--------

أشاح ناثام بصرهُ ثمّ أمر سان.

-لنجتمع مع البقية ثم جنود لونا، أخبرهم أنّنا سنتعاون معهم على اختراق حاجز الجثث"

-هل يجب أنْ أطلب من فرسان "ألديليا" إيقاف هُجومهم على دراكوك ؟"

-نعم ! لا فائدة تُرجى من الإصطدام هنا، بالأحرى يجب أنْ ندع شالينريزر يتقدّم. تحمل دراكوك معلوماتٍ أكثر منا عن المدينة، هل أخبرك خالي كيف تُسيطر على النّجم ؟ "

-آه ، لا ! لا يعرف الأرشدوق أيضا !"

-هذا ما أقوله، لا شك أنّ لشالينريزر طريقة ما "

فهم سان ما يُحاول ناثام إخباره به، سيترك دراكوك تأخذ جُلّ الخطر عنهم.

سار مع الأربعة حتّى وصلوا ساحة المعركة.

كانت الفوضى القديمة والجديدة قُرب النّجم بكُلّ مكان .

يمكن رؤية شظايا الهياكل العضمية من قبل 60 ألف سنةٍ تتجمّع في كُوم.

في حين أنّ الجُثث التي لا تزال سليمة نسبيا وبشكلٍ غريب، واقفةٌ حول النجم مُمسكين بأسلحتهم وكأنهم يحرسون المكان.

أمكن لثيودور القول أنّ الجثث جميعها كانت تخُصُّ فرقة "صيادي التنين".

كان بعض أجزائهم وأطرافهم مبتورة، حتى أنه شاهد ٱورك دون طرفه السفلي تماما، لكنه لا يزال يستخدمُ يديه لإيقافِ الجنود من المرور.

بوضوح لم تكن هذه الجثث حية، لكنها لا تزال تتحرك !

-ماذا يحدث هنا ؟ لماذا الآثار المختومة حول المدينة هائجة كذلك؟"

كان بإمكانه أيضا،رُؤية عشرات الآثار المُختلفة تُحاول سحق الجثث والمرور نحو النجم كذلك، لكن الأخيرة تصُدّها مانعةً إياها من العبور.

-غريب ؟" تمتم ثيودور عندما نادى ناثام

-استعدوا للمعركة !"

شكّلت وينيا الأثير في شفرات ماء في حين رسم ميلو هراوته مُجددا، لم يستطع استخدام الأثرِ لأنّ ضرَرُهُ عليه شديدٌ بسبب مستواه المنخفض. لكنه لم يُمانع استخدامه كسلاحٍ لتحطيمٍ رؤوس بعض الأشخاص.

لاحت المعركة التي حذّرهم منها ناثام في بصرهم.

كان جُنود دراكوك بالدرع الذهبي والعيون الذهبية، يحمِلُون رماحهم في حين قاتلوا مجموعة فُرسانٍ تحمل شعار أرشدوقيّة ألديليا على ظهورِ أرديتهم.

كانت المعركة في نهايةٍ مسدودة حيثُ أنّ كِلا الطرفين قد بدأت علاماتُ الإرهاقِ تغزوهما جرّاء تركيز انتباهِهما على ثلاث جوانب ! الجثث ،الآثار والأعداء أمامهم!

تخطّت وينيا ثيودور واِتجهت صوبهم وهي تُهاجم بشفراتها المائية .

اِصطدم هجومها برُمح فارسِ التنّين، والذي أطلق موجاتٍ من الضوء أبطلت شفراتها.

قام ناثام بالتّحرك لأوّل مرّة ورفع يده مُحوّلا الأثير لشراراتٍ كهربائية إلتفّت كالثّعابين حول عدّة فُرسان وصعقتهم مُرديةً إيّاهم أرضا ! لم تكن الرماح الذهبية الباردة نِدّا لقُوة هذا الأمير!

-مخيف !" همس ثيودور قبل أنْ يُرسلَ ييغرو في هُجوم صوبَ أحد الفرسان .

كانت التنانين في شكلهم البشرّي مُطابقين لوحوش النوع "المختلف" !

