“إيدن، استيقظ! كيف يمكنك أن تنام في يوم ترسيمنا؟!”

عند سماعي لذلك الصوت المألوف، فتحت عيني وأغمضتهما بضع مرات. ظهر لي السقف القديم المكسو بورق الجدران ووجه جايهي. لقد عدت إلى يوم ترسيم الفرقة.

تبًا لحياتي.

لعنت في داخلي، ثم ارتد عقلي فورًا للالألم المترسخ في لا وعيي. ولحسن الحظ، فإن الشتائم الصامتة لا يبدو أنها تؤثر على مستوى الإخلاص.

“جايهي، هل يمكنك أن تشرح لي معنى الإخلاص؟” تمتمت.

لوح أصغر أعضاء الفرقة بيده أمام عيني وهو يضيق عينيه قائلاً: “من وجهة نظري؟ أعتقد أنه الجوع والإصرار الذي كان لدي عندما كنت متدرب. لكن لماذا تفكر بذلك في يوم ترسيمنا؟

ا أعلم، لكن يبدو أنني مضطر لاستعادته من خلال اجتياز عدد لا نهائي من التراجعات.

بفضل وسامتي وموهبتي، حصلت بسهولة على مقعد في فرقة الآيدول في جميع وكالاتي، لذلك لم أشعر بذلك “الجوع” يومًا. ولم تساعدني ذكريات أيام التدريب كثيرًا.

تنهدت تنهيدة عميقة وأنا أستقيم واقفًا. إنكار الواقع والاستسلام لن يؤدي بي إلا إلى للتراجع المؤلم الذي أحاول تفاديه. كان علي أن أتماسك وأتأكد من أن مستوى الإخلاص لدي لا يصل إلى الصفر.

“نافذة الحالة،” تمتمت بها فور مغادرة جايهي الغرفة، فظهرت.

[مشروع لإيقاظ شغف الآيدول الذي فقد إخلاصه]

[الهدف: يون إيدن]

[المعلومات]

العمر: 20

المنصب: قائد الفرقة، رابر

المهارات: الراب، كتابة الكلمات، التأليف، الإنتاج

[مستوى الإخلاص: 100]

[

مستوى الإخلاص يرتفع أو ينخفض حسب كلام الآيدول وتصرفاته

]

[

إذا وصل مستوى الإخلاص إلى الصفر، سيُعاد تشغيل المشروع

][

لإتمام المشروع بنجاح، يجب استيفاء جميع الشروط المسبقة

]

[الشرط المسبق: لقد خيبتَ آمال 30,000 معجب. الآن، اجعل 30 مليون معجب سعداء! (0/30,000,000)

علمت أن السماح لمستوى الإخلاص لدي بأن يصل إلى الصفر يعني العودة إلى هذه اللحظة الزمنية من جديد. لذا، ولإكمال هذا المشروع، كان علي أن أجد طريقة لإسعاد 30 مليون معجب. أي أنني كنت مضطرًا لاكتساب أكثر من 30 مليون معجب أولًا.

وللوصول إلى هذا المستوى من الجماهيرية، كان لا بد أن أكون ايدول كيبوب عالمي، يتجاوز حدود الصناعة الموسيقية المحلية ويترك بصمة على مخططات بيلبورد. بدأت مفاهيم ألبوماتنا وأغنياتنا تتوارد إلى ذهني.

هل نذهب إلى القمر، يا حبيبتي؟

النجوم تنفجر من فرط جمالك،

تمامًا كالشهب المتساقطة

"آه، لا أطيق هذا! كيف تطور مفهومنا ليشمل معارك في الفضاء؟! بهذا المعدل، سينتهي بي المطاف وأنا أحمل سيفًا ضوئيًا!"

بدأت عيناي تدمعان. اجتاحتني رغبة عارمة في الصراخ، لأن حياتي انقلبت فجأة إلى جحيم حي.

كيف لي أن أصبح آيدول من الدرجة الأولى بهذه المواد؟

حتى مع الدعم المالي من شركة كبرى، بدا الأمر مستحيلًا. حتى القادمين الجدد من شركات التسجيل الضخمة، والذين صنعوا أسماءهم من خلال برامج تلفزيون الواقع المثيرة للجدل، سيعانون مع أغنيانا وأفكارنا. الامل الوحيد الذي استطعت التشبث به هو أنني كنت أكتب كلمات الأغاني، وألحن، وأنتج الموسيقى قبل الرجوع بالزمن، وكان لدي سجل حافل بإنتاج الأغاني الناجحة.

