234 - هدوء ما قبل العاصفة

234 – هدوء ما قبل العاصفة

كانت تلك الأيّام الهانئة كالحلم لأولئك الذين واجهوا اليأس قبل أيّام، وتمنّوا ألّا يستيقظوا فجأة ليجدوا أنفسهم تحت رحمة الوحوش السحريّة.

ركّز في هذه الأثناء باسل على شفاء جسده كلّيّا ومعالجة بحر روحه، وتدبّر بالحكمة السياديّة أثناء ذلك فأسرع من العمليّة بشكل مضاعف بكثير.

وبعدما مرّت حوالي ثلاثة أيّام، خرج من خيمته ليراه السحرة في الأرجاء، فانتشر الخبر بسرعة البرق ليبلغ مسامع الجنرالات.

كان السحرة نشطاء للغاية بعد رؤية باسل الذي اختفى لحوالي أسبوعين، فبدؤوا يعدّون وليمة كبيرة من أجل الاحتفال أخيرا بفوزهم الأخير ضدّ الوحوش السحريّة.

تجوّل باسل بينما يحيّي السحرة هنا وهناك، واستمتع بالأجواء والهواء الذي خلا من رائحة الدماء، والأرض التي بدأت تستعيد عافيتها من المعركة السابقة؛ كانت هذه منطقة محظورة، لذا كانت قدرة تعافيها من الأضرار أسرع من المناطق العادية.

اقترب من خيمة وُضِع عليها علامة "مطبخ"، فرآه المسؤولون والمسؤولات هناك وسارعوا مقتربين إليه.

"مرحبا ببطل الأبطال، كيف يمكننا خدمتك يا سيّدي."

بالفعل، بدا الشخص الذي تحدّث معه كطبّاخ، وبعد التدقيق جيّدا لاحظ باسل أخيرا أنّه امرأة بعدما اعتقد أنّه رجل، إذ كانت مرأة ضخمة ذات عضلات فخمة.

ظهر العديد من الطباخين والطبّاخات خلفها من حيث لا يدري العقل، فتكلّمت إحدى النساء الموجودات: "أوه، إنّه حقّا الجنرال الأعلى باسل. هل يمكن أنّك تريد طلب أكلة منّا يا سيّدي؟"

كانت عبارة عن شابّة في منتصف العشرينات من عمرها، وبالرغم من أنّها لم تكن جميلة بشكل خاصّ، إلّا أنّ الابتسامة لم تفارق وجهها المشرق: "لقد سمعنا الأخبار عن استيقاظك بالفعل وجهّزنا الأمر لنعدّ ما تشاء ما تريد من أكلات الجزر."

ابتسم باسل ثمّ ردّ بهدوء: "هوه، هل خبر حبّي للجزر انتشر لهذه الدرجة؟"

صفعت صدرها بخفّة ورفعت رأسها بشكل فخور: "لا تستخفّ بشبكة معلوماتنا رجاء، فنحن محبّو الطبخ اجتمعنا لنعدّ أفضل الوجبات التي ترضي السحرة هنا وتضفي على المكان البهجة؛ فكيف لنا ألّا نعلم عن طعام بطلنا المفضّل؟"

كان الطبّاخون والطبّاخات سحرة أيضا؛ فهذا لم يكن مكانا يمكن للناس العاديين ولوجه، لذا تطوّع المهتمّين في الأمر لإعداد الطعام من أجل السحرة.

طبعا، كان هذا مجرّد مطبخ بين عشرات المطابخ في المخيّم. لحسن الحظّ، لم يحتج السحرة للأكل بضرورة قصوى، وخصوصا ذوو المستويات المرتفعة، لكنّهم أرادوا الأكل برغبتهم الخاصّة.

لم يجئ باسل إلى هذا المطبخ حتّى يطلب أكلا ما، لكنّه رأى نظرات أعين الرجال والنساء المتوهّجة، كما لو أنّهم يريدون منه تذوّق طعامهم، فأماء رأسه: "حسنا."

