1 - الاحياء الاموات || 1

الفصل الأول

يقع المنزل الرئيسي لآل سيفثيس على جزيرة , الجزيرة المصنفة كواحدة من اعاجيب العالم الغير معلنة .

نحن نتحدث عن جزيرة بمساحة هائلة وقصر عظيم بتصميم فيكتوري ومدرج طائرات و مرسى سفن إضافة لكونها متحركة لا ترسو على بحر معين ولا ترتبط بيابسة , لا دولة تحكمها او تحاكمها , يسيرون قوانينهم الخاصة على العالم.

انها لآل سيفثيس عائلة المافيا الأكبر يرأسها ماركوس وزوجته فاليتي سيفثيس مع ابناءه الثلاث وبناته الخمس كونهم العائلة الرئيسية.

لنقرب قصتنا الى القصر تحديدا الدور الرابع غرفة التمريض حيث يقبع راسيل الروسي أحد تجار الأسلحة كان يملك موعدا مع رئيس العائلة العجوز ماركوس سيفثيس لكن مع كل هذا الألم في جسده والحرارة التي لازمته مؤخرا و ازدادت اليوم اضطروا نقله لغرفة التمريض وتأجيل الاجتماع , فلا احد سيناقش تجارة الأسلحة بنصف وعي.

اماندا ابنة سيفثيس الثالثة الجراحة الكبيرة ومسؤولة أي شيء يتعلق بالطب والعلاج والتشريح بما أنها مدمنة عليه.

نكشت اماندا شعرها الأسود القصير باستياء وهي تنظر لأوراق التحاليل: مهما نفعل مهما نضع حرارته لا تنخفض وتحاليله سليمة.

تنهدت واردفت محدثة مساعدتها وابنتها الكبرى ديما: افحصي كريات الدم البيضاء لديه , حدسي يخبرني أن هناك خطبا ما فيها.

ابتسمت ديما على الملاحظة و لمعت عينيها العسلية كوالدتها: محقة , تبدو كما لو أنها غير موجودة في جسده , المضادات بدت كما لو أنها تعطى للفراغ.

احدى الممرضات اندفعت لجهة الام والابنة: سيدة اماندا الوضع يخرج عن سيطرتنا.

لتركضا خلفها الى غرفة راسيل حيث حرارة الرجل وصلت الى درجة غير قابلة للتصديق 45 درجة وهو فوق سرير من الجليد احدى الممرضات طلبت قطع ثلج من المطبخ كحل أخير لتهدئة حراراته مع ذلك الحرارة تستمر في الارتفاع ونبضات قلبه وصياحه المصم للآذان.

ديما همست: لا شيء يوقف الحرارة لا شيء , انه يغلي.

نظرت لوالدتها التي تراجعت عن جسد راسيل وتبتسم بسعادة مرعبة لتتنهد والدتها تنتظر موته لتشرحه ولم يعد يهمها إنقاذه لتمسك مخدرا من قربها وتغرسه في وريده مخففة الم موته فتشنجات الحرارة لم تكن الما محببا وتراجعت هي الاخرى.

المسكن أدى الغرض فصراخه انخفض , ولم يدم طويلا عاد للصراخ عندما بدأ انفه بالنزيف و اذنيه تليها العينين و فقط عندما رشق دما من فمه اصدر قلبه الدقة الأخيرة.

اقتربت ديما من جسده لامسة رقبتها نظرت لساعتها ثم أعلنت بحزم: وقت الوفاة ال10:34 دقيقة , أسباب الموت غير معروفة.

في آخر جملة نظرت لوالدتها متسعة الابتسامة تستطيع الجزم أنها تغني داخلها فالمجلة على اذنيها كـ"مبارك لقد ربحتي في اليناصيب بمبلغ مليون دولار".

: عندما يتوقف جسده عن النزيف انقلوه معمل والدتي.

حلت ديما شعرها الأسود ليلامس اكتافها فلم يكن أطول من والدتها بكثير , ما ان غادرتا الغرفة بدأت والدتها بالتمتمة بنغمة ما و تراقصت قدميها عليها لتضحك هيا , استدارت أمها لها و بطريقة غنائية اخبرتها : سأتحدث مع والدي عن ما حدث لتجنب المشاكل مع منظمة راسيل , هل يمكنك الذهاب و استقبال من خرجوا في مهمات و تفقد إصاباتهم؟

ضحكت بسخرية و اعادت جزء من كلام والدتها: لتجنب المشاكل مع منظمة راسيل , ارجوكي امي كوني صريحة معي انتي تعنين لأتأكد انهم لن يأخذوا جثة راسيل مني , انتي ذاهبة لأقناع الجد بأهمية إبقاء راسيل هنا.

