انتهت انشطة الترويج لاغنية “تعال الى مجرتي” بفعالية توقيع معجبين، لكن لم يكن بوسعي ان اشعر بالارتياح التام. من كان ليظن ان فعالية توقيع المعجبين، التي قمت بها مرارًا لا تُحصى، قد تتحول فجأة الى امر خطير؟

“لقد انتهيت! أنا في ورطة حقيقية!” تمتمت وأنا أتلوى فوق السرير، ضاغطًا على راسي بيدي.

دخل ييهيون والقى علي نظرة مشفقة.

“ماذا؟ هل قلت شيئًا خاطئًا في فعالية المعجبين عن طريق الخطأ؟”

“لا.”

“إذًا لماذا تتأوه وكأن احدهم بدأ بنشر تعليقات سلبية عن ادائك؟”

ما الذي تعرفه انت؟ الامر أسوأ من ذلك بكثير. مستوى الصدق عندي انخفض بأكثر من عشرين نقطة في يوم واحد!

وان لم اظل متيقظًا، فلن يمر وقت طويل قبل ان أُجبر على العودة الى يوم ترسيمي… مجددًا.

دفنت وجهي في الوسادة وتذكرت فعالية توقيع المعجبين. كوني “ايدول مبتدئ تلمع عيناه بالحماس”، خصوصًا انني غالبًا ما كنت اكتفي بالقول “اوه، حقًا؟” في تلك اللقاءات. حاولت ان اكون صادقًا في اجاباتي، لكن يبدو ان “اوه، حقًا؟” لم تكن كافية.

انه كمنعكس لا ارادي، لا استطيع التحكم فيه حين يخرج من فمي فجأة! حتى انني أضفت “هل حقًا؟” بعد ان انتهوا المعجبين من حديثهم، اليس من المفترض ان يُحتسب ذلك لي؟ اليس على النظام أن يُحدث

تعاملت مع اكثر من خمسين شخصًا، فربما يجب ان اكون ممتنًا فقط لان مستوى الاخلاص لم ينخفض الا بحوالي عشرين نقطة. ان اكملت جميع المهام الاسبوعية، يجب ان اكون قادرًا على استعادة بعض النقاط التي خسرتها في الفعالية.

وانا مشغول باجراء حساب سريع في ذهني، حاول يهيون ان يواسيني بطريقة مرتبكة، على الأرجح ظنًا منه انني مستاء من الموقف.

“لم يكن هناك الكثير من المعجبين في الفعالية بالاصل، انس الموضوع.”

ربما لان الدعوات سُحبت قبل ان تزداد شهرة “فرصة واحدة”، عدد الحضور بالكاد تجاوز الخمسين. لا بد أنني كنت فاقدًا لصوابي قبل الرجوع بالزمن. كيف فاتتني لحظة كهذه

ولزيادة الطين بلة، كان هناك معجبتين من مدونة المعجبين قد حضرا الفعالية. ولا اظنني بحاجة لأن اشرح الى من وجهوا عدسة كاميرتهم الضخمة…

لا، ليس مجددًا، كابوس المقارنة بعدد المعجبين عاد من جديد.

[مستوى الاخلاص:٦٤]

[مستوى الاخلاص يرتفع او ينخفض بناء على كلام وتصرفات الايدول]

[ان وصل مستوى الاخلاص الى الصفر، سيُعاد تشغيل المشروع]

بدأ راسي يؤلمني عندما رأيت مستوى الاخلاص الخاص بي ينخفض الى ما دون السبعين لاول مرة منذ بداية هذه العودة بالزمن. ولارفعه مجددًا فوق السبعين، كان علي ان اُكمل جميع المهام الاسبوعية المقرر تحديثها في اليوم التالي.

تبًا. لا توجد انشطة ترويجية مجدولة للاسبوع القادم

فركت جبهتي التي تؤلمني. غياب الفعاليات الترويجية سيؤدي إلى تقليص عدد العناصر المتاحة للمهام الأسبوعية. أولًا، علي ان اجد عبارة بديلة لعبارة “اوه، حقًا”. لا يمكنني تحمل خسارة عشرين نقطة اخلاص في كل مرة اشارك بها في فعالية توقيع المعجبين.

“اوه، حقا؟ ما رايك بهذا؟” تمتمت.