مع ذلك، فان مشاكلنا كانت تنبع من الوكالة المزعجة التي انا متعاقدًا معها، والتي كانت تعاني من عجز مالي غير مفسر. كانوا السبب الذي جعلني أبيع أغنياتي لفرق أخرى. وبالطبع، كنت أرغب أن تنجح فرقتي الخاصة، لكن ممثلي شركتي كانوا عنيدين ورافضين للعمل معي.

فركت جبيني حيث بدأ الصداع ينبض بشدة، وشاهدت آخر جملة تومض على شاشة الحالة للحظة.

[تحقق من المهمة الأسبوعية]

“المهمة الأسبوعية؟”

حدقت في الجملة التي لم أرها من قبل، رغم مرور رجعتين زمنيتين.لم يخطر ببالي أبدًا أن أفتح أي نوافذ إضافية بخلاف نافذة الحالة خلال المرتين السابقتين.

“إيدن هيونغ، ما رأيك أن نعود للسكن ونراجع روتين الرقص مرة أخيرة؟”قالها كيم دوبين مقترحًا.

"آه، فكرة ممتازة. كنت قلقًا بشأن الوصول لغرفة التدريب في الوقت المناسب! هيا بنا، إيدن هيونغ. تشكيلاتنا تظل تفسد أثناء ذلك المقطع من الأغنية اللي تقول:

'الدرْب التبانِيّ المتلألئ يتهادى نحو الأسفل~'

"

“أنا مشغول الان. تدربوا أنتم وحدكم.”قلتها متذمرًا.

“لماذا تقول إنك مشغول بينما أنت فقط تحدق في الفراغ؟! هاجون هيونغ! يهيون هيونغ! تعالوا بسرعة!” صرخ جايهي.

“واو. هل أصغر عضو في الفرقة يتطاول على عضو اكبر؟” سألت بنبرة تقطر سخرية.

[تم رصد تعبير عامي]

[مستوى الإخلاص -2]

بينما كنت على وشك مراجعة المهمة الأسبوعية التي ظهرت على الشاشة، أمسك دو بين بذراعي من جهة، بينما أمسك جايهي بالجهة الأخرى وسحباني بعيدًا، مما أنهى خطتي.

وفوق ذلك، تم تقليص مستوى الإخلاص لدي. على ما يبدو، كان علي أن أقول “يرد عليه” بدلًا من “يتطاول عليه”. من المؤكد أن مجرد قول الحقيقة لا يجب أن يُعد تعبيرًا عاميًا.

قضينا بقية صباحنا في الوصول الى محطة البث، وارتداء ازياء العرض، وتصفيف شعرنا، ووضع المكياج، وتحية زملائنا الاكبر سنا، ولم يكن لدي وقت لمراجعة المهمة الاسبوعية حتى جاء دورنا في الاداء. لم يكن امامي خيار سوى الانتظار لما بعد ادائنا الاول لمراجعتها.

اثناء وقوفنا خلف الكواليس، تنهدت وانا اتأمل الملابس التي لم استطع التعود عليها. كانت الشركة المسؤولة عن مفهوم الفضاء في البوم ترسيمنا تطلب منا ارتداء بدلات بيضاء ناصعة اطلقوا عليها “بدلات الفضاء”. لكنها كانت اشبه كثيرا بسترات التقييد المستخدمة في مستشفيات الطب النفسي، فقط من دون الاحزمة.

في تلك اللحظة، كان ينبغي علي ان ادرك ان وكالتنا لا تفهم شيئا وان اعترض فورا. لكنني كنت ممتنا لقبولهم لي، خصوصا بعد ان تركت شركة اخرى قبل الترسيم. لكن عادتي في الموافقة على كل شيء ادت في النهاية الى الاضرار بالفرقة.

“نحن نطلق مسيرتنا كايدولز معًا، تماما كما وعدت”، قالها هاجون وهو يربت على سماعات اذني بينما كنت اتفقدها.

كنت انا وهاجون في نفس العمر. كنا زميلين منذ فترة طويلة واصدقاء مقربين منذ ان كنا متدربين في وكالتنا السابقة. بوجهه الذي يصلح للشاشة الكبيرة، انتقل هاجون بسهولة الى التمثيل، وسرعان ما اعتبره الجميع ايدول-ممثل.

كنت قد اخترت ترك وكالتي السابقة، الاكثر شهرة واستقرارا، عندما قرروا طرد هاجون من الفرقة قبل ترسيمه بقليل، كطريقة للوقوف الى جانبه. انتقلنا معا الى الوكالة الجديدة.