استضيف جيّدا واستمتع بالأكل الذي كان طيّب المذاق فعلا. تحدّثوا طوال الوقت عن الطهو فأخبرهم عن بعض الوصفات السريّة التي تضمّنت طرق عديدة لطهو بعض الوحوش السحريّة.

همّ بالمغادرة بعدما أمضى وقته هناك، وأخذ معه بعض معدّات الطبخ التي أتى من أجلها إلى هنا في المقام الأوّل.

تمشّى بهناء فابتعد عن المخيّم وذهب لسهول مجاورة خضرتها تزيّنت بدوّار الشمس الذي بدا ملتهبا بسطوعه بالطاقة السحريّة. كانت حبوب دوار الشمس ذات لون ذهبيّ مخطّط بالأسود، وبدت كأحجار كريمة بتلك الأزهار المتهبة.

حصد بعضا من تلك البذور ببساطة كفلّاح عادي، وجلس تحت ظلّ شجرة قريبة، ثمّ وضع بعض الحجارة على الأرض أمامه مكوّنا دائرة صغيرة، وأخرج مقلاة وبعض التوابل والأعشاب، ومزج الاثنين مع حبوب دوّار الشمس التي حصدها.

أشعل نارا وسط دائرة الحجر، ووضع فوقها المقلاة ثمّ بدأ يطبخ الحبوب.

بدأت أصوات الفرقعة تصدر بعد وقت وجيز، وأفرزت التوابل والأعشاب سوائلها التي بعثت رائحة زكيّة وشهيّة بعدما غلّقت الحبوب.

أمضى وقتا يطهو هذه الحبوب حتّى ارتأى أنّ مذاقها ورائحتها قد بلغا الذروة، فأطفأ النار ونظر إلى الحبوب التي صارت سوداء بالكامل كما لو أنّها احترقت.

اقترب منه في هذه الأثناء شخص ذو شعر أشقر وعينين زرقاوين. كان يرتدي درعا فضّيّا.

"يبدو أنّك فظيع في الطبخ يا أيّها الفتى القرمزيّ، وأنا الذي ظننتك دون عيوب."

لم يحرّك باسل رأسه، وحدّق إلى الحبوب التي نضجت ثمّ حمل واحدة منها فوضعها في فمه وأكلها متلذّذا بمذاقها.

"لا تحكم على الشيء من مظهره، يمكنك محاولة تكرار نفس الكلام بعد تذوّقها يا أيّها الرجل الأشقر."

جلس الرجل الأشقر بجانبه ثمّ حمل حبّة ووضعها في فمه، وبمجرّد ما أنّ عضّها حتّى غمرته رائحتها وجعلت فمه مخدّرا من لذّتها.

تبعتها الحبّةُ الثانية، واستمرّ الأمر حتّى اختفت جميع الحبوب من المقلاة، فأحسّ الاثنان بالانتعاش وتحسّن مزاجهما بشكل ملاحظ حتّى تمدّدا على الأرض واستمتعا بالرياح التي تداعب وجهيهما.

تكلّم مباسل أوّلا بعدما مرور فترة وجيزة: "إذن، ما الذي أتى بك إلى هنا؟ ليس وكأنّك أتيت إلى هنا حتّى تدردش معي أو تشاركني وجبتي الخفيفة."

ردّ الرجل الأشقر بهدوء: "إنّك حقّا لمزعج أيّها الفتى القرمزيّ. لقد كنتَ هكذا منذ يوم ملاقاتنا. بالرغم من أنّ شكلك الخارجي نضج والهالة المحيطة بك صارت وقورة، إلّا أنّك لا تزال الفتى المزعج الذي التقيته في المرّة الأولى."

ارتفع حاجب باسل: "هل أتيت لتتعارك معي أم ماذا؟"

"لسوء الحظ، ليس لدينا الوقت لمثل هذه الأشياء الآن، فحتّى بدون هذا ما زلت أريد إقامة معركتنا الموعودة، ولكن الظروف لا تسمح كما قلت."