“إيدن، هل تحاول ان تتحدث وكأنك درست في الخارج؟” سأل جايهي وهو يهز راسه. كان جالسا على الأريكة الى جانبي ويتناول رقائق البطاطس.

“هذه فكرة سخيفة،” اضاف، مما جعله يتلقى ضربة على جبينه مني.

“حسنا، ما رايك بـ ‘مستحيل يا هذا’؟” حاولت مجددا.

“تبدو كطفل في المرحلة الابتدائية يفرط في استخدام كلمات يظن انها رائجة،” قال جايهي وهو يفرك جبينه المتألم.

“تباً لي!” صرخت.

[تم رصد الفاظ بذيئة]

[مستوى الاخلاص -1]

“اه، هذا مؤلم! اه، لم اقصد، لم اقصد ‘تبا لي’، كنت اقصد ‘ساعدوني’!” توسلت.

[تم رصد ألفاظ بذيئة]

[مستوى الاخلاص -2]

“انا لم اقل شيئا هيونغ!” صرخ جايهي، وهو يظن ان غضبي كان موجها اليه، ثم فر هاربا.

شعرت بالبؤس وانا ارى مستوى إخلاصي ينخفض ثلاث نقاط اخرى في لحظة.

هل علي ان اتراجع بالزمن مجددا واغني اغنية مثل “تعال الى مجرتي”؟

“راسي يدور حقا من هذا الامر.”

هل يوجد مركز خدمة عملاء يمكنني التواصل معه؟ اريد تقديم شكوى. يجب مراجعه قائمة الكلمات غير المقبولة!

كنت احك راسي واتكئ على الاريكة بينما كان يهيون يتنقل بين قنوات التلفاز.

“ما رأيك بعبارة ‘اوه، هكذا تراه؟’”قال مقترحا

تمتمت قائلا “اوه، هكذا تراه؟” والمفاجأة ان مستوى صدقي لم يتغير.

تبا هكذا هو الامر! “اوه، هكذا تراه؟” تبدو اكثر صدقا بكثير من “اوه، حقا!”

“هل عقلك لا يعمل بشكل سليم؟” سأل ييهيون وهو يراقبني اتلوى من الفرح.

انا في مزاج جيد حاليا، لذا ساغفر لك. والان بعدما تم حل مسألة استخدامي لتلك الكلمة المرفوضة بشكل جزئي، هل يمكنني الانتقال الى البند التالي على الجدول؟

كنت قلقا من ان اتعرض للانتقاد بسبب تصرفي اثناء توقيع المعجبين، لذا نشرت منشورا في مدونة المعجبين وعلى حسابنا الرسمي في وسائل التواصل الاجتماعي بافضل صورة سيلفي التقطتها لنفسي

[من ايدن]

اعزائي دايدريم، امل ان تكونوا بخير وبصحة جيدة. اُقيم اليوم اول حدث توقيع للمعجبين لفرقة ريف، وقد كانت فرصة رائعة للتواصل عن قرب مع معجبينا.

كنت متوترا جدا لانها كانت المرة الاولى، ولم اكن اعرف ما ينبغي علي قوله. اشعر بالحرج من اسلوبي المرتبك وتصرفي غير المريح. اعدكم ان ابذل جهدا اكبر في حدث التوقيع القادم لاظهر نسخة افضل مني مما رايتم اليوم. انا اقدركم كثيرا واحبكم حبا عظيما.

(صورة)

والان بعدما اوضحت ردة فعلي المربكة، دعينا نعتبر هذا درسا قاسيا كي اتوقف عن قول “اوه، حقا” بشكل متكرر

خلال لحظات، ظهر تعليق على الشاشة.

– لا! ايدن، لقد اديت بشكل رائع جدا جدا جدا اليوم!!! كنت مذهلا، ظننت للحظة انك محترف تملك سبع سنوات من الخبرة، لا مبتدئ.

قراءة ذلك التعليق جعلت القشعريرة تسري في جسدي.

واو… لا اصدق انها خمنت انني افعل هذا منذ سبع سنوات… لا بد انها مجرد مصادفة، صحيح؟

“ما رايك ان نزيد انحناء ظهورنا هنا؟” اقترحت.

