2 - القائدة رايسا

(منظور الشخصية الرئيسية)


لطالما كانت امي من محبي فعل الخير..

من الثلة القليلة منهم التي بقيت في هذا العالم لذلك كانت تبعث بمساعدات مالية سنوياً نحو القطاعات الأخرى و لكنها هذه السنة جاءت بقرار غريب حقاً

فقد قررت فجأة أن تذهب بنفسها لمساعدة ضحايا الحروب في الاراضي الحمراء، و لم تفد معها كل محاولاتي لكي أجعلها تعدل عن قرارها ذاك

أمي عنيدة و لن تعدل عن قرار اتخذت مهما حدث، لذلك قررت الذهاب على الاقل معها، على اي حال أنا أعمل في القطاع الطبي لذلك سأفيدها.

"منظمة غايا" او الأم الأرض كما في الاساطير اليونانية تلك المنظمة هي الوحيدة في هذا العالم التي ما زالت مستمرة في محاولات مساعدة المساكين و المرضى و الفقراء حول العالم و أمي هي احد منتسبيها.. فقد عاشت والدتي في طفولتها في احدى الاراضي الحمراء وقد فقدت والديها خلال احدى الغارات الجوية الغاشمة و من ثم تسللت الى الاراضي الصفراء مع شقيقتها و لكن و بسبب الجوع و الفقر توفيت الأخيرة و من ثم و بفضل "منظمة غايا" هي الان تعيش هنا في الأراضي الخضراء فقد اهتموا بتعليمها و تربيتها الى ان اصبحت ما هي عليه، فهي الان من احد اشهر مهندسي البرمجيات في حكومة ألفا.

وقفت أحدق بالطائرة الخاصة التي ستقلنا نحو إحدى الأراضي الحمراء القريبة لا اشعر بشعور جيد مطلقاً.. لا اريد مغادرة الأراضي الخضراء.

كلما شعرت بهذا الشعور يحدث امر سيء إلهي أحفظ أمي..

- ستنطلق الرحلة إلى مدينة (X) مقاطعة (B) من الأراضي الحمراء بعد قليل الرجاء ربط الاحزمة.

صوت الطيار الالي البارد انبثق من مكبرات الصوت حول الطائرة لنشرع جميعا في تنفيذ طلباته و ما هي سوى دقائق حتى أطلقت طائرتنا

تعرف أنك خرجت من منطقة الأمان فور رؤيتك للغمائم السوداء و الجو المتعكر الذي يسكن السماء هناك، فعلى عكس قطاع ألفا الذي يكون جوه نقياً و مشرقا انت هنا تتنفس رائحة الدماء و ابخرة الجثث التي يتم إحراقها جماعيا كل يوم لان الارض لم تعد تملك مكاناً لاحتواء اصحابها بعد الان..

- هذه فكرة سيئة.

أخبرت والدتي مجددا و لكنها اكتفت بالابتسام، اجل نسيت انها كانت تعيش هنا منذ نعومة اظافرها

لا أخفيكم أمرا لقد صعقت مما شاهدته حتى أن المطار محطم، اصوات الطلقات النارية صراخ الناس و بكاء الاطفال منظر الأشلاء المتناثرة و رائحة الموت الثقيلة كلها اجتمعت لتشكل لوحة أبشع حتى من لوحة الجحيم لبوتيتشيلي

لا بل أسوا.. هل قرأ أحدكم ملحمية الكوميديا الإلهية لدانتي؟؟

في المقطع الاول بعنوان الجحيم

”حيث ستسمع الصرخات البائسة و ترى النفوس القديمة المعذبة *** تصرخ كل منها طالبة الموتة الثانية


هنا الطريق إلى مدينة العذاب هنا الطريق إلى الالم الابدي *** هنا الطريق إلى القوم الهالكين


لم يخلق قبلي شيء سوى ما هو أبدي و إني باقٍ إلى الابد *** أيها الداخلون إطرحوا عنكم كل الأمل“


أيها الداخلون.. إطرحوا عنكم كل الأمل...


(منظور الراوي)


- إذا اتيت حقا!. صوت ساخر انبثق من الخلف

- آه معاذ أكتملت.

- لا تكن وقحا يا بني.

- لا باس امي فهو لو لم يستمر في وقاحته تلك مؤكد سيموت.

-هاها ظريف، لا تنادي امي بأمي هي ليست امك!!.

