لا إله إلا الله محمد رسول الله

123

[ ميراث إثنين من الأبطال ]

متناسياً تماماً ليانا تحرك جون فى إتجاه أخر حتى وصل إلى بحيرة أخرى على بُعد مسافة 100 كيلو متر..

لم يسر جون أو يركب أى شئ لقد طار نعم طار وهذا بسبب قوة الزهرة والتى زادت أو بدأت تعود لسابق عهدها كما يقول جون بحسب فهمه لها وحالياً يُمكنه الطيران مثل الذين فى المستوى السادس..

هبط جون أمام البحيرة ونزل عندما تشكل الماء حوله كحاجز يمنع ماء البحيرة من الوصول له ثم أكمل النزول إلى أن وصل أسفل البحيرة قبل أن يجد كهفاً ويدخله ثم صعد لأعلى حتى إختفى الماء وظهر أمامه كهفٌ بمساحة بضعة أمتار..

جلس جون بهدوء يلعب مع جين حتى نام ثم أخرج الصندوق الذى أخذه من الساكر..

أعلم أنكَ تريدنى أن أفعل شيئاً ما وأنا أملك تخميناً بسبب زهرة الجحيم الأسود وأعلم أيضاً أنكَ تريدنى أن أفتح هذا الصندوق والذى لدى تخمين عنه أيضاً وأنا سأسايرك حتى أملك القوة لقتلك إنتقاماً لمن ماتوا ولكنى سأقتلك بأبشع طريقة ممكنة..

فكر جون بهدوء قبل فتح الصندوق..

كل ما فعله هو جرح إصبعه وترك قطرة تنزل على الصندوق والذى تألق بضوءٍ ساطع أضاء الكهف المظلم قبل أن يكشف عما بداخله وهما كتابين ممزقين وساعة رملية بطول كف شخصٍ بالغ..

كان عنوان الكتابين الإمبراطور البشرى وإمبراطورة الروح..

بمجرد أن رأى جون الإسمين تشدد جسده وظهرت نظرة صادمة على وجهه ولكنه لا يُلام فى هذا فهذان الإسمان كانا لإثنين من ثلاثة قادة فى حرب الحرية التى دارت قبل 5 ملايين عام..

تلك الحرب التى بسببها تمكن البشر من التخلص من براثن حكم الوحوش وجعل موطئ قدم لهم فى هذا العالم والهيمنة عليه..

الإمبراطور البشرى صاحب واحد من المسارات الثلاث الأسمى وهم الجسد و الروح و الفوضى..

وهو متدرب مسار الجسد الذى وصل جسده إلى ذروة الذروة متجاوزاً حتى جسد الوحوش..

وإمبراطورة الروح ذات الجمال السامى وبلا مثيل والتى لم يظهر قط سوى عينيها منذ بدأت التدريب إلى أن وقفت على القمة ولكن يُقال أن الإمبراطور البشرى رأى وجهها مرة ووصفها قائلاً..

تـَمثلَ الجمال فى إمرأة واحده وهى إمبراطورة الروح..

جملة واحده كانت كافية لوصف جمال إمبراطورة الروح.. واحده من ثلاثة قادة ساقوا العرق البشرى لطلب مكان لهم فى العالم ضد الوحوش والذين سيطروا على العالم لأكثر من 100 مليون عام..

أمسك جون بالكتابين بصدمة.. رغم أنهما كانا مهترئين ولكن الهالة التى أطلقوها كانت بلا مثيل فى العالم أجمع..

إهتزت يد جون وهو يُمسك بالكتابين متذكراً صورة لشخصٍ فى ذهنه..

عملاق بطول ثلاثة أمتار... شعرٌ أبيض... عيونٌ سوداء عميقة... وجه محارب لا يستسلم.. عضلات مرعبة منتشرة فى كل جسده وكأنها ستقفز منه... صدر مكشوف وعضلات مبهرة... ملابس سفلية مصنوعة من جلد وفرو الوحوش..

هذا هو الإمبراطور البشرى.. بينما يتذكر جون صورته وعندما كان على وشك تذكر صوة إمبراطورة الروح تألق الكتابين وتحولا إلى خطٍ رفيع من الضوء ودخلا رأس جون..

" أااااااااااااااااااااااااااااااااه " جون الذى تحمل إختبار طائر الجليد وصنع طريقاً من الدم دون أن يرمش حتى مرة واحدة كان يصرخ الأن مثل طفل وهو يضع يديه على رأسه ويضغط بقوة راغباً فى تخفيف الألم ولو بشئٍ بسيط..

كمية مرعبة من المعلومات بدأت تظهر داخل رأسه... ذكريات ، نصائح.. أسلوب تدريب ومهارات... إلخ..

كمية مرعبة من المعلومات والتى كانت أكثر من أن يتحملها جون... ألم. ألم فظيع ظهر فى كل جسده وبدأ يخرقه من الداخل والخارج.. روحه ، جسده ، عقله.. ببساطة كل شئ..

