ادخلت خنصري في اذني ظانًا أنني سمعت خطأ، لكن المدير التنفيذي تكرم بإضافة المزيد من التفاصيل.“ليس لدينا وقت لاصدار اغنية جديدة لكم، اليس كذلك؟ وهل تعرفون كم دفعنا مقابل اول البوم لكم؟ لقد دفعنا ثلاثة ملايين وون. ثلاثة ملايين كاملة!”
كانت حجته الاولى مجرد ذريعة، اما كلماته الاخيرة فقد حملت المعنى الحقيقي. تكراره المستمر لمبلغ الثلاثة ملايين وون جعلني أعبس.
اه، فهمت الان. دفعتم كل هذا المبلغ مقابل تلك القمامة؟ لا رجل أعمال عاقل كان ليفكر حتى في شراء تلك الاغنية، حتى لو كانت تُباع بسبعمئة ألف وون. أن يخدعكم المنتج وتدفعوا فوق ما تستحقه لا يُعد شيئًا يدعو للفخر.
أغنية "تعال إلى عالمي" في قاع المخطط، بينما "فرصة واحدة" قد دخلت للتو قائمة المئة الأوائل. أما زلت غبيًّا إلى هذه الدرجة لتفشل في استغلال ضربة الحظ التي سقطت في حجرك؟
ابعدت الشعر عن عيني وقلت مقاطع، “لكن اغنية ‘فرصة واحدة’ تفوقت على اول اغنية منفردة لنا ودخلت المخططات مسار الاغنية الحالي يجعلها الخيار الواضح لحملتنا الترويجية القادمة.”
بعد سبع سنوات من الان، كانت العروض الترويجية للاغاني الجانبية قد اصبحت نادرة، لكنها لا تزال مستمرة في وقتنا. كانت هناك حالات فعلاً تمر فيها الاغنية الاولى دون ان يلاحظها احد، ثم تصبح الاغنية الثانية ضربة ناجحة. هذا ما كنت اسعى اليه، وكون “فرصة واحدة” كسرت حاجز المئة الاوائل كان اشارة جيدة.
“هل يمكننا حقاً تغيير تركيزنا بينما تبدأ الاسبوع الثالث بعد ثلاثة ايام؟” سخر المدير التنفيذي.
“يمكننا، اذا اعتبرنا ان اسبوعين كافية لاغنية ‘تعال الى عالمي’ وركزنا على ‘فرصة واحدة’ للاسبوع القادم.”
“همم. اسبوع لا يبدو وقتاً كافياً لتعلم الرقصات والبروفات، اليس كذلك؟”
تباً. ها هو مجدداً، يطرح اسئلته السلبية المبطنة ليدفع النقاش نحو النتيجة التي يريدها.
قبل التراجع بالزمن كنت بالفعل قد سئمت من طريقته غير المباشرة، التي كانت تدفعني الى ان اطحن اسناني من الضيق.
هل علي ان اضربه، اخسر نقاط الاخلاص، امر بتراجع زمني ، واروج “فرصه واحده” خلال اسبوع ترسيمنا القادم؟
كيف لانسان بهذا القدر من الغباء ان يحصل على الكميه الدقيقه من الحظ ليبقى صامدًا؟ الفشل ضروري لشخص مثله كي يعيد النظر في قراراته.
لكن ان حدث ذلك، فرقتنا ستسقط ايضاً. اسحب كلامي.
“هل يستحق الامر فعلاً ان نخسر فرصه لربح الكثير من المال فقط لانك نادم على انفاق ثلاثه ملايين وون؟”
“لا، ولكن مع هذا. لقد رايت كم تعبتم جميعاً استعداداً لاول اداء لكم. لا تريدون ان يضيع كل ما قمتم به حتى الان، اليس كذلك؟ لا يمكننا ان نضمن كيف سيبدو اداؤكم بعد عشره ايام فقط من التدر—”
كنا نعيد نفس الكلام فقاطعته ، “ساعمل بجهد مع باقي الاعضاء لنتأكد ان اداءنا القادم يتفوق على اداء ترسيمنا.”
تفاجأ المدير التنفيذي من كوني ثاب بموقفي واحافظ على هدوئي الواثق. قبل التراجع بالزمن، كنت اوافق على كل شيء منذ البداية دون اعتراض.
