“يا إلهي، لا اصدق ذلك!” صرختُ وانا اقفز من مقعدي.
هل هذا حقيقي؟
ضغطت زر التشغيل، وبدا اللحن المألوف يتردد في سماعاتي. كان الأمر اشبه بإزاحة حمل ثقيل عن كتفي.
“ماذا؟ هل حذفت اغنيتك؟ الا تعلم انه يجب دائمًا حفظ عملك؟” صاح سيمين.
“مهلًا، حتى لو انك حذفت الأغنية التي شغلتها للتو… لا بأس. اعتبرها فرصة لتبدأ من جديد وتبتكر شيئًا جديدًا.” اضاف هيونغبوم.
جلست مجددًا في مكاني، متجاهلًا أعضاء الفريق الذين لم يبدو انهم يهتمون بوجودي اصلاً، اعدت تشغيل الاغنية مجددًا.
النظام… لقد ساعدتني فعلًا هذه المرة. أنا hسف على تذمري الدائم، وعلى وصفي لك بأنك عديم الفائدة.
لاحظت ان هذه الاغنية، باعتبارها من اوائل الأعمال التي الفتها، يمكن تحسينها قليلًا. بعدها، بدأت اتصفح باقي الملفات في المجلد وقررت ان اربع اغاني منها قد تصلح للالبوم القادم. كنت مستعدًا أصلًا لقضاء الليالي للعمل على الاغنية الجديدة، لذا بدا تخفيف العبء كذريعة جيدة لفتح علبة بيرة باردة أخرى.
[تم رصد الإفراط في الشرب]
[درجة الإخلاص -1]
عذرًا، إنها العلبة الثالثة فقط! انسَ ما قلته سابقًا عن كونك مفيدًا. ألا تعلم أن الكحول يحفز العملية الإبداعية؟ لا؟ هاه؟
بسبب الشجار مع زملائي في الفرقة، أصبحت نقاط الإخلاص لدي في الحضيض، لذا لا تخصم مني ، أرجوك
خلعت سماعاتي وشغلت الموسيقى مجددًا. وبينما كان صوت الاغنية يملأ الاستوديو، بدأت اتمتم اللحن ثم توقفت عند المقطع الأول. التفت بكرسي لاشاهد اعضاء الطاقم يحركون رؤوسهم مع الايقاع. وما ان انتهت الاغنية حتى التفتوا جميعًا ناحيتي.
“ماذا حدث؟”.
“هل كان ذلك تنويرًا أم ماذا؟ كيف تنهيته في اقل من عشر دقائق؟”
“نعم، اصبح افضل بكثير مما كان عليه، افضل
للتوضيح، الفضل يعود للنظام، وليس تنويرًا. صحيح ان النظام لم يُنتج الموسيقى بنفسه، لكنه سلمني مؤلفاتي القديمة، وهذا وحده كان كافيًا لاشعر بالنشوة. ازلت الـ USB، وضعته في جيب سترتي، ونهضت.
لم يكن مسموحًا لي بشرب المزيد من الكحول، ومع جلوس الجميع في الاستوديو للدردشة والضحك، لم يكن هناك أي فرصة لإنجاز شيء. لم يكن من المجدي ان ابقى.
“هل سترحل بالفعل؟” سأل يونغتشول.
“نعم، استمتعوا انتم،” اجبته.
وانا اغادر الاستوديو، سمعت يونغتشول يضحك ويقول لاحدهم انني كنت ابدو وكأنني امتلك المكان.
لم اكن ثملاً بالكامل، فقط كنت مبتهجًا بعض الشيء. الجزء من الاغنية الذي لم اتمكن من تذكره تم حله، وقد قضيت وقتًا مع أصدقاء قدامى ما زلت احتفظ بعلاقة طيبة معهم. كل تلك الأمور مجتمعة هدات غضبي منذ وقت، بل إنني كنت في مزاج يسمح لي بمسامحة “يهيون”.*
“لقد عدت” ناديت وانا أدخل السكن، لكن لم يرد احد. وعادت الى ذهني ذكرى كيف كانوا يتجاهلونني قبل التراجع بالزمن.