فى تلك اللحظة تألقت الساعة الرملية وغلف ضوئها الأصفر جون بينما كان جين فى الجانب الأخر معزولاً عن كل ذلك ولكنه بدأ بالصراخ عندما سمع صوت جون..

*****

فوق أرض دامية تُغطيها الجثث من البشر والوحوش من كل الأنواع وبينما كانت السماء تنشر لونها الأحمر وقت الغروب وقف ظل شامخ فوق الجثث مُحدقاً بصمتٍ فى المشهد..

الإمبراطور البشرى ذلك القائد العظيم وقف صامتاً وهو يُشاهد جثث الذين سقطوا من البشر ، البشر الذين رافقوه وأتبعوه وأقسموا على القتال حتى الموت وجثث الوحوش بلا كلمة واحده..

" كانوا هم من لم يستمعوا إلينا وإلا لعاش البشر والوحوش فى تناغم مع حفظ حدود بعضنا البعض " ظهر صوتٌ جميل بجواره قبل أن يظهر شكل جميل لإمرأة أجمل..

ملابس بيضاء ناصعة عيون سوداء وشعرٍ أسود يتدلى من رأسها حتى ركبتيها جسد متناسق و.. حجاب يُغطى باقى وجهها.. لا يستطيع المرء أن يُحدد جمالها بسبب تغطية وجهها ولكن هذا لم يمنع الشخص من التأمل فيها لسنوات دون أن يشبع أو يشعر بالملل أو يُريد التوقف..

إمبراطورة الروح.. البطلة والقائدة الثانية للجنس البشرى فى معركة الحرية..

لم يرد الإمبراطور البشرى بينما تابعت إمبراطورة الروح كلامها " بلا حدود... ما رأيك فى هذه الكلمة ، هل يُمكن أن نتخطى الحدود "..

" لا يوجد حدود " أخيراً أجاب الإمبراطور البشرى " بل قيود يفرضها الشخص على نفسه.. مثل الموهبة أو الخلفية أو الجنس أو المجتمع.. كل هذه قيود يربطها البشر كسلاسل على رقباهم تُقيدهم وتخنقهم فيظلوا واقفين فى نفس مكانهم.. على كلٍ أرجو مستقبلاً أن يظهر شخصٌ لا يملك قيوداً يقود البشرية مرة أخرى فالمرة القادمة سوف تكون أكثر رعباً ونحن لن نكون موجودين "..

أنهى كلامه بنظرة عليها وردت الإمبراطورة بالإيماء بصمتٍ على كلامة قبل أن تأخذ نظرة عميقة على المشهد أسفلها..

*****

كان هذا جزءًا من ذكريات الإمبراطور البشرى وإمبراطورة الروح الذى حصل عليهم جون ولازال هناك الكثير من يوم ولادة الإمبراطور البشرى إلى يوم موته هو وإمبراطورة الروح بسبب الإصابات التى عانوا منها وقت الحرب..

حرب الحرية كانت ملاذ البشر الأخير ليتمكنوا من إنشاء موطئ قدم لهم ولكن بسببها ماتت أعداد مهولة من البشر وحتى الأبطال الثلاثة ، رغم أنه لا يملك ميراث الإمبراطور الثالث ولكن هذه كانت معرفة مشتركة حول موت الأباطرة الثلاثة..

غلف ضوء أصفر جون وقام بعزله نهائياً عن العالم الخارجى ووجد جون نفسه عائماً بلا قدرة على الحركة فى عالمٍ أصفر بلا نهاية بينما إستمرت المعلومات فى غزو رأسه..

كان الألم لازال شديداً وهذا يظهر من تعابير وجه جون ولكنه لا يملك القدرة على الحركة وإلا لبدأ بتمزيق جسده بسبب الألم المفرط..

يوم

يومان

ثلاثة

خمسة

عشرة

100 يوم

عام

عامان

ثلاثة أعوام..

قل الألم بشكلٍ تدريجى وعادت رؤية جون وقدرته على الحركة لينهار العالم الأصفر من حوله ويظهر فى الكهف مرة أخرى وجين لازال يبكى..

3 أعوام لم تؤثر فى جين إطلاقاً وهذا لأنها كانت تقريباً فى العالم الحقيقى ثلاث دقائق وهذا بسبب الساعة الرملية وهى عنصر مسار الوقت والتى بدأت بالتشقق قبل أن تتحول لـ جزيئاتٍ صغيرة وتتلاشى فى الهواء..

إقترب جون من جين وهدأه قبل أن ترتسم إبتسامة سعيدة على وجهه والذى لم يتغر فى الثلاثة أعوام حيث ما مر على جسده كان ثلاث دقائق ولكن على وعيه وإرادته فلم تكن 3 دقائق ولا 3 أعوام بل 30 عاماً ويظهر هذا من نظرة جون العميقة والتى قد تضيع بالنظر إليها وتُسرق روحك..

حان وقت الحصول على القوة.. للإنتقام للجميع..

أبى ، روز ، لونا ، سام.. الجميع إنتظرونى سوف أخذ بثأركم قريباً..

2021/09/05 · 455 مشاهدة · 1082 كلمة
نادي الروايات - 2024