لا إله إلا الله محمد رسول الله

161

[ جينـــا ]

23 عاماً هو عمر جون فى هذه الحياه..

تحرك جون ذو الثلاثة وعشرون عاماً نحو الأكاديمة بهدوء بخطاً واثقة وعينان عميقتان ووجه قد خاض الكثير من تجارب الحياه والذى ضاعت فيه وسامه جون..

إصطدام..

من فوق سماء الأكاديمية حلق نيزكٌ خاطف إصطدم بعدة أشجار وشكل خندقاً طويلاً إلى أن توقف..

وقف جون وحدق فى الغبار مكان توقف النيزك بهدوء حيث ُ خرج صوت من الأكاديمية يتبعه ظهور الصامت مُحلقاً على سحابة نارية " إستسلمى الفرق بيننا شاسع "..

" ليس بعد " ظهرت صرخة أنثوية حادة من الغبار يتبعها خروج النيزك بسرعة كبيرة وهجومه على الصامت..

لم يكن نيزكاً ولكن فتاه جميله بشعرٍ مجعد أحمر وملامح شرسة كانت يداها تلفها النار وهى تتحرك بسرعة كبيرة فى الهواء لتضرب الصامت والذى كان يتفاداها بسهولة..

" لايزال الفرق كبير " قال الصامت وهو يتفاداها ورغم أن المشهد يبدو بطيئاً إلا أن التحركات كانت سريعة جداً فقط أن العين العادية لا يُمكن أن تلاحظها..

" تلقى هذه " صرخت الفتاه بقوة وهى تلقى ضربة قوية نحو الصامت والذى تفاداها وصفعها مرسلاً إياها إلى الأرض مشكلتاً نفس الخندق..

" إستسلتمى فأنت لم تجبرينى حتى على سحب سيفى فما بالكِ بإستخدام قوتى كُلها " تحدث الصامت بهدوء..

" ليس بعد " وقفت الفتاه وبصقت بعض الدم قبل أن تمسح أثار الدم من على شفتيها ثم قالت " الفرق بينى وبينك هو الموهبة.. موهبتى نجم بينما أنت قمر ولكن يبقى العمل هو الذى سوف يُفرق بيننا والأن.... تلقى هذه "..

صرخت الفتاه بقوة وأغلقت يديها على بعض قبل أن تفكهما بسرعة كبيرة لتظهر منهما شمسٌ عظيمة تتجلى خلفها..

كان حجمها كبيراً ودرجة حرارتها عالية أفزعت الموجودين..

" تباً.. الشمس العظيمة ، إنها المهارة الحصرية للطائفة المتوحشة.. أسرعوا بالهرب "..

لا يعلم أحدٌ من بدأ بالصراخ ولكن الجميع سار على نهجه وبدأوا بالصراخ وهم يهربون..

" تباً لماذا لازلتَ واقفاً أسرع بالهرب "..

شخصٌ كان يركض صرخ فى جون ولكن كلامه وقع على أذنٍ صماء حيث ُ لم يتحرك جون..

" تباً " صك الفتى من سابق أسنانه وتحرك نحو جون ليسحبه معه..

إنه خائف لدرجة أنه متجمد فى مكانه لذلك على سحبه ، تباً لما أنا ، ما شأنى به..

لعن الفتى داخلياً ولكنه لازال يتحرك نحو جون وعندما وصل بجواره تجمد..

" تباً.. فات الأوان " لعن الشاب..

" مُت " صرخت الفتاه وإنفجرت الشمس فى أشعة نارية تسبح فى كل إتجاه غرضها شخصٌ واحد وهو الصامت ولكن فى طريقها ما المانع مِن أخذ حياته شخصٍ أو إثنين..

ثلاث شظايا تحركوا فى إتجاه جون والشاب خلفه والذى كان فى المستوى الخامس ولكنه كان على وشك أن يُبلل ملابسه..

تباً لحظى العاثر.. هل كان على أن أنقذه ؟ !.. ربما كُنت سأعيش لو لم أنقذه وربما أيضاً كانت ستكون النتيجة نفسها لو لم أتوقف ولكن توقفى هذا يُشعرنى براحة أكبر ولو سنتحدث عن خطاً فسيكون الخطأ الوحيد هو إقترابى لهذه الدرجة من قتال هذان الوحشان...

إقتربت الشظية وأغلق الشاب عينيه وجسده يرتعش..

