218 - عمليّة اغتيال مهدّد العالم

218 – عمليّة اغتيال مهدّد العالم

حلّ ليل يوم الاجتماع، لكنّه لم يكن الاجتماع الوحيد لبعض الأشخاص، فمنهم من التقوا سرّا حتّى يخطّطوا لبعض الأشياء. كان الشخص الذي يقود هذا الاجتماع السرّيّ هو الجنرال لورنس، أمّا الباقين فقد كانوا على ما يبدو الجنرالات الذين اختاروا جانبه وأيّدوا رأيه.

تحدّث الجنرال لورنس: "كلّكم تشاركونني الرأي وتتفهّمونني. لقد غدوت جنرالا في المدّة الأخيرة، لكنّني شاركت في الحرب الشاملة وأعلم مدى قوّة باسل ذاك. لقد كان مرعبا حقّا في تلك الحرب، لكن مضى وقت طويل ولم نعد كالسابق."

"ولكن على عكسنا فقد قضى هو وقتا طويلا في سبات ما ولا يجب أن يكون قد ازداد قوّة كثيرا، ولهذا لنا الأفضليّة هنا. أصلا حتّى لو لم يكن منّا أحد في مثل قوّته، فنحن معا يمكننا ردع أيّ ساحر حتّى لو كان بالمستوى الرابع عشر."

"لا نعلم مستواه بالضبط، ولكن كما قلت، ذلك لا يهمّ طالما نحن مجتمعين."

تكلّم أحد الجنرالات: "حسنا، لقد صرت جنرالا في الرياح العاتية في الآونة الأخيرة أيضا، لكنّني عاصرت حكم إمبراطورنا غلاديوس الموقّر واحترمته وتطلّعت إليه كثيرا، لكنّني لا أحبّ فكرة حكمنا من طرف شخص آخر. يجب أن نفيق سيّدنا بهذه العمليّة."

أكمل جنرال آخر: "معك حقّ، يجب أن نثبت لهم أنّنا على حقّ. لقد كان باسل ذاك على حقّ في الأوقات السابقة، لذا يثق به الأباطرة ثقة كبيرة ويتبعون كلامه، لكن هذا لا يعني أنّه محقّ هذه المرّة أيضا. يجب أن نثبت أنّ فتى بالسادسة عشر ليس كافيا حتّى يقرّر مصير عالمنا بأكمله. هذا لا يُعقل."

كانت لدى هؤلاء الجنرالات نفس الأفكار، لذا حتّى بعدما رُفِض رأيهم بقوا عازمين على تحقيق مرادهم. لم يكونوا يفكّرون في شيء آخر غير حماية عالمهم، واتّبعوا قناعاتهم فقط. لم يكن هناك في قلوبهم حقد شخصيّ أو رغبات مخفية. أرادوا أن يثبتوا منطقهم الذي يرونه سليم، ولو عنى ذلك اختيار طريق غير حكيم.

تساءل جنرال آخر: "إذن، ما نحن فاعلون؟"

كانت الكلمة النّهائيّة للجنرال لورنس، لذا بعد نقاش فيما بينهم أعلن عن هدف عمليّتهم: "التفاوض مع باسل لن يوصلنا لنتيجة، لذا هذه يجب أن تكون عمليّة اغتيال. فقط عندما يختفي ذلك الشخص من هذا العالم سنقدر عندئذ أن نقنع الباقين."

وضع مرفقيه على الطاولة ويديه تحت ذقنه ثمّ صرّح: "فعل هذا الأمر قد ينتج عنه بعض الضحايا منّا، وأكثر من ذلك سنُعَدُّ مجرمين من الدرجة الأولى، وعلى الأغلب سيبدأ البحث عنّا ما أن نختفي، لذا سأسألكم لمرّة أخيرة، هل أنتم عازمون؟"

أجاب الخمسة في نفس الوقت: "كلّ العزم."

كان هناك جنرالان من الأمواج الهائجة، وأربعة من الريّاح العاتية. هؤلاء كلّهم أصبحوا جنرالات بعد مرور وقت منذ الحرب الشاملة، لكنّهم فنوا أعمارهم من أجل مصلحة بلدانهم، لذا فكّروا في أفضل وسيلة لنجاتها.