“سيبدو الوضع افضل بهذه الطريقة، لكن الحركة ستكون اكثر ارهاقا على الجسد،” شرح هاجون

“مظهرنا هو الاولوية، اليس كذلك؟ صعوبة الحركة تأتي في المرتبة الثانية.”

كنا مشغولين بإعادة تعديل رقصات أغنية “One Chance” في غرفة تدريب قديمة ومهترئة سيئة التهوية . كانت الرقصات التي اشترتها لنا الوكالة محبطة للغاية. بدأت اتساءل اذا كان المدير التنفيذي كيم يحب الفشل.

عملت مع هاجون على تعديل تسلسل الرقصات. لم يكن الهدف ان نحرج انفسنا على المسرح. كانت مهاراتي في الرقص متقدمة بالفعل، ولم تذهب سبع سنوات من العمل كايدول سدى، لذا كانت المهمة سهلة. وكان سيكون الامر اسهل لو كان دوبين، افضل راقص لدينا، موجودًا معنا، لكنه كان قاصرًا وما زال عليه الذهاب الى المدرسة.

جلس ييهيون على ارضية غرفة التدريب وشاهد هاجون وانا نعرض الحركات امام المرآة. “فقط ابتكر شيء سهل. لا اريد ان ارتكب اي خطأ على المسرح.” قال ذلك بتعب.

سماعك تقول ذلك، جعلني ارغب في إضافة بعض حركات البريك دانس.

رأى ييهيون ابتسامتي الماكرة في المراة “مجرد تنبيه لك، بما انك الشخص الذي سيتعين عليه تعليمي الحركات لاحقًا."

تخليت مباشرة عن فكرة ابتكار حركات رقص عالية الصعوبة.

قد ينتهي بي الامر الى التقيؤ دماً مجدداً ان حاولت تعليمه من شدة الاحباط.

“لقد عدنا”، صرخ اصغر اعضاء الفريق، عائدين من المدرسة في التوقيت المثالي. كنا في حيرة من أمرنا بخصوص خطوتنا التالية.

كان دوبين وجيهي يرتديان زي المدرسة، وحقيبة ظهر معلقة على كتف دوبين.

قال هاجون: “اذهبا الى السكن وبدلا ملابسكما اولاً”.

”كنت اعلم انك ستقول هذا، لذلك احضرت ملابس الرياضة معي!”اجاب دوبين مبتسماً بفخر وهو يخرج ملابس التمارين من حقيبته.

“دوبين هيونغ، دعني استعير منك بنطال التمرين”نظر جيهي الى دوبين محاولاً انتزاع ملابسه.

“مستحيل. اذهب الى السكن وبدل ملابسك ”، قال ذلك بلهجة قاطعة.

مضى جايهي بخطى مثقلة نحو مدخل غرفة التدريب ولسانه يبرز ساخرًا من بين شفتيه.

وبعد ان ارتدى دوبين ثياب التمرين، دعوتُه الى منتصف الغرفه واوكلت اليه مهمة معينة.“دوبين، أريد منك أن تبتكر حركات للمقطع الذي يقول: هناك فرصة واحدة تُمنح. اجعلها لافتة وسهلة الحفظ”

“ما رأيك باستخدام إشارات اليد، كهذه؟” فأجاب مقترحًا

“شاهدت مقاطع الرقص التي نُشرت، اليس كذلك؟”حدقت فيه بعينين ضيقتين فارتبك ولم يجرؤ على النظر الي مباشرة.

وحين عاد جايهي وانضم الى دوبين، اكتسبت الرقصة زخمًا واضحًا. فقد كانا يمتلكان المهارة التي يتوقعها المرء من طالب في مدرسة للفنون الأدائية، و من متدرّب سابق في وكالة ضخمة. لم يرق لي ان احدهم كان يجلس هناك يراقبنا بصمت، لكنني كنت اعلم انه لم يكن بوسعه غير ذلك.

“يبدو أننا نسير على المسار الصحيح يبدو انه يمكننا إنهاء تصميم الرقصة قبل نهاية اليوم؟صاح جايهي وهو يمسح العرق المتصبب عن وجهه.