لم يُفعل أى مهارة دفاعية ليس لأنه لم يكن يُريد ولكن لأنه يعلم أن هذا بلا داعى فهو كان مجرد شخصٍ عادى فى بداية المستوى الخامس لم يصل حتى لمكانة مميز والفتاه من الطائفة المتوحشة قد حققت مكانة الفريد منذ فترة طويلة وهى تسير الأن على درب الأساطير كما أن مهارة الشمس العظيمة هى مهارة سماوية منخفضة وبجمع هذان معاً إضافة إلى تدريب الفتاه فى ذروة المستوى الخامس فلا أمل له بالنجاه..

أتمنى فقط أن أخرج قطعة واحدة.. أغلق الشاب عينيه بقوة ولازال جسده يرتعش وهو يدعو بصمتٍ داخلياً حتى...

لم يحدث شئ..

مرت فترة ولم يحدث شئ..

فتح الشاب عينيه بصعوبة ليرى الشظايا الثلاث تقف أمام جون تأبى الحركة..

" هل هذا هو الترحيب الذى أعدتتموه لى بعد غياب عام ؟ " جون..

تجمدت الساحة وحدق الزوجين المتقاتلين فى جون..

حماقة.. مَن هو ليتحدث مع الصامت وجينا هكذا !..

لقد مات هذا الصبى الأن..

هل يعتقد أن صد مجرد شظايا هجومها يدل على أنه قوى بما يكفى لقتالها !..

" لا يليق بك.. أنا أعلم هذا ، ولكن ماذا بوسعى أن أفعل " إبتسم الصامت مما فأجى الحشد..

" مَن أنـ... تذكرتك " صرخت الفتاه مما جذب إنتباه الجميع..

" هذا الشخص !.. هل يُعقل أنه الوحش من العام الماضى الذى هزم الصامت وتورس ! "..

" إنه هو... لقد تذكرته.. إسمه كان جون.. نعم إنه يُدعى جون "..

" إعتقدت أنه رحل ولكن مَن سيصدق أنه عاد ويبدو أنه أقوى "..

" ليس هو وحده مَن يبدو أقوى بل الصامت وتورس أيضاً "..

" هل هذا يعنى أننا سنحظى بقتالٍ ثلاثى أخر ؟ "..

إمتلئت أعين الجميع بالتوقع والإنتظار فور سماع قتالٍ ثلاثى وبدأوا بتذكر القتال من العام الماضى..

" ألن تقول أى شئ ؟ " نظر جون نحو الصامت متجاهلاً الفتاه..

" قتال.. ما رأيك فى معركة أخرى قبل مسابقة الأساطير " الصامت..

" لم تعد مؤهلاً " هز جون رأسه وتحرك نحو الأكاديمية..

" توقف " صرخت الفتاه..

توقفت خطوات جون ونظر إليها " هل من خطبٍ ما ؟ "..

" كيف تجرؤ على تجاهلى بعد أن أفسدت معركتى ؟ " جينا..

" وكأنها معركة مُهمة ؟ ! " سخر جون وتابع خطواته نحو الأكاديمية..

" خسئت " صرخت جينا وإنفجرت بقوة مرعبة " لا تلمنى فأنت مَن طلب هذا "..

" هذه... " تعرف واحدٌ من الحضور على ما تُعده جينا وصرخ " أهربوا "..

الكل إستخدم أسرع ما لديه سواءً من الكنوز أو المهارات وبأى سعر للهرب فى هذه اللحظة لأن مصير مَن سيبقى سوف يكون الموت فى أحسن الأحوال..

" مجال الجحيم " جينا..

صوتٌ عالى قد دوى ومعه تحول العالم للأحمر وبدأت الأرض بالتشقق وظهرت أوردة النار..

بوووووووووووم

" إظهرى " جينا..

إنشقت الأرض فى أربع مواضع تواقف الجهات الأربعة ومنها ظهرت أربعة براكين نشطة عملاقة..

" حولوا العالم لـــ جحيم.. هيا إنفجروا " صرخت جينا و...

بووووووووووووم

إنفجارات دوت من البراكين الأربعة يتبعها ظهور كراتٍ ضخمة مصنوعة من النار وليس هذا فقط بل وأيضا تشققت الأرض أكثر وأكثر مع خروج الحمم منها تعصف بكل شئ سواءً الجماد أو الحيوانات أو النباتات أو حتى... البشر من الذين لم يتمكنوا من الهرب سريعاً..

" متنا "..

صرخات يأس قد ظهرت فى المجال مع بقاء جون والصامت هادئين فكيف سيتصرف الإثنان لينهيا هذا الأمر وهل الأمر حقاً يحتاج إلى تدخلهما معاً..

2021/11/15 · 224 مشاهدة · 1004 كلمة
نادي الروايات - 2024