وقف الجنرال لورنس وقال: "إنّ باسل يفكّر في كسب القوّة كثيرا حتّى أنّه لم يعد يفكّر في المخاطر، وشخص مثل هذا لا يقتل نفسه فقط بل ويجلب الهلاك لأشخاص لا علاقة له بهم. إنّه لأمر مؤسف أن يخسر عالمنا بطلا ذو إمكانيّات هائلة، لكن على هذا الحال سيغرق في إمكانيّاته تلك ويُسقط العالم معه في الهاوية."

عبس ثمّ أكمل: "أسوء نوع من الأقوياء هو ذاك الذي ينسى معنى الضعف عندما يغدو قويّا، فلا يرى أنّ المخاطر التي يمكن له أن يتجاوزها لا يمكن لآخرين أن يواجهوها حتّى."

"سنتحرّك اللّيلة، فلتبدأ عمليّة اغتيال مهدّد العالم."

"حاضرون!"

وافق الجميع على أن يكون الجنرال لورنس هو قائد هذه المهمّة، فهو الشخص الذي كان له العزيمة الكافية حتّى يشعل نيران عزيمتهم. لقد كان باسل في نظرهم تهديد على العالم ووجب إزالته مهما كان.

***

مرّت مدّة مذ اختفى باسل في الشجرة العظيمة، وبدأ بعض الأشخاص يتساءلون عمّا يفعله بالضبط، ولكن ولا واحد منهم تجرّأ على التدخّل في هذا الأمر بعدما أمر الزعماء الخمسة بذلك، وخصوصا بعد مشاهدتهم لما فعله باسل.

انتشرت الأقوال بسرعة كبيرة وكُشِف الغطاء عن بعض الأسرار لقبائل الوحش النائم، مثل ظهور الوريث الشرعيّ، لكن اقتصرت معرفة الأسرار المهمّة على زعماء القبائل فقط، مثل ما يأتي مع ظهور الوريث الشرعيّ، فكان هناك من فرح بهذا الشأن ومن نفر منه نظرا إلى كون الوريث الشرعيّ شخص أجنبيّ.

ومع ذلك كلّهم اتّبعوا أوامر الزعماء وظلّوا بعيدين عن الشجرة العظيمة. لقد كانت الأجواء المحيطة بـ'حياة' غريبة على القبائل بما أنّهنّ يرونها في هذه الحالة لأوّل مرّة، ولكن أكثر شيء جعل قلوبهم ترفرف كانت نظرة حياة للحياة، ففهموا السبب وراء تسميتها بذلك الاسم. كان هناك من أُلهِم واستطاع تطوير سحر تحوّله أكثر فقط بالتأمّل في تلك النظرة للحياة.

كانوا متشوّقين كثيرا لعودة باسل بغضّ النظر عن كونهم سعداء بكونه الوريث الشرعيّ أم لا، وخصوصا الزعماء بما أنّهم أخبِروا أنّ الوريث الشرعيّ سيأتي بالوصفة والتدريب والتقنيات السرّية من أجل إيقاظ الوحش النائم. لقد أتى الوقت الموعود وحان الأوان لتبلغ قبائلهم السموّ الموعود بعد انتظار دام لسنوات لا تُحصى.

مرّت بضعة أيّام على غياب باسل، وفي هدوء تامّ بليلة حالكة اهتزّت الشجرة العظيمة للحظة واحدة فقط صانعة بذلك زلزالا مهيبا، وتحرّك الحاجز الذي بدا في تلك الأيّام كغطاء لحياة، فافترق عنها حتّى عاد إلى مكانه السابق. هدأ الزلزال بعد لحظات من حدوث ذلك، وبعدئذ ظهر باسل يخرج من الحاجز الغامض.

نظر إلى الأرجاء فلاحظ شخصا ما يحملق إليه بعينين تكادان تخترقان روحه فتكشف ما بها، ومع ذلك ما كانتا سوى عينين فضوليّتين، فضوليّتين بشأنه هو الذي ظهر من الحاجز.

ابتسم باسل لمّا رأى صاحب تينك العينين وأشار بيده: "يا، لقد عدت، وأظنّ أنّ الوقت المتّفق عليه قد انتهى، فهل اكتشف السيّد نابغة شيئا؟" لم يعلم باسل كم من الوقت قد مرّ بالضبط في ذلك العالم لكنّه قدّر أنّه أكثر من أسبوع بوقت العالم العادي على الأقلّ.

