3 - السهول الشرقية

(منظور الراوي)


- هل ترى الوضع مناسب للمزاح متطوع [AG1S]؟

سالت القائدة رايسا شهاب بصرامة مستخدمة اسمه التعريفي في هذه الحملة الامر الذي اثار حفيظة شهاب اكثر

- أسمي شهاب!.

- أجب السؤال [AG1S]!! . بكل صرامة اعادت سؤالها فهي تكره اولائك المدللين من شاكلته فكرة انه لا يريد ركوب الخيل لكسله بدات تدور في راسها

- لا ليس مكان للمزاح لذلك انا اسالك هل تمزحين؟. رد شهاب عليها بغضب و اندفع معاذ ليمسكه و يعيده الى الخلف و قد كان ذلك لحسن حظه فهي كادت ان تلكمه

- انا اسف حضرة القائدة شهاب لا يجيد ركوب الخيل. اخبرها معاذ و ارتفع حاجباها بدهشة حسنا هي لم تتوقع ذلك

- اه لكن يجب على كل مواطن في الارضي الخضراء خصوصاً ان كان يعمل لدى حكومة الفا التدرب على مثل هذة الاشياء كالقنص و القتال اليدوي و ركوب الخيل، أليس [AG1S] يعمل في القطاع الطبي لحكومة الفا؟. سالت ببرود محافظة على طريقتها الرسمية

- أجل و لكنه فشل في كل اختبارات و تدريبات الفروسية لدرجة ان الفا فقدت الامل في تدريبه. قال معاذ باسى و حدقت رايسا بوجه شهاب الغاضب بنظرات ساخرة

- ماذا؟ ليس هناك احد يجيد كل شيء!! ثم انني من تركهم و ليس هم من فقد الامل بي ايها الاحمق. اندفع شهاب للشجار مع معاذ و لكن اوقفته يد والدته

- شهاب ألفاظك. حذرت السيدة هدى ابنها بجدية هذه المرة ليتوقف عن التذمر و ينظر نحو القائدة رايسا التي حملت نظراتها بعض الفكاهة

- حسنا بما انها اول مرة لك في مثل هذه الظروف يمكنك الركوب على الخيل معي.

- ألن يتمكنوا من رصدنا حقا؟. تسائل معاذ و هو يعاين المنطقة المفتوحة التي تناثرت حولها بعض المناطق العشبية

- نعم الاجهزة التي يستخدمها كلا الطرفين تقوم بتصيد اجهزة التنقل و بطريقة تلقائية تقوم بقصفها، لذلك و بتنقلنا في هذه المناطق المفتوحة فان اكثر طريقة امنة هي التنقل باستخدام الخيول، كما ان المناطق العشبية قد يواجد بها قطيع من خمس او ستة خيول بالاضافة لنبات اركا المسكن. لاول مرة تحدثت الفتاة التي كادوا ان ينسوا امر تواجدها مهم لقد كانت محجبة قليلة الكلام باعين رمادية واسعة

- هل حقا تتوفر هنا هذه النباتات النادرة!. علقت السيدة هدى بدهشة فذلك النوع من المسكنات يباع بمبالغ طائلة في قطاع الفا

- نعم.. عموما فقط ابقوا متخفين بين الاعشاب الطويلة هناك لدى كل منهم لجام خاص يمكن تركيبه في حقيبته جهزوا معداتكم ريثما احضر بعض الخيل، سنتحرك وفق الاستراتيجية 543، لا تقل لي انه لم يتدرب عليها ايضا. ردت رايسا ثم

اشارت ببرود الى شهاب الذي تملكه الغيظ

- طبعا تدربت عليها لا تستهيني بي يا امرأة!. رغم وقاحة شهاب لم ترمش عيني رايسا و لم يفارق البرود و التصلب تعبيرها الامر الذي جعل شهاب يفكر "حقا الجنود شيء اخر"

(منظور الشخصية الرئيسية)


حقا انها شيء اخر! اعني لولا النظرة الفكاهية التي نظرت لي بها قبل دقائق لصدقت انها روبوت و ليست بشر.

