-تبدو البذلة ملائمة عليك !"
مدحت هيلين بابتسامة وهي تشاهد ثيودور ينزل من الدرج
-هل حقا ؟"
شعر بالحرج وهو يسأل قبل أن تقترب هيلين منه
-تعال ! أعطني القناع سأضعه عليك "
سلمها ثيودور ما كان بيده لتضعه بوجهه بخفة .
كان للقناع لاصقات من الأثير ولم يحتج رباطا بل سيلتصق بالوجه تماما مائن يضعه ولن يقع
-مناسب تماما !"
هتفت هيلين وهي تضع المرآة قرب ثيودور الذي شعر بالإنزعاج بالبداية وبعض الحكة بوجهه قبل أن يعتاد تماما على وجوده ،
كانت الخامات التي اختارتها لورين خفيفة وبالكاد يشعر بثقلها على جسر أنفه.
تساءل دائما في قرارة نفسه كيف استطاع الرجل الذي يطارده البقاء بالقناع .
هز رأسه في هيلين عندما نادته مجددا وهي تشير لسيلفاتور وجايدن اللذان ينتظرانه .
كان جايدن يرتدي بذلة بلاتينية وبيضاء كذلك ولم يبالغ في الزخارف كثيرا ، كان قناعه قد زُين بنفس اللون عدى أنه يغطي عينا واحدة والٱخرى حاجبة فقط في حين أنها مزينة بمربعات شبيهة برقعة الشطرنج على الجانب الأيمن من وجهه.
-أين دايان ؟" بحث ثيودور بعينيه عن أخيه ولم يجده
-سبق وركب العربة بالفعل "
أجابه جايدن في حين أومأ على اختياره الموفق لملابسه
-لنذهب "
تبع جايدن وسيلفاتور للعربة ، كانت على غير العادة عربة فخمة مخصصة لهذه المناسبات فقط ،يمكنه بوضوح تمييز نقوش الأثير الزرقاء عليها وهي تلمع بخفة تحت وهج القمر .
احب النبلاء الرفيعون الترحال بالعربات رغم قدرتهم على الطيران لأنهم اعتبروها جزءا من ثقافتهم وهذا ما امتد للنبلاء الجدد كذلك . أيضا ،عكس الأماكن الٱخرى، كانت عواصم الممالك خاصة تحضُر الطيران !
صعد العربة التي سرعانما أمرها سيلفاتور بالانطلاق ، قطعوا طريقا طويلا بين شوارع المدينة وصولا لأطراف العاصمة .
سرعانما قل الحشد ولم يبقى سوى طريق حجري طويل به عربات قليلة بدى أنها للمدعوين للحفل كذلك .
كان المكان مزينة بأضواء جميلة وشعل ثيودور بالرهبة من فخامة المكان خاصة بعد أن وصلو بوابة إقامة سوين.
-الدعوة من فضلك ؟"
تم إيقافهم عند الباب من قبل خادم كان يفحص الدعوات ،
مررها له سيلفاتور ثم دلفوا إلى الداخل
الأشجار غريبة الشكل والحديقة تتوسطها عدة ورود حمراء وبيضاء نقية ، كانت جميلة لكن ثيودور شعر بشكل ما أنها غريبة.
ساروا طويلا قبل أن يصعدوا على جسر طويل للناحية الٱخرى .
-لما أشعر بعدم الراحة ؟" كان قلبه ينبض بشكل غريب وكأن شيئا يضغط على أنفاسه .
-السيد كلاود !"
-هاه ؟"
-لقد وصلنا "
عاد لرشده وهو يشاهد دايان الذي ينظر له بغرابة وجايدن الذي سبق ونزل مع سيلفاتور .
-أنا آت !"
نزل من العربة ليستقبله منظر القصر الضخم .لا ، بالأحرى كانت قلعة !
سأل
-هذا ليس قصر البارون أليس كذلك ؟"
كان بإمكانه بغموض تمييز إقامة البارون بين الأشجار من بعيد لو نظر للخلف
-ستفهم عندما ندخل "
صعد الدرجات الغريبة الرخامية بلون الدم الخافت قبل أن يدخلوا مع بقية الأشخاص المتنكرين من الباب.
