-غغغ °°° كح كح °°
كان صوت تقيُّء الدماء !
نزَلَ جميعُ المستكشفين الذّين بادروا بتفجيرِ آثارهم على رُكبهم من فرط الألم.
كانت جروحهم الدّاخلية شديدة لكنها ستُشفى بشكل جيد بعد بضعة أشهر من الراحة.
-اِحملوهم للخلف !"
أمرَ النقيب كما وعد المستكشفين !
لأجل تضحيتهم هذه، كان سيدعُ القليل من جنوده يحمونهم حتّى عادوا لحصن الحدود.
بعد كُلِّ شيء ، مع إصابات كهذه ، لن يستطيعوا السّير بمفردهم فمابالك بمُواصلة رحلتهم بالمدينة.
-كراك !°°
فجأة، وسط هُتاف الاِنتصار الذي كان يُدوِّي من حناجرهم. صدَرَ صوتُ تحطُّم مثل كسر الزجاج من فوق رؤوسهم.
رفعوا عيونهم لأعلى ليُشاهدوا صدعا عميقا مثل شق طويل قد إمتدّ بحاجزٍ كان غير مرئيٍّ سابقا .
كانت المصفوفة التي تُحيط بالمدينة !
-المصفوفة على وشكِ الإنهيار ! فليتقدَّم معي كُلُّ من يستطيع الوصول للمدخل. الفرقة السابعة والرابعة أوقفوا ما تبقّى من جُنود دراكوك وأكوامارين بأيِّ ثمن قبل الإنسحاب نحو الحصن !! "
-حاضر !!"
أمرَ النّقيب جنود سريّته وتقدّم مع الباقي للبوابة بسرعة. كان الوقت يُداهمهم وإعتقد أنَّ المدينة لن تصمد طويلا ضدَّ ضغطِ مُحيط الفراغ!
-هل نُرافق الفرقتين كذلك ؟" سأل ثيودور جوردان.
لم يكونوا الوحيدين الذين رافقوا جنود لونا، إنمَّا اِنضم عدّة طُلاب لهذا المسعى ، بعد كُلِّ شيء كان هذا هو اِختبار تخرُّجهم.
سيعتمد الأمر الآن على أيِّ مدى سيصلون في محاربتهم لدراكوك وأكوامارين لتقريرِ نتائجهم.
يحمِلُ كل منهم مُسجِّل نقاط على شارة الأكاديمية بردائه، سيتم اِحتساب كُلِّ عدوِّ تم اِسقاطه كعلامةٍ مُضافة لسجلّهم.
بعد أمرِ النّقيب ، انتشر الطلاب مع الفرقة السابعة والرابعة لتنظيف المكان بساحة المعركة ممَّن تبقّى حيا من أعدائهم.
ضيق جوردان عيناه قي تفكير لكنه لا يزال يأمر.
-لا! سنُتابع مع السّرية لداخل البوابة، نقاطُ المساهمة لإستعادة الأثر الٱسطوري ستكون أكبر من نقاط التّخلص من بعض الأعداء!"
أشار لعدّة طُلاب ساروا مع السّرية بالمثل، رُبما كانوا يُفكرون بفس الشيء أيضا!
-ألّا تظن ذلك ؟" سأل جوردان ثيودور
- نعم ، أعتقد هذا أيضا " وافق ثيودور على الفكرة.
لم يَرِد أيُّ رفضٍ من الباقي لذا لحق فريقهم بالنقيب وناثام.
كان الطريق نحو البوابة لا يزال صعبا إثْرَ الغُبار والفوضى بالإضافة لبقايا الجنود الذين إعترضوهم بكُل مكان .
لكن بشكل عام، لم يكن الأمر به مخاطرُ كثيرة. يبدوا أنَّ الإنفجارات قد أدَّت مفعولها حقا !
دَخَلَ النقيب مع ما تبقى من فريقه لداخل البوابة. سرعانما تغيّرت وجهة نظرهم لمكانٍ مُظلمٍ تماما .
لا بالواقع لم يكن مُظلما إثرَ الشاشات العديدة المكسورة التي عُلِّقَت في كل مكانٍ بسقف القاعة السوداء الضخمة جدا .
كانت الشاشات السليمة نسبيا والمُتّصلة بخيوط الأثير نحو السقف تعرض مشاهد مُختلفةً للمدينة وطريق النجوم بالخارج.
كان مُحيط الفراغ قد توسَّع حتى أسوارها وإبتلع الطريق الذي دخلوا منه بالكامل، في حين عرضَت إحدى الشاشات الصّدع العميق على المصفوفة فوقها.