على الرغم من كونه قد تلقى تدريبه في إحدى الشركات الترفيهية الكورية الكبرى، إلا ان جايهي نسب انضمامه إلى فرقتنا بتواضع إلى موهبته في الغناء. لكنه كان راقصًا متفوقًا، على عكس شخص اخر في الفريق كان اخرق ويعاني مع خطوات الرقص. سألت جايهي ذات مرة لماذا اختار الانضمام إلى وكالة صغيرة بدلًا من البقاء في الوكالة الكبرى، فأجاب ببساطة أنه لم يعد يحتمل الانتقادات المستمرة من الأعضاء الاكثر خبرة.

ذكر لي كم كان الامر رائعًا في غياب كبار السن المتذمرين الذين يفرضون سلطتهم. اتذكر انه نظر الي بنظرة غريبة عندما اومأت براسي واشرت الى ان ييهيون وهاجون لديهما بعض طباع العجائز.

“ابتكار رقصة ليس سوى نصف المشكلة”، قلت ذلك وانا اشرب الماء. “المشكلة الحقيقية هي إن كان ييهيون سيتمكن من تعلمها”.

“سأبذل قصارى جهدي لاتعلمها قبل نهاية اليوم، كي لا تضطر الى انتقادي بهذه العلنية، حسنًا؟” قالها وهو يعض شفته بتوتر.

ابتسمت لييهيون بخبث، ثم مررت ذراعي على كتفه بتراخ“حسنًا، يمكنني الاعتماد عليك، اليس كذلك؟ هيا نبدأ العمل ونتعلم الرقصة قبل نهاية اليوم”

“مقرف، جسدك كله لزج ومبلل بالعرق. ابتعد عني!”

بعد ثلاثين دقيقة، بدا كل شيء مختلفًا قليلًا.

ما الذي كنتُ أفكر به حين تطوعت لتعليمه؟ قد اموت فعلًا من هذا الضغط قبل ان نحقق اي نجاح. لا يمكنني تحمل خسارة اي نقاط إخلاص الان، وإلا سينتهي بي المطاف الى العودة من جديد.

كنت ابذل جهدًا كبيرًا لكبح الغضب الذي كان يتصاعد داخلي. اخترت كلماتي بعناية لتجنب الشجار.

“اه، لا يمكنك فعل هذا؟ هل عقلك لا يعمل؟” قلت، مرددًا عليه تعليقه السابق.

بدلًا من ان يرد بملامح منزعجة، ابتسم ييهيون واخرج هاتفه.

انه وسيم بحق. ولكن وماذا لو كان ذا وجه جميل؟ اللعنة، وسامته اللافتة لن تنقذه من الانتقادات على المسرح. سينتهي به الأمر موصوفًا بأسوأ راقص في الفرقة عاجلًا أم آجلًا.

بعد ان فتح ملف التسجيل، ضغط ييهيون، الذي كان لا يزال يبتسم ببلاهة، زر التشغيل.

“انا، يون إيدن، اتعهد بتحويل مئة الف وون الى حساب ييهيون فور ان اتفوه بتعليق وقح.”

الصوت في هاتف ييهيون كان دون شك صوتي.

صحيح، لقد قام بتسجيلي وانا اقول ذلك.

وضعت يدي على راسي عندما عادت الى ذهني ذكريات تلك الحفلة.

“حول مئة الف وون إلى حسابي”، قال بإصرار.

“مهلًا، لم يكن ذلك تعليقًا وقحًا. لقد خففته. كنت فقط افرغ إحباطي!” احتججت.

“اذا جعلني اشعر بالسوء عندما اسمعه، اذا فهو وقح”، رد علي.

كان ينبغي علينا ان نحدد بدقة ما يُعدّ تعليقًا “وقحًا” في ذلك الوقت. وكنت الوم نفسي لأنني سمحت للكحول ان يمنعني من التفكير الى ذلك الحد.

“لقد قلت لي الشيء ذاته قبل ايام!”

“الامر مختلف”، اصر ييهيون.

“وكيف يختلف؟ كيف؟!” سألت.

“نظرًا لطريقة تصرفك، فقد كان ذلك مبررًا تمامًا!”

“الا ترى ان عدم تمكنك من تعلم الرقصة يستحق تعليقًا كهذا؟!”

[تم رصد كلمات تثير الفتنة بين الأعضاء]

[درجة الاخلاص -1]

وكالعادة، خسرت نقاط إخلاص اضافية.

2025/07/10 · 19 مشاهدة · 1727 كلمة
Sylvia
نادي الروايات - 2025