كان في استقبالهم خادم يرتدي قناعا يخفي كامل وجهه ، حياهم بهدوء قبل أن يريهم الطريق نحو قاعة الاحتفالات.
عندما كادو يصلون تكلم الخادم
-لن يتم الإعلان عن الأسماء مثل الحفلات كالعادة ، يرجى المعذرة ولكن كان هذا طلبا من البارون لأجل الحفاظ على أجواء الحفل الغامضة "
"وهذا يعني أن لا أحد سيميز هوية الحاضرين مالم يريدوا الكشف عن أنفسهم ,"
فكر ثيودور عندما ابتسم جايدن
-بالتأكيد "
فتح لهم باب القاعة الكبيرة ليتجهوا للداخل .
كان ثيودور في رهبة من المنظر ، كان القاعة دائرية تماما في آخرها كانت منصة يطفو فوقها تابوت أسود مزين بشكل غريب. على سطحه ،امتدت أجنحة شبيهة بالخفافيش كنقش بارز من بعيد.
كان بإمكان ثيودور بغموض تمييز الخيوط. الدموية المتصلة بأثاث القاعة المتنوع الأشكال ، لكن الألوان لم تتباين سوى بين الأحمر والأسود والذهبي.
تعددت تنكرات المدعوين كذلك لكنه لايزال يمكنه أن يشم رائحة البذخ الذي تنبعث منهم ، كانت أزياؤهم جميعا مرتبة ومنتقاة بعناية ،ليست مبالغة ولكنها ليست بسيطة كذلك .
على الطاولات الموضوعة جانبا كانت الأصناف كلها فاخرة لكنها مزينة بأشكال وألوان مماثلة .
شعروا بدخول أحدهم للقاعة ،توجهت العديد من العيون هنا قبل أن تعود لما كانت تفعله .
-آيس ، دايان ، يمكنكما التجول والتعرف على المكان "
تحدث جايدن للصبيين قربه ،
وافق الإثنان على كلامه في حين بحث ثيودور بعينيه وشعر بالغرابة لأن سيلفاتور إختفى بوقت ما .
-أين ذهب ؟" تمتم قبل أن يستدير ويتجه صوب أطراف القاعة
أراد أولا إلقاء نظرة على المكان بشكل صحيح إذ أنه تذكر أنهم عبروا جسرا الآن !
-من يضع جسرا وسط إقامته ؟"
مشى بضع خطوات عندما شاهد رجلين متنكرين يتمتمان بسخرية
-ما الأمر مع سوين وهذه الحفلة ؟"
-همف، ربما يريد إصلاح صورته بعد الحادث "
-سمعت أنه دعى رئيس الأكاديمية لحضور الحفل لكنه رفض "
-نعم ،لكن من السخرية أن البارون "هاوارد" وافق على الحضور !"
تفاجأ الرجل ليسأل
-حقا ؟ ألم يكونا متخاصمين، قيل أن أتباع البارون سوين خانوه وانضموا لحزبه "
-شش إخفض صوتك ! هل تدري أين نحن الآن ؟"
سكت الرجل مجددا مفزوعا ثم همس بخفة
-هل الشائعة صحيحة ، هل هذه حقا قلعة مصاص الدماء من إمبراطورية"شورين" ؟"
-نعم، لقد أكدت ذلك مع خادمي ، صديقه يعمل هنا وقال أن البارون سيستضيفنا بها "
-هاهاها ، إنها بالتأكيد القلعة ذاتها "
إقتربت منهم امرأة ووضعت مروحتها تغطي نصف وجهها ضاحكة في حين إمتد القناع المزين بريش طير لم يتعرف عليه ثيودور ليضيف بعض الغموض لتلك العيون الذكية
- من كان يتصور أن البارون سيصل إلى حد إخراج كنزه الثمين ، لا بد أن وضعه صعب جدا "
-هذه السيدة ، هل تعلمين عن القلعة ؟"
عبست المرأة بغير رضى وهي تنظر للخاتم فوق قفاز يدها الأيسر مجيبة بامتعاض
-انها آنسة ..."
