168 - التعزيزات

*غواااه*

اهتزت الأرض بأصوات الزئير، والعواء، ومختلف الأصوات المزمجرة. فبعد جملة الذئب الفضّيّ مباشرة، أصبح آلاف البشر منهم وحوشا شرسة. كأنّهم حشد وحوش سحرية يمكنه هدم مدن في لحظة، وجف الأنهار في رشفة، ودكّ الجبال بخطوة.

اقترب هذا العدد الهائل من البشر الوحوش وزاد ضغطهم حملا أكبرا على كاهل الحاضرين. أصبح كلّ شخص موجود يرتعد كلّيّا ممّا هو قادم وترجّى ألّا يكون من مستهدَفي ذلك الحشد الهائل القادم.

حدّق الأقدم الكبير ديميور إليهم بعينين مندهشتين وبدا عليه التعرّف على هويتهم، ثم أفلت الكبير أكاغي بسرعة كبيرة واختفى من ناظر الجميع، وفي اللحظة التالية التي ظهر بها كان خلف فضيلة كرم.

قال على عجلة من أمره: "انسيها حاليا. لدينا مشكل أعوص."

كانت فضيلة كرم قد لاحظت أيضا مثلها مثل الباقي هول الحشد القادم، لذا تخلّت عن قتل أنمار مباشرة بعد كلام الكبير ديميور واختفت بالظلال. ومرّة أخرى، في اللحظة التي ظهرا بها معا كانت عندما أصبحا تحت سيّدهما ظلّ الشيطان.

قبل لحظات قليلة...

*بووم* بووم* *بووم*

تبادل باسل وهدّام الضروس قبضات شرسة جدّا. لكمة من أحدهما لن يستطيع ساحرا بالمستوى الثاني عشر حتّى تحمّلها. لقد كان ظلّ الشيطان يستخدم عنصريْ الدمار والتعزيز، وكان باسل يوظّف عناصره الثلاثة، ومن بينها عنصر التعزيز الذي كان بمستوى مرتفع عن الرابع عشر بكثير، وكان هو السبب في قدرة باسل على مواجهة ظلّ الشيطان بتعادل.

وهذا بدون ذكر الارتجاجات والصدمات التي تنتج فقط بسبب فنّيهما القتاليين. لقد كانا ذانك فنّان قتاليّان أصلهما سامٍ، وكلاهما كان في الدرجة الثانية، الغصن الثاني، الجزء الصغير. وكان التقاؤهما شيئا جعل كل المشاهدين يعلمون كم هي مرعبة الفنون القتالية حتى لو لم يعلم بعضهم ما هي.

شعر كلّ شخص تحتهم أنّ السماء ستسقط عليهم من شدّة الضغط الذي عليهم. أحسّوا كأنّ هناك جبالا لا تحصى فوقهم تقمعهم بوزنها الهائل. ومعظم السحرة تحت المستوى الخامس كانوا قد غابوا عن الوعي بالفعل بعد تصادم هجمتيْ باسل وهدّام الضروس الأخير.

وفي لحظة، ارتدّ جسدا الاثنين معا فابتعدا عن بعضهما أميالا بسرعة كبيرة. شحن باسل مرّة أخرى طاقته السحرية في رمحه الخشبيّ، وكذا فعل ظلّ الشيطان بسيفيه الهلالين.

وفي لحظة، أصبح باسل عبارة عن مجسّم عملاق، برمح ضخم جدّا في يده. وفي المقابل، كان هناك نسخ مكبّرة من هدّام الضروس بلغ حجمها نفس الذي كان عليه مجسّم باسل العملاق.

بلغ عدد هذه النسخ المكبّرة ثلاثة، وحملت معها طاقة هائلة للغاية. بدت كلّ واحدة منها كأنّها فعلا ظلّ الشيطان، وزاد هذا من شدّة الوضع بالنسبة للمشاهدين فابتعدوا إلى أقصى ما أمكنهم مرّة أخرى.

كانت هذه النسخ فضّيّة وفوق كلّ واحد منها هلال أرجوانيّ. بدت كمخلوقات سامية أتت من عالم أرقى، وظهرت قادرةً على تطبيق أحكامها وقواعدها في هذا العالم المتدنّي بكل سهولة، وجعلت من كلّ شخص آخر ينحني لها خوفا منها.

كان مجسم باسل العملاق بنفس الهيبة، وكان أزرقا بسبب ناره الزرقاء، فبعد آخر معركة ضدّ الأقدم الكبير شهاب سعير، استطاع باسل إتقان إمكانية عنصر النار أخيرا لهذا المستوى. وكانت إمكانية النار الوحيدة بمستويات مختلفة، فترتفع درجة حرارتها بتحوّلها من الأحمر إلى الأصفر ثم الأزرق والذي به باسل حاليا، ويتلي ذلك الأبيض فالبنفسجي، ثم يتبع ذلك فوق البنفسجي قبل أن يصل إلى الأسود الأسطوريّ أخيرا.