بينما بقينا في منطقة من الاعشاب اخذت والدتي و الفتاة المحجبة و الاحمق معاذ يجهزان ادواتهما في حين لم اكن مجبراً على ذلك..

سحقا.. يال الاحراج! الخيل اللعين كسر شوكتي.

وقفت احدق بالمنطقة المفتوحة متسائلاً عن كيفية وجود حياة مسالمة في تلك البقعة

جاب نظري المنطقة لتقع عيني على ذات الخصلات الملتهبة و هي تشق طريقها بكل هدوء نحو المنطقة التي تجمع بها عدد من الخيل على مسافات متباعدة نسبياً بينما تتناول العشب، اتسائل ترى كيف ستتمكن من امساك أربعة خيول بمفردها؟

تعجبت من خفة حركتها فهي قريبة للغاية منهم لكن رغم ذلك لم يشعر بها احدهم، لكن حتى ان فعلت هي لن تتمكن من ترويضهم، الخيل لا يمكن لاحد التحكم بتصرفاتهم يجب تدريبهم لاشهر بل ربما اكثر حتى يتمكن الشخص من ركوبها.

في حركة سريعة خاطفة قفزت الى احد الاحصنة و قبل ان يتمكن حتى من الصهيل بينما يرفع قامته الامامية قامت بشد اذنه اليسرى ليسكن فورا و يخفض راسه في خضوع.

ها!

نزلت من عليه لتتركه واقفا في استعداد و تتوجه نحو حصانين اخرين و تخضعهما بنفس الطريقة لتتركهما متاهبين و تتوجه نحو حصان آدم 'شديد السواد' كان يقف بشموخ في اعلى منطقة في تلك البقعة
على ما يبدوا قد يكون قائد هذا القطيع

في حركة سريعة ركضت نحوه و قفزت عليه ليرفع نصفه الامامي و يصهل بأعلى صوته لتركض بعدها بقية الخيول عدى تلك التي كانت تقف متاهبة بثبات بشكل غريب جدا

امسكت رايسا بخصلات شعره السوداء و لفتها حول يديها مثلما يمسك اللجام و قامت بسحب شعره للخلف ما جعل الحصان ينزل قامته و يركض بسرعة كبيرة للامام في تلك الاثناء بقيت رايسا تشد شعره و تضرب على خاصرته بقدميها ليخضع الاخير بعد ان غلبه الالم لكنه عاد ليحاول اسقاطها من فوقه لكنها تداركته و شدت اذنيه ليقف بعدها مباشرة بخنوع...

كنت مهتما حقا بمراقبة تلك الطريقة العجيبة في الترويض لدرجة اني لم انتبه لمعاذ و والدتي و الفتاة المحجبة الذين انضموا لي بعد تجهز معداتهم و على ما يبدوا هم كانوا يراقبونها معي منذ فترة لا باس بها.

- ما تلك الطريقة الغريبة التي استخدمتها؟. سال معاذ امي التي لم تبدوا متافجئة حقا مثلنا..

- انها طريقة كان يستخدمها جنود مملكة كانت تحكم هذه البلاد قبل زمن طويل للغاية كان الجنود يقومن بتدريب الخيل بتلك الطريقة الصارمة اذ انهم لا يخضعون مطلقا لاي شخص مالم يقم بسحب اذانهم بطريقة معينة منهم من تسحب اذنه اليسرى و منهم من تسحب اذنيه معا عموما، اعتادة الخيل هذا النوع من التدريب لدرجة انه اصبح عادة تطبعوا بها، لذلك تجد الخيل البري و من دون ترويض يخضع لمن يقوم بسحب اذنه هكذا. اخبرتنا امي بهدوء بينما كانت رايسا تشق طريقها نحونا و هي تمتطي صهوة الحصان الاسود الذي تبعه الثلاثة الاخرين

- جميل اذا يمكنني السيطرة عليهم!.

- يمكنك اخضاعه و لكن لا يمكنك ركوبه. سخر معاذ و قلبت عيني

- السؤال هو كيف عرفت بهذه المعلومة؟. سألت الفتاة المحجبة

-قد تكون من اللاجئين القادمين من هذه الأراضي. اخبرتها و هزت الفتاة رأسها بالنفي

- هيا بنا سننطلق يجب ان نصل إلى الموقع قبل الغروب، سنذهب مباشرة عبر السهول الشرقي بمحاذاة النهر بعدها و فور وصولنا الى الشلال سترك الخيل و ننطلق سيرا نحو الهدف.

