226 – باسل ضدّ العالم المجنون
خرج باسل في هذه الأثناء من القلعة السوداء، ثمّ نظر إلى الأرجاء فلاحظ أنّ الوحوش التي كانت تحيط بهذه المنطقة فيما سبق قد اختفت، فعلم أنّ شيئا ما حدث في الأسابيع الماضية. تكلّف الابتسام وأغمض عينيه بينما يحيط المنطقة حوله باستشعار السحريّ.
فتح عينيه في اتّجاه محدّد، ولم تمرّ لحظة حتّى تلقّى لكمة جعلت الصوت يتردّد في الجزيرة المركزيّة.
أوقف تلك اللكمة بيده ببساطة بينما ينظر إلى الذراع التي ألقتها باهتمام، فنطق فجأة: "ما الذي تفعله أيّها العالم المجنون؟ ألم يكن جنونك محصورا في العلم فقط؟"
"جنون؟" سحب أوبنهايمر فرانكنشتاين ذراعه التنّينيّة وأشار بسبّابة يده اليمنى إلى باسل بغضب: "هذا ليس بجنون يا خبيث، بل غضب عاثٍ. كيف تجرأ على خداعي بكلامك المعسول؟"
عبس باسل ثمّ حملق إليه: "إن لم يكن جنونا وكان غضبا فما تبريرك؟ متى خدعتك؟ أنعش ذاكرتي."
"لا تتصنّع البراءة!" صرخ الشابّ الغاضب رادّا: "لا يمكن لذاكرتك اللعينة أن تنسى شيئا أصلا، فكيف لك أن تنسى ما حدث؟ أو لم تخبرني أنّ هناك سلالة تنّينيّة؟ فلماذا إذا وجدت مجرّد سحليّة حتّى رائحة دم تنّين حقيقيّ يمكن شمّها بالكاد فقط في دمها؟ ما هذا إن لم يكن خداعا؟"
وضع باسل يده على ذقنه ثمّ أمال رأسه قليلا متعجّبا، قبل أن يتساءل: "أوه، أفعلت شيئا كهذا يا ترى؟"
عمّ الصمت.
انفجرت هالة العالم المجنون فجأة واسودّ وجهه وطغت نيّة قتله. حملق إلى باسل وتفوّه بصوت بارد يُخضِع الأرواح: "هكذا هي إذن، أه. ظننت أنّ العلاقة بيننا بالعهد بيننا ليس فيها شيئا كالخداع والكذب."
رفع باسل كتفيه بينما يرنّح رأسه: "إنّي سعيد بقدر ما أنا متفاجئ بتقديرك للعلاقة بيننا، لكنّي حقّا لا أذكر إخبارك شيء عن سلالة تنّينيّة كما قلت."
"كفانا!"
لم يرد أوبنهايمر فرانكنشتاين أن يسمع المزيد من ترهات باسل، إذ كان غضبه قد بلغ الحدود بالفعل ولم يكن لينطفئ سوى بدماء الخبيث أمامه.
"لن يغمض لي جفن حتّى أقتلك ثلاث مرّات على الأقلّ."
تنهّد باسل وردّ: "تعلم أنّ ذلك لن يحدث، ولكن احتراما لما بيننا سأسايرك. هيّا تقدّم."
لم يضع العالم المجنون وقتا حتّى كان أمام باسل مستعدّا للكمه، وبمجرّد ما ألقى تلك اللكمة حتّى تبعتها الثانية والثالثة...، وفي لحظة كان قد قذفه بوابل من اللكمات، لربّما المئات منها وفي وقت وجيز للغاية، وكلّ لكمة حملت قوّة هائلة يمكنها التسبّب في ضرر بالغ حتّى للسحليّة من السابق.
أحسّ العالم المجنون بغرابة فتراجع للخلف قليلا ونظر إلى باسل، فوجده سليما معافًى، لكنّ ذلك ليس ما تعجّب منه في الحقيقة. لقد علم أنّ باسل لديه قدرات خارقة في الشفاء الذاتي، لكنّه استغرب من أنّ الشفاء الذاتي لم يكن مسؤولا عن سلامة جسده، وكون كلّ لكمة منه بعظمتها قد صُدَّت ببساطة من باسل، كما لو أنّهما كانا مدرّب يتلقّى لكمات تدريبيّة من تلميذه.
"يا لعين، ما بال جسدك ذاك؟"
ابتسم باسل وأجاب: "بلا مؤاخذة، تعلم أنّني تحصّلت على بعض الأشياء الجيّدة عندما ارتحلت إلى وكر الوحش النائم."
