لتفعل ذلك ولكنك رفضت
وانغ : ......
جيولان : هذا يكفي لا يمكننا فعل شيء الآن لنأمل أن لا يحدث ما نخشاه
......
في النهاية قد حان وقت المأدبة بينما يدخل الضيوف الخيمة الكبيرة ويقومون بالتخلي عن أسلحتهم عند الباب بدأ البعض يتشاجر مع الحراس لعدم رغبتهم في الدخول بدون سلاح فالوضع الذي كانوا فيه يثير القلق بالفعل ولكن شجاراتهم لم تنفع واضطروا للدخول بدون الأسلحة
على غير المتوقع فالخيمة من الداخل كانت مزينة بشكل فاخر وجميل للغاية والطاولات تحتوي ما لذ وطاب من الأطعمة وقد استقبلهم الزعيم بترحيب ,بعد انتهائهم من تناول الطعام ابتسم جين تاي وأشار لحراسه ليقفوا فجأة خلف الضيوف ويرفعوا سيوفهم عند رقابهم
جين تاي : رجاءً أبقوا هادئين لا أريد أن ألطخ المكان قبل أن يصل ضيف الشرف الخاص بي
**********