11 - دخول الجزيرة

... بسم الله على بركة الله نبدأ ...


شاهد اكيبا ردة فعل الجنود والسخرية على وجوههم لم يبديهم اي اهتمام بل ركز على الجندي العجوز الذي لم يحرك ساكنا وظل يراقب اكيبا .


" حسنا لك ذلك وسأجلب ابن اخي كي يكون مرافقك لمدة اسبوع فأنا لازلت لم اصدق قصتك الخيالية تلك ولكني صدقت نظرتك التي توحي بالحقيقة فأنت تستطيع خداع الناس بالكلام ولكن أعينك تقول الحقيقة دوما " ابدى العجوز الموافقة لأكيبا بعد النظرة العميقة التي تفحص بها اكيبا


انصدم جميع الجنود من ردة فعل العجوز فهم لم يتخيلوا ان يوافق على عبور اكيبا على الاطلاق وكانوا بإنتظار امره لإمساكه وجزه في السجن ، ولكن بعد سماعهم له قرروا إطاعته وتنفيذ امره والتنحي جانبا فهو نائب القائد بعد كل شيء .

شعر اكيبا بالراحة بعد السماح له بالعبور وبدأ بتنفس الصعداء وكأنه مرهق من رحلته البحرية " اشكرك ايها العم انا اكيبا لن انسى ما فعلته ابدا ما حييت ! "


بدأ اكيبا يتسائل كيف سيكون الشخص الذي سيرسله العجوز ويكون مرافقه لأسبوع فهو يتمنى ان يكون طيب القلب .


ابتسم النائب العجوز " هاها ستسديني معروفك بإبقائك بعيدا عن المشاكل والان اذهب الى اقرب حانة الى الامام وابقى فيها هذه الليلة وسأرسل مرافقك في الصباح ، لابد انك جائع خذ حقيبة الطعام هذه ستجد ما يكفيك الطريق الى حانة زهرة اللوتس بعيد نوعا ما "


" انا حقا لا استطيع ان اقبل هذا ايها العم شكرا جزيلا لك فقد فعلت ما يكفي " لم يتوقع اكيبا لطف هذا الرجل العجوز الى هذه الدرجة فقد ارتفعت آماله بعد رؤية افعال العجوز


قال الجندي الذي بجانب النائب مبديا شعورا غير مريح " ايها الطفل الوقح اترفض طلب النائب الاكبر ايجدر بنا جزك في السجن كي تتعلم الاحترام "


غضب النائب وقال " اصمت ايها الجندي موران لا ارغب بسماع صوتك مرة اخرى فلتعد الى مقر الحرس وتنتظرني كي ارى ما الذي سأفعله بشأنك "


" ا..امرك " عبس موران بشدة فالنائب وبخه امام الجنود الاخرين بسبب غريب ما وجعله يهينه امام اصحابه بدأ يكره اكيبا شيئا فشيئا فلولاه لما عانى من هذه الإهانة في المقام الاول .


حمل اكيبا الحقيبة وبدأ يأكل على الفور وقال " لم اقصد رفضك على الاطلاق ايها العم انه طعام لذيذ شكرا لك "


رحل موران وهو ذيل العار معه وبدأ يتمتم مع نفسه " اللعنه عليك ايها الصغير لن انسى ما حصل اطلاقا وسأجعلك تندم على فعلك ترقب ذلك فقط اكيبا "


رحل اكيبا ايضا بعد ان ودع العجوز وظل يشكره على الطعام .


الطريق الى الحانة مليئ بالأزهار والمناظر الطبيعية الخلابة وهذا جعل اكيبا يشعر بالحنين نوعا ما الى وطنه فهو لم يعتاد على الابتعاد عن عائلته ولم يغادر قبلا فهذه المرة الاولى له وقد ابتعد كثيرا عنهم .


