59 - حقل من زهور الأكونيتم (الفصل الأخير)

في صباح اليوم التالي أخبرتهم لين يونغ بنتائج الاستطلاع

لين يونغ : يبدوا أن الهدف سيتقابل مع أعوانه ليخططوا لتمردهم وهذا سيكون في هذا المطعم والمعاد هو بعد يومين من الآن أي أثناء الاحتفال

رونغين : سيستغلون الازدحام والضجيج في الاحتفال كستار لهم سيكون من الصعب أن نهجم عليهم فجأة بعدد ضخم من الجنود

روجيان : إن أردنا استخدام عدد قليل من الجنود فقد يتمكن بعضهم من الهرب وهذه مشكلة

لين يونغ : لنصب تركيزهم على شيء أخر وعندها سيتمكن عدد قليل من الجنود مباغتتهم ومحاصرتهم

الإمبراطور : شيء نشتت تركيزهم به ... سنحتاج لتعاون العاملين في المطعم إذاً ولكن نسبة النجاح ستكون ضئيلة جداً فعلى الأغلب ذلك العامل سيتوتر ويفضح كل شيء

لين يونغ : أي نوع من التشتيت تفكر به يا أخي

الإمبراطور : تلك المطاعم تقدم بعض العروض لذلك ربما يتمكنون من تشتيتهم بالعرض أو ما شابه

لين يونغ : أخي العزيز في مثل هذا الاحتفال العروض الشائعة هي رقصة السيف وإن قامت خادمة أو عامل من المطعم بها مع علمهم بأمر الهجوم سيكون كشفهم سهلاً لذلك أليس علينا أن نضع شخصاً بأنفسنا

رونغين : أجل سيكون ذلك أفضل ولكن من سيكون ؟..يونغ أنتي لا تفكرين بان تذهبي بنفسك صحيح ؟

لين يونغ : هل هناك من يستطيع فعل ذلك بشكل مثالي أكثر مني ؟

الإمبراطور : ذلك خطر أنسي هذه الفكرة

روجيان : ليس عليك أن تقلق عليها إنها ذئب في ثوب خروف

لين يونغ : أوه استشعر السخرية من كلامك

روحيان : .....لا أفهم ما تعنين

لين يونغ : تذكر هذا سأقضي عليك لاحقاً

رونغين : سأقتل هذا الفتى يوماً ما كيف تتجرأ على التحدث هكذا مع يونغ خاصتنا

الإمبراطور : ... هل أنا الوحيد الذي يهتم لهذه المشكلة بينما أنتم جميعاً تمرحون

- آسفون

.........

رغم أن الليل قد حل بالفعل إلا أن الأجواء كانت صاخبة للغاية , الزينة معلقة في كل المدينة والفوانيس تضيء طرقاتها الممتلئة بالناس , أصوات الموسيقى والاحتفالات صاخبة الراقصون والمهرجون وغيرهم يعرضون مواهبهم والتجار يجنون أرباحاً هائلة في مثل هذه الأيام بإقامة مختلف المسابقات

في أحد المطاعم قرب تلك الشوارع الصاخبة كان هناك تجمع من بعض الرجال رغم أن ملابسهم بسيطة ولكن خاماتها تؤكد أنهم من أثرياء المدينة , كانوا قد حجزوا غرفة كبيرة تكفي عددهم وقد جلسوا يتناقشون فيها بحذر بينما وقف حارسان على الباب , وبعد لحظات جاءت خادمة صغيرة تطلب الأذن بالدخول

- سيدي اليوم هو يوم احتفال وبهذه المناسبة يقدم مطعماً عرضاً خاصاً للضيوف فهل ترغبون أن نرفه عنكم ؟

- لا داعي ولا تقوموا بإزعاجنا مجدداً

- لا تكن هكذا أيها الجنرال ..لا بأس فلتقدموا عرضكم

- ولكن يا سيدي !