نعم! ولهذا اعتبرت دراكوك بلدًا مُهيْمنا رغم صِغرِ تعدادهم. في حال تحوّل أحدُ أفرادِها إلى شكلِ التّنين فسيكونون جميعا مُطابقين للنوع "النادر" من الوحوش .

يجب القضاء عليهم قبل إعطائهم أيّ فُرصة للتحوُّل !

كان من حسن الحظ أنّ فريق دراكوك هذا صغيرٌ للغاية ممّا مكّن فُرسان ناثام من إحاطتهم دون منحِهم هذه الفرصة !

-ٱوووور °° صوت تنين°° !

فجأة انتشرت موجةٌ صوتيةٌ هزّت طبلة ٱذني ثيودور. أحدُ الفرسان تمكّن من التحوُّل !!

نظر لمكان المعنيّ حيث وجد ميلو ينظر إلى التنين بإحراجٍ ممزوجٍ بالخوف. رأى ثيودور يحدقُ نحوه وقال بإرتجاف فمه.

-آسف، خرجت الهراوة عن سيطرتي للحظة !"

ما هاجمه ميلو الآن كان أحدَ فُرسان ناثام عِوَض العدوّ قربه ! لقد أعطى الأخير فُتحةً للهربِ والتغيُّرِ لشكل التنين خاصته !

إمتدَّ ظلُّ فارس دراكوك هذا وتوسّع حتّى صار في حجمِ مبنى من طابقين.

-ٱووووووررر°° صرخة °°

كان زئيرُ الأخيرِ حاداً وقد هزَّ أركان المكان.

حرّك جناحهُ الذّهبي مُحاولا سحقهم تحت وطأَته.

من الواضح أنّ التنين كان عاجزًا عن الطيران، رُبما يُعزى هذا، للمجالِ المُشرق حول النجم، حيث أنه حضَرَ أيَّ شكلٍ من أشكالِ التّحليق قُربه.

حتى أنّ ثيودور قد رأى إحدى الآثار حاولت الطفو إليه وقدْ نَزل شعاعٌ من المصفوفة بالأعلى مُحطما إيّاها لأجزاء .

-إنتشر !"

صرخ أحدُ فُرسان ناثام وأرسل الدرع الصّغير الذي بيده ورماه فوقهم. توسّع الأخير لعدّة أمتار وغطاهم ، مُواجها هجوم الجناح.

نشَرَ الرجل الذي قُربه كذلك أثره وضخَّمه قبل أنْ يقطع اِتجاه التنين.

كانت القوة في الأثر كبيرةً وسُرعانما تمَّ تركُ علاماتِ جُرحٍ كبير على طرف الجناح.

-انسحبوا ! "

أمرَ ناثام فُرسانه بعد أنْ رأى أنْ لا فائدة من خوضِ هذه المعركة. بعد كُلِّ شيء، شالينريزر لم يكن يُرافق هذه الفرقة.

لم يُجادل فرسانه وسُرعانما بدٱوا بالتّراجع للخلف.

لم يقم بقيّة جنود دراكوك بالتحوُّل بل اختاروا الإنسحاب كذلك بعد رُؤية عدّة آثار قد اِسدرجتها الجلبةُ بهذا المكان.

قَادَ ناثام فريقه نحو سَرِيَّةِ جُنود لونا القريبة، حيثُ لمحَ رجُلا خَشِن المظهر يتحدّث إلى أحدٍ قُربه. توقّف لمّا لمحَ ناثام كذلك.

- الأمير..."

أدّى تحيّته حسب الآداب الإمبراطورية قبل أنْ ينقُل عينيه نحو الأشخاص معه. عبس عندما شاهد ثيودور يقفُ في الخلف.

-أنت أيّها السارق !!" كان سيُشهر سيفه اتجاهه وأعصابُ رأسهِ ظاهرة من الغضب، لكن ناثام نظرَ له بحدّة قبل أنْ يتقدَّم سان أمامه.