انتشرت أسطورة عن النار السوداء الأسطوريّة في العوالم الروحيّة، وكانت تقول أنّه قد بلغ تلك المرحلة شخص واحد فقط عبر التاريخ كلّه. وهذا الشخص كان في ذلك الوقت على شفا حكم العوالم الأربعة عشر وصنع ميراثه الأبديّ، ولكنّه مات عكس ما توقّع الجميع.

والسبب في موته هو ما كان يجعل من هذه الحكاية أسطورة تتناقل جيلا بعد الآخر. لقد كان السبب في موته هو احتراقه بسبب ناره الخاصّة. كانت النار السوداء الأسطوريّة أكثر مما أمكنه تحمّله بالرغم من أنّها من عنصره الخاص، وهذا ما جعل هذه الحكاية أسطورة أرعبت الناس عبر الأزمان. فصار هناك مثل منتشر: "العب بالنار كما تشاء، ولكن احرص على البقاء في الضّياء، ففي الظلام يوجد فقط وباء بلا شفاء."

قيل، أنّ ذلك الشخص كان قادرا على تدمير عالم كلّه لو أراد، ولكنّه مات بسبب هذه النار السوداء الأسطوريّة، وهذا كان سببا في اعتقاد الناس أنّ تلك النار يمكنها أن تجلب نهاية العوالم برمّتها؛ فأصبح لديها اسم خاص: "جوْنُ النهاية".

حلّق المجسّم الأزرق العملاق، فبدا كحاكم للسماء الواسعة، يمكنه صرع الأرواح مطبّقا ذلك برمحه الذي كان كنصل عقاب تكوّن من إرادة هذا العالم نفسه.

كان باسل قادرا على التحليق بسبب إحدى إمكانيات عنصر الرياح التي كانت الطيران بحرّيّة في السماء، وكان باسل قادرا على إتقانها بسهولة أيضا بعدما كان قد واجه الأقدم الكبير فالتشر. فإمكانية عنصر الرياح هذه كانت الأكثر شيوعا بين سحرة هذا العنصر.

تزلزلت الأرض أسفل الاثنين بسبب هالتيهما الضخمتين وجعلت من كلّ شيء أسفلهما خاضعا لهما. تلاقت نيتاهما واشتدّت الأوضاع أكثر فأكثر، ثم انطلق أخيرا المجسّم الأزرق العملاق.

*بووم*

اخترق الهواء، وبالرغم من حجمه الكبير إلّا أنّه لم يُرَى لأحد غير خصمه هدّام الضروس الذي اعترض طريقه عبر النسخ الثلاث الضخمة.

*انكسار*

*باام* *باام* باام*

ثلاث تلويحات من رمح باسل قابلتها دفاعات النسخ فارتد جمعهم مرّة واحدة. نزلت الصدمة فسقطت على ساحة المعركة شاقّة بذلك الأرض لنصف صانعة جرفا عميقا.

لم يتوقّف الأمر عند ذلك الحدّ. ظهر ظلّ الشيطان وراء باسل ثم كسر الهواء مّرة أخرى، وهذه المرة بدا كأنّه كسره عشرات المرّات أثناء توجّهه نحو باسل ممّا جعل منه غير مرئيّ بتاتا، وحتّى لباسل لوهلة.

اخترق ظلّ الشيطان بجسمه المغلّف بعنصر الدمار والتعزيز المجسم العملاق وكاد يمر عبر باسل لولا قيام هذا الأخير بفعل نفس ما فعله ضدّ القدماء الثلاثة قبلا.

ركّز كلّ طاقة المجسّم عندما اختُرِق على جسده مباشرة ورمحه الخشبي ثم قاوم جسد هدّام الضروس المدمّر.

وكان هذا الالتقاء بينهما أشرس من الذي سبق فهدم الأرض أسفلهما وجعل الهواء يصبح له حمل أثقل. ازدادت حدّة المعركة ولم يبدُ أنّ نهايتها قريبة.

ارتدّ جسدا الاثنين معا إلى أميال مرّة أخرى فاقترب الأقدمان الكبيران من سيّدهما. تكلّمت فضيلة كرم بسرعة: "سيّدي، ذلك العدد القادم صعب التعامل معه."

حدّق إليها هدّام الضروس الذي جسده مغطّى بجروح خفيفة لم تؤثر عليه أبدا، ثم قال بعدما نظر إلى ذلك الحشد الذي يقترب: "لا عجلة. اتركيهم يتجمّعون."

حدّقت فضيلة كرم إلى سيّدها لمدّة قبل أن تفهم ما يقصد. اختبأت في الظلال مبتعدةً ونصحت الكبير ديميور بالابتعاد بينما يحمي نفسه بكلّ ما يملك.