رغم كل ذلك الولاء، قرر هاجون استبعادي من حياته عندما قررت انا، صديقه القديم، ان اسلك طريقا مختلفا.

تسع سنوات من الصداقة انتهت بلا شيء.

عندما لاحظ تغير ملامحي، سأل هاجون“ما بك؟ أليس هذا ما كنا نريده دوما؟”

أجبته“ليس الامر كذلك. انا فقط افكر في فكرة ان شخصا ما قد يغضب لاحقا ويبتعد عني في مسيرتنا. هذا الشعور الغامر بالحماس الذي املكه الآن سيصبح بلا معنى وقتها.”

“مستحيل. هذا لن يحدث أبداً.” قالها وهو يهز كتفيه تجاه تعليقي المحمل بالمعاني، وربت على ظهري ليطمئنني.

هاجون، لقد حدث فعلاً. أنت من فعل ذلك بي.

وبينما كنت أستشعر التوتر بين أعضاء الفرقة، استحضرت هدوء القائد الذي سبق أن اعتلى مسرح الترسيم في ثلاث مناسبات مختلفة.

“من يرتكب خطأ عليه أن يدفع مئة ألف وون لكل عضو في الفرقة، مفهوم؟”

ابتسمت حين قوبلت بصيحات السخرية من زملائي في الفرقة.

أيها الأشقياء… سأكون كريماً وأغفر لكم ضغائنكم المستقبلية ورفضكم التحدث إلي.

بينما كنا نصعد إلى المسرح ونتخذ مواقعنا، بدأ عزف مقدمة أغنيتنا الأولى بعنوان “تعال إلى عالمي”. وحتى بعد الاستماع إليها عدة مرات، ظلت الأغنية سيئة للغاية لدرجة أنني تساءلت إن كان الملحن قد كتبها بقدميه أو مؤخرته كمزحة.

وبينما كنت أستمتع بنغمة صوت جايهي، المغني الرئيسي، اتخذت قراري. صوته ثمين جداً ليُهدر على أغنية بهذه الرداءة. بدءاً من الألبوم القادم، كنت سأقترح اغانيي الخاصة. وإذا رفضت الوكالة الفكرة، كما فعلت في السابق، كنت مستعداً للقتال، حتى لو تطلب الأمر مواجهة شرسة.

بعد أن أنهينا أول أداء لنا بشكل مثالي، تبادلنا بعض الكلمات مع المنتجين ثم عدنا إلى السكن. ألقيت نظرة حولي على الأعضاء الثلاثة المتحلقين حول حاسوب هاجون المحمول، ولم أتمالك نفسي من الابتسام بحزن.

يا رفاق، سيستغرق الأمر أسبوعاً كاملاً حتى تصل مشاهدات الفيديو لألف مشاهدة فقط.

ما زلت أتذكر التعليقات على ذلك الفيديو بوضوح.

Kyungmin k • منذ 17 ساعة

ما هذا بحق الجحيم؟ هل ألبومهم يتمحور حول رجال في المصحات النفسية؟ يا له من مفهوم سخيف.

١١ إعجاب

Hyene who searches for Unicorn K-pop idols• منذ ١٠ ساعات

يا لها من وكالة فاشلة. تباً، تباً. كان من الأفضل لو قاموا بربطهم ومضوا بفكرة السترات المجنونة.

٧ إعجاب

عشنا تلك الفترة. والآن أجد نفسي فيها مجدداً، هاها.

“انتظر، هل هذا عدد المشاهدات حقيقي؟ ربما لم تُحتسب كلها بسبب زيادة مفاجئة في الأرقام؟” سأل جايهي.

“لو كان الأمر كذلك، لما تغير عدد المشاهدات على الفيديو الموسيقي الخاص بنا”، ذكرته.

“وماذا عن ألبومنا، مبيعات ألبومنا…؟”

كان أصغرنا يتمسك ببصيص أمل وهو يحاول التعايش مع فشلنا. فتحت تطبيق الموسيقى وتصفحت قائمة أفضل 100. وكما توقعت، لم نحقق قفزة معجزة إلى القائمة حتى بعد عدة تراجعات.

في النهاية، الأمل في التغيير من دون بذل جهد هو تصرف اللصوص.

بعد نظرة سريعة على قوائم الموسيقى، هبط وجه جايهي. أمسك بذراعي دوبين وهاجون وهزهما.