قطب العالم المجنون وفكّر، حتّى لو كان غاضبا كان يمكنه التفكير على الأقلّ: "في ذلك الوقت، كان من الواضح أنّ جسده لم يكن بهذه القوّة، وكلّ ما لاحظته هو قدرات شفائه الذاتية الاستثنائيّة، إذن كيف؟"
حدّق إلى ابتسامة باسل مطوّلا قبل أن يقرع الجرس في رأسه ويقول: "هوه، هكذا إذن. فهمت، فهمت يا لعين."
"هوه،" حافظ باسل على ابتسامته وسأل: "نوّرني."
تذكّر العالم المجنون الأحداث قبل شهور في الوكر وأجاب: "في ذلك الوقت، ملكتَ قدرات شفاء ذاتيّ مرعبة، وذلك حدث مباشرة بعد اختفائك تحت الأرض لثلاثة أيّام. نعم، حينها كنت قد تساءلت عن التغيّر المفاجئ الذي حدث بك لكنّي لم أعلم ما هو بالضبط."
"لقد كسبت شيئا محدّدا جعل من جسدك يتغيّر تدريجيّا، ولو وسعني أن أحزر، فلا بدّ من أنّها دماؤك. وآثارها تحسّنت أكثر عندما عدت من الشجرة العظيمة حياة. لا أعلم أيّ دماء تلك لكنّ تأثيرها على شفائك الذاتيّ لفريد، والآن قوّة جسدك قد ازدادت أيضا."
كان يعلم العالم المجنون أنّ باسل لديه جسدا صلبا، ويمكن القول أنّه يملك صلابة أفضل من أغلب السحرة بالمستوى الرابع عشر كونه مرّ بتدريبات وقتالات عديدة.
وبالطبع كان العالم المجنون يغفل عن جزء طاقة العالم التي احتاج باسل إلى تقوية جسده وروحه حتّى يتحمّل قدرا أكبر وأكبر منها. لذا حتّى عندما كان ساحر بالمستوى السابع فقط بسبب قوّة جسده وسعة بحر روحه واستقراره وتحكّم باسل المثاليّ كان قادرا على رفع التحكّم بطاقة عنصر التعزيز التي بلغت المستوى العاشر آنذاك.
وفوق كلّ هذا، علم أوبنهايمر فرانكنشتاين أنّ جسد باسل الحالي مختلف تماما عمّا سبق؛ فلم تكن هذه صلابة عادية يمكن كسبها بالتدريب والقتال فقط، بل كان هناك مزيج آخر، ألا وهو إيقاظ الدم. مثلما فعل العالم المجنون بجسده، فكّر أن باسل فعل نفس الشيء.
"هل قلّدتني؟"
تفاجأ باسل من سؤال العالم المجنون، فلم يسعه سوى أن يضحك، واستمرّ في ذلك لثوانٍ قبل أن يجيب: "لا، لا، لا، هذا كثير على قلبي يا مجنون. إنّي حقّا أستمتع برفقتك. لربّما أعلم أخيرا السبب وراء عقد معلّمي ذلك العهد معك. قلّدتك؟ لا تكن غبيّا."
"أنـت..."
لم يتركه باسل يقاطعه: "لا تقلق، لم أقلّدك. حتّى لو كنتَ استثنائيّا فتقليدك أمر خارج خياراتي. أنت تخلّيتَ عن بشريّتك، لكن ما فعلتُه ما لم يحتج إلى ذلك. أفهمت؟"
عبس العالم المجنون وردّ: "أتسخر منّي؟"
"أسخر منّك؟ بتاتا. تخلّى عن بشريّتك أو مهما كان، ذلك لا يهمّني. أعلم أنّ كون الشخص بشريّ لا يعني أنّه سامٍ. هناك أعراق تولد موهوبة أكثر وأسمى من العرق البشريّ في العوالم الرئيسيّة، لكن فقط أوضّح لك الاختلاف بيننا. يمكن القول أنّك غيّرت فصيلتك لكنّني ما زلت بشريّا."
كان باسل صادقا في كلامه، وبلغت نيّته الشابّ أمامه، والذي بدوره قال: "مثير للاهتمام. لنجعلها كالعادة، لا داعٍ أن تخبرني بشيء، فلو كان هناك غموض سأكشفه بنفسي. ذات يوم سأعلم عن سّرّك، لا، بل أسرارك."
