.... بسم الله على بركة الله نبدأ ....


كان اكيبا يراقب المنطقة المحيطة بكل حذر وعلى امل ان يصادف جزيرة او مكان للتزود بالطعام والماء فلم يتبقى الكثير ، لقد مر اكثر من اسبوعين وهم يبحرون ولم يجدوا شيء .


وقد كان معدل اكل اكيبا على غير العادة فهو يأكل حصتين بدل الواحدة من الطعام ، بمعنى اخر لقد اصبح يأكل كمية اكبر بكثير من السابق ! .


وذلك بسبب ان تيوما كان يستنزف قوته الذهنية او كما يسميها اكيبا بشكل اكبر واكبر عن السابق ، اكيبا وتيوما لم يعلما السبب ايضا ولكنهم يعلمون بالتأكيد انه ليس شيئا فارغا فأي يكن سبب ذلك سيحدث شيئا في النهاية .


" لقد حان موعد الوجبة الرابعة " قالها اكيبا وهو تعيس فهو لا يعلم لكم من الوقت سيبقى على هذا الحال ، وكان يتمنى ان تحدث بعض التغيرات الى تيوما ولكن لم يحدث اي شيء إلى الآن .


" هاه .. ما هذا الشيء ؟ ايعقل ان تكون جزيرة او يابسة ؟ " نظر اكيبا من بعيد من ناحية الغرب ورأى بعض الصخور المتجمعه على شكل غريب فهي تشبه الجماجم ومخيفة نوعا ما .


" لنذهب ونرى " تعجب تيوما بعدما رأى شكل الصخور فهذا المكان غريب بالفعل .


لقد اقتربوا من المكان ولكنهم لم يروا جزيرة او يابسة حتى كما لو ان الصخور قد تم وضعها من قبل احد .


كان يوجد ضباب كثيف امام الصخور وقد دخلوا في نطاقه وهخ لا يعلمون ما هذا الضباب او ما سببه فلقد كان الجو مشمس قبل قليل ولكنه اصبح قاتم بسبب الضباب بعدما تخطوا الصخور مباشرة .


بعد وهلة سمعوا صوتا .


* ششششششش *


وكان الصوت مستمرا وكان يشبه صوت الماء المتساقط ! .


" هناك شلال امامنا ! ، ماذا سنفعل لن نستطيع الرجوع حتى فالتيار يجرنا نحو الحافة بسرعة كبيرة وقد فات الاوان للرجوع لقد كان الضباب وسيلة لخداعنا ! " تخالطت مشاعر اكيبا فهو خائف بسبب انهم سيسقطون من الشلال لا محالة وفرصة النجاة منعدمةلان عمق الشلال غير معروف ومن الواضح انه كبير جدا الى مئات او آلاف الامتار وهذا كفيل بإرسالهم للموت بسرعة .


وقد كان غاضب ايضا فكيف له ان يسمح بحدوث هذا ويتم خداعهم بسهولة بسبب ذلك الضباب السخيف ، فجميع خططه ستفشل بالنهاية ولن يتمكن من معرفة سر الشياطين وسر قوتهم وتحرير اصحابه واحبابه من ظلم وفساد العالم .


لقد اوشكوا على السقوط ! .


يفصل بينهم وبين الشلال بضعة امتار فقط .


" اللعنه هل ستكون هذه نهايتنا بعد كل ما مررنا به فنحن لم نصل لوجهتنا حتى ، انا لست مستعدا للموت بعد انا ما ازال ياقع يا إلهي " اكيبا كان يفكر ان حياته اصبحت عبارة عن دقائق معدودة او حتى ثواني .


قطع تيوما الصمت الاخير وقال بكل فخر " انت صديقي العزيز واعلم انك تبادلني ذلك الشعور ولنا تعهدت بنفسي ان احميك بكل ما اوتيت من قوة ولقد لقد حان وقتك للأسف الشديد وعلي الاعتراف لقد كان من الجميل مرافقتك ايها الاحمق وقد كانت من اسعد اللحظات في حياتي التعيسه كهاهاهاها مشاهدتك وانت تنضج وتسعى وتحاول تحقيق حلمك واهدافك وما تؤمن به بما لديك انا اثنيك على ذلك والآن لم يتبقى المزيد من الوقت وسأذهب لأبحث عن وعاء ثاني وافضل عدم الموت هنا ... الوداع يا اكيبا "


قفز تيوما من القارب وانفصل عن اكيبا واختفى في الهواء .


وفي اللحظة ذاتها سقط اكيبا في الشلال وكانت اعينه خالية من الحياة بالفعل وكأنه قد مات قبل ان يسقط من الشلال حتى ! .


لقد سببت كلمات تيوما بالكثير من الحزن والأسى والعديد من المشاعر المؤلمة في قلب اكيبا ، انه كما لو انه تخلى عنه جميع احبابه وهذه ابشع طريقة للموت من الممكن التفكير بها .


