-ٱمي ، ما الأمر لما حال الصالة هكذا ؟"
اقترب ثيودور من هيلين سائلا إياها وهو ينظر للمكان الفوضوي حوله
ضحكت هيلين مربتة على شعر الصبي قائلة بحماس
-اقترب دعني ٱريك هذه المجموعات ، لقد اخترتها أنا ولورين لكننا لازلنا في حيرة من أمرنا عن ماهية القرار النهائي "
شعر ثيودور بالغرابة قبل أن ينزل رأسه محدقا بمجلة التي تعرض صورا مختلفة للأقنعة
-انظر هنا هذه جميلة !"
قالت هيلين مشيرة لإحداها لتضيئ المجلة عارضة صورة ثلاثية الأبعاد لتصميم القناع .
-ألا تعتقد أنه يناسبك ؟"
سألت بترقب ومرح في حين إهتز ثغر ثيودور على مرأى من الٱذنين الطويلتين الورديتين للقناع الشبيهتين بالأرنب
- اعتقد أنها تناسب دايان أكثر " تمتم بصدمة يريد إلقاء هذا الشيء على أخيه .
- لا تقرر عني !!"
صرخ دايان نحوه عندما تخلص أخيرا من لورين واقترب يحدق بإشمئزاز في المجلة
-لن أرتدي هذه الأشياء أبدا !!"
عبست هيلين لينفي دايان بسرعة
-أعني إنها جميلة ، لكني بالتأكيد لن أرتديها " شعر بالرعب من تلك النظرات ثم شخر في ثيودور الأقصر منه بسخرية.
-أنت الأكبر ، أنت ترتديها أولا " إلتوت شفاه ثيودور في خط منحني متجاهلا إياه ثم سأل
- لما هذه التحضيرات فجأة ٱمي ؟"
همهمت هيلين في حزن وهي ترى أن أبناءها الإثنين لم يوافقا على اخيارها ثم قالت
- إنها لحفلة البارون سوين الليلة ، تم الإنتهاء من الملابس بالفعل لكن بقيت الأقنعة وأنا حائرة بشأن الإختيار "
-أليست حفلة للنبلاء ؟"
-نعم ، لكنه قال بالدعوة أنها حفلة تنكرية تختلف عن الحفلات الكلاسيكة المعتادة حتى أنها لن تقام بقصر البارون، بل قيل أنه يحضر مفاجأة "
-مفاجأة ؟" اهتز حاجب ثيودور وشعر بالصداع برأسه ،
لم تكن مشاعره تجاه البارون طيبة بعدما حدث بالجزيرة لذا كان حساسا لوقع هذه الكلمة .
-على الأغلب يريد البارون تحسين صورته بين الناس بعدما حدث "
قالت هيلين بأسى وهي جاهلة تماما بما صادفه ثيودور بالجزيرة ،
ذلك أن جايدن أخبرها أن الجزيرة غرقت وسط معسكر الطلاب مما أدى لمشاكل لسوين والأكاديمية.
-هل هو كذلك ؟"
شعر ثيودور أن هذا الإحتمال ممكن كذلك ،إذ أن الثرثرة لا تزال تدور حول سوين وأنه مسؤول عما حدث.
-حسنا ، بما أنه لم تعجبكم إختياراتنا فاختاروا بأنفسكم إذن !"
ربعت لورين يديها تنظر للإثنين باهتمام
-لا يمكنكما الذهاب للحفل دون أقنعة "
-اغغ"
تعكر وجه دايان بانزعاج لكنه لا يزال يقلب الصفحات ثم اختار بشكل عشوائي .
-هذا !" أشار لقناع تنين بلون أزرق
-اووه إنه جميل لديك بعض الذوق سيد دايان"
مدحت لورين بصدق في حين انتظرت قرار ثيودور
علم الفتى أنه لا مفر من هذا عندما دلف لبصره شيء أعجبه
-هذا !"
-اووه قناع قط ؟ اختيار غريب، اعتقدت أنك ستختار شكل وحش ٱسطوري ما !"
-لا، أنا مصر على هذا "
كان القناع الأسود صغيرا يغطي العينين ونصف الأنف فقط ، لكن خامته الداكنة واللامعة أعطت ثيودور انطباعا لطيفا .
ذلك أنه تذكر بغموض أنه كان لديه قط صغير بالقصر عندما كان أصغر ،
اختفى القط قبل أربع سنوات فجأة ، ولم يعثر عليه بأي مكان .
-حسنا لقد تقرر ! قناع تنين لدايان وقناع القط لآيس ، أعتقد أنكما ستشكلان ثنائيا لطيفا سيرغب الكثير من الأطفال بالتعرف على كلاكما"
تكلمت لورين بابتسامة مؤذية وهي ترى الوجوه شبه المتطابقة تنظر لبعضها بإشمئزاز .
- سٱرسل الأقنعة للقصر قبل المساء ، أتمنى لكم حفلة سعيدة "
لوحت لورين بيدها لتختفي جميع الخامات والأقمشة المتناثرة بداخل تخزينها المكاني قبل أن تودع الجميع ثم ترحل لعملها .