: أعتقد أنك لا تشبهينني في الشكل وحسب , أنتي تفهمين كيف افكر كم هو امر جميل ان امتلك طفلة تفهمني.

: طفلة؟ بالله عليك إنني في ال28.

: هل هذه اللحظة الشاعرية حيث اخبرك أنكِ ستبقين طفلة في عيني للأبد؟

ديما رفعت حاجبيها والبسمة علت وجها: أعتقد.

كانت ديما نسخة طبق الأصل عن اماندا وكان يمكن لأي شخص تمييز أنهما اما وابنتها الشعر الأسود الكثيف والعينين العسلية الواسعة , حبهما للأقراط الصغيرة وتقصيرهما الدائم لشعرهما كي لا يعيقهما وقت العمل , عدى ان ديما تميل للهدوء اكثر من والدتها النسخة المصغرة عنها مع طاقة اقل.

ارادت ديما أن تسأل والدتها عن موعد حفل تخرج أخيها الأصغر هازارد لكن شخصا ما قرع جرس الإنذار و ام يكن جرس الحريق بل جرس الحالات الطارئة .....

┌ Ω ┐

لعنت آكي نفسها لربطها شعرها بمطاط فها هو انقطع تاركا شعرها الأسود الطويل ينتثر على جسدها معيقا طريقها تستطيع رؤية عيني آكوما السوداء ابن عمتها اماندا تلعنها هي الأخرى , بسبب شعرها اضاعت فرصتين لإطلاق النار و هذا ليس بأمر عادي لفتاة في ال20 من عمرها تنتمي لآل سيفثيس.

آكوما و آكي في واحدة من أكبر متاجر الألعاب المغلقة بما أنه الاحد , يلحقان برجل سرق عقد عمل من قصرهم و ماذا يعني هذا؟

أنه لن يترك دون عقاب ما دام آل سيفثيس يتنفسون لهذا انتهى الامر بهما هنا بين الدبب المحشوة وقطع الليجو و بيوت باربي.

هذا الرجل اللذان لا يعرفان اسمه ركض على درج الطوارئ للأعلى بأقصى ما يستطيع آكوما كان يلحق به و آكي انشغلت بسحب شريطة من رقبة احدى الدببة لتنهي امر شعرها مما جعلها متأخرة ببضع دقائق , الرجل المطلوب كان نحيلا و طويلا في منتصف الثلاثينات و بطريقة غريبة كان سريعا هل لأن حياته على المحك ام سيقانه الطويلة او كلاهما لا يستطيعان التحديد , الا انه بدا من المستحيل امساكه.

لم يستطع القريبان اطلاق النار عليه لقد طلب امساكه و ليس قتله عائلتهم تتعامل مع الأوامر حرفيا , مخططهما الف كان ينص ان يحاصره احدهما و الاخر يطلق النار على اطرافه ليسهل امساكه من الأول .

آكوما المحاصر , آكي المطلق و أعاقها شعرها مرتين .

بما ان هذا الثنائي لم يعرف يوما شيئا يدعى بالخطة باء كانا في مشكلة حقيقية ملاحقته لثلاث ساعات متواصلة اوصلته لحافة اليأس يعلمان لما يركض على الدرج للأعلى لقد رأى كلاهما حالات كهذه.

سينتحر

لم يودا أن يمنحاه هذا الخيار

العرق البارد سار على بشرة آكي البيضاء قلقها من أن ينتحر و تضطر أن تخبر عائلتها أن سبب الفشل شعرها العزيز سيرغمونها على قصه و التبرع به , هذه النقطة اللطيفة الغريبة في عائلتها حبهم الشديد للتبرع خصوصا ما له علاقة بأبنائهم.

كان مصير شعرها على المحك لتركض بمساواة آكوما رغم تأخرها عنه ببضع دقائق , الاخير لمح الشريطة البيضاء في شعرها الأسود ليرتاح لقد عادت قريبته للعمل بكفاءة.

