"لأنك هنا"

"أنا هنا؟ واين يمكن ان اذهب؟ مالذي تعتقدين أن أبي سيقوله اذا رأك هكذا؟"

"أبي...؟"

تجمدت كيرا. "أبي هنا ايضا؟ "

"لماذا أبي سياتي هنا منذ الصباح؟ أنه في غرفته."

"هذه...اليست هذه الآخره؟"

وجه أخيها كان مضطربا.

"أعتقد يبدوا انك مازلتي نصف نائمه. انت, خذها الى غرفتها. لا,لا. انا ساخذها بنفسي" قال ذلك زيك وهو يطلب من احدهم احضار الاحذيه.

كيرا كانت حافية القدمين لأنها ركضت بتهور من غرفتها. من حسن الحظ أنها لم تجرح قدميها أثناء الجري.

متجمدة, نظرت بشكل مباشر حتى اقتربت الخادمة منها ووضعت الأحذية على قدميها.

لقد اعتقدت انها الحياة الآخره.

ومع ذلك ، كان هناك الكثير من الأشياء الغريبة تجعلها تفكر بهذه الطريقة. بادئ ذي بدء ، بدا القصر نفسه عندما كانت على قيد الحياة ،وهناك الكثير من الوجوه المألوفة ، وبدت أصغر مما كانت تتذكر.

"زيك."

"همم؟"

"ماهو تاريخ اليوم؟"

"أنه الثالث عشر من الشهر."

"ماهو الشهر والسنة ؟"

" انه الثالث عشرمن أغسطس, سنة1295 ."

نظر إليها زيك بفضول كما لو أنه يريد أن يسأل لماذا لكنه لم يستطع.

في عام 1295، بلغت كيرا العشرين سنة..

في تلك اللحظة، تبادر إلى ذهنها فكرة غير قابلة للتصديق. ربما عادت إلى الماضي، وليس إلى الآخرة؟ إذا كان الأمر كذلك،

من فعل هذا؟

هل تعتقد أن شخصا آخر غيري يتذكر الماضي؟

أسئلة لا نهاية لها ملأت رأسها. وبسبب ذلك، لم تسمع (زيك) يناديها.

"أخت-! أختي!"

"هاه, نعم؟"

"لماذا انتي غائبة الحس ؟ أنتي تتصرفين بغرابة اليوم."

حقا؟ هل هي عادت الى الماضي؟ بجدية.

"...ربما بسبب اني حظيت بكابوس"

"عن ماذا هذا الكابوس الذي حظيتي به؟"

"حلمت انني مت."

كيرا حدقت بوجه اخيها.مقابلة العائلة التي ظنت أنها لن تراها مرة أخرى أثارت مشاعر رقيقة بها.

"لقد كان حلما حيا لدرجة أنني اعتقدت حقا أن هذه هي الحياة الآخرة... لكن لأنك هنا... ظننت أنك مت أيضا و جئت إلى الآخرة"

"اوه, ياالهي, لم اعتقد انك ستكونين خائفة من ذلك" لقد قال بذلك الشكل, لكن استطيع الشعور بقلقة. "انه مجرد حلم. لا تقلقي حياله."

"نعم, لا يجب علي."

"عودي وغيري ملابسك اولًا... لا, انا احتاج الحصول على..." تمتم زيك والتفت حوله.

يبدو أنه كان ينوي الذهاب إلى غرفته والحصول على معطفه عندما رأت ظهره يبتعد تذكرت آخر مرة رأت فيها (زيك) عندما رأته من خلال قضبان السجن.

ولم أستطع مقابلة أخي الصغير مرة أخرى بعدها.

"انتظر"

عندما عادت كيرا إلى رشدها، كانت متمسكة بمعصم أخيها.

نظر (زيك) للخلف، متشوشا.

"ماذا...؟"

"هل تناولت فطورك؟"

"ليس بعد."

"هذا جيد, لنأكل معا."

اذا كان ذلك صحيحاً أنها قد عادت للماضي, فهي لم تعد ترغب بالتشبث بأشياء لن تستطيع الوصول اليها. ولم ترد أن تلتمس العاطفة من شخص لن ينظر لها.

أرادت أن تكرس هذا الجهد والوقت على أشياء أخرى. على سبيل المثال، يمكنها قضاءه مع أخيها الصغير الذي لا بد أنه كان وحيدا طوال هذا الوقت.

كيرا أبتسمت لأخيها الصغير الذي كان ينظر لها بتعيبر مرتبك.

"الأن؟ وجبة ؟ تردين تناول وجبة معي ؟"

"نعم. قلت أنك لم تتناول طعامك بعد."

"مع ذلك... اذا أكلتي معي, ستتأخرين. أنتي دائما تذهبين لتحية أبي"

"اه, ذلك."

في الماضي, كانت دائما تستيقظ مبكرا وترتدي بشكلًا جميل.

كانت عادة قديمة الطراز لا يهتم بها أحد، لكن كل صباح، كانت تذهب لتحية والدها.

الناس حولها نظروا لها بنظرات فضولية

"ذاك... قررت التوقف عن فعله ابتداءً من اليوم."

