“سيؤدّون قريبًا على Arario TV وبرنامج Showdown أيضًا.”
“أراك في مهرجان بوكبونجا المحلي، بفت!”
“أوه، يا لك من أحمق صغير. دائمًا ما تضحكني.”
قبل أن أتمكن من مغادرة غرفة الانتظار، سمعت شخصًا يضحك بخبث خلفي. رأيت يهيون يشد قبضتيه أمامي. وكان دوبين