- عزيزي شهاب اخبرني هل تغار لانها تحبني اكثر؟؟. بدا معاذ في اغاظة شهاب بطريقة طفولية بينما اخذت والدة شهاب تضحك بخفة فهما كانا على هذه الحال منذ الطفولة

معاذ رغم صغر سنه يعتبر عقلية فذة و من احد الشباب القلة الذين تمكنوا من العمل في قطاع الفا رغم حالة الفقر الذي كان يعيش فيها عندما كان في الاراضي الصفراء، و لكن لحسن حظة قد لاحظته احدى سيدات الأعمال من الاراضي الخضراء خلال احدى رحلاتها الخيرية، فقد كان محبا لعلوم الفلك منذ نعومة اظافره و قد تمكن من رسم خريطة للمجموعة الشمسية و هو في عمر السابعة.

و على الرغم من ان مجاله و مجال شهاب مختلفين جدا الا انهما دائما في منافسة شرسة فقط من اجل اثارة اعجاب السيدة (هدى) والدة شهاب التي يعتبرها معاذ كوالدته رغم كره شهاب لتلك الفكرة جملة و تفصيلا..

حسنا قد يكون طفوليا و لكنها غريزة عند كل انسان لا احد يحب مشاركة احدهم له في حب شخص ما
خصيصا ان كانت الام..

هذه هي وجهة نظر شهاب التي لم و لن يكترث لها معاذ.

- حسنا ايها السادة المتطوعين للحملة رقم 46 من حملات الاغاثة في منظمة غايا، سيتم شرح التعليمات و اساسيات البقاء في القطاعات الحمراء لذلك ارجوا منكم الانتباه..

تحدت احدى المنظمات للرحلة عبر مكبرات صوتي ليتوقف كل من معاذ و شهاب و يقفا بهدوء للاستماع

- كل متطوع لديه بزة واقية من الرصاص و سلاح بخزان يحوي على تسع رصاصات ايضا هناك رصاصة من نوع (KY) ستكون مع كل فرد منكم استعملواها بحذر، كذلك سيحصل كل متطوع على سوار معصم يحدد موقعه على نطاق واسع و يحوي على خريطة حددت بها اماكن الالتقاء و المواقع الامنة و المواقع التي تحتاج إلى اغاثات، لا يسمح للمتطوعين الاشتراك في اي معركة قائمة دون سبب ان لم تتم مهاجمتك انت غير مسموح لك بالقتال تحت اي ظرف من الظروف، ان حدث و تدخل متطوع في معرفة فسيخلي كل من القطاع ألفا و منظمة غاية مسؤوليتهما، سيقسم الفريق الى اربع مجموعات كل مجموعة ستكون مكونة من اربعة افراد و ستكون بقيادة قائد عسكري مدرب في نفس مرتبتي، ليحفظ الله اولائك الذين يسعون للخير، القائدة {رايسا جهاد}.

برسمية شديدة و نبرة تكاد تكون اليه القت {رايسا} خطابها على الفرق التي دهش افرادها من صغر سنها فهي تبدوا كمجرد طالبة في المرحلة الثانوية و ليس قائدة عسكرية في الفا، مما دفع شهاب الى التساؤل ترى الى اي مدى هي جيدة؟

الفريق [AG1] كان الفريق الذي ضم شهاب و والدته سلمى و معاذ و شابة اخرى و قد كان بقيادة القائدة رايسا و انطلق الى اخطر منطقة في المدينة (X) حيث توجد مجموعة من الاطفال و النساء و كبار السن عالقة في احدى المباني الواقع ضمن نطاق اطلاق نار عنيف..

- للوصول لتلك المنطقة دون ان يتم رصدنا و اعتبارنا من فرق العدو سننطلق باستعمال الخيول. اخبرت رايسا البقية ليحدقوا بها بدهشة

- هل تمازحينني؟. سالها شهاب بدهشة و الشرار يتطاير من عينيه بينما اخذت رايسا تحدق به بكل برود و فكرة انها تريد فقع تلك الاعين بدات تدور في راسها

تعلمون هناك بعض الاشخاص يستفزونكم منذ اول لقاء..

كان ذلك حال شهاب مع رايسا فقد كانت تبدوا اكثر شبها بالروبوت منها الى البشر طريقة سيرها مثالية تسريحة شعرها مثالية طريقة كلامها مثالية، تعابير وجهها مثالية..

من دون سبب كره شهاب ذلك النوع من البشر و لكن لم يكن ذلك سبب نوبة الغضب التي اعترته قد يكون احد اسباب غضبه هو التوتر او القلق و لكن السبب الاكبر كان ان رايسا قد قامت بضرب وتر حساس لدى شهاب دون ان تشعر.

إنتَهَى

2017/07/17 · 408 مشاهدة · 1049 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024