لأكون صريحًا، لم اقم بأي تعديل على اغنية “All Right or Night” منذ ان بدأنا الترويج لأغنية “فرصة واحدة”. كانت جهودنا الترويجية قد تكثفت مع ازدياد شعبية اغنيتنا، وكنت انهار من شدة التعب بمجرد عودتي الى السكن. كنت بحاجة الى الراحة ولم اتمكن من الذهاب الى الاستوديو.
بالطبع، لو كان علي اعادة انتاج الاغنية بالكامل كما فعلت في بداية فترة الترويج، لكنت وجدت وسيلة للذهاب الى الاستوديو رغم الإرهاق. لكنني قررت ان ارتاح قليلًا، إذ كنت املك الملف الصوتي الكامل للاغنية. كما ساهم بعد موعد الاجتماع الترويجي القادم في شعوري الزائف بالامان.
واو. الرئيس التنفيذي “نوب” لا يتحرك بسرعة الا حين يشتري اغاني فظيعة.*
صررت اسناني وانا اتخيل وجهه. كانت ابتسامته المهذبة تملك قدرة عجيبة على قلب المعدة.
لماذا لا يحجز عروضًا اضافية بنفس الحماس والاستثمار المالي الذي يستخدمه للتواصل مع ذلك المنتج المروع؟!
لكن رغم كل تذمري، كانت الاغنية الجديدة تُكتب على الارجح في تلك اللحظة بالفعل. كل ما بوسعي فعله الان هو تحرير اغنية ‘All Right or Night’ بشكل مثالي، ثم تحطيم الاغنية الرئيسية من الميني البوم الثاني البائس ذلك الذي سيعرضه المدير علينا في الاجتماع القادم.
تلك الاغنية كانت اسوأ حتى من “تعال الى مجرتي”.
استمر التهاون تجاه البومتنا حتى بعد ان نلنا بعض الشهرة. كنا نضطر احيانًا لأداء اغنيتنا الاولى “تعال الى مجرتي”، لكن اغنيتنا الثانية منعت تمامًا من الذكر.
وبعد ان هربنا بالكاد من مصير الايدولز الفاشلين بعد العودة بالزمن، بفضل نجاح “فرصة واحدة”، لم نكن لنخاطر مجددًا بسقوط اخر بسبب اغنية رديئة.
“يا رفاق، اجتمعوا للحظة”، ناديت. “دعونا نعقد اجتماعًا.” ثم التقطت القلم الإلكتروني وبدات اكتب على جهازي اللوحي.
[الاجتماع الاول لريف]
[الموضوع: اغنية الرئيسية للالبوم القادم]
وبعد الجدل الذي دار سابقًا بشأن الترويج لـ”تعال الى مجرتي”، كنت اعلم أن الاراء ستنقسم مجددًا، لذا دعوت الى اجتماع. حتى وان كنت افعل ما هو صائب، فقد كنت مدركًا تن اتخاذ القرار دون مشاورة سيُثير الخلاف داخل الفريق، وسأخسر بذلك نقاط الاخلاص.
كان الخطأ خطئي، إذ نسيت ان في هذا العالم أناسًا يتخذون قرارات غير معقولة.
اسرع جايهي الى غرفة المعيشة اولًا وقرأ الكلمات المكتوبة بوضوح على الجهاز اللوحي.
“اجتماع؟ ‘عنوان الالبوم القادم’؟ انت تدعو لاجتماع اختيار عنوان اغنيتنا الرئيسة التالية؟ لكن هل الاغنية جاهزة بالاصل؟ هل سمعتها، إيدن هيونغ؟ كيف كانت؟ هل هناك خيارات جيدة؟” تمتم بارتباك.
“كل ما سمعته ان المدير التنفيذي تواصل مع المنتج”قال هاجون
اومأت برأسي “الاغاني لم تصدر بعد، لكن المنتج الذي تواصل معه السيد كيم هو من انتج اغاني تعال الى مجرتي.”
شحب وجه جايهي وقال بتلعثم: “اذًا… اذا كان هو من عمل على البومنا الاول… هـ-هل هو من كتب تعال الى مجرتي؟ اهو المسؤول عن اغاني البومنا مجددًا؟
“نعم"
امسك دو بين رأسه وصرخ كما لو ان كارثة حلت بالامة.“لقد انتهينا! نحن في ورطة حقيقية! كنت بدأت اشعر ببعض الامل عندما حققت ‘فرصة واحدة’ ترتيبًا جيدًا في المخططات!”
