-سيييييرينا !!
تردد صدى صرخاته اليائسة التي كادت تختفي جراء صوت المطر والرعد المنهمر بأرجاء الغرفة .
لم تلبث دموعه الساخنة أن اِحتجّت لقمعها طويلا لتتدفق مبتعدة عن عينيه الحائرتين اللتان لم تفارقا ذلك الجسد المترنح نحو الأرض .
مد يداه القصيرتان يجر أمله ممسكا إياها خائفا من تصديق حقيقة ما يراه
-سيرينا !! سيرينا !! "
هزها مرارا وتكرار مناشدا منها استجابة ولو بسيطة متجاهلا أن يداه وياقة قميصه الأسود الفاخر قد تلوثتا بدمائها
قضم شفته محاولا كبت صراخه محدقا بفراغ في يده . لم يفهم لماذا لم تنجح محاولاته اليائسة في إيقاف جرحها عن النزيف ؟
جفل لوهلة لما شعر بحركة أمامه .كادت صدمة مقتلها أمام عينيه أن تُنسيَه أن قاتلها لا يزال هنا !
رفع عيناه الخائفتين نحوه بينما يتغلغل صدى تنقيط قطرات لٱذنيه .
اللون الاحمر الزاهي الذي بات يثير اشمئزازه تدفق بحرية من تحت أكمام الرجل نحو الارض.
تسللت رياح الشتاء الباردة لتهز الستائر الثقيلة وصولا اليهم مُحركة رداءه ناصع البياض في تناقض تام مع الدم تحت قدميه
انعكس ظل قناعه الفضي متّحدا مع قلنسوته مانعة إياه من معرفة شكله،
كل ما ارتمى لبصره كان حركة شفتيه الهامسة بكلمات باردة
-ما كان يجب ان تكون .."
مد الأخير يده نحوه ليقشعر جسده رعبا
-هل سأموت ايضا ؟"
عبرت هذه الفكرة ذهنه في ومضة.
أغلق عيناه الفزعة باحكام يشد على يد تلك الجثة الهامدة امامه لتختفي كل الاصوات والأضواء فجأة من حوله !