تراجع باسل للخلف قليلا متصنّعا وجها مصدوما: "ماذا؟! أكنتَ من ذلك النوع؟ عفوا، ليس لي ميول مثلك."
تقوّس حاجب العالم المجنون الأيمن وتجعّدت جبهته ثمّ صرخ: "أنت... كفّ عن اللعب. أنا أحبّ النساء، الصغيرات على الأقلّ."
ابتعد باسل أكثر بينما يتصنّع الدهشة: "ما...ذا؟ الصغيرات؟ انتظر، ألهذا كنت ملازما لجانب صفاء طوال تلك المدّة؟ لم أكن أعلم عن ميولك هذا. انتظر، انتظر، هل ربّما لهذا ظلّ كاي وغايرو متّخذين الحذر منك؟ وااه، هذا جنون."
كلّ كلمة قالها باسل جعلت العالم المجنون مستَفزّا أكثر فأكثر، مع مرور الوقت لم يسعه أن يتحمّل سخريّة باسل: "أنت... هذا يكفي، يكفي. أيّ صغيرات؟ حسن قد تكون تلك الشقيّة مثيرة للاهتمام..."
قاطعه باسل: "انظر إلى ما تحدّثنا عنه."
"اتركني أكمل." تنهّد العالم المجنون: "قد تكون مثيرة للاهتمام، لكنّ ذلك بسبب جسدها وروحها."
حدّق باسل إليه ثمّ قال: "أتسمع نفسك ما تقول؟ جسد وروح فتاة الحادية عشر أو الثانية عشر من عمرها يثيران اهتمامك. إنّك مجنون حقّا يا هذا."
أحكم العالم المجنون قبضتها وصرخ: "أنا أحبّ اليافعات هذا ما قصدت." طرأت فكرة في باله عندما قال ذلك، فارتفعت حافّة فمه وأكمل متعجرفا: "نعم، مثل أنمار."
عبس باسل فجأة بجدّيّة ثمّ قال: "مهلا، مهلا، لقد سمعت شيئا للتوّ أظنّني سمعته بشكل خاطئ."
كشر العالم المجنون عن أنيابه فعلم أنّ فرصته في ردّ الهجوم قد أتت، لذا قال بسخريّة: "ماذا، ماذا؟ هل السيّد الصغير يشعر بالغيرة؟ فوفوفو، لا تقلق، لا تقلق، لن أسرقها منك."
"أنت...!" انزعج باسل. حتّى لو كان هادئا في أغلب الأوقات، وحتّى لو علم أنّ أنمار تحبّه حبّا جمّا، إلّا أنّه لم يتحمّل سماع كلام أوبنهايمر فرانكنشتاين.
"همف، حتّى لو تصنّعت الروعة والهدوء في معظم الوقت، لكنّك تبقى مجرّد بشريّ غبيّ. حسنا، العهد بيننا لا يحرّم تنافسنا على نفس المرأة. لربّما آخذها لنفسي فبعد كلّ شيء تبقى من أجمل النساء في العالم. أوه، عندما أتذكّر فستانها الأسود الذي يغطّي مناطقها المهمّة فتكون مغرية، ويكشف عن أجزاء لم تكن لتبدو مثيرة لولا ارتداء الفستان بتلك الطريقة، حقّا أسرح في خيالي."
كان العالم المجنون يعلب على أعصاب باسل هذه المرّة، وواصل ذلك دون توقّف.
"ذانك التلّان اللذان نموَا في السنة الأخيرة أكثر وخلقا وادٍ عميق بينهما يمكنهما جعلي أريد الغوص هناك، وخصرها النحيف الذي يظهر عظمة ردفيها إلى جانب ساقيها الطويلتين لا يمكنك نسيانهم. فقط بجسدها تجعل قلب الرجل يميع، دون ذكر وجهها الملائكيّ الذي يجعل الأرواح إيّاها تطيع."
لم يكن العالم المجنون يفكّر في أنمار بهذه الطريقة بتاتا، لربّما كان يعتقد أنّها جميلة، لكنّه لم يتطرّق لمواصفاتها من قبل حتّى هذه اللحظة، فقط من أجل إغاظة باسل.
كان حاجبا باسل يهتزّان طوال الوقت، وعندما بلغ توتّره حدوده هدأت روحه فجأة كما لو أنّه أُجبِر على دخول تلك الحالة. كان ذلك مثل مثبّط ما يجعل روحه تهدأ عندما تبلغ درجة من الغضب.