فتحت باب الغرفة المشتركة“هاي، انهض ودعنا نتحدث! علينا ان نعمل معًا غدًا، فلا داعي لترك الامور معلقة هكذا!” صرخت.
“يتحدث و كأن لا علاقة له بما حدث سابقًا،” تمتم ييهيون وهو ينهض من فراشه.
حسنًا، كلما تعاملت معه، عليّ أن أتذكر أنه هش كغزال wydv. يجب أن أكون لطيفًا معه لأقصى درجة حتى لا أجرح مشاعره الرقيقة وذاته الهشة
الخمسة كلنا جلسنا متقاربين في غرفة المعيشة الصغيرة. الجو لم يتغير منذ لحظة مغادرتي المهجع، فتنحنحت قليلًا قبل ان ابدا بالكلام.
“حسنًا، هل نبدأ الحديث؟”
“من الذي أفسد الأجواء وهرب مسرعًا من السكن؟” رد ييهيون ساخرًا.
علي أن أضبط مشاعري. يجب أن أتحكم في أعصابي.
“توقفا عن الشجار. لقد قلت انك تريد الحديث،” قاطعنا هاجون.
“لم نكن نتشاجر،” اجبته بسرعة بينما كان يبعدني عن ييهيون.
ثم وضعت زجاجة من السوجو كنت قد أحضرتها من المتجر، على الأرض.
“جايهي، اذهب واحضر بعض الكؤوس،” قلت.
لم يكن من الممكن ان تتم المحادثة التي نحتاجها دون وجود الكحول.
نظر جايهي الي ثم إلى هاجون بارتباك. وقبل ان اسأله لماذا يبدو مترددًا، تنهد هاجون واشار له ان يتحرك. بعد لحظات، اخرجنا الوجبات الخفيفة التي كنا نخبئها عن المانجر لترافق المشروبات. اما اصغر عضوين في الفريق فأعطيتهم مشروبات غير كحولية عوضًا عن السوجو حتى يدخلوا في الجو.
في البداية، كانت اسوا حفلة على الاطلاق، بلا ضحك ولا احاديث. الجو كان خانقًا اكثر حتى من الجلسة الصاخبة اللي تركتها في الاستوديو. عبر ييهيون عن انزعاجه بشرب السوجو الصافي ورفضه الأكل.
ما ان خذت اول رشفة من السوجو حتى سارع النظام في خصم نقاط الإخلاص.
[اكتشاف استهلاك مفرط للكحول]
[مستوى الإخلاص -1]
هاي،
يا أخي، الكحول ضرورية لتقوية العلاقة بين أعضاء الفريق وبناء الروح الجماعية، افهمت؟
قليلاً
من ال
لن تضر يا نظام. حين أعطيتني التذكرة العشوائية كنت ممتاز، ما رايك بتكراره من حين لاخر؟
كلامي بدا مقنع. حتى بعد الرشفة التالية، لم تخصم مني اي نقاط اخلاص، وهذا يعني ان بامكاني أخيرًا أن استرخي واشرب.
نظرت الى هاجون وييهيون، وكلاهما وجهه محمر، ثم بدأت بالكلام
“أولًا، هل اسأت الى أحد خلال اجتماع اليوم؟”
كنت أتوقع فقط ان ييهيون يرفع يده، لكن المفاجأة ان الجميع رفعها معه.
همم، إذا كنت أفهم الأمر بشكل صحيح، فالخصم لا يعتمد على عدد الأشخاص الذين انزعجوا، بل على الفعل نفسه؟ ممتاز. لولا هذا الشرط، لكنت قد تراجعت مئة مرة بالفعل
عقد يهيون حاجبيه وسأل بسخرية تقطر من صوته“هل تعرف اصلًا ما الذي فعلته لتزعجنا؟”
“هل تظن بي هذا الظن؟ طبعًا أعرف.”اسندت ظهري الى الاريكة من مكاني على الارض وابتسمت. كنت قد القيت نظرة سريعة على ورقة الاجابة مسبقًا.“انتم منزعجون لاني تصرفت من تلقاء نفسي ودعمت ترويج أغنية ‘فرصة واحدة’ دون ان استشيركم، صحيح؟”
ساد الصمت الغرفة، التي كانت هادئة بالاصل، فأصبحت اكثر هدوءًا.