-ٱوه اعتذر آنسة ...؟!"
-هاها ، لن يكون ممتعا إذا أخبرتك من أكون ، أليس كذلك يا فتى ...؟"
نظرت نحو ثيودور الذي جفل وشعر بالحرج لأنه كان يتنصت تواً .
قام بتحيتها حسب الآداب بوضع يده على صدره الأيسر ثم سأل ببراءة
- هل لي أن أعرف من الآنسة عن القلعة أكثر ؟"
-هاها ، انظر إليك كم أنت لطيف " مدحت المرأة بصدق قبل أن تجيب
- يقال أن القلعة كانت تنتمي لمصاص الدماء الفيكوت زولاديت من إمبراطورية شورين ، لا أحد يعلم ما جرى لكن الحكاية تقول أنه قبل 300 سنة اختفى مع هذه القلعة من أراضيه دون سبب ، قال الكثيرون أنه قتل . بعد كل شيء ..."
ومضت عيناها بقليل من الجشع قبل أن تكمل
-هذه القلعة بأكملها تُصنف كقطعة أثرية مختومة !"
تفاجأ ثيودور ثم سأل مؤكدا
-القلعة أثر مختوم ؟ حقا أي نوع ؟"
عادت المرأة إلى هدوءها ووضعت المروحة تغطي بها نصف وجهها مجيبة بغموض
-حسنا ،من يدري ؟ ربما هي فرصة لنسأل البارون سوين عندما يأتي .
في النهاية، ظهر هذا الأثر على يده قبل 8 سنوات ، لكني سمعت أنها من النوع الثالث ! "
أراد ثيودور الاستفسار عن المزيد لكن يبدو أن الآنسة أمامه لم ترد الحديث أكثر لذا انسحب بهدوء نحو الشرفة .
لم يكن في عجلة من أمره لاستكشاف المكان ، أراد أن يرى أولا موقعه بوضوح داخل إقامة البارون .
خرج من الأبواب الزجاجية المحمرة قليلا والتي حوّلت إضاءة القمر الأبيض للون الدموي عندما تمر من خلالها ، مضيفة جوا كئيبا للمكان .
دلف للشرفة الصغيرة ونظر حوله ،
كانت قاعة الحفلات بالطابق الثاني وكانت عالية بما يكفي ليرى قصر البارون بوضوح من بعيد .
انزل عيناه للأسفل عندما شهق برهبة!
لمفاجأته كانت القلعة على أطراف الجزيرة التي تحوي عاصمة المملكة "سو"
قيل له من قبل أن إقامة البارون تقع على الأطراف، لكنه لم يتوقف أن تكون الحقيقة حرفية
أمكنه بغموض رؤية ضباب الأثير أسفل الجسر التي يتصل بهذا المبنى .
كانت القلعة في جزء منفصل عن الجزيرة وطافت بحرية قربها
شعر بالدوار من التحديق طويلا واتكأ على الحائط القصير المزين بألواح ذهبية .
رفعه بصره نحو الأعلى عندما شاهد شيئا جعله يتعجب
كان لأعلى الشرفة بلورات حمراء صغيرة مزينة متصلة بخيوط سوداء وذهبية ،
بشكل غريب تدلت من السقف للأسفل وكأنها ستقع بأي لحظة
-ٱووه التصميم غريب ؟ " شعر بالحيرة لما صُمّمت هكذا وأراد التحقق عندما داعب ٱذنَه ضجيج من داخل القاعة.
من خلال الأبواب الزجاجية وبين حشود الناس أمكنه رؤية التابوت الأسود العتيق يفتح ببطء شيئا فشيئا .
----------------------------
ساضع صور الأقنعة التي ظهرت بالفصل بالأسفل من أجل تجربة افضل للقراءة😶