“لا، دوبين هيونغ! من يدري؟ ربما يستلهم الملحن شيئًا ويصنع تحفة فنية!” صرخ جايهي بيأس.
كان جايهي يهز دوبين وهو في حالة هستيرية. تساءلت ان كان يحاول تهدئته، ام انه فقط يريد الهرب من الواقع.
هل تشم رائحة الامل يحترق في مكان ما؟ فكرت.
“هيونغ، الامر ممكن، اليس كذلك؟” سأل جايهي.
وبينما كان اصغرنا يحدق بي بعينين مليئتين بالامل، وجدت نفسي احك رأسي، شاعراً برجائه الصامت لشيءٍ من الايجابية.
“ليس مستحيلاً”، قلت
كان ذلك حقيقياً .
هناك اغنية قبل تراجعي تدعى “إغراء”، التي ارتفعت شعبيتها بفضل الفيديو المشهور لريف، كانت من تاليف نفس المنتج الذي انتج “تعال الى مجرتي”. ومع ذلك، كان لا بد لي من تهدئة حماس جايهي ودوبين.
“المشكلة هي ان احتمال حدوث امر كهذا في البومنا القادم قريب من الصفر.”
بل لم يكن قريبًا حتى. لقد كان صفرًا، صفرًا ضخمًا وكبيرًا. كنا سنفشل لا محالة.
انا اعلم ذلك لأنني عشته بنفسي. لا يزال الامر حيًّا في ذهني، رغم انه حصل قبل سبع سنوات بالنسبه لي. كنا متحمسين للهروب من “تعال الى عالمي”، لكننا انتهينا بأغنية اسوأ، وغرقنا في البؤس. بعد فشل البومنا الأول، ظننا ان الشركة ستتصرّف بذكاء اكبر. لكن، اه، كل ما فعلوه هو انفاق المزيد من المال.
٣.٥ مليون وون، تباً.
“سيستغرق الامر على الارجح ثلاث سنوات حتى يجد ذلك المنتج الالهام ويؤلف تحفة فنية. لكن من المستبعد جدًا ان يستمر في انتاج الاغاني الناجحة بعدها”، اضفت.
لقد كانت شهرتنا خلال فترة انتشار الفيديو المعروف بسبب وسامة ييهيون، والتي شكلت ٨٠٪ من السبب، بينما شكلت الجهود الترويجية للأغنية النسبة المتبقية، ٢٠٪. كانت الاغنية تحتوي على تسلسل لحني معقد و جزء رئيسي جذاب يعلق بالذهن.
وهنا بالضبط بدأت المأساة الحقيقية.
الرئيس التنفيذي ”لا“ ، بعدما اختار اغنية ناجحة بالصدفة، استمر في اسناد اعمالنا لذلك الملحن بالذات، مدعيًا انه سينتج لنا اغنية سترفعنا الى القمة. لكنه لم يصب الجائزة الكبرى قط، ونجاح الاغاني كان متوسطًا. كان الامر اشبه برؤية شخص يفوز بجائزة يانصيب صغيرة، ثم ينفق كل امواله على التذاكر طمعًا في الفوز بالجائزة الكبرى يومًا ما.
وفي النهاية، كانت “إغراء” افضل(واخر) تحفة للملحن. لم يستطع تكرار نجاحها بأي من اغانيه اللاحقة.
كانت فرق الايدول التي اشترت الاغاني التي ألفتها ، من جهة اخرى، تتصدر المخططات وتنال مديح النقاد.اما نحن، فكنا نتعثر باغانينا الضعيفة، ولم نكن نحتل المركز الاول في البرامج الا بفضل معجبينا.
بعد انتصار عابر، تراجعنا الى المركز العاشر على المخططات.
وواجه المنتج صعوبات كثيرة لأنه لم يتلق سوى مراجعات قاسية من النقاد.
ولتجنب تكرار المأساة، لم يكن امامي خيار سوى ان ابهر السيد كيم بأغنيتي، وامنعه من شراء اغاني من ذلك المنتج مجددًا.