وقف ذلك الشخص، والذي لم يكن أحدا آخر غير العالم المجنون، ثم خطى مقتربا من باسل شيئا فشيئا بوجه منزعج. لقد كره أسلوب باسل المتذاكي في الكلام معه حقّا وكَره الخسارة ضدّه ولو في أتفه الأمور، وبالطبع كان يعلم علم اليقين أنّ سبب ذلك هو إقراره في قلبه أنّ باسل ليس كباقي البشر الذين يعدّهم أغبياء عامّة.

لقد تخلّى عن بشريّته لأنّه يحتقر البشر ويكرههم، ولكن وجود شخص مثل باسل يُعَدّ كنفي لكلّ مُثُله وقناعاته. ومن دون وعي، كان يتمنّى لو كان باسل ليس ببشريّ، فلربّما عندها يرتاح باله.

تنهّد وشعر بسخافة الأمر حينما فكّر فيه كثيرا، ثمّ قرّر نسيان كلّ شيء حاليا.

توقّف أمام باسل ثمّ صرّح: "لقد فهمت من مراقبتك لكلّ هذه المدّة أنّك تتبّعت شيئا ما، وبالرغم من انّني لم أستطع فهمه جيّدا لكنّه شيء بطاقة هائلة. قلت أنّك ستبحث عن أشياء وأظنّك قد وجدتها هنا. أخبرتني أنّك ستصنع أشياء وأعتقد أنّك تنوي فعل ذلك ومساعدتي مطلوبة، فلهذا أصلا تركتني أكتشف هذا لوحدي؛ لن يكون هناك معنى من مساعدتي إلّم أفهم ما تنوي فعله حتّى."

تنهّد وأكمل: "لا أعلم بالضبط ما تنوي صنعه، لكنّني أشكّ في أنّه يتطلّب ذلك الشيء ذو الطاقة الهائلة الذي تتبّعته كأساس."

حكّ باسل ذقنه ثم أومأ رأسه قبل أن يصفقّ مرّتين ويقول: "جيّد، يمكنني فهم سبب عقد معلّمي تلك الصفقة معك. كلّ ما يمكنني قوله هو لا تجعل من ذلك بلا فائدة. أنا لا أقول هذا بسبب الوعد الذي قطعته حتّى تبرم الصفقة، وإنّما فقط احتراما وتقديرا له."

"ما كسبتَه في ذلك اليوم لا يمكنك أن تحصل عليه من أيّ مكان. حتّى لو كان المرء قويّا كفاية لهزّ العوالم الروحيّة فلا يعني بالضرورة أنْ يملك معرفة ومهارة بتلك الأشياء. ضع هذا في بالك، تلك هي معرفة الخيمياء التي سال لعاب الهرمى المقموعين عليها حتّى."

"الهرمى المقموعين؟" كان أوبنهايمر منجذبا لهذا اللقب. لقد علم تماما ما عناه باسل بكلامه السابق ولم يحتج له في الواقع ليذكّره بذلك، لذا كلّ ما أثار اهتمامه كان اللقب الغامض.

أجابه باسل مغمض العينين: "هم أشخاص مقموعين من العوالم الروحيّة بسبب قوّتهم الكبيرة. نحن في عالم لا ينجح فيه إلّا الأجدر، فلا تعتقد أنّك ستتلاعب بقوانينه وتغيّرها كما تشاء دون أن تكون جديرا بذلك."

فكّر العالم المجنون لقليل من الوقت ثمّ صرّح: "أنا أفهم. كلّما ارتفع الشخص في المستوى قُمِع من العالم أكثر، لأنّه يُعدّ شيئا خارجا عن العادة أصلا." اتّسعت عيناه بعد كلامه هذا وظهرت عروق في ذراعيه من شدّة إحكامه لقبضتيه.

"يمكنك قول ذلك." تحرّك باسل خطوة واحدة للأمام وتمتم بالقرب من أذن الشابّ: "ألا يجعلك ذلك تقشعرّ؟"

بدأ يتّسع فم العالم المجنون ببطء حتّى شكّل ابتسامة، لكنّه استعاد رشده وعبس مباشرة ثمّ حملق إلى باسل: "لا تعبث معي.. همف!"

"هوهوهو" ضحك باسل من ردّة فعل العالم المجنون الطفوليّة. لقد كان حقّا يحبّ العبث معه ومعاملته كطفل، ممّا يجعل الشابّ ينزعج ويتصرّف بطريقة مضحكة.