وفي هذه الأثناء، اقتربت شي يو وهيل من الأميرة شيرايوكي وأنمار ليعالجا هذه الأخيرة. وفي ليفعلا ذلك وجب أن يحملاها بعيدا عن الخطر، ولكنّ الأميرة شيرايوكي ظلّت متشبثة بها غير تاركة أيّ أحد يلمسها.

حدّق إليها هيل ثم تذكر موت الإمبراطور شيرو فتحسّر بقلبه. اقترب من أميرته وربّت على ظهرها قائلا: "كان ليكون أبوك أفخر الآباء بك يا سيّدتي الصغيرة."

انهمرت الدموع من عينيها بعد سماعها كلامه، وصرخت بصوت مرتفع للغاية. اعتقدت مع نفسها أنّه لا يهمّها افتخاره بها أم لا، فهو لم يعد موجودا لفعل ذلك حتّى ولامت نفسها على موته. أحسّت بأنّها لم تقم بالكثير من أجله وكانت تصعب عليه الأمور فقط. فات الوقت على الندم الآن ولم يعد هناك أيّ شيء بإمكانه إعادة أبيها.

إن لم تقتُل ستقتَل. وأخيرا علمت معنى هذه الجملة التي كرّرها أبوها لها كثيرا مبرّرا أفعال باسل. يبدو أنّه لم يكن هناك خيار آخر في هذا العالم غير هذا. فعندما يملك شخصا قوّة كافية ليحكم بها العالم، لن يوجد شيء يوقفه سوى قوّة معادلة معادية له.

نهضت حازمة بأفكارها الجديدة ونظرت إلى الكبير ديميور البعيد بأميال عنها، ثم نظرت إلى شي يو وهيل ثم إلى أنمار من جديد. كانت عيناها البيضاوان في تلك اللحظات تجعلانها تبدو كأميرة صقيع بمشاعر جامدة لا تحمل ذرّة من الدفء.

أعادت نظرها إلى الكبير ديميور ثم قالت بهدوء: "الدم بالدم."

اقتربت شي يو وهيل من أنمار ثم أخذاها بعيدا، وحاول هيل نصح الاميرة شيرايوكي بالابتعاد أكثر من مرّة لكنّها لم تستجب لطلبه أبدا.

*واواوا* *هااا*

اقترب حشد المتوحّشين أكثر فأصبح مرئيّا كلّيّا لجميع، فزاد هذا من رعبهم أكثر فقط. تقدّمهم ذلك الذئب الفضّيّ ثم صرخ: "يا سيّدي باسل، آسف على التأخر، لقد واجهنا بعض مشاكل الخيانة في طريقنا إلى هنا."

حدّق باسل إليه من بعيد ثم أجاب: "تعلم أنّني بمواعيدي وكذا أريد مواعديني. لا يهمّ حاليا، المهمّ أنّك أتيت. أخبرني عمّا حدث لاحقا."

حدّق باسل إلى ظلّ الشيطان ثم قال مكملا بنظرات هادئة: "والآن، لمَ لا تبيدوا بقيّتهم وتتخلّصوا من ذينك الاثنين، واتركوا أمره لي." أشار باسل بذينك الاثنين إلى الأقدمين الكبيرين، وبالأخير إلى هدّام الضروس.

زحف جيش المتوحّشين عبر ساحة المعركة فمرّ بما بقي من الأعداء، فأبادهم كأنّهم مجرّد حشرات فقط لا غير.

انبثق شيء من الأرض فجأة ووقف على قدمين. لقد كان ذلك ساحرا متحوّلا أيضا. كان هذا الساحر عبارة عن وحش يشبه النمر بمخالب كأنّها تعود لخلد. كان يقف على قدمين فكان طوله يبلغ المترين، وبدا مهيبا بلونه الأسود والخطوط البيضاء التي تلتف عليه.

كانت هالته مرتفعة وبلغت المستوى السابع. وأخيرا تكلم: "يا قبيلة حاكم الأرض، اتخذوا تشكيل أولاد الأرض ! "

كان الصوت يعود لامرأة، والتي كانت لمياء رأس عشيرة الغبراء المظلمة وزعيمة قبيلة حاكم الأرض. كانت عشيرة لمياء في منصب الزعامة لعدّة أجيال بما أنّ صاحب الكفاءة ظهر منها في كلّ تلك المرات السابقة.

تحرّك سحرة الوحش النائم في تناسق كبير وفي لحظة أصبحوا وحدة متراصّة تستطيع هدم الجبال والأراضي. كان هناك فقط سحرة متحولون في حشد السحرة هذا ممّا جعل القشعريرة تصعد مع أجساد الحاضرين فأحسوا أنّهم بمواجهة حشد من الوحوش السحريّة مرتفعة المستوى.