“لا يمكن ان تكون اسوأ من ‘تعال الى مجرتي’اليس كذلك؟” سأل جايهي.
لا، بل هي اسوأ.
لم تكن هناك اي طريقة لأكشف لهم المستقبل، لذا التزمت الصمت.
تنهد ييهيون بينما كان يفرك وجهه“سيكون من الافضل ان نشتري اغاني ضاربة من السبعينات والثمانينات ونقوم بإعادة غنائها.
هو لم يكن مخطئًا. في الواقع، كنا قد اصدرنا اغنية من ذلك المنتج قبل التراجع، وكانت اسوأ بكثير من اغنية من الثمانينات غنتها فرقة فتيات. وبينما كنت اراقب زملائي وكأنهم يتنبؤون بالمستقبل دون قصد، بدأت اتساءل ان كانوا قد عادوا تراجعوا.
مستحيل. لا يمكن ان اكون الوحيد الذي يشعر بالضيق ويجتهد لانقاذ الفرقة لو كان ذلك صحيحًا.
ولوهلة قصيرة، بدا الجو كأنه جنازة.
ثم رفع جايهي، أصغر الأعضاء، رأسه “اذًا نحن نجتمع الان لنناقش كيف نمنع هذا من الحدوث، اليس كذلك؟ هل يمكنني ابداء رأيي؟”
“لا”، اجبته.
“فلم عقدت هذا الاجتماع إذًا؟ لتُعدنا نفسيًا لما سيحدث؟” سأل ييهيون بنبرة ساخرة.
هززت كتفي.“جمعتكم هنا لأعطيكم خيارًا. امامكم خياران لتختاروا من بينهما“
كان الهدف من هذا الاجتماع ببساطة ان اظهر لهم انني، بصفتي القائد، منفتح على اقتراحاتهم.الخياران كانا محددين سلفًا، لكن كنت اريد ان اعطيهم فرصة الاختيار.
رفعت اصبع السبابة “الخيار الاول، تتركون لي مسؤولية كتابة الاغنية الرئيسية لالبومنا القادم. الخيار الثاني، تتركون الامر للرئيـ—”
“الاول! بالتأكيد الخيار الاول!”
“واحد، واحد، واحد، واحد، واحد!”
“هل تحتاج ان تسأل اصلًا؟ طبعًا الخيار الاول!”
“وانا اختار الاول ايضًا.”
فوجئت بحماسهم الذي قاطعني. لم اتمكن حتى من رفع الاصبع الاوسط لأكمل الشرح.الرد الطويل والمقنع الذي اعددته لاحتمال ان يختار احدهم الخيار الثاني، اصبح بلا معنى.
نظرت ذهابًا وإيابًا بين دوبين وييهيون، اللذين اغضباني سابقًا بإصرارهما على اداء “تعال الى عالمي” بدلًا من “فرصة واحدة”، ثم سألت سؤالًا جديًا
“لماذا تتصرفان بعقلانية فجأة؟ لم تفعلا ذلك في المرة الماضية.”
“الوضع مختلف هذه المرة هيونغ. في ذلك الوقت، لم يكن لدينا سوى اسبوع واحد فقط لنستعد للأنشطة الترويجية، اما الان، فنحن لم نبدأ حتى”قال دوبين، بنبرة تنم عن الانزعاج
قطب حاجبيه وبدا مذهولًا من الطريقة التي خاطبته بها، وكأنني اظن انه يفتقر إلى الحس السليم.
“افضل ان تجبرني على العمل الجاد، سافضل تحمل إهاناتك على ان اروج لاغنية اسوأ من اغنية ترسيمنا“ اضاف ييهيون
يا الهي، صُدمت من كلام ييهيون.
هل يكره اغنية ترسيمنا اكثر من صراحتي؟
“إذًا، لماذا بحق السماء اقترحت الترويج ل‘تعال الى مجرتي’، ايها الاحمق؟”
…
“اه، هذا يقتلني…”
عدت الى الاستوديو، واتكأت على الكرسي واطلقت تنهيدة ثقيلة. علبة مشروب طاقة كنت التي ارتطمت بها دون قصد كانت تتدحرج فوق الطاولة. وكان هناك بالفعل كومة من العلب الفارغة فوق المكتب.