لم يرُد باسل عليه، فأكمل الرجل الأشقر: "أتعلم أنّك لم تكن تعجبني؟"

ابتسم الفتى القرمزيّ ساخرا: "هوه، وماذا عن الآن؟"

ردّ الرجل الأشقر بسخريّة أكبر: "هاها، إنّك لا تعجبني أكثر من قبل."

تنهّد باسل: "ذلك مريح. كنت لأواجه مشكلة لو صرتُ أعجبك وأنا لا أزال أجدك مزعجا لحدّ كبير."

تنهّد الرجل الأشقر: "لن تكوِّن أيّ صداقات على هذا الحال يا أيّها الفتى القرمزيّ."

"لم أظنّ أنّك تقلق على حالي هكذا."

"لربّما أنا شخص جيّد أكثر من اللازم حتّى أقلق على غرّ مثلك."

"..."

"..."

استمرّت المناوشات بينهما لوقت طويل. كان هذا هو حال الفتى القرمزيّ والرجل الأشقر منذ اليوم الأوّل الذي التقيا فيه. كلّما كانا لوحدهما وجدا نفسيهما يتجادلان ولو على أمور تافهة.

مرّ وقت طويل وتنهّد الاثنان بينما يتمتّعان بتحرّك أوراق الشجرة فوقهما، والتي شابهت شجرة البرتقال نوعا ما.

وقف الرجل الأشقر أخيرا ثمّ نظر بجدّيّة إلى باسل: "ما نحن فاعلون تاليا؟"

وقف باسل أيضا وأجاب بنفس الدرجة من الجدّيّة: "كلّ القوّات ستتراجع إلى الإمبراطوريّات، وتُعطى الملاجئ التي بُنِيت في الأشهر الماضية الأولويّة والحماية القصويَيْن، ويُستعَدّ كلّيّا لتحوّل العالم الواهن لعالم روحيّ."

"هل حان الوقت أخيرا؟ لقد سمعت عن آثار التحوّل الروحيّ للعالم، وصراحةً، يمكنني تفهّم تخوّف بعضهم كالجنرال لورنس وأقرانه."

كان الرجل الأشقر رجلا مجتهدا أكثر من غيره. فبعد الدمار الشامل، حسّن تصرّفاته وسخّر نفسه كلّيّا للتدريب وحماية المواطنين، ولكن ضدّ شيء كتحوّل العالم روحيّا لم يكن هناك ما يسعه فعله.

"سيموت الكثير من الناس."

أماء باسل رأسه بنظرة حازمة بعد كلام الرجل الأشقر: "نعم، سيموت العديد."

"أ ليست هناك طريقة لتجنّب ذلك؟"

"لو كانت فقد سبق وأتممتها."

أغمض باسل عينيه وتصوّر النيران والعواصف والفيضانات التي تغمر العالم بأجمعه، بينما يحاول الناس الهرب لكن العديد منهم يصيرون ضحيّة لذلك.

"هذا أمر لا مفر منه، ويجب أن يحدث عاجلا لا آجلا. كلّما تأجّل التحوّل الروحيّ، ضاع منّا وقت ثمين يمكننا النموّ فيه وتخطّي المحن الحقيقيّة."

فكّر باسل في الوقت الثمين الذي يعنيه؛ ففي هذه الأثناء، كان الاتصال بين العوالم الرئيسيّة مقطوعا ولا يمكن التنقّل بينها، لذا يجب استغلال الفرصة للنموّ قدر المستطاع قبل عودة الاتّصال.

كان تخوّف باسل هو اللحظة التي يعود فيها الاتّصال، إذ سيكون يوما لم تشهد العوالم مثيلا له من قبل. ولحسن الحظّ، قد كسب "السابع" بتضحيته وقتا لا بأس به، ولكنّه بالكاد كافٍ لجعل العالم الواهن معترف به كعالم روحيّ فقط.