الباب المغلق في آخر السلالم جعلهما يبتسمان بانتصار

الرجل المحمل بروح إنسانية يائسة كان يركض بلا تباطئ يذكر تستطيع آكي سماع صوت والدها ياسر الذي اعتاد تحذيرها من البشر اليائسين بلا حلول و كيف أنهم غير متوقعين و هي تكره هذا النوع منهم و كان كلامه ينطبق على الرجل امامها.

وحده الله يعلم كيف استطاع فتح الباب بدفعة واحدة بجسده الهزيل , مجددا نحن نتحدث عن رجل يائس ساق نفسه للموت.

عندما فتح الباب كانت هناك مروحية صوتها كان يهدر مصما للاذآن بما أنها قريبة جدا الهواء المنبعث جعل الرجل ينحني طارت شريطة آكي الجديدة تاركة شعرها يتهادى , آكوما الوحيد بينهما المنتبه لصوت المروحية لم يكن يملك حياتا ستهدر او شعرا اسود جميل يذهب للتبرعات في أمسية الكريسماس , إضافة كان يعلم لمن تعود فنظره لم يتجه للمروحية كما فعل الرجل و آكي , اتجه للأسفل حيث يجلس اخاه الأكبر هازارد ينظر لحضنه لجهازه اللوحي و يعبث بسكينا ما.

كان اخاه فلا احد يملك عضلات اكتاف بحجم كرم أمريكية و خصرا انيقا غيره و شعره العسلي بخصل شقراء.

عندما سقط الرجل على ركبتيه رفع هازارد عينيه العسلية وصفق متحدثا لليائس على الأرض بسعادة: مرحبا يا رجل.

توهجت عينيه العسلية بغرابة في وجه الرجل و أردف : شكرا لحضورك بقدميك الي , كان من اللطيف رؤيتك تركض بكل هذه السرعة.

إن كان هناك شيئا يميز أخاه هازارد عنه أسلوبه المستفز في الحديث يستطيع آكوما رؤية أكتاف الرجل تسقط مع كل كلمة تخرج من فم أخيه الأكبر.

: ربما لا تتذكر لقد دفعت الباب بجسدك كنت متحمسا لتصل لهنا , لتصل إلي.

آكي تنهدت ان كان آكوما ساديا صامتا أما هازارد سادي متحدث و هي تفضل السادي الصامت , استطاعت رؤية عيني آكوما السوداء كثقب أسود تلعنها مجددا.

عينيها الزرقاء ردت باعتذار صادق تعرف كيف علاقة الاخوين كارثة سيكون حديث هازارد للعشرة سنوات القادمة أنه قبض على الرجل بدل منهما و مع كل مرة سيتحدث ستضاف احداث جديدة و من يعلم كيف ستصبح القصة في النهاية.

تساءلت داخلها عن ما يفعله هازارد هنا بدل قياس البدلات لحفل تخرجه من الجامعة و يأخذ محاضرة من والدها ياسر عن ضرورة إيجاد فتاة مناسبة بدل الظهور بمظهر العازب المثير و ربما الجنس الآمن عائلتهم ليست من محبذي الحمل خارج اطار الزوج , امرا غريب آخر انهم عائلة متدينة.

ارادت التقيؤ من نظرات هازارد المشفقة بشكل مثالي , لكن نظراته تحولت لسادية مع ابتسامة مرعبة وهو يسير للرجل سحب ذراعه و لم يعارض الأخير و همس : الامر سيهون عليك الان.

في لحظة كف الرجل كانت مفصولة عن يده وقد طارت بضع سنتيمترات بعيدا عنه اخذ عقله لحظات ليستوعب.

آكوما سد أذني آكي فصياح الرجل من الألم كان من المؤكد أنه سيؤذي قلبها فقريبته التي تشارك ذات يوم الميلاد معها كانت تملك أسلوبا ناعما في التعامل مع عمل العائلة , فلم تكن لتقطع كفه على حين غرة كانت لتربطه بقوة تخدر ذراعه موضعيا تعصب عينيه و لن تنسى ربط المنطقة المقطوعة كي لا يموت من النزيف لكن هازارد تجاوز كل هذا و سحب الحافظة التي توجد فيها الكف و علقها على كتفه امسك بسلم المروحية و راقب شفقة آكوما عليه و الدمعة التي غادرت عيني آكي .