عاد بصر ثيودور لهيلين سائلا
-ٱمي ، ألن ترافقينا للحفل حقا ؟"
ابتسمت المرأة بمرارة وقليل من الشحوب في وجهها وكأنها غارقة بالذكريات
- لا ، سأبقى بالمنزل مع كلارا ، سأكون بانتظار عودتكم "
أراد ثيودور الإلحاح عليها أكثر عندما سمع صوت جايدن الهادئ بعد أن دخل الصالة
- آيس لا تصر على ٱمي أكثر ، إنها عادتها كما تعلم "
طار صوت جايدن لعقل ثيودور متابعا وقد كان الوحيد الذي يسمعه
-لم تحضر ٱمي أي حفل منذ سنوات زواجها الٱولى ، ربما بسبب الصدمة بعد فقد ذكرياتها ، عندما تحاول دخول قاعة الإحتفالات تصاب بنوبة هلع ويضيق صدرها حتى تسقط مغشيا عليها ،
بالكاد يعرف وجهها أي من النبلاء ،لذا لا ترى أي سيدة نبيلة تزورنا "
كانت الإحتفالات عند النبلاء أشبه بمنصة تعارف وبناء شبكة علاقات ، لذا لم يكن من المستغرب أن تُستبعد هيلين من أي دعوات لحفلات الشاي بين السيدات معتقدين أنها غريبة أطوار لا يجب الاحتكاك بها.
تفاجأ ثيودور وشعر بالذنب ، لم يكن يعلم بحالة هيلين وأصر بتهور على مرافقتها لهم ،
لاشك أنها شعرت بالوحدة طوال الوقت للبقاء في القصر دون أصدقاء ، ربما كان هذا سبب تعلقها الشديد بابنها آيس الذي كان يرافقها دائما .
فهم أخيرا لماذا اختار جايدن المكوث دائما بمنازل صغيرة لا تحوي قاعة رقص كبيرة .
اعتذر منها بسرعة
-لا بأس ٱمي آسف لمضايقتك ، سأتأكد من أن أروي لك كل تفاصيل ما شهدته كالعادة"
رفعت بصرها نحوه في ابتسامة سعيدة وأومأت موافقة في حين نكشت شعره بلطف قائلة
-بالتأكيد ستفعل "
كانت هذه عادة تبناها منذ أشهر ، كان يروي لها عن كل مغامرة أو موقف يحصل معه في حين أنصتت هي بانتباه كامل معلقة على الأحداث بحماس .
كان وقته معها أثمن شيء لثيودور و إعتز بصدق بهذه اللحظات !
دردش معهم قليلا قبل أن يعتذر متوجها صوب غرفته .
عندما فتح الباب إرتمت لبصره البذلة السوداء ذات الأكمام والأزرار الذهبية الفاخرة ، على الأغلب احضرتها لورين معها عندما جاءت وكانت ما سيرتديه الليلة .
سحب شيئا من درج المكتب قربة ثم اتكأ على فراشه بعد نزع أحذيته متمعنا فيه .
كان كيس اللعبة الصغير الذي أخذه من القصر ، للآن لم يتغير ولم يفهم ما الغرض من وجود شيء بسيط كهذا هناك .
فتحه باتباع خطواب اللعبة ثم سحب الحجر الأزرق البراق قرب عينيه بحذر
كان للحجر الكريستالي لمعان شبيه بالأحجار الكريمة ويمكنه بضعف الإحساس بالطاقة الهائلة المختبئة فيه .
كان هذا هو حجر القمر المتوسط الذي نهبه من الآثار !
لم ينسى عنصره الشقي ييغرو إحضاره بعد أن امتص بلورة الجليد من بيني .
للأسف كانت الطاقة بالداخل كبيرة جدا وخشي أن إمتصاصه سيتسبب في انفجار جسده .
كانت حجارة القمر المتوسطة أشياء ثمينة إكتنزتها حتى الرتب الثالثة وساعدتهم بتدريبهم فما بالك بتأثيره على جسده وهو الذي لا يزال بأول الطريق.
مد يده نحو قلادته واستذكر أمرا أثار اهتمامه تعلم عنه في الخمسة عشر يوما الفائتة
بعد الحادث ، ركزت الأكاديمية على تدريب طلاب الصف الأول بشكل صحيح، لذا بدأو بتعليمهم الإستخدام الصحيح للسيف وباقي الأسلحة .
قرر لوبينا تعليمهم ٱسلوب السيف قبل الأوان بشهر واحد وكان ذلك نسخة من ٱسلوب السيف الذي يستخدمه الجيش الإمبراطوري .
لم تكن النسخة الشائعة بين العامة بل الٱسلوب الكامل لأفراد الجيش وكان يدعى "برقصة الأسلحة "
كانت الحركات به إنسيابية واحتاج المبارز أن يكون رشيقا وسريعا بكل الأوقات لتنفيذ الخطوات بشكل سلس ،
لم تكن معقدة في المراحل الٱولى وما احتاجوا لتعلمه لم يكن سوى التأرجح بسيوفهم أو الطعن بشكل مستقيم .
لدهشة ثيودور ، كانت هذه الحركات شبه مطابقة للٱسلوب في حلمه .
- هل كانت والدتي بالجيش ؟" رفع ثيودور حاجبه في سؤال !
لقد كان محتارا حقا الآن ، حسب الذكرى بالقلادة في قصر التنين تحدث لوغان وكأنهما لا ينتميان للإمبراطورية .
ولكن محكمة التفتيش التي اقترضت منها ٱمه الملفات تنتمي بالتأكيد "للونا " والٱسلوب من حلمه الآن ينتمي للجيش الإمبراطوري ،
حسب كلمات سيرينا التي استطاع اخراجها منها بصعوبة ،كانت ٱمه متحكمة أثير فلماذا تستخدم سيفا ؟
لم يستطع وضع إصبعه على ما يجده مريبا لأنه لم يستطع أصلا ربط النقاط ببعضها .
-ما هي الحقيقة ؟" تساءل ثيودور قبل أن يغمض عيناه بارهاق