"ل-لماذا فجأه؟"

"سموه يستقبل تحيتي مره كل ثلاثة أيام على أية حال. لقد كنت اطرد بسبب أنه مشغول. وأغلب الأحيان, حتى لو التقينا, لا تلتقي اعيننا."

"...لكن تذهبين له كل يوم؟ أنتي رائعة."

"نعم, لقد كان غباءً. لذا, لم اعد أريد القيام به بعد الان."

الان بعد ان فكرت في ذلك, لقد كان ذاك فعلًا غبيا. لما تاقت للحب من شخص لم يهتم أبدا؟

التغيير المفاجئ لقلب كيرا بدا ملحوظًا من قبل زيك.

في لهجة لطيفة، قال زيك, "أختي أخيراً تعلمت كيف تكون منزعجة. هذه فكره جيده. أفضل أن أنام اكثر خلال ذلك الوقت."

"أنا لست منزعجة."

هي حقا لم تكن كذلك. ربما لم يكن الأمر كذلك في الماضي, لكنها الآن تخلت عن كل شيء لذلك، لا يمكن أن تكون منزعجة.

كان من المريح التخلي عن شخص ما.

"إنه رجل مشغول. لا يحتاجني أن آتي وأزعجه في الصباح، أليس كذلك؟"

"اه-"

وجهه زيك كان يقول"حسنا"

كيرا عرفت هذا التعبير, لا يمكن للشخص أن ينسى في يوم واحد فقط.

أخته ارادت ان تكون محبوبة من قبل والده المغفل. على عكس زيك تماماً الذي اظهر الموده لأخته كيرا وقال, "مثل ذلك الرجل كالثعبان لا يشبهني."

كان سيهنئها إذا قررت التوقف عن المحاولة دون جدوى.

"اوه." كيرا ادكرت شيئا غريبا.

"أختي, مالذي قلته؟"

"لا أعتقد اني بحاجة لزيارة سموه وأزعاجة"

"سموه؟ ليس أبي؟"

أصرت كيرا على مناداة الدوق الاكبر "بأبي" على انفراد و "سموه" في المناسبات الرسمية. لكنها الان بمفردها برفقة أخيها الصغير, لكنها خاطبته "بسموه"؟

أجابته كيرا بغموض, "لماذا,هو أبي, لكنه ايضا لورد دوقية بارفيس. لا أعتقد أنني خاطبته بشكل خاطئ.

"انه هو, لكن-"

اليوم, أستمرت كيرا بمفاجئته. تسأل زيك اذا حدث شيئا ما مع والدهم, لكن لا يبدو ان الامر كذلك.

أخته تبدو سعيده جدًا. ألم تكن هي من شعرت برغبة في حفر حفرة في الأرض كلما سمعت أي شيء سيء من والدهم؟

بغض النظر عن السبب.كان ذلك جيدا لزيك. فقد اعتادت كيرا على الإصرار بمناداته "أبي" وهم بمفردهم، لذا كان عليه أن يتبعها. أما الآن أصبح بإمكانه مناداته بـ "سموه" دون أن يقلق حيال أخته، أليس هذا بشيء جيد؟

"أنتي حقا غريبة اليوم."

"أنا أفترض ذلك"

"...؟"

كيرا كانت حقا, حقا غريبه اليوم. لقد بدت نفس الشخص التي كانت عليه البارحة, لكن تشعر كما لو أنها أصبحت شخصا آخر.

"مالذي حدث؟"

ضيق زيك عينية وفكر بالأمر, وسرعان ما حول أهتمامه لمكانًا اخر. مهما كان السبب, هذا التغيير لا يبدو سيئا.

نينو كان حارس تقارير الدوق. وظيفته اعلام الدوق روديغ طوال اليوم, وأبقاءه على علم بكل التحركات. وكان لا يزال يقوم بواجباته بإخلاص كل اليوم.

دوق (بارفيس) كان سيدا رئيسياً لحفظ السجلات لأنه كان شخصا يتبع الجداول الزمنية وفي معظم الأحيان، لم يقم بأي أفعال عفوية.

اليوم, روديغ أستيقظ في وقتًا المحدد, صعد الى مكتبة في وقتًا معين. لاشيئ مختلف عن البارحة.

بينما يفكر أنه سيكون من الممكن إعادة كتابة التقرير الذي قام به الأمس.

"هه؟" نينو الذي وجد شيئا غريبا. رن ضجيجه المفاجئ بصوتً عالِ في المكتب الهادئ.

كل الأعين كانت عليه. حتى الدوق.

نينو، الذي لفت انتباه الدوق الأكبر فجأة، تجمد.

بعد فترة وجيزة، تدفق صوت جليدي من روديغ، "ماذا هناك؟"

"ح-حسنا, ذلك...."

"تعلم أني لا أحب تكرار كلامي."

"أ-أنه لاشي, سموك. ذلك فقط الآنسة لم تأتي لرؤيتك اليوم."

ضافت عينا روديغ. لقد ادرك ذلك للتو.

2021/09/21 · 187 مشاهدة · 1039 كلمة
MeOo
نادي الروايات - 2025