بعد بضعه امتار من مسيره رأى اكيبا الحانة على مدى البصر من بعيد وقد بدأ التوتر في قلبه فهو لا يعلم ما نوع او طبيعة الاشخاص الذين سيكونوا في الحانة .


تنهد تيوما في قلبه فهذا الطفل لم يتغير على الاطلاق يكون دوما متوترا عندما يقابل اشخاص جدد ويبقى شعور عدم الارتياح في قلبه وهنا يأتي دوري " في اسوأ سنخرج بعد قتلهم جميعا وعند ملاحظة اي تصرفات مريبة سنقتل الشخص على الفور هل انت سعيد الان ؟ "


حرك رأسه بالموافقة وكأنه قد اطمئن بعد سماع تيوما " انت رجلا حقا كهاهاها "


اكيبا يرتاح جدا بعد مناقشة اسوأ الاحوال مع تيوما وكأنه الدعامه النفسية التي يحتاجها .


وقف عند الباب وكان يسمع اصوات الضحك والعزف كأي حانة اخرى ولكنه لم يدخل حانة من قبل !


فتح الباب ببطئ كي لا يسمعه الاخرون ويكون محط انتباههم .


*صرير* ( تشوااااانغ او شي زي كذا )


[ م م : تفضلون الاصوات تكون حرفية ولا عربية معنية مع المعنى يعني زي صرير وكذا ]


وبعد ان اتسع مجال رؤية اكيبا شيئا فشيئا استطاع النظر الى بعض الاشخاص الجالسين .


*بووم!*


لقد فتح الباب بقوة بسبب تيوما وكاد ان يكسر لولا تقييده من طرف اكيبا .


اسود وجه اكيبا تماما فهذا التيوما حقير بمعنى الكلمة وقد تسبب ذلك بلفت انظار جميع من في الحانة ! .


توقف العزف والاشخاص الذين كانوا يخاطبون بعض والضحك والاصوات العالية جميعها توقفت وهم ينظرون الى اكيبا .


" مرحبا " قال اكيبا وهو يتنفس بصعوبة ووجهه محمرا تماما ! ( بعض الاشياء اللي تصير فيني .. لحد يعلم )


" ايها الطفل هل انت بخير ؟ هل تعاني الحمى ؟ "


" سأجعل زوجتي تتفحصك "


بعد رؤية هذا المنظر جعل تيوما في قلبه يضحك ويسخر من اكيبا .


قال اكيبا الى تيوما " انت حقا تستمتع في هذا "


استعاد رباطة جأشه وقال مسرعا " لا لا انا بخير حقا لا داعي لذلك انا اريد فقط غرفة لا اكثر "


قال مالك الحانة " حسنا ايها الطفل ان كان هذا ما تريده الليلة ستكلفك خمسة رام "


الرام هي العملة الرئيسية في هذا العالم ومن الصعب جدا على الفقراء الذين مهنتهم غالبا ما تكون الفلاحه كقرية اكيبا الحصول على بضع عملات رام في العام .


وقد جلب اكيبا ٥٠ عملة بعد العمل الشاق في مختلف المجالات والذي جمعه طوال السنوات الماضية .


" حسنا هذه الخمسة رام " على الرغم من ان اكيبا خسر للتو خمسة رام وهذا يعتبر مخزون لعدة شهور كان واثقا تماما ان المال وسيلة لتلبية احتياجاته فقط ولم يكن مهتم في زيادته او نقصه بل كان يفكر كيف سيصرف هذا المال


بعد ان اخذ اكيبا مفتاح غرفته وقد وضع حقيبته ورتب احتياجاته قفز الى السرير بعد الاشتياق الى الصوف الناعم بدلا من خشب القارب .


غط اكيبا في النوم لحظة ملامسته للسرير على الفور وقد دخل في سابع نومة ! ( مثل يدل على النوم العميق عندنا :) ) .






spoiler next chapter



2017/08/05 · 364 مشاهدة · 910 كلمة
sorra
نادي الروايات - 2024