أشار ذلك الشاب إلى ذلك الجنرال الغاضب أن يهدئ حتى لا يثيروا الريبة وقد أطاعه الجنرال مباشرة عندها أفسحت الخادمة الصغيرة المجال للسيدة التي ستؤدي العرض

دخلت سيدة شابة ترتدي قناعاً من تلك المتواجدة في كل مكان في المهرجان كان القناع يحتوي على العديد من الألوان الحيوية , والنقوش عليه كانت كثيرة أيضاً وكان يغطي كامل وجهها, أما ثوبها فقد كان الثوب التقليدي للاحتفال وهو مزخرف بشكل أنيق , كانت تحمل سيفاً بين يديها مما وضح أن العرض الذي ستقوم به سيكون رقصة السيف التقليدية

بمجرد أن وقفت في منتصف الغرفة قامت بالانحناء بأدب وأشارت للشاب الذي تبعها أن يقوم بالعزف ثم بدأت بالرقص , كان رقصها جميلاً ولكن بالنسبة لذلك الجنرال العجوز المتشكك كان هناك شيء غريب فبعض الحركات الطفيفة في الرقصة كانت مختلفة ربما يظن الشخص أنه مجرد خطأ في الأداء ولكن تلك الاختلافات جعلت الرقصة أكثر دقة مما أثار القلق في نفسه وبهدوء مد يده ليمسك بسيفه الموضوع بجانبه

......

في أثناء ذلك كان العديد من الجنود المتنكرين بثياب مواطنين قد بدءوا يحيطون بالمكان استعداداً للمباغتة ,كانت كل المخارج محاصرة والبعض قد تسلل لشرفة تلك الغرفة من المباني المجاورة وقد استلوا أسلحتهم ووقفوا منتظرين إشارة حتى يقوموا بالهجوم

......

بمجرد أن امسك الرجل سيفه ونهض ليهجم على الفتاة وإذ بخنجر يصيب يده التي تمسك بالسيف ,ووسط دهشة الجميع تطايرت عليهم مجموعة من الخناجر لكنها لم تصب أي منهم ولكنها كانت كافية لمنعهم من الحركة

وسط كل تلك الضجة كان العازف قد انكمش في زاوية الغرفة من الخوف أما الحارسان اللذان كانا في الخارج لم يدخلا ليقدموا المساعدة مما اضطر بعض الحضور أن يتهوروا ويحاولوا الهجوم على الفتاة , وفي الوقت الذي كانوا يتقدمون به ناحيتها كانت هي ترفع السيف الذي رقصت به منذ لحظات على رقبة الشاب أمامها وعندها تحطمت النوافذ والأبواب ودخل مجموعة من الرجال وألقوا القبض على كل من بالغرفة

رفعت الفتاة القناع عن وجهها وابتسمت

لين يونغ : لقد مرت فترة

الأمير داو زي : لي جين ؟ لماذا ؟

لين يونغ : لماذا ماذا؟ أليس من الطبيعي أن أتخلص ممن يجلب المشاكل ؟ حتى أنك كنت ستتسبب في أن أعلق في زواج مع رجل وغد

الأمير داو زي : لا لم يكن هذا ما طلبته منه صدقيني كل ما أردته هو استرداد العرش والتخلص من الذين يمنعون ذلك

لين يونغ : تلك عائلتي التي كنت تريد التخلص منهم

الأمير داو زي : لن تحتاجي أليهم أرجوكِ إن أصبحتِ في صفي ستصبحين الإمبراطورة وكل شيء سيكون ملكك تعلمين أنني لن أحاول أذيتك, أليس كذلك؟

لين يونغ : هل تحاول إغرائي بهذا المنصب الصغير؟ ...عزيزي الأمير ربما لا تدرك الأمر لكن الإمبراطورية وأراضي قبيلة آويغان وكذلك قبيلة فوو وغيرهم من القبائل كل ذلك في متناول يدي بالفعل لذلك ما الذي سأكسبه من كوني إمبراطورة على إمبراطوريتك الصغيرة هذه؟