[تم رصد كلمات تحرض على الفتنة بين الأعضاء ]
[مستوى الاخلاص -1]
ما اللعنة؟ مجدداً؟ ماذا؟ ما المشكلة هذه المرة بحق؟
حاولت تهدئة عبوسي واشرت بذقني نحو يهيون قائلاً” لدي بالفعل مثال واضح على التحسن، صحيح؟”
تذكيري بكيفية تحويلي ليهيون الذي كان اشبه بدمية خشبية في بداية مشوار الفرقة الى ايدول حقيقي على المسرح، جعل المدير التنفيذي “لا” يقطب جبينه.
[ تم رصد كلمات تحرض على الفتنة بين الأعضاء ]
[مستوى الاخلاص -1]
تباً، كل جهودي لرفع مستوى الاخلاص ضاعت بسبب شخص ضيق الافق.
نظرت الى يد يهيون، وكانت مشدودة لدرجة ان اظافره غرست في راحة كفه. خسارتي لنقاط الاخلاص بسببه لم تكن تزعجني حتى.
“حسناً، جربوا الامر”، استسلم السيد كيم اخيراً.
اخيراً، تنفست الصعداء وامسحت ملامح التوتر من وجهي. لقد ساهمت مرة اخرى في انقاذ فريقنا.
…
عندما عدنا الى السكن بعد اجتماع طويل نسبياً، خيم جو ثقيل على المكان. كنت اول من كسر الصمت.
“ما الذي يزعجك بالضبط؟” سألت يهيون.
انا احاول ان ادفع بفريقنا الى النجومية وانهي هذه العودة الى الوراء. لماذا ترفض التعاون؟ لماذا؟ ان لم تستطع ان تساهم، فعلى الاقل لا تكن عقبة في طريقي.
“هل انت حقا تسأل لانك لا تعرف؟” قال يهيون بحدة، وهو يعبس في وجهي.
“انا اسأل لأني فعلاً لا اعرف، فاخبرني. انا من اوصلك الى هذا المستوى، وانا من اقنعت المدير التنفيذي بان يسمح لنا بالترويج لـ’One Chance‘. لماذا تبدو غاضباً هكذا وانت لم تفعل شيئاً لمساعدتنا؟”
حدق يهيون بفراغ في وجهي بينما كنت افرغ ما في صدري. “هل تظن ان هذه هي مشكلتي معك الآن؟”
“ان لم تكن هذه، فماذا اذا؟” قلت بتوتر.
[ تم رصد كلمات تحرض على الفتنة بين الأعضاء ]
[مستوى الاخلاص -1]
اللعنة، تمتمت في نفسي.
سأعود الى الوراء مجدداً بهذه الوتيرة.
“اللعنة، هل انت مؤهل فعلاً لان تكون القائد بهذا النوع من التفكير؟ ان كان هذا هو اسلوبك، فلماذا تقدمت لتقودنا؟ هل تفهم اصلاً معنى المسؤولية والسلوك المتوقع من القائد؟” رد يهيون بحدة.
“اوه، هل تتصرف بهذا الشكل لانك تطمح ان تكون القائد؟ اذاً لماذا لم تفتح فمك امام المدير التنفيذي عندما حاول ان يدمرنا اليوم؟ كل ما فعلته هو ان جلست هناك مغلق الفم! من هو الذي خاطر من اجل الفريق؟” صرخت فيه.
قبل ان تزداد الامور سوءاً، تدخل هاجون وفصل بيني وبين يهيون.
“توقفا انتما الاثنان! يهيون، اهدأ. وإدين، انت ايضاً هدئ من روعك.”
بعد ان مررت يدي على غرتي بحدة، تراجعت بضع خطوات الى الخلف. كنت قد دخلت في نقاش بنفس الحدة مع يهيون قبل العودة الى الوراء. الفارق الوحيد انه حدث ابكر هذه المرة.
وعندما التفت، التقت عيناي بعيني اصغر عضوين في الفرقة، دوبين وجايهي، واللذان كانت شفتاهما ترتجفان. “هل هناك ما يضايقكما ايضاً؟ ان كان لديكما شيء لتقولاه، فافصحا عنه الآن.
كان هاجون لا يزال يصرخ باسمي ويطلب مني ان اتوقف. وبينما مررت يدي على وجهي، ادركت ان انفجاري في وجه الاثنين لم يكن سوى وسيلة للتنفيس عن احباطي.
رنّت رسالة نصية في الاجواء المشحونة بالتوتر.