رفع يده وقال بعد ضحكه: "حسنا، كفانا مزاحا. يجب عليّ الآن الاهتمام ببعض الفئران."

"هوه، طبعا قد لاحظتَهم أيضا." لمعت عينا العالم المجنون وأطلقتا شعاعا عندما التفت إلى زاوية بعيدة. كان ليجعل أمهر السحرة في هذا العالم يرتعدون من نيّة القتل التي صاحبت نظراته المتعطّشة للدماء تلك. لعق شفته السفلى قبل أن يقول: "لربّما يكونون فئران تجاربي."

حدّق باسل إلى الشابّ ذو الوجه الطفوليّ، والمتوحّش، فتنهّد قبل أن يقول: "لا أهتمّ بهواياتك طالما لا تقف في أعمالي." كان يعلم باسل حدود العالم المجنون، ولم يكن ليجرّب هذا الأخير شيئا على أشخاص أبرياء، ولكن من يريدون قتله كانوا مسألة أخرى. "أصلا، أشكّ في أنّ أحدا سيأتي من أجلك وهو لا يعرف حتّى وجهك."

كان العالم المجنون يتخفّى غالب الوقت عبر تغيير شكله، فلم يعرف الكثير هويّته الحقيقيّة، لذا كان من المنطقيّ التفكير في أن هؤلاء كانوا هنا من أجل باسل المشهور.

"ها؟" التفت أوبنهايمر فرانكنشتاين إلى باسل وقال بنبرة شرسة: "أتخبرني أنّهم هنا من أجلك، وأنّني لا يجب أن أتدخّل في أعمالك؟"

ابتسم باسل واجاب: "صدقت. هذا إن لم تكن تريد عرض خدمتك عليّ وكـكرم منّي أوافق على عرضك هذا وأسمح لك بالاعتناء بهم."

"همف..." شزر العالم المجنون إليه شزرا قبل أن يختفي من مكانه. كان قد ابتعد مسافة كافية، وقرّر مراقبة ما سيحصل بهدوء.

اختفت ابتسامة باسل، وأصبح تعبيره عاديا. كانت لديه فكرة عامّة عن قوّة تلك الفئران المختبئة، ولم يبدُ عليه أيّ قلق بشأن ذلك. كلّ ما احتاج لفعله هو إطلاق العنان لمقدار قليل من نيّة قتله في اتّجاه المتربّصين به، حتّى جعلهم يظهرون من أماكنهم.

لقد كانوا بعيدين بمئات الامتار في الواقع، خلف الجبال التي تحيط بالشجرة العظيمة، إلّا أنّ باسل قد كشفهم بسهولة. لم يُرخِ دفاعه للحظة، فلم يكن هناك مجال لهم حتّى يباغتوه أو يغتالوه.

***

بالعودة للماضي قليلا، في اليوم الذي يلي يوم اجتماع الأباطرة والجنرالات، اكتُشِف اختفاء عدد من الجنرالات وبدأ البحث عنهم فورا. لقد كانوا جنرالات ولم يكن اختفاؤهم مسألة طبيعيّة.

مرّت حوالي ثلاثة أيّام قبل أن يحدّدوا وجهة الجنرالات الذين يقودهم الجنرال لورنس، وعلموا أنّها وكر قبائل الوحش النائم.

كان الأباطرة وباقي الجنرالات مجتمعين في نفس الغرفة السابقة مرّة أخرى، وعندما وصلهم هذا الخبر تعجّبوا من الأمر ولم يسعهم سوى التساؤل عن سبب ذلك.

سأل الكبير أكاغي صاحب التقرير: "أهناك شيء ما يحصل في الوكر أم ماذا؟"

"لا نعلم يا سيّدي، ولكن، سمعنا أنّ قائد جيوشنا الأعلى قد زار الوكر أيضا ولا يزال يمضي أيّامه هناك في الوقت الحالي."

عبس الكبير أكاغي وفكّر لقليل من الوقت. فقط ما الذي يمكن أن يجذب باسل وهؤلاء الجنرالات في الوكر؟ لابدّ وأنّ هناك شيء ما ناقص.

سأل صاحبَ التقرير بسرعة: "ألم تعلموا غايتهم؟"

"هذا... في الواقع، نحن نعلم أن قائد جيوشنا الأعلى في الوكر فقط ولا نعلم أيّ شيء عن هدفه حتّى الآن، هناك حراسة مشدّدة على الوكر حاليا لسبب ما ولا يمكننا جمع المعلومات بأريحيّة، وخصوصا حول السيّد باسل."