تحرّك تشكيل أولاد الأرض فتحطّمت الأرض أسفلهم، وفي لحظة، ارتفع من الأرض مئات الحوائط التي أحاطت بالأعداء من كلّ جهة. كانت هذه الحوائط كالجبال عمقا وتراصّا، ولم يكن من السهل اختراقها لاسيما بوجود التشكيل يدعمها باستمرار.

فجأة، ظهر العديد من السحرة في الجو. لقد كانت تلك قبيلة حاكم الجو. كلّ ساحر منها كانت له القدرة على التحوّل لوحش سحريّ بالقدرة الطبيعيّة على الطيران. لذا ارتفعوا إلى السماء وأسقطوا هجماتهم على المحاصرين بين جبال تشكيل أولاد الأرض.

سقطت الهجمات من السماء كشظايا نيازك بدون توقّف جاعلين الأعداء يخسرون حياتهم بسرعة كبيرة.

تلى ذلك عواصف مصاحبة بفيضانات متعدّدة من قبيلتي حاكم الرياح والمياه، فتسبب ذلك في إبادة العدو الشبه كاملة. ولكن لم يتوقّف الأمر عند ذلك الحدّ فقط. ففجأة، ظهر متحوّلون من باطن الأرض داخل محيط الجبال بين الأعداء. وكان الذي قادهم هو لمياء.

انطلقت لمياء فاخترقت الأعداء بسرعة كبيرة للغاية. كان واضحا أنّ تلك السرعة كبيرة كثيرا حتّى بالنسبة لساحر تحوّل بالمستوى السابع، وهذا بدون ذكر القوّة الهائلة التي تصحب ذلك.

كان ذلك بسبب قوّة أعضاء قبائل الوحش النائم الجسمانية المخيفة. فمع أنّ لمياء الآن بالمستوى السابع، إلّا أنّها كانت تملك جسدا كأنّه يعود لشخص في المستوى العاشر.

حتى الطفل في هاته القبائل يملك جسدا صلبا كالذي لدى ساحر بالمستوى الأول، فما بالك بشخص قد بلغ المستوى السابع.

تحطّمت قوّات الأعداء بسرعة مرعبة كثيرا، ولم يتبقّ منهم الكثير الذين نجوا من أن يحاطوا بتلك الجبال. كان ذلك هجوما مشتركا بين القبائل القياديّة في الوكر إلّا قبيلة حاكم النيران التي لم توجد.

لم تدم فرحة الناجين من هذا الهجوم المشترك طويلا حتّى تعرّضوا للقتل من طرف قبائل أخرى وهذه المرّة بقيادة أبهم.

أصبح حاليا في قمّة المستوى الخامس، واستطاع اكتساب تحوّل جديد. كان هذا التحوّل هو الذئب الفضّيّ ذو القرنين الذي كان له سحر الظلام بفعالية أكبر من التي كانت لدى الوحش السابق.

قاد جيشا ضخما وأبادوا كلّ ما تبقّى من الأعداء نهائيّا.

تحمّس جميع الحلفاء وفرحوا بالتعزيزات. كلّ شخص ارتاح باله أخيرا برؤية قبائل الوحش النائم وما قادرة على فعله. اطمأنّت قلوبهم وسقط العديد منهم على الأرض معتبرا المعركة قد حسمت.

ومع ذلك، لم تطل فرحتهم أيضا حتى واجهت قبائل الوحش النائم بعض الهجمات الشرسة التي لم تستطع تجنّبها في الوقت المناسب ولا الدفاع ضدّها. والسبب كان بسيطا، فتلك الهجمات كانت مزيجا من أقوى عنصرين في هذا العالم في المستوى الرابع عشر إضافة لدعم من فنّ قتاليّ سامٍ بالغصن الثاني.

أيّ شيء لمسته تلك الهجمات تدمّر تماما بدون ترك أيّ أثر. فلو لم يكن لديك كمّيّة سحر كافية للدفاع عن نفسك، ستتعرض للدمار بمجرّد ما أن تُلمَس منها. كانت تلك الهجمات من هدّام الضروس كنقط أرجوانية بدت كنجوم داكنة في السماء، وأيّ شيء لمسته هذه النجوم اختفى مباشرة.

هذه النجوم الداكنة غلِّفت بشيء غير مرئي بدا كالزجاج، وعندما اقتربت من الأعداء انكسر ذلك الزجاج فجعل النجوم الداكنة تنطلق بسرعة لا يمكن التعامل معها أبدا.

وفي لحظات فقط، أبيد الآلاف من سحرة قبائل الوحش النائم.

من تأليف Yukio HTM

أتمنّى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة لأيّ أخطاء إملائية أو نحوية.

إلى اللّقاء في الفصل القادم.

2018/07/19 · 991 مشاهدة · 1932 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024