يونغتشول: إيدن، اعضاء الطاقم مجتمعين في الاستوديو. هل ترغب في الحضور؟
يونغتشول: هيونغبوم وسيمين ايضاً يريدان رؤيتك بعد كل هذه المدة.
انا بحاجة ان اغادر هذا السكن وابتعد عن هذه الاجواء السلبية، اذاً هذا جيد. ان بقيت هنا اكثر، اخشى ان تختفي نقاط اخلاصي تماماً.
ارسلّت رداً مقتضباً وتوجهت نحو الباب الامامي.
“الى اين انت ذاهب؟” سأل هاجون.
“انت قلت لي ان اهدئ من روعي. ساغادر لأفعل ذلك.”
”هاي،إيدن”
اغلق الباب الامامي بعنف.
…
عندما وصلت الى استوديو يونغتشول، استقبلني اعضاء طاقم الهيب هوب الذين كنت مقرباً منهم سابقاً في ساحة الاندرغراوند بحرارة وعلبة بيرة.
“هاي،ذو الترتيب 100!” صاح هيونغبوم.
“هل ستدعونا لوجبة احتفالاً بنجاح اليوم؟” سأل يونغتشول.
“عما تتحدث؟ دخول قائمة التوب مية لا يُعد نجاحًا…” قلت بابتسامة.
وبعد شرب بضع علب، بدأ يتسلل الي احساس بالندم على انني لم استطيع تغيير ما حصل في الماضي.
“لقد سمعت ان هناك فرقة ايدول على وشك الانفصال بعد أسبوع واحد فقط من ترسيمها!” قال يونغتشول وهو يرمقني بابتسامة ساخرة.
“هيا، كف عن السخرية مني!” اتكأت الى الخلف في مقعدي، شاعراً بالضيق اكثر من التسلية من تعليقاته المستفزة.
ضحك يونغتشول قائلاً”أنا أعلم أن إيدن لا يُلقي بالاً لاراء الاخرين، لكن الامر يبدو جديًا هذه المرة، اليس كذلك؟”
“هو على حق، يا رجل. عليك ان تفكر في الآخرين عندما تعمل ضمن مجموعة”، اضاف سيمين.
“بحقك؟! ماهو الخطأ؟! عليهم ان يشكروني لانني انقذتهم من الترويج لتلك الاغنية التافهة!” رددت بعصبية.
“يبدو انك حقاً لا تدرك شيئاً”، تمتم سيمين قبل ان ينهي ما تبقى من علبته.
اسند يونغتشول ذقنه الى يده، وقد بدا شاردًا في الذهن، ثم غير الموضوع فجأة وقال “أوه، صحيح. طاقمنا سيطلق ألبومًا قريبًا”.
حدقت به لوهلة
“وضعت اسمك ضمن قائمة المساهمين بعد”، اضاف.
“ماذا؟انا؟!” قلت بصدمة.
“لماذا؟ الا ترغب في ان يكون اسمك هناك؟” رد يونغتشول وهو يفرك صدغيه، ربما كان ثملًا او ربما كان يجد صعوبة في التركيز على الموضوع.
“ليس انني لا ارغب، ولكن كان ينبغي عليك ان تسألني قبل ان تفعل ذلك، اليس كذلك؟ لقد وضعتني في موقف محرج”. اجبته
“حسنًا، هذا هي!” صاح بها يونغتشول.
حدقت في وجهه، عاجزًا عن مواصلة مجريات الحديث
“هل سألت زملاءك في الفريق قبل أن تفعل ذلك؟” سأل. “هل تدرك الان كيف سيكون شعورك لو كنت مكانهم؟”
ضحك يونغتشول والقى الي علبة بيرة اخرى، معترفًا بأنه لم يُدرج اسمي على الألبوم.
“كانوا مذعورين فقط لانني لم اطلب رأيهم أولًا؟” سألت متفاجئًا.
“يقولها الشخص ذاته الذي نهض قبل قليل وقال انه كان علي ان اطلب إذنه” رد يونغتشول وهو يرفع حاجبه.
ذلك اسكتني تمامًا.
“كيف تظن ان زملاءك، الذين سيتوجب عليهم العمل معك لسنوات قادمة، يشعرون حين تتجاهلهم؟ قد تكون الأصغر سنًا هنا، لكنك القائد في الفرقة. لذا، من الافضل ان تمنح اعضاء فريقك قدرًا أكبر من الاحترام والاعتبار،” أضاف يونغتشول وهو يعبث بشعري.