“هيا! استمعوا لاغنيتنا بسرعة! أمي قالت إنني ساضطر للدراسة لاختبار الخدمة المدنية إذا فشل الالبوم!”

فتح دوبين فوراً أكبر منصة إلكترونية للاستعداد لاختبار الخدمة المدنية، وهو يتهكم على جايهي مازحاً بالإشارة إلى الشاشة“نعم، أظن من الافضل ان تسجل في مجموعة الدراسة القادمة ”

“دوبين، احتمال ان نصبح مشهورين أعلى بكثير من احتمالي أنجح في اختبار الخدمة المدنية. أنا ببساطة لست اماك القدرة الذهنية. ساحتاج لسنوات من الدراسة حتى أنجح”، اعترض جايهي.

“هاي، أنا منبهر صراحة بمدى إدراكك لحدودك”، سخر دوبين.

رمى جايهي وسادة باتجاه زميله في الفرقة وهو يضحك بصوت عال. وبالطبع، تفاداها دوبين بخفة، كما هو متوقع من أفضل راقص عندنا.

صحيح. قضيت ثلاث سنوات تدرس، ومع ذلك لم تنجح.

وفقاً لما أتذكره، فان جايهي كان قد انخرط بجدية في الاستعداد لاختبار الخدمة المدنية بعد فشل ألبومنا الثاني. وفي السنة الثالثة من استعداده، ارتفعت شعبية فرقة ريف بشكل صاروخي بعد انتشار فيديو ليهيون عبر الإنترنت. حينها، تخلى جايهي عن الدراسة من دون أن يظهر أي ندم.

خرج يهيون من الحمام ووجهه مغطى بنوع من أقنعة الوجه. انحنى قليلاً، حيث يتفحص عدد المشاهدات على شاشة اللابتوب، ثم أطلق عدة تذمرات. “أعني، كيف ممكن تكون المشاهدات قليلة وأنا موجود في الفيديو؟”

“يهيون، من المبكر جداً أن تتفاجأ في هذه المرحلة. إلا إذا سارت الأمور لصالحنا، فربما تظل مجهولاً لثلاث سنواتٍ أخرى.”

[تم رصد كلمات تثير الفتنة بين الأعضاء]

[مستوى الإخلاص -١]

أدى لا مبالتي إلى لسعة كهربائية مفاجئة، فرفعت نظري باندهاش نحو الإشعار الذي ظهر أمامي.

أطلق يهيون تنهيدة، وقال إن التوتر أضر ببشرته، ثم توجه إلى غرفته. كان قد تم اختياره في الأصل لجاذبيته ، وانشغل بالحفاظ على مظهره منذ أيام تدريبه. لم يكن يمتلك مهارات الغناء أو الراب أو الرقص التي يتمتع بها الايدول الحقيقي. وخلال فترة تدريبنا، بينما كان بقية الأعضاء يعانون من الالتزام بحمية صارمة ويستسلمون أحياناً لبعض الوجبات الليلية السرية من الدجاج أو البيتزا، بقي يهيون ملتزماً بألواح البروتين، متحملاً الجوع بصمت.

لكن ماذا قلت قد يُعتبر "تحريضاً على الفتنة بين الأعضاء"؟ لقد ذكرت الحقيقة فقط.

بينما كنت أحدق في الغرفة التي دخلها يهيون، أغلق هاجون اللابتوب وسألني بلطف، “إيدن، هل أنت بخير؟”

بالطبع كنت بخير تماماً. في المرة الأولى، لم أكن أتوقع أن يكون فشل فرقتنا بهذا السوء، فلم أتمكن من الأكل لبضعة أيام. أما في المرة الثالثة، فانا أعد أشعر بشيء.

هل هذه هي حقيقة التنوير؟

“وماذا كنت تتوقع؟ وكالتنا صغيرة، أغنيتنا فظيعة، شعرنا ومكياجنا مزري، وفيديو كليبنا واضح أنه منخفض الميزانية. لو نجحنا فسيكون أشبه بربحنا في اليانصيب، ألا تظن ذلك؟”

هاجون، دوبين، وجاهي التفتوا جميعاً ناحيتي في اللحظة نفسها.

[تم رصد كلمات تحرض على الفتنة بين الأعضاء]

[مستوى الإخلاص: -1]

هاه؟

مجدداً؟

ألم حاد في رأسي جعلني أحك رأسي بطريقة محرجة بينما همست، “هل قلت شيئاً خاطئاً؟”.

2025/07/01 · 35 مشاهدة · 1769 كلمة
Sylvia
نادي الروايات - 2025