تنهّد الرجل الأشقر بينما ينظر إلى الفتى القرمزيّ أمامه بنظرات حزينة ومتحسّرة.

"هل تعلم لمَ لا تعجبني يا أيّها الفتى القرمزيّ؟"

"أ ليس ذلك لأنّني مغرور مزعج؟"

"تبدو واثقا بقولك لذلك..." تنهّد وأكمل: "ما ذلك إلّا سبب سطحيّ جعلك لا تعجبني في اللحظة الأولى من لقائنا."

"إذن ماذا يا أيّها الرجل الأشقر؟"

"منذ اللحظة التي ظهرت بها وأنت تفعل كلّ شيء؛ تقلب العالم رأسا على عقب وتحميه وتقوّيه. دائما تحاول فعل كلّ شيء بيدك الخاصّة دون أن تفكّر في الاعتماد حقّا على أشخاص آخرين."

نظر باسل إلى السماء التي قاربت المحمرّة باقتراب الغروب، ونطق بهدوء: "إنّي أعتمد عليكم، حقّا. وغير ذلك، لم أكن لأترك أمر وحوش المستوى الرابع عشر لكم وحماية المدن وتدريب السحرة وبناء الأكاديميّات وأشياء أخرى..."

"ليس ذلك ما أتكلّم عنه." رفع الرجل الأشقر صوته فجأة لكنّه هدّأ من روعه وأكمل: "إنّي أتحدّث عن تحمّلك لمسؤوليّة كلّ هذه الأشياء. أتحدّث عن عدم مشاركتك لأيّ من مشقّاتك لأحد. أتحدّث عن العالم الذي تحمله على عاتقك كما لو أنّك الشخص المسؤول عنه."

"أ لهذا لا أعجبك يا أيّها الرجل الأشقر؟"

"فعلا، لهذا لا تعجبني. منذ اليوم الذي أقنعتني فيه على الانضمام إليك ضدّ عائلة غرين وأنا لا يعجبني ما تفعله. أتيتَ من حيث لا ندري وتصرّفت كما لو كنت المسؤول عن نجاتنا."

"لقد وجدتُ مقعدا فارغا وجلست عليه فقط."

"إذن، أتخبرني يا أيّها الفتى القرمزيّ أنّك تفعل هذا لأنّه لم يكن هناك أحد ليفعله؟"

"صحيح، لكن جزئيّا. لربّما لا تعلم، لكنّني شخص شغوف حقّا يا أيّها الرجل الأشقر، لذا عندما أحبّ شيئا فسوف أحرص عليه بكلّ ما أملك."

"ما الذي تقصده؟"

"في ذلك الوقت، كان هناك سبب واحد يحرّكني، ألا وهو محبّتي لعائلتي الصغيرة. لقد ارتأيت أنّ الوسيلة الوحيدة والأكثر قربا للواقعيّة لحمايتها هي الجلوس على المقعد الفارغ. والآن، لم يتغيّر شيء، فنفس السبب يحرّكني، إلّا أنّ العائلة الصغيرة صارت كبيرة نوعا ما."

"لا أحبّ هذا." انزعج الرجل الأشقر: "كلّنا يجب أن نتحمّل هذه المسؤوليّة. لا يجب عليك لوحدك أن تعاني هكذا وتتصرّف كراعينا."

"ماذا تقترح يا أيّها الرجل الأشقر؟"

"أنا لم أعمل طوال السنوات الماضية على تطوير نفسي حتّى تدلّلني. أنا مستعدّ لمشاركتك المسؤوليّة."

"لا أظنّ أنّك مستعدّ لذلك يا أيّها الرجل الأشقر."

"هذا ما أتحدّث عنه يا أيّها الفتى القرمزيّ. كيف يمكنك أن تقرّر ما إذا كنت مستعدّا أم لا؟ لا يمكننا معرفة ذلك حتّى نختبر الأمر بأنفسنا."