سمع آكوما صوت سيارات الشرطة في أسفل المبنى ذو الاثني عشر طابقا و يعلم لم اتصل هازارد بهم لم يشأ لآكي أن تعالج الرجل انه أكبر معارض لأساليبها الناعمة.

من التنفس الثقيل للفتاة بين يديه لقد ادركت لما الشرطة هنا , فالمروحية ابتعدت و صراخ الرجل هو ما يحيط المكان.

أبعدت كفيه عن أذنيها: غادر قبلي.

تنهد لتبتسم له بالمقابل: لقد قمت بأخطاء ستضرك كفاية سأتحمل ما يحدث الان وحدي , هل تحدثنا عن مدى درجة كراهيتي لأخيك من قبل؟

خرجت ابتسامة نادرة منه: اننا نفعل في كل مرة نراه.

رأته بطرف عينها خياله الأسود ينزل الدرج , تركها على السطح مع الرجل بلا كف كانت مصرة على استخدام اساليبها , ناعمة او لا انها اساليبها و هي حرة , فقط كما علمها والدها.

لفت يد الرجل لإيقاف النزيف ووضعت ضمادات نظيفة , افرغت كل الابر المخدرة في حقيبتها السوداء لجعله ينام و يكسبها الوقت لمغادرة المبنى دون ملاحظة الشرطة و صراخه كان ليدلهم على المكان.

رأت هاتفا على الأرض تستطيع الجزم انه الهاتف الذي استخدمه هازارد للاتصال بالشرطة اخذته معها ونزلت الدرج خلف آكوما دراجاتهم النارية تنتظر , الشرطة ستأخذ وقتا طويل لتعلم أنه في السطح لن يضرها ارسال رسالة لهم تعلمهم عن مكانه و تتخلص من الهاتف بعدها.

في المروحية تنهد هازارد و هو يتذكر وجه آكي الحزين و ما ازعجه دمعتها انها تكره البكاء و لطالما كانت موهبتها البكاء السريع , ان يكون سبب بكائها ليس من الأمور المحببة و يفضل ان يبتعد عنها للأيام القادمة قبل أن تضع خطة انتقام و الرحمة خططها دائما ناجحة على أي حال الجزء الملائكي منها ينسى سريعا فقط ان ابتعد عنها .

┌ Ω ┐

انصدمت آكي عندما رأت اختها الصغرى بزي المدرسة الثانوية التنورة القصيرة باللون الكاكي و القميص الأبيض الهودي الأحمر لم يكن ضمن الزي لكنه هودي فيرونيكا المفضل فاعتادوا رؤيته مع زيها المدرسي تنتظر في المرفأ , الصدمة كانت أنه من الواضح أنها من تنتظره فقد اضاء وجهها لحظة رؤيتها و لم تكن علاقة الاختين في قمة اللطاف لتنتظر احداهما الأخرى بسعادة سألتها ما إن نزلت من القارب و خلفها آكوما : هل هذه نهاية العالم؟

امسكت فيرونيكا شعرها القصير كان مزعجا في هذا الجو البحري وتساءلت: هل في كل مرة نرى بعضنا سنسأل هذا السؤال؟

وضعت حقيبتها السوداء في الأرض وتكتفت: إذا ماذا يحدث لتنتظريني هنا إن لم يكن نهاية العالم؟

فيرونيكا تنهدت بحزن و وقفت منتصبة عيني الاختين التقت: شخصا ما قام بتحقيق إحدى امنياتي , امنياتنا بشكل عام.

آكوما توقف عن السير حسبما يتذكر لم تكن قائمة هاتين الاختين طبيعية البتة وان تحققت احداها؟!

بالتأكيد نهاية العالم قادمة !

عندما كان كل اهتمام آكي موجها لفيرونيكا و هذا ما تريده فتاة السابعة عشر نطقت بهدوء ليصل لدماغ اختها بطيء الاستيعاب: شخصا ما ملعون في هذا الكوكب الغبي استطاع صنع الزومبي للعالم قبلنا !




┌ Ω ┐

: S O M E Q U E S T I O N S

1. الشخصية اللي جذبت اهتمامك ؟

2.لمن قالت فيرونيكا زومبي ، اش خطر على بالكم ؟

3.تقييم الفصل من 10 ؟

┌ Ω ┐


2018/07/17 · 400 مشاهدة · 1937 كلمة
ilyass
نادي الروايات - 2024