هل كان ذلك خطأ؟ كنت أعلم. أعضاء فريقي ليسوا محدودي الأفق إلى درجة أن يغضبوا لأمر بسيط كهذا؟
“كنت تعلم…؟” تمتم هاجون.
كنت في منتصف رشفة حين قال ذلك، فأخذني على حين غرة، مما جعلني ادخل في نوبة سعال. كنت محقًا، لكن لم اشعر بأي رضا.
كيف لي أن أقود رجالًا بهذه الحساسية إلى النجومية؟
وضعت وجهي بين يدي واخذت أفكر في كيفية الرد.
هل سأكون ذلك القائد الوقح الذي يفسد أجواء السكن ثم يغادر فجأة، رغم علمي أن زملائي غاضبون مني؟ أم أكون قائدًا حقيقيًا يعترف بأخطائه ويتأمل في سبل تصحيحها؟
[بالنظر للخيارات، فنحن نوصي بالخيار الثاني.]
بدا ان النظام لا يحتمل ميلي العاطفي نحو الخيار الاول. وكأن هناك ثغرة انقذت اللاعبين الذين يختارون دومًا الاجابات الخاطئة في العاب تقمص الادوار.
“اعني، لم اكن اعلم وقتها، لكن بعد ان فكرت قليلًا واستنشقت بعض الهواء النقي، ادركت انني كنت متسرعًا. كان يجب ان أطلب رأيكم.”
طبعًا، حتى لو كنت سألتكم، لكنا جميعًا صوتنا بالإجماع لاختيار "فرصة واحدة"، أليس كذلك؟ لا أحد سيكون غبيًا بما يكفي ليواصل الترويج لأغنية رديئة مثل "تعال إلى عالمي".
رفع دو بين يده.“انت كنت اريد الاستمرار في الترويج لـ ‘تعال إلى عالمي’.
اتضح ان هناك فعلًا من هو غبي كفاية ليتمسك باغنية لا مستقبل لها.
يا رجل، أنت الشخص الذي عليه أن يغني: "النجوم في الكون تتلألأ، والعيون التي أمامي تتلألأ أيضًا."
هل تنوي الاستمرار في غناء تلك الأغنية؟ جادٌ أنت؟
حدقت في دو بين بدهشة حتى ضرب كأسه بالأرض وزفر تنهيدة ثقيلة.
“بصراحة، من المستحيل تقريبًا اعداد رقصة لـ ‘فرصة واحدة’ وان نكون مستعدين لتأديتها خلال أسبوع.”
“وما الصعب في ذلك؟” سألت.
“لانني انا من عليه اعداد الرقصات! اضطررت الى ابتكار رقصات جديدة بالكامل لاغنيتنا الاولى! اقترح أن نوظف راقصًا محترفًا.”
يا له من صبي أحمق غير ناضج. هل يختار البقاء على سفينة غارقة لأنه كسول جدًا ليبتكر رقصات جديدة؟ وهل كان يشرب؟ وجهه محمر بالكامل.
نظرت الى الاسفل في الوقت المناسب لامنع يد جايهي من التقاط كأس من السوجو، ثم ابتلعتها في جرعة واحدة.
كفوا عن هذا التصرف المزعج وانتظروا حتى تكبروا بما يكفي لتشربوا، يا رفاق.
“ان قررنا الترويج لأغنية ‘تعال إلى عالمي’ الام لمجرد انها الاسهل، فلن نصل الى مستوى النجاح الذي يدفع الوكالة لتوظيف راقص محترف. هذا يعني انك ستظل عالقًا بإعداد الرقصات الى اجل غير مسمى.”
واصل دو بين التذمر والاحتجاج.
خفضت صوتي وقلت“سأبقى طوال الليل واساعدك، لذا لنجعل هذا الامر ينجح.”
وبفضل هدية USB، أصبحت املك وقتًا اكثر بين يدي.
“لقد بدوت كقائد حقيقي للمرة الاولى الان فقط”، علق دو بين.