-هل تجرؤ على رفعِ سيفك في حضور الأمير ؟"

إبتلع النّقيب كلماته بحلقه وعبسَ ثمّ سأل

- هذا الجُندي هنا لا يجرؤ، لكني ٱريد أنْ ٱوضّح للأميرِ أنَّ ذاك الصبي خلفهُ قد أحدث خسائر فادحةً بصُفوفنا "

أدار ناثام بصره لثيودور الذي رسم تعبيرًا بريئا قائلا أنه لا يتذكر ما يتحدّث عنه الأخير.

عاد ناثام لقائد سريّة الفرسان قائلا

-إنه أحدُ أتباعي الآن، سأعتذر منك إنْ بدَرَ أيُّ سلوكٍ غير مسؤول منه مجددا.

بالإضافة، أشكُّ أنّ صبيا صغيرا مثله يستطيع أنْ يُحدث مُشكلةً لسريّة كاملة؟ هل يحاول النّقيب أنْ يتنصَّل من مسؤولياته ؟"

-هذا !"

أرادَ النقيب الدِّفاعَ عن نفسهِ لكن لم يلبث بُرهة أنْ سكتْ. كان صحيحا أنَّ تهجُّمَه على الفتى غيرُ مُبرّر !

عند دخولهم المدينة، إنضمَّ الأخيرُ لهم لعدّة ساعاتٍ فقط ثمّ رحل. لكن بهذه الساعات القليلة حدثت عدّة مشاكِلَ بطريقهم. لا يُمكن أنْ يعزوها جميعا للصبيّ لأنَّ الجميع يُطارده الآن صحيح ؟

صمت بعد أنْ إبتلع كلماتهِ . غيرَ قادرٍ على دفعِ الأمر أكثر، غيَّر الموضوع قائلا بجدية.

-هل للأمير خُطةٌ لكيفية إقتحام صفِّ الجُثث ؟"

لم يتابع ناثام استجوابه ولكنه أومأ

-نعم. ندعُ شالينريزر يقتحم أوّلا، لا شكّ أنه يعلم كيفية السيطرة على النجم أو ما يحويه "

-لكن هذا قد يُكسبه الأفضلية!"

توتّر قائد السَرِيّة. كانت جينيفر بالخارج قد أمرته أنْ يحصل على الأثرِ بأيِّ ثمن.

كان ناثام قَلِقًا من هذه الفرضيّة كذلك، يستطيعُون الإغارة على دراكوك من الخلفِ مائن يبدؤون إقتحامهم. لكنْ المعركةُ التّي قدْ تنشبُ بسبب ذلك، لا تزالُ تمنحُ وقتاً لشالينريزر للقيام بما يُريده.

-لديَّ فكرةٌ أفضل !"

دَلَفَ فجأةً صوتٌ رقيقٌ نحوهُم من الخلف.

أدارَ الجميع وجوههم للمتحدّث.

انسحب شابٌ من جنود السّرية وتقدّم نحوهم. كانت الخُوذة الفضّية على رأسه تُغطي وجهه بالكامل مع الدّرع الفضيّ. لكن كان بإمكان الجميع قولُ أنَّ الشخص كان لا يزالُ بعمرٍ صغيرٍ جدا .

-من أنت ؟" عبس ناثام

-إنّه من المؤسف أنْ لا تتذكّرني حضرةَ الأمير، بالنهاية لقد إلتقَينا قبل مُدة قصيرة بمحطة النقل"

نزع الشاب خوذته ليَظهرَ وجهه للجميع.

كانت الشعر الأسود الطويل المُنساب خلف ظهرهِ والعيون الخضراء الحادّة قد أعطتهُ مظهرًا نبيلاً رغم لُغته القديمةِ السّيئة.

-ٱوه، أنت تلميذ الأرشدوقة شيلدريا ؟ ما كان إسمك ؟" أومضت عيونُ ناثام بإهتمام.

إبتسم الشاب فيه ببساطة قائلة

-إسمي شاتس أيّها الأمير، شاتس ويلين "

أزاح بصرهُ عن ناثام للحظةٍ ينظر لثيودور المُحدّق فيه بذهول في مرح!

2022/04/04 · 128 مشاهدة · 1125 كلمة
Kirara
نادي الروايات - 2024