اخبرتنا رايسا بينما كانت والدتي و معاذ يمتطون خيلهم بينما وقفت انا اتامل ذلك الحصان الذي كان هائجا بجنون قبل لحظات.. ماذا ان هاج مجدداً؟

- ارجوك اخبرني انك تعرف طريقة ركوب الخيل على الاقل. حدثتني ذات الشعر الاحمر بملل فتركت مخاوفي جانبا و امتطيته، سحقاً لها من تظنني تلك القزمة!

صوت ضحكات معاذ المكتومة تسللت الى مسامعي فالتفت له مسلحا بنظرات قاتلة

- تمسك. قالت ببرود قبل ان تضرب على خاصرة الحصان الأسود ضربة متزامنة مع ضربها بالجام ليتقدم مسرعاً نحو الامام.. سحقا كان يفترض بها تحذيري لقد كدت اسقط توا.

اي نوع من الرجال ذاك الذي يركب الخيل خلف امرأة اهه سحقا لذلك التدريب و سحقا للخيل!

في هذه السهول تسمع حتى تغريد الطيور و ترى الحياة مستمرة و كان الحرب كذبة.. للحظة شككت انني في الاراضي الحمراء فالجمال و المناظر الطبيعية هنا مختلفة كل الاختلاف عن قطاع الفا في الاراضي الخضراء

هناك كل تعريف الطبيعة هو بيت زجاجي به مجموعة من النباتات الخضراء بعضها مزيف اما هنا.. لا املك تعبيراً مناسبا لوصف المكان حقا... مياه النهر المتدفقة التي لم تدنس صوفتها و خضرة الاشجار التي لم تصبغ برماد الحرائق و لا باشلاء الجنود

ذلك الغزال الصغير ذو الخطوات المرتجفة الذي يراقبنا من خلف شجرة و السنجابين الذين يركضان خلف بعضهما البعض من اجل حبة بلوط..

انه مسالم للغاية..

توقفت رايسا فجاة رافعة يدها اليمنى ليتوقف كل معاذ و والدتي عن يمينها و عن شمالها و الفتاة ذات الحجاب على الجانب الايمن لامي

- هناك احد. قالت بصوت خافت تمكنا من سماعه

- سنغير المسار من الضفة الثانية للنهر بعيدا عن حدود الغابة الغربية. اكملت كلامها بنفس النبرة الخافتة

- لكننا سنتاخر. اخبرها معاذ

- تصل حيا افضل من الا تصل. واو يمكن لتلك القزمة قول بعض الحكم

و هكذا قطعنا طريقنا نحو الشلال بعد الغروب حيث توقفت الخيل و نزلنا من عليها.

تابعنا مسيرنا نحو اعلى الجبل الذي يصب منه الشلال عبر طريق متعرج يقود الى ممر سري يقع خلف الشلال مباشرة.

كان عبارة عن كهف مظلم و رطب تسكنه قبيلة من الخفافيش قامت بمهاجمتنا فور دخولنا اليه

في نهاية ذلك الكهف كان هناك سلم خشبي يقود إلى الاعلى نحو باب خشبي

تسلقته رايسا و طرقت على الباب اربعة مرات بترتيب اشبه بشيفرة سرية..

ليفتح بعدها الباب و تشير لنا رايسا لكي نتبعها للأعلى.
فور صعودي صعقت لم اصدق ما شاهدته

هذا الجنون بعينه!

الهي...
لم يخطر ببالي ان ارى شيئاً كهذا في حياتي!

إنتهى


معلومة: النبات الذي ذكرته لا وجود له في الحياة الواقعية في الحقيقة اقتبسته من احدى العاب المغامرة "هورايزون زيرو داون"
عموما فوائده عديدة اهمها انه مسكن فوري للالم و ذو مفعول طويل المدى
كذلك يسرع في التئام الجروح.

2017/07/17 · 348 مشاهدة · 1393 كلمة
Jska12
نادي الروايات - 2024