وايضا تذكر اكيبا في اخر لحظاته مشهد موت والديه ، لقد كان طفل وقتها وكان كلا والديه يمسكون يديه ويتنزهون بالقرب من حدائق القرية .


وفجأة اتى عدة اشخاص واحاطوا بهم .


* ضحك * * ضحك *


انهم قطاع الطرق !


" زيهاهاها ما رأيكم بإعطائنا ما تملكون وسندعكم تحتفظون بحياتكم " قائد المجموعه بدأ بالثرثرة .


في تلك اللحظة حملت والدة اكيبا باكيبا واحتضنته واغلقت مجال رؤيته وقالت بسرعة " عزيزي فلننفذ ما يقولون وحسب "


كلا الوالدان كانا خائفان على اكيبا وكان والد اكيبا غاضب جدا ولكنه كبح غضبه خوفا من إيذاء عائلته فهو واحد ضد ٧ اشخاص يملكون سكاكين واجسامهم مدربة للقتال .


نفذوا ما يريدوه قطاع الطرق واعطوهم جميع ما يملكون ولم يكن بالكثير ولكنه كان كافي .


" جيد جيد لقد فعلتوا الصواب " كان القائد يبتسم طوال الوقت وينظر إلى والدة اكيبا بنظرات إنحراف .


رحل والدى اكيبا وابتعدوا بمسافة ولكنهم توقفوا على الفور بعدما سمعوا صوت القائد مرة اخرى .


" توقفا ، لم اسمح لكم بالرحيل بعد فأنا اريد إمرأتك ايضا هيهي "


" كم هذا معيب ايها القائد ان تمتلكها لوحدك فنحن جميعنا نريدها ايضا فأجسادنا تقشعر حماسا برؤيتها "


انصدم قلب كلا من والدى اكيبا في هذه اللحظة فهذا الامر لا يمكن تحقيقه ببساطه .


نظرا اكيبا الصغير الى والديه بقلق وامسك والدته بشدة فلقد ادرك ان هناك خطب ما، وكان يبلغ العامين في ذلك الزمن .


ظهرت العروق من كافة جسد والد اكيبا وقال بغضب وهدوء " من يريد الموت فليتقدم "


ضحك جميع قطاعي الطرق بسخرية فشخص فاني مثل هذا لن يشكل بتهديد عليهم على الاطلاق .


رد عليه القائد مبتسما بهدوء " اوه لنرى ما لديك ، فمقاومتك ستشعرنا بالسعادة حتما "


تقدم شخصين الى والد اكيبا بسرعه كبيرة .


*كوووغ* *كوووغ*


لقد تم طرح الوالد والمقاتلين ايضا جميعهم قد عانوا من نفس الضربات في اللحظة ذاتها .


صاح القائد وضحك بعد رؤيتهم هذا المنظر فلقد تم طرحه بعدما قال ذلك الكلام الكبير " هيهي انت تمتلك فم كبير انا اعترف بذلك ، اقتلوه يا شباب "


" ل..لحظة من فضلك سأحقق طلبك ولكن دع زوجي اولا ودعهم يذهبون انت تريدني انا فقط اليس كذلك ؟ " فجأة صاحت والدة اكيبا بتلك الكلمات وهي تخرج بالكثير من الألم في قلبها ولكنها تحب اكيبا وزوجها اكثر من اي شيء في العالم وستفعل اي شيء لتحميهم بكل تأكيد .


" عزيزتي اهربي اهربي فقط واتركيني اذهبي الان بسرعه "

صارخ الأب بكل ما يملك من قوة وكان صوته يصل الى مسافة بعيدة جدا وكأنه يزئر بشدة .


قال القائد ببرود " اقتلوه " وذهب وامسك الام ورمى اكيبا في الارض


* فووش *


لقد تم قطع حنجرة والد اكيبا ! .


وامام عائلته حتى ! .


كانت الأم تصرخ بلا هواده وكانت تصرخ بكل ما اوتبت من قوة وهي ترى زوجها الميت وابنها الذي ينظر إليها ببراءة وكأنه لا يعلم ما يحدث الآن .


لقد تم نزع جميع ملابس الأم وقد اغتصبوها ولم تستحمل الأمر وقد ماتت بجانب زوجها وهي منزوعة الملابس .


كان اكيبا ينظر الى والديه ويمسك بقدم والدته ويحركها وينتظر استجابة منها ولكنها لم تتحرك وقد جعل ذلك اكيبا يحزن بشدة ويصرخ بأعلى ما لديه .


وقد سمع بعض الاشخاص في القرية واتوا مسرعين ولكن قطاعي الطرق قد هربوا بالفعل ولم يتركوا سوى طفل وحيد يتيم .






ماذا سيحدث لاكيبا بعد رؤيته لماضيه المحزن ؟

وهل سيموت ؟ وسيتركه تيوما حقا ؟




............



spoiler next chapter




2017/07/27 · 401 مشاهدة · 1138 كلمة
sorra
نادي الروايات - 2024