فكرّ عندما حدث ذلك: "يبدو أنّ روحي وعقلي يهدآن بسبب الحكمة السياديّة."
كانت الحكمة السياديّة تهدّئ روحه طوال الوقت كونه الحكيم السياديّ، فليس هناك حكيم في العالم يتعامل مع الأشياء بغضب متهوّر.
ابتسم ونظر إلى العالم المجنون: "إن كنت تريد إغاظتي، فلك أصفّق، لقد نجحت."
"همف، لا يبدو ذلك."
رفع باسل كتفيه وقال: "إذن، هل تريد أن تكمل؟"
"أكمل؟ بالطبع سأكمل، لقد أخبرتك أنّه لن يغمض لي جفن حتّى أقتلك ثلاث مرّات."
تنهّد باسل مغمض العينين، لكنّه عندما فتحهما كان جدّيّا كلّيّا، فقال: "تقدّم!"
استهجن العالم المجنون وفجأة أحاطته تعاويذ ذهنيّة روحيّة، فكان واضحا أنّه ينوي استخدام فنّه القتاليّ ويريد من باسل أن يعلم ذلك؛ أراد أن يضرب اللعين أمامه وذلك الأخير في كامل استعداده.
أثير اهتمام باسل لمّا رأى تلك التعاويذ ففعّل البصيرة السحيقة الحكيمة مباشرة حتّى يرى من خلالها، ومع ذلك لم يسعه سوى أن يلحظ أجزاء بسيطة من غموضها؛ لقد كان ذلك فنّا قتاليّا ساميا دون شكّ.
استعدّ في مكانه، وفي لحظة اختفى العالم المجنون من نظره، وفي اللحظة التالية كان خلفه، حتّى أنّه تفاجأ حقّا لكنّه استطاع التصدّي كونه كان مستعدّا تماما.
كان مفعّلا فنّه القتالي أيضا، وشاحذا حواسّه جيّدا، وشاحنا طاقته السحريّة، لذا بمجرّد ما أن ظهر الخصم خلفه كانت استجابته لذلك مذهلة. ومع ذلك، أرسل محلّقا لبعض عشرات الأمتار بالرغم من سلامته.
"هوه، يمكنك صدّ تلك."
"حسنا، هذا، ما اسم ذلك الفنّ؟"
تجاهله العالم المجنون، لكنّ باسل أصرّ: "هيّا، ليس كما لو أنّني أسألك عن أسراره، إنّي فقط أسألك عن اسمه."
ظلّ العالم المجنون صامتا للحظات قبل أن يجيب: "يدعى بـ'ما وراء الفضاء'."
عبس باسل للحظة لكنّه أخفى تعبيراته بعد ذلك مباشرة.
لم يكن هناك مجال ألّا يلاحظ أوبنهايمر فرانكنشتاين بحواسّه الفائقة تلك اللحظة البسيطة، لذا عبس بدوره وسأل: "أنت، تبدو كما لو أنّك تعلم شيئا."
حافظ باسل على هدوئه ولم يجب، لكنّه بدل ذلك اندفع بخطوات الريّاح الخفيفة فجأة نحو العالم المجنون الذي اختفى مباشرة عند تحرّك خصمه، وفي اللحظات التالية صار هناك تبادل باللكمات بينهما بينما يتحرّكان في السماء من مكان إلى آخر يبعد عشرات الأمتار في لمحة من البصر.
زادت سرعة باسل كلّما واصل استخدام فنّه القتاليّ وتضخّمت قوّته التدميريّة، لكنّ سرعة العالم المجنون بالرغم من ذلك كانت تفوقه أكثر بسبب فنّه القتاليّ لذا كانت النتيجة متعادلة لوقت طويل.
*رنين*
أتى اتّصال لباسل فجأة رنّ في عقله، فأشار بيده للعالم المجنون وأجاب: (ماذا هناك يا أيّها العمّ منصف؟)
(يا باسل، نحن في مأزق هنا، يبدو أنّ وحوش المستوى الرابع عشر قد تضامنت من أجل إبادة فرقنا في قارّة الأصل والنهاية!"
(ماذا؟) حتّى باسل استغرب من حدوث هذا الأمر.
فكّر لقليل من الوقت في احتماليّة حدوث ذلك: "تلك الوحوش السحريّة لا تهتمّ بأيّ شيء سوى نفسها عندما تبلغ المستوى الرابع عشر، لذا فرصة تعاونها ضئيلة للغاية، ولهذا أرسلت فرقا للقضاء عليها واحدا تلو الآخر."