الأمير داو زي : .... هذه الثقة كلها بسبب كون ذلك القاتل المأجور في صفك لقد حصلتِ على كل هذا بسبب مجهوده ولكن هل تظنين أنه لن يتخلى عنك ويضحي بك في لحظة ألا تعلمين عدد الأشخاص الذين قتلهم

لين يونغ : ههه هل هذا أقصى ما لديك لمحاولة استعطافي لا تقلق جيان دي لا يمكنه ذلك لأن الشخص لا يستطيع خيانة نفسه

الأمير داو زي : ماذا ؟

لين يونغ : كما سمعت .. جيان دي لم يكن إلا أنا ..لقد كان غريباً رؤيتك تخون والدك وتقوم بقتله في محاولة الحصول على ثقتنا ولكن الآن لا مفر من ذلك فالإمبراطور سيحكم بشأنك

قبض الجنود على الأمير والخونة المناصرين له وبعد استجواب الجميع والحصول على الأدلة الكافية لإدانتهم بالخيانة تم إعدامهم جميعاً في الصباح على منصة الإعدام أمام حشود من المتفرجين ولمراعاة مشاعر الإمبراطورة الأم لم يتم إعدام الأمير على الملأ وأيضاً تم دفن جثمانه مع قبور العائلة الحاكمة رغم أن الخونة لا يتم دفنهم مع العائلة في العادة

......

عالمها لم يكن سوى قصر زجاجي متهالك محاط بزهور بنفسجية جميلة ذلك المنظر يبدوا خلاباً ولكن في اللحظة التي تقترب فيها تكون نهايتك فتلك الزهور ما هي إلا زهور الأكونيت السامة متخفية في مظهرها الجميل متربصةً بالأعداء إلى أن أصبح هذا المشهد الخلاب محاط بالجثث

وسيلتها الوحيدة لحماية عالمها الصغير لم تكن إلا بتلطيخ يديها بالدماء وستستمر في ذلك طالما أن هناك من يحاول المساس بقصرها الهش الصغير

تلك كانت لين يونغ التي احترقت عائلتها أمامها وعاشت لاحقاً كجيان دي لتخسر شقيقها الصغير في حريق أيضاً بفعل قطاع طرق ثم خسرت معلميها على أيدي الرجل الذي قتل عائلته لو لم تكن مينرا هناك بمحض الصدفة وتنقذها لانتهت حياتها في ذلك الوقت ولكن من هنا بدأت حياة لي جين الفتاة التي سعت للانتقام.

.......

بعد خمس سنوات

كانت المرأة تربط الحصان في الإسطبل عندما جاء شاب صغير راكضاً باتجاهها وهو يلهث

يا لو : أين كنتِ لقد بحثت عنك كثيراً ...انتظري لا تقولي أنك ركبتي على الحصان ألا تعلمين ما الذي سيحدث لي إن علم ذلك الرجل بذلك

لين يونغ : لا تقلق هو حذرك لأنه قلق عل الطفل ولكن أنا حذرة جداً وأيضاً طالما تبقى صامتاً هو لن يعرف

روجيان : من لن يعرف ماذا ؟

ظهر روجيان من خلفهم ومعه طفل صغير الذي ركض باتجاه لين يونغ بسعادة

لين يونغ : صغيري العزيز هل استمتعت بالصيد مع والدك؟

روجيان : هل تتهربين من الموضوع ؟ بإمكاني تخمين أنك ذهبتِ في جولة على الحصان بينما أنت حامل ...أعتقد أني سأعاقبك ولن أخبرك بالأخبار التي جاءتني

لين يونغ : لااا.. أن آسفة لن أفعل ذلك مجدداً أخبرني هل سيأتي جدي ؟

روجيان : ... أجل سيصلون صباح الغد على ما يبدوا

لين يونغ : رائع هيا يا صغيري لنذهب ونستعد

روجيان : ...لقد تجاهلتني للتو أليس كذلك ؟

يا لو : عليك أن تكون صارماً أكثر أنها تستغلك

*****النهاية *****

2020/09/29 · 167 مشاهدة · 1319 كلمة
DoKaEnory
نادي الروايات - 2024