"ولكن علمنا أنّ الجنرالات بقيادة السيّد لورنس يجمعون المعلومات عن السيّد باسل أيضا. يبدو أنّ اتّباع مساره هو ما جعلهم يصلون إلى الوكر."

"ماذا؟" استغرب الكبير أكاغي والجميع.

بهذا يكون مفهوما أنّ غاية الجنرال لورنس ومن معه هو إيجاد باسل، ولكن ما الغرض من ذلك؟ ليس وكأنّ هناك علاقة بينهم أصلا.

فكّر الكبير أكاغي لوقت طويل لكنّه لم يستطع استنتاج شيء، وبالطبع كان الجميع يفكّروا معه في نفس الوقت، والشخص الأوّل الذي طرأت في باله فكرة كان الكبير تشارلي، فقالها مباشرة نظرا لأهمّيّتها: "لقد قال الجنرال لورنس شيئا ما عن منع سحرة المستوى الرابع عشر من الاختراق إلى المستويات الروحيّة، وعلم أيضا أنّ السيّد باسل هو المتكلّف بحماية السكان أثناء تحوّل العالم الروحيّ، فهل يمكن أنّه ذهب للتفاوض معه بعدما فشل في إقناعنا؟"

تدخّل الجنرال رعد: "التفاوض؟ أيّ تفاوض هناك بعد تقرير الأباطرة والجنرالات أجمعين؟ لقد تأخّرنا عن موعد رحلاتنا بثلاثة أيّام بالفعل بسببهم، وهذا لوحده شيء لا يُغتفر."

تنهّد الإمبراطور أزهر هاكوتشو وقال بأسف: "أعتذر عن ذلك، إنّها غلطتي أنّي لم أحرص على رجال إمبراطوريّتي أكثر."

أكمل الإمبراطور غلاديوس: "إن كنتَ كذلك فالحال سيان معي وأكثر. لم أتوقّع أن يتجمّع أولئك الأربعة كلّهم على رأي كهذا. لقد خانني الأربعة الذين سبقوهم وما كنت لأفعل نفس الخطأ مرّة أخرى، ولكن حصل ما حصل."

وقف الكبير أكاغي وقال: "لا داعٍ للوم النفس الآن. يجب أن نسرع ونجعلهم يعودون؛ فقد لا يتوقّف الأمر عند مجرّد نقاش وتفاوض، وإلّا ما كان الجنرال لورنس ليصطحب معه خمسة جنرالات."

ارتعب الجميع من الفكرة التي لمّح لها الكبير أكاغي، فقال الإمبراطور أزهر هاكوتشو: "هل تخبرني أنّهم يخطّطون لقتل السيّد باسل ما لم تسر الأمور كما يريدون؟"

تنهّد الكبير أكاغي وردّ: "نحن لا نعلم إذا كانت تلك هي نيّتهم، ولكن يجب أن نضعها في الحسبان، وإلّا ستكون هناك خسارة لنا كلّنا."

أومأ الإمبراطور أزهر هاكوتشو رأسه ووافق كلامه: "معك حقّ. لا يمكننا خسارة بطل كالسيّد باسل، فهو نجم أملنا. يجب أن نسرع كما قلت."

"لا،" أحكم الكبير أكاغي قبضتيه وأجاب بحسرة: "أنا لست خائفا على بطلنا باسل، وإنّما على الجنرال لورنس ومن معه."

"هاه؟"

"إن قائد جيوشنا الأعلى ليس رحيما كفاية ليعفوَ عن أشخاص حاولوا قتله."

***

من تأليف Yukio HTM

عذرا عن التأخّر ولكن عندي اختبارات وستكون جارية على مدى طويل، لكنّي سأحاول ألّا أتوقّف.

بالمناسبة، لقد أجاب الكثير إجابة صحيحة عن السؤال السابق.

سؤال الفصل: ماذا قد تكون الصفقة بين أوبنهايمر فرانكنشتاين وإدريس الحكيم؟"

لنرَ مدى خيالكم ^_^ .

أتمنّى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة إلى أيّ أخطاء إملائية أو نحوية.

إلى اللّقاء في الفصل القادم.

2019/05/31 · 1,093 مشاهدة · 2169 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024