لا إله إلا الله محمد رسول الله

122

[ إعتراف..... جُرح ]

" الجدة " حدقت ليليِ فى الجدة بغرابة لم تفهم لما أوقفتها ليس وكأنها ستقتل جون ولكنها سوف تُعلمه درساً بأكثر الطرق بدائية ووحشية..

" دعوه يرحل وأنتِ.. ليانا قوديه إلى الخارج " الجدة..

صدم كُلاً من الزعيمة وليلي وغيرهم من البدائيين وحتى التلاميذ فهم يفهمون معنى الميراث الذى حصل عليه جون والذى يتخطى بشكلٍ كبير ما حصلت عليه ليانا.. عبقريتهم التى من المفترض أن تقودهم فى المستقبل وترث منصب الزعيم..

ولكن الأن الشخص الذى حصل على ما هو أعلى من عبقريتهم والذى من المفترض أن يتجاوزها يُريد الرحيل بكل بساطة وقطع كل العلاقات معهم وحتى علاقة الام وإبنها ومَن يدعمه هى الجدة.. الوجود الأقوى وصاحبة الكلمة الأعلى فى الطائفة مما تركهم جميعاً عاجزين عن الكلام..

" الجدة... " أرادت الزعيمة قول شئ ولكن الجدة أوقفتها وتابعت " لقد حُسم الأمر.. يُمكنك الرحيل الأن "..

" لنرحل " إقتربت ليانا من جون وقالت بهدوء..

لم يرحل جون بسرعة لقد نظر نحو الجدة بهدوء وقال " ما ترجينه لن يتحقق حتى لو كانت الأخيرة فى العالم "..

لم ترد عليه الجده لقد نظرت عليه فقط نظرة عابرة قبل أن تختفى..

حدقت ليليِ فى جون الذى بدأ بأخذ خطواته للخارج رفقة ليانا بغضبٍ عميق وهى تصق أسنانها ولكنها لم تختفى بسرعة ، لقد أعطته نظرة عميقة قبل أن تختفى..

أما الزعيمة فقد ألصقت نظرتها على جون للحظة قبل أن تقول وهى تختفى " باب الطائفة سوف يكون مفتوحاً لك دائماً "..

لم يرد جون وغادر.. أفسح له التلاميذ وغيرهم الطريق بينما إتبع جون ليانا بهدوء..

*****

تحركت دَايانا فى إتجاه ما متجاهلة جون تماماً وكأنها نسيته أو أنها تُفكر فى شئ قبل أن تتوقف خـُطاها أمام بحيرة تعكس ضوء الشمس مما جعلها تتلألأ بالنجوم والذى أعطاها شكلاً جميلاً وساحراً هذا بخلاف المشهد الأخضر الجميل من حولها والذى أضاف إلى سحر البحيرة سحراً أخر..

" هل لازلت تُحبها ؟ " سئلت ليانا دون أن تلتفت..

" دا.. دا "

" أوه إستيظت " إختفت اللامبالاه والعيون الباردة من على وجه جون وعادت إشراقته وهو ينظر إلى جين بين يديه..

" دا.. دا " قال جين وهو يُحرك يديه وقدميه الصغيرتين أعلى وأسفل..

مد جون سبابته اليُمنى وإبتسم عندما امسك جين إصبعه بيده ووضعه فى فمه..

" أنت جائع... لا بأس سوف أحضر لك طعاماً حالاً " ثم متجاهلاً تماماً ليانا التى إلتفت إليه والدموع فى عينيها قبل أن يُخرج من خاتمه زجاجة صغيرة مليئة بسائلٍ أبيض ووضعها فى فم جين وبدأ يُطعمه..

كان السائل الأبيض هو لبن الجاموس النهرى وحشٌ من المستوى الخامس ويُستخدم لبنه لمزجه مع الطعام أو تقديمه معه أو يُمكنه شفاء الجراح وهو ما يُستخدم له حيث ينتمى الجاموس النهرى إلى مسار الماء ورغم أن تفرد مسار الماء الحقيقى ليس الشفاء بل الختم ولكن بسبب حادثة قديمة أصبح لمسار الماء قدرة شفائية والتى ظهرت بشكلٍ كامل فى هذا اللبن وإلا كيف يجرؤ جون على إستخدامه على طفلٍ بلا تدريب..

بالطبع لازال فرق القوة طاغى ولكن هذا كان من مميزات هذا اللبن والذى كان مثل مُنتجه لا يؤذى أحداً ما لم يؤذيه..