اعني،هل اخطأت حين انقذتهم من سفينة غارقة ونقلتنا الى اخرى افضل دون ان استشيرهم؟
حين راى ان الحيرة لا تزال بادية على وجهي، اطلق سيمين بضع نقرات مستاءة بلسانه وقال:
“يونغتشول، طريقتك لا تراعي وضعه في مكان الآخرين. إيدن، هل سبق لك ان شاركت في مشروع جماعي؟”
“تقصد في المدرسة؟” سألته.
“نعم. تخيل انك قضيت وقتًا طويلًا تعمل مع فريقك على مشروع، ثم فجأة يطلب قائد الفريق ان تبدأوا مشروعًا جديدًا دون اي نقاش مسبق. كيف سيكون شعورك حينها؟”
عدلت شعري، ثم انهيت علبة البيرة واعدتها إلى الطاولة. شرح سيمين اوضح لي الموقف قليلًا، لكنني لم ارغب في مواصلة النقاش، فغيرت الموضوع.
“هيونغ، استمعوا لهذه الاغنية واخبروني برايكم. مستقبل فرقة ريف باكمله يعتمد على نجاح هذه الاغنية القادمة، لذا احتاج رايكم الصريح. اتقبل اي نقد.”
“جديًا؟ مستقبل الفرقة كله معلق على هذي الاغنية وحدها؟” سأل هيونغبوم مستنكرًا.
“ان فشلت هذه الاغنية، فسنظل فرقة ايدول فاشلين لثلاث سنوات أخرى” اجبته.
بنقرتين بفأرة متتاليتين، امتلا الاستوديو باصوات الموسيقى العالية. وما ان انتهت الاغنية وعم الصمت، حتى سالت الفريق عن ارائهم.
انطلق الجميع في الحديث بحماسة.
“لست متأكدا تجاه اللحن الرئيسي.”
“أجل، أوافق. ليس جذابًا بما يكفي.”
“اجد صعوبة في وصف الامر… كأن الكلمات تُجبر على الانسجام مع لحن لم يكتمل نضجه بعد، أليس كذلك؟”
يا له من تعليق حاد. اثار اعجابي ذلك الراي الأخير، فقد لخص تمامًا حال المقطع الرئيسي (الهوك)* من الاغنية. الاجماع الواضح على ان الاغنية بحاجة الى تعديل جعل من المؤكد ان طرحها بهذا الشكل سيقود الى الفشل.
ابتعدت عن الطاقم، الذين كانوا يضحكون ويشربون البيرة، ثم ارتميت على كرسيي، احدق في الشاشة بشرود.
[تم رصد نظرات فاقدة للحياة]
[نقاط الصدق -1]
هل هناك طريقة لتحديث النظام كي يرصد فقط ما يحدث امام المعجبين؟ هل علي ان اخسر نقاط الصدق حتى وانا افكر بيني وبين نفسي فقط؟
ضربت على وجنتيي برفق لعلّ شيئًا من البريق يعود إلى عيني. لم يكن لدي الوقت الكافي لاعادة انتاج الجزء المتعلق باللحن فقط. لم تكن تلك الاغنية الوحيدة التي علي انتاجها.
اليس من المفترض ان يساعدني النظام في مواقف كهذه؟ كأن يساعدني بالتذكر، مثلًا؟
وكأن النظام قد استجاب لتذمري، ظهرت نافذة الحالة الوامضة امامي فجأة.
[هل ترغب في استخدام التذكرة العشوائية الخاصة بك؟ نعم/لا]
هل هذه هي التذكرة العشوائية التي حصلت عليها كمكافأة لوصولي الى الف معجب؟ يبدو ان النظام يعتقد انها قد تكون مفيدة. سواء ربحت ام خسرت، دعني اجربها على الاقل. فالبدايات أحيانًا تكون محظوظة.
[لقد حصلت على عنصر “USB منذ زمن مضى”]
سقط قرص USB قديم في يدي.
ما هذا؟
ضيقت عيني، وادرتها بين اصابعي، ثم اوصلتها بحاسوبي المحمول. كان هناك عدة ملفات MP3 داخل مجلد. تصفحت الاسماء وتوقفت عند ملف معين:
"Alright or Night(MR)
mp3(Really
كان هذا هو عنوان الأغنية التي كنت اعجز عن تذكرها.