"لكن... في مثل هذه الحالة يجب أن يكون هناك وحش سحريّ متفوّق بشكل كلّيّ."
"لا تكسب الوحوش السحريّة الحكمة اللازمة لفعل شيء كهذا إلّا بعدما تتأصلّ عند مرحلة دخولها إلى المستويات الروحيّة، ولكن يبدو أنّ هناك استثناء لكلّ شيء."
"قد يكون هذا الوحش السحريّ اكتسب حكمة بطريقة ما جعلته قادرا على قيادة الوحوش دون القدرة على مغادرة المنطقة المحظورة. أو ربّما... هذا لا يمكن التفكير فيه ولكن... قد يكون تأصّل مرّة وهو في مستويات الربط!"
صنع ابتسامة عريضة دون أن يشعر وفكّر في هذا الأمر العجيب، وسرح في خياله لمدّة لا بأس بها حتّى نبّهه العالم المجنون: "أنت، هذا يكفي، لنكمل."
(يا أيّها العم منصف، سأشدّ رحالي إلى هناك حالا.)
(ننتظرك سالما بصبر يا حليفنا.)
حدّق إلى العالم المجنون بعدئذ وقال: "حسنا، يبدو أنّه لا يمكنني مسايرتك بعد الآن."
"هاه؟" صرخ العالم المجنون: "وكأنّ ذلك يهمّني، سأقتلك أصلا لن ألاعبك."
"ذكّرني بالسبب إذن، وإن كان معك الحقّ فسأقبل حكمك."
بعد سماع كلام باسل الجدّيّ، حاول أن يهدّئ من نفسه ليجيب: "إنّي متأكّد أنّك أشرت إلى وجود سلالة تنّينيّة من بين الوحوش السحريّة هنا، لكنّي وجدت مجرّد سحليّة."
"وهل أخبرتك مباشرة أنّ هناك سلالة تنّينيّة؟"
كان باسل جدّيّا هذه المرّة لذا حاول العالم المجنون أن ينعش ذاكرته، فقرع الجرس في عقله أخيرا.
"أيّها... أنت...؟"
تذكّر أوبنهايمر الأحداث كيف وقعت بالضبط وصرّ على أسنانه.
***
في ذلك الوقت.
بدا وجه باسل خائبا فاستدار وتمتم لنفسه: "أظنّني الوحيد الذي سيحظى بمقابلة مع سلالة تنّينيّة على وشك الاختراق إلى المستويات الروحيّة إذن."
"انتظر، ماذا تعني بكلامك؟"
"أيّ كلام؟"
"لقد قلتَ شيئا عن سلالة تنّينيّة، ماذا تعني بذلك؟"
"هل قلتُ شيئا كهذا يا ترى؟ على كلّ، يمكنك فعل ما شئت، لكن بما أنّنا قرّرنا أنّني سأعتني بوحوش المستوى الرابع عشر فلا تتدخّل في أموري وإلّا ذلك لن يكون بتدريب مناسب حتّى."
"لا، انتظر، لقد غيّرت رأيي. بالتفكير في الأمر، لقد عانيت من الكسل وخمل جسدي في الآونة الأخيرة، فما رأيك أن أزيح عنك بعض الثقل فتتكفّل بعملك الرئيسيّ وأتعامل أنا مع الوحوش السحريّة."
***
كلّ ما فعله باسل كان التساؤل عن شيء لوحده وتمتم به فقط، لكنّ العالم المجنون ركب القارب الخطأ، ولم يكن هناك مسؤوليّة تقع على عاتق باسل.
"أرأيت؟ أنا لم أخبرك. على كلّ، يبدو أنّ طرقنا ستفترق هنا، لذا يمكنك الذهاب أخيرا إلى جانب صفاء ومراقبتها كما أردت، لكن لا تفعل شيئا غبيّا وإلّا كانت العواقب وخيمة، فأخواها لن يفارقاكما أبدا."
"همف... أتيتَ بي إلى هنا فقط من أجل إلهاء الوحوش السحريّة ريثما تنتهي من أعمالك. لن أنسى لك هذا."
استهجن ونظر إلى باسل يحلّق بعيدا.
من تأليف Yukio HTM
أتمنّى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة إلى أيّ أخطاء إملائية أو نحوية.
إلى اللّقاء في الفصل القادم.