كان فى الزجاجة بضع قطرات ولكنها كانت تكفى لإطعام جين أكثر من مرة حيث قطرة واحده قد أشبعته وتجشأ بالفعل ولكنه رفض ترك إصبع جون..

أعاد جون اللبن لـ خاتمه ثم إستمر بالنظر إلى جين لفترة طويلة قبل أن يرفع رأسه ليواجه ليانا التى كانت لاتزال تنظر إليه والدموع تهبط من عينيها والتى حوت مرارة لا تصدق وكأنها تخشى من الإجابة..

" متى بدأ هذا ؟ " جون..

" منذ رأيتكَ أول مرة " ليانا..

" هذا سئ فأنا لدى بالفعل إمرأة فى قلبى " جون..

" ولكنها ماتت " صرخت ليانا " لما لازلت متمسكاً بشخصٍ قد مات.. " إنخفض صوت ليانا ولكن الدموع زادت " هل هذا بسببه ؟... هل تعتقد أنى قد أؤذية أو أنى لن أستطيع الإعتناء به ، إنه مثل إبنى ! أقسم أنى سوف أرعاه جيداً و... "

" لا تُكملى " قاطعها جون " قلبى الذى إمتلأ لإمرأة بالحب لا يُمكن أن يحوى حباً أخر لذلك إنسى الأمر وأبحثى عن شخصٍ أخر قبل فوات الأوان وقبل أن تندمى عندما ترين نفسكِ كتلك العجوز* بلا شخصٍ قريبٍ منكِ "..

{ الجدة من طائفتها }

" لدى سؤال.. لما لم تتزوجها ؟ ، إن كنت تحبها صدقاً فلما لم تتزوجها " تأخرجت ليانا فى نطق أخر ثلاث كلامات مع رفع صوتها مما يدل على غضبها وعدم إقتناعها..

تذكر جون مشهد حياته الأولى حيث إرتمت روز فى حضن سام مما جعله يشعر وكأن خنجراً يطعن فى قلبه..

كان مفهوم الحب غريباً وغامضاً ولا يُمكن شرحه حتى مِن قِبل شخصٍ عاشه بطريقة غريبة مثل جون ولكنه مازال يُجيب " لأنها طعنتنى فى قلبى "..

" إذاً لما لازالت مُخلصاً لها ؟ " ظهر ضوءٌ خافت من الأمل فى عيون ليانا..

" لأننى لازالت أحبها ولستُ مستعداً لحبٍ أخر ولا لطعنه أخرى " جون..

تقبلت ليانا الجزء الأول ولكن عندما سمعت أنه ليس مستعداً لحبٍ أخر إنطفئ الامل وتهاوى جسدها وقالت ووجها فى الأرض والدموع تسقط على زهرة بيضاء " أنا لن أخونك.. صدقنى أنا.. " سقوط " لن أخونك "..

تهاوت قدمى ليانا وسقطت على ركبتيها وغضت وجهها وبدأت بالبكاء أو إستمرت بالبكاء فقط تم رفع مستوى البكاء..

حدق فيها جون ولم يشعر بذرة من الألم بالنسبة له كان هناك شخصٌ واحد فى هذا العالم قد يتألم له ، وشخصٌ واحد كان على إستعداد لمحاربة العالم لأجله وهذا الشخص هو جين..

جرح صغير لـ جين سوف يُشعر جون وكأنه طـُعن بألف سيف ، وجرحٌ أكبر سوف يُدخله فى حاله جنون ، وموت جين سوف يُدمر العالم كله بسببه بغض النظر عن السعر أو كم من الأبرياء سوف يموتون..

لقد لطخ جون يديه بالدماء منذ فترة طويلة سواءً بَمن يستحق أو الأبرياء لذلك بالنسبة إلى جون لم تعد هناك خطوط لا يُمكن أن يتجاوزها الأن أو أشياء قد يشعر بالتردد فى فعلها..

لقد دمر قوى كانت تملك واحد أو إثنان أو حتى مائة يستحقون الموت ولكنه لم يتوقف هنا وغمر غضبه الكل سواءً كان يستحق أم لا لذلك جُرح ليانا كان شيئاً لم يشعر بأدنى ألم أو ذرة ندمٍ واحده لفعله..

حدق جون فيها للمرة الأخيرة قبل الإلتفاف والمغادرة.. إلى أين سيذهب ؟ ، مَن يعلم ؟..

2021/09/05 · 487 مشاهدة · 992 كلمة
نادي الروايات - 2024