تنهّد باسل ونظر إلى العنيد أمامه، فلم يسعه سوى أن يبتسم أخيرا قبل أن يقول: "هل حقا واثق من أنّني لا أعجبك؟"

تصنّع الرجل الأشقر الاقشعرار: "لا تقل كلاما مشمئزّا يا أيّها الفتى القرمزيّ، ستجعل مزاجي عكِرا."

غربت الشمس، وانتهى النهار الهانئ مثل الأيّام السابقة، فتحرّك باسل نحو المخيّم، مخلّفا وراءه كلمات للرجل الأشقر: "سنتكلّم بشأن هذا غدا. هيّا نعُد، لدينا أشغال لنهتمّ بها حاليا."

ابتسم الرجل الأشقر لمّا سمع كلام الفتى القرمزيّ وتبعه فقال: "لربّما قد تأكّدتُ من عيبك يا أيّها الفتى القرمزيّ."

"هوه، أنِرني."

"إنّك تخاف من العلاقات."

"أخاف من العلاقات؟ أنا؟"

"حسنا، لقد أبعدتَ الفتاة الشقراء عنك، وما زلت تحرص على عدم تكوين صداقات، أعني صداقات حقيقيّة وليست علاقتك بأتباعك أو عائلتك، فبالرغم من أنّها علاقة جيّدة وفريدة لكنّها ليست صداقة."

ارتفع حاجب باسل منزعجا: "إنّك حقّا لمزعج."

"هاهاها، طبعا، لا يمكن ألّا أردّ لك المعروف. بالمناسبة، سمعت أنّك خطبت الفتاة الشقراء، أ هذا صحيح؟"

لم يجبه باسل فأكمل: "تختار الصمت. لا بدّ وأنّ المسكينة قد عانت حتّى جعلتك تخرجك من قوقعتك. هل يمكن أنّها تسيء فهم شيء ما بينما في الحقيقة لم تخطبها؟ عندما أفكّر في شخصيّتها، ومدى حبّها لك، وصموتك الغريب، تزداد مصداقيّة تخميني أكثر."

"أ لا ينتهي إزعاجك؟"

"ماذا؟ ماذا؟ هل ربّما ضربت الوتر الحسّاس؟"

تنهّد باسل مرّة أخرى وتحرّك بينما يفكّر فيما قاله الرجل الأشقر. في الواقع، لم تكن هذه المرّة الأولى التي يسمع فيها مثل هذا الأمر. كان معلّمه قد أخبره أنّه سيّئ في تعامله مع النساء، لكن اتّضح أنّه كان سيّئا في التعامل مع أنمار لسبب خاصّ فقط.

حتّى أنّ معلّمه جعل الاثنان يمرّان باختبار غريب في السلاسل الجبليّة فقط من أجل صلح علاقتهما وتقريبهما لبضعهما.

لقد كان طفلا مميّزا منذ صغره، فانفرد بنفسه ولم يسمح لأحد أن يتدخّل في حياته غير عائلته الصغيرة. ولكن عندما فتح قلبه أخيرا لفتاة معيّنة، اتّضح أنّها اقتربت منه بسوء نيّة لا غير. لربّما لم يصدمه الأمرُ أو خلّف جرحا في قلبه، لكنّه أكّد له شيئا كان مقتنعا به منذ نعومة أظافره، أنّه لا يحتاج لصديق.

نظر إلى الرجل الأشقر فطرأ سؤال في باله: "إذن، ما هي علاقته بهذا الشخص المزعج يا ترى؟"

من تأليف Yukio HTM

أتمنّى أن يعجبكم الفصل. أرجو الإشارة إلى أيّ أخطاء إملائية أو نحوية.

إلى اللّقاء في الفصل القادم.

2019/10/20 · 649 مشاهدة · 1852 كلمة
yukio
نادي الروايات - 2024