لفت اِنتباه ثيودور، تشوُّها مكانيا بمقدمة القاعة بعيدا عنهم، حيث بدى الصدعُ الفضي وكأنه يقسم الغرفة الكبيرة لنصفين.
كانت عدّة خُيوط أثيرية مثل الأنابيب التي خرجت من الأرضية، تبثُّ الطاقة بإستمرارٍ للصدع محاولة إصلاحه لكن دون فائدة. ربما يرجع ذلك لذاك الجسم الضخم الذي بدى أنَّ جزءا منه عالقٌ بالصدع !
نَظرَ هناك، كان أكثر ما أثار اِهتمامه وباقي السّرية معه. الجسد الضخم الذي غطّى عُشر الغرفة وأثار القشعريرة بقلوبهم كان هيكلا عظميا لتنين!
نعم ! كان هيكلا عضميا أسود لتنين كبير جدا قد ربض وسط الغرفة !
-مخيف !" تمتم ميلو قُرب ثيودور.
رغم أنّه من الواضح أنَّ التنين قد مات منذ وقت طويل، لكن النقوش الذهبية على جُلِّ عظامه السوداء وحجمه الكبير، قد مَنَحه ضغطًا خفِيَّا حاصرَ أنفاسهم.
-سيبياموس!" لم يكدْ ناثام يهمِسُ بهذه الكلمات حتّى فُتحت أعينُ الجميع على مصرعيها !!
-كان هذا الهيكل لسيبياموس!!؟ "
اِبتلع ناثام مُحاوِلا عدمَ التّأثُّر بهالة الأخير رغم تصبُّبه عرقا بشكل غريب قائلا.
-تُحَدِّدُ النُّقوش على العظام مدى نقاء سُلالة دراكوك. لم أسمع بشيءٍ مُماثل لهذه النقوش إلاَّ في وصفٍ لكالساديان بالمخطوطات القديمة. لذا يجب أنْ يكون هذا سيبياموس "
-إذن هو ميت حقا ؟!" ازدردَ الجميع ريقهم في رهبة.
كان الكائن القديم الذي حكم عدّة آلافٍ من التنانين، قد سقَط من عرشه وقُتِل ليُصبح جثة هامدة هنا.
-اِبحثوا عن شالينريزر ! لن نستطيع نقل العظام بسبب ضيق الوقت ، الأولوية الآن هي إيجاد الأثر الٱسطوري الخاص بسيبياموس !"
أمر ناثام فُرسان "ألديليا" لينتشروا بكل مكانٍ مع باقي الجنود والطلاب.
كانت القاعة كبيرة جدا وبدى حجمهم سخيفا لشدّة صِغرِه مُقارنة بالتنين أمامهم.
-آيس ٱنظر !"
أشار كريسل لثيودور للنّظر نحو إتجاه مُعيّن.
كانت جُدران وأرضية القاعة مليئةً بأحجارِ القمرِ من مُختلف الأحجام وقد غُرست عميقا بها.
- إنها تبدو كمصفوفةٍ لنقل الطاقة ؟هل يُعقل أنَّنا داخل النّجم؟"
تمتم دايان وهو يرمي ببصره هنا وهناك بشغف مُحدقاً بالأنماط التّي رُسِمت على الجدران بكُلِّ مكان.
-قيل أنَّ سيبياموس كان شغوفا بالتشكيلات، حتّى أنه قد ٱطلق عليه لقب المهووس بوقت ما بسبب حُبِّه لها "
ضحك دايان بسُخرية وهو يلتفت نحو "وان" الذي قال هذا مُستجوبا.
-ومن أين تعلم أنت هذا ؟ من أيِّ كتاب عجيب قرأته "
ضيق "وان" عيناه وهو ينظر لدايان وكأنه يُحاول الرؤية من خلاله.
-إنه كتاب يدعى [ لقد رأيته بٱم عينيّ من قبل ]، هل تريد قراءته ؟"
شخر دايان وكأنه لا يهتم بسخريته عندما تابع وان.
-يذكر هذا الكتاب أيضا أنَّ إبنة سيبياموس، كانت مُهتمّة بالتشكيلات مثله كذلك، وحتّى مهووسة أكثر منه. يجدرُ الإشارة أنها أوَّلُ من صمَّمَ تشكيلاتٍ بهالة الشّفق بدل الأثير "
توقف دايان للحظة ونظر لعيون وان بريبةٍ وكأنّه يُفتِّش عن مقصده من خلال ذكر هذا، مُتسائلا عمّا إذا كان البارونيت كاول قد أخبر "وان" بهذه الأشياء.
كان جايدن قد حذَّرهُ من إرخاءِ دفاعه قُرب الأخير لأنه يعلم بتاريخ عائلتهم الخفي.
إذا ما تمَّ تسريب أنّ سُلالة خائن الإتحاد لا تزال حيّة، فسيتمُّ مطاردة عائلته من قبل دراكوك لمن يعرف متى !
كانت رُؤية الهيكل العظميِّ للشخص الذي من المفترض أنْ يكون جده الأكبر وقد تمّ إغتياله من قبلهم، تُعطيه شعورا بالبرودة في عظامه.
قطع شروده صوتُ مولان الذي صرخ
-أنا على وشك الإختراق !"
توجّهت أعينُ الفريق كُلِّها نحوه حيثُ جلس مولان على الأرضية السوداء الحجرية بسرعة .
كانت الطاقة من أحجار القمر بالأرض تلُفُّه مِمَّا أثار اِنتباه الجميع.
-إنه يخترق فعلا !" كان ثيودور مُنبهرا.
كانت الطاقة من الأحجار كثيفةً مِمَّا جعل مولان الذي كان يُمسك مُستواه بصعوبة، غير قادرٍ على التّحمل بعد الآن.
تجمَّع الأثير في دوّامة حوله وسُرعانما تكثَّفَ في هالةٍ خضراءَ مثَّلت عُنصره !
أشرقت أربعُ نُجومٍ حوله من الطاقة المكثفة وسرعانما بدأتْ الإنجذاب لبعضها ،مُحاولة بذلك الإندماج معا.
في لحظاتٍ متوترة للفريق كله. اندمجت الأربعُ نجوم معا بسلاسةٍ مُكونة شمسا خضراء مُشرقة. كانت تلك شمس مولان الٱولى والتي مثَّلت تكثُّف عنصر الرياح لديه لأقصى حدٍّ بهذا المستوى !
-مُبارك !!"
هتفَ دايان فجأة وهو يتّجه صوب مولان مُربتًا على كتفه، كانت ملامحه تميل للسعادة لإنجازِ رفيقه.
-هيهي ، كان الأمر غير مُتوقع لكني نجحت !"
ضحك مولان بحرارةٍ ثم رفَع وجهه المُحمرَّ خجلا من تهانِي رفاقه نحو ثيودور.
-لما لا تُحاول الإختراق هنا ؟ كثافةُ الطاقة كبيرةٌ جدا وستمنحك دفعًا لإتمام الأمر بسرعة "
فكّر ثيودور في الأمر قليلا ثم وافق. لقد استقرَّ عُنصره تماما بطريقهم هنا وكان مُتشوِّقا لمعرفة إنْ كان سينجح هذه المرّة.
جلَسَ بسُرعة وشعَرَ بقلبِ جوهره، حيث أمرَ نجومه الخمسة ببدئِ الإندماج معا.
تكثَّفَتْ الطّاقة حوله مثل مولان وشكّلت هالة زرقاء ناصعة. ولكن بشكلٍ غريب في حين أنّ عُنصر مولان كان أثيريا ، تكثّف عُنصر ثيودور في شكلٍ شبيهٍ بالسّائل الأزرق ولفَّ حوله .
سُرعانما ظهرت نُجومه الأربعةُ للخارج. لم يرغب بإظهار آخر واحد لأنَّ الأمر سيكون غريبا في عيون فريقه. لديه ثِقة بكريسل ودايان، لكنه حقا لا يستطيع قول نفس الشيء عن الآخرين.
لم يكن إظهار النجوم خارج الجسد ضرورياً بل مُجرّد اِسقاطٍ لما يحدثُ داخل قلب جوهره.
أحبّ المُخترقون إظهار العملية علناً، لأنّ الأمر سيزيدُ فرصة نجاحهم، بتركيزهم أعيُنهم والتدقيق بالتفاصيل بشكلٍ أكبر.
تحت نظرات الجميع التي تُراقبه ، أمر ثيودور النجوم الخمس بالإندماج معا وما هي إلاَّ لحظات حتى إقتربت من بعضها البعض.
تداخلت شيئا فشيئا مُشكِّلة بالكاد شمسا مُضيئة زرقاء اللّون تحت أعين ثيودور المترقِّبة.
كان مسرورا لأنه بالمرّة السابقة لم يحصل حتّى على فُرصة لدمجِ نجومه !
-انتظر، هناك خطؤٌ ما ؟!!!"
لكن عندما كادت النجوم تندمجُ تماما في شمسٍ واحدة، اِنفصلت فجأة وتنافرت للخلف في لحظة !!
--------
بما ان الإرك على وشك الإنتهاء ٱفضل كتابة الفصول الأخيرة ثم تنزيلها دفعة واحدة هاد الأيام
( حوالي 4/5 فصول) أفضل من تنزيل فصل بكل مرة 💜