“ما الذي يفترض ان يعنيه ذلك؟” صرخت به بانفعال.
ارتبك دو بين من ثورتي العاطفية.
“اذًا، ماهي اجابتك؟” ضغطت عليه بالسؤال.
“اسف، فقط شعرت انني اريد ان افتعل نوبة غضب. انا ايضًا أفضل ‘فرصة واحدة’ على ‘تعال إلى عالمي’.”
لكن رغم انها بدت كنوبة غضب، إلا انها بدت صادقة تمامًا.
استدار دو بين الى جايهي (الذي لا يزال يحاول التسلل لاخذ رشفة) وهو يفرك جبينه، وسأله “جايهي، هل لديك راي في هذا؟”
“لا مانع لدي مع اي اغنية، طالما انها ليست ‘تعال إلى عالمي’.”
“جون، ماذا عنك؟ هل انت موافق على الترويج لـ’فرصة واحدة’؟”
“أعتقد… انها افضل من اغنيتنا الأولى.”
حولت نظري الى ييهيون، الذي وضع مشروبه جانبًا وتشابك ذراعاه بابتسامة ساخرة. “يا للاسف، انا لست موافقًا.”
يا إلهي، لدينا اثنان من الأغبياء في الفريق. يبدو أن الطريق أمامنا سيكون شاقًا.
اختفت الابتسامة الساخرة من وجه ييهيون عندما راى خيبة الامل على وجهي قال “انت تعرف انني بالكاد تمكنت من حفظ حركات الرقص لاغنية ‘تعال إلى عالمي’.”
احقًا؟
في ذهني، كان قد مرت سبع سنوات منذ ترسيمنا، لذا كانت ذاكرتي مشوشة بعض الشيء. ومع ذلك، عندما تذكرت رقصه الفظيع، بدت القصة قابلة للتصديق تمامًا.
“سأساعدك على التدرب. اتفقنا؟” وعدته.
“هل تتوقع حقًا ان اتدرب طوال الليل بينما تقول لي اشياء مثل ‘دمية الماريونيت تملك مرونة اكثر منك’؟”
كان ييهيون مصممًا بوضوح على معارضتي امسكته وهززته بيأس “آه! لن اقول شيئًا مهينًا! سأمدحك فقط وسأساعدك على التدرب، اتفقنا؟”
“حقًا؟” قال ساخرًا.
“نعم، حقًا! سأدفع لك حتى مئة الف وون مقابل كل كلمة جارحة قد اقولها لك!” عرضت عليه.
لم يبدُ ييهيون مقتنعًا، فأخرج هاتفه وبدأ بتسجيل وعدي ولم يوافق على ترشيح أغنية “فرصة واحدة” لتكون عملنا القادم إلا بعد ذلك.
جمع الجميع على راي واحد هو تحد حقيقي.
انتهزت الفرصة، مستعينًا ببعض الشجاعة التي منحتني إياها الكحول، وقلت ما كان يجب ان يُقال “كلكم تعرفون انني احيانًا قد ابدو قاسيًا، صحيح؟”
“اتسمي هذا قسوة؟ انت ببساطة لا تهتم بما يفكر فيه الاخرون.” قاطعني يهيون، وكان صوته متثاقلاً قليلًا بسبب الشراب.
تماسك، إيدن. كبح جماح غضبي في ثلاث مواقف قد يوفر علي خسارة نقطة صدق واحدة.
نظرت الى اعضاء فريقي وابتسمت. سواء اعجبهم ذلك ام لا، كنا جميعًا في القارب نفسه.
“اسمعوا، إذا بدر مني اي شيء يزعجكم، فقط اخبروني فورًا، وسأبذل جهدي لأصلحه، اتفقنا؟” قلت.
بهذه الطريقة، يمكنني تفادي خسارة نقاط الصدق. لقد تمكنا بالفعل من دخول قائمة المئة الاوائل، ولا أريد أبدًا أن أعود إلى نقطة البداية.
*امسحوها بوجهي شخصيته كذا لانه تسونديري بعدين يعقل ما اكذب افضل بطل بس اعطوه فرصه و سووا نفسكم مجانين على ذا الدلاخه الي فيه بالبدايه