كانت رؤيتي مشوشة بعد ليلتين دون نوم، لكن النظام اللعين اعتبر ذلك “نظرات ميتة” وخصم من نقاط الاخلاص الخاصة بي. اضطررت الى صفع وجهي كل دقيقة تقريبًا لاعادة التركيز لعيني. ترك ذلك وجنتي دافئتين و تلسعان. لم انظر في المراة، لكنني كنت متأكدًا الى حد ما من ان وجنتي قد احمرتا وتورمتا.
فركت جفوني الثقيلة، وضغطت زر الحفظ.
هل سبق لي ان عملت بهذه القسوة قبل العودة بالزمن؟ او في حياتي كلها أصلًا.
ضغطتُ على زر المسافة لتشغيل الاغنية، وانسابت النغمة في سماعاتي بسلاسة تامة. ذلك الجزء المعقد من اللحن بدا اكثر انسيابية هذه المرة.
“هاه! كم مهاراتي مرعبة؟”
ربت على ظهري، ثم ضغطت الزر مجددًا لايقاف الاغنية ونزعت السماعات. لم يتبق لي سوى تسجيل الغناء، لتكتمل النسخة الاولية. في العادة، كنت لاطلب من “هاجون” ان يغنيها، لكن بما انني بحاجة لاقناع المدير التنفيذي “لا”، قررت ان اطلب من “جايهي” تسجيل نسخة ايضًا.
لم يمر وقت طويل حتى امتلأ الاستوديو الصغير بالناس. حين ظهر جايهي، تبعه دوبين ليتفقد مكان التسجيل، وكان ييهيون يسير خلفهما، على ما يبدو ليتجنب البقاء وحيدًا في السكن.
“واو، هل هذا الاستوديو يخصك؟” سأل جايهي.
“لا، انه ملك لاحد معارفي، لذا رجاءً، لا تلمس ايًا من المعدات. ان حدث وكسر شيء، سيتوجب عليك دفع ثمنه، وسألام انا عليه”، حذرته
لم يكن من الضروري ان تكون المحاولة الاولى بنفس مستوى الضغط مثل النسخة النهائية. كان التركيز على ايصال الكلمات بدقة وابراز اللحن. بعد كل محاولة، كنت اقدم لهم بعض الملاحظات.
“جون، يمكنك فقط تجاوز جزء الراب وغناء الجزء في نهاية المقطع الأول ‘أطفئ هاتفك وابقَ هنا الليلة، حسنًا؟’ بصوت منخفض” قلت.
“غن المقطع الرئيسي مرة اخرى. الايقاع يزداد قليلًا”
“دن دا-دن، دن دا-دن، هذا هو الايقاع. مجددًا”
“جايهي، كل شيء ممتاز، فقط تأكد من نطق ‘right’ و‘night’ بشكل صحيح. يبدو وكأنك تقول ‘right’ مرتين. مرة اخرى”
“ليست ‘light night’ يا رجل… اجعل النطق طبيعيا، ليكن انسيابيًّا، مثل ‘right night’. الم تلتحق بمعهد للانجليزية وانت صغير؟ هل تريدني ان اسجلك في واحد؟ مرة اخرى"
[تم رصد كلمات تثير الخلاف بين الاعضاء]*
[مستوى الاخلاص -1]
اه، انا على وشك ان افقد عقلي! هذه مجرد تسجيل للنسخة الاولية . كم نقطة اخلاص سأخسر حين نبدأ تسجيل الالبوم الفعلي؟
المدير'لا' يملك موهبة حقيقية في جمع مجموعة من الاشخاص الضعفاء نفسيًّا، وانا الاستثناء الوحيد. استثناء نادر.
*نوب Nope تضحك اكثر من اسم "لا" فقلت اخليها نفسها
*الميني البوم او EP يكون بين الاصدرات الكبيرة و يكون محتوى الاغاني من ٣الى ٦
*حسيتها احسن من فتنة و اوضح
بالنسبه لاسم تعال الى عالمي ولا مجرتي ؟ غالبا اشوفه يُترجم ال عالمي لكن الحرفي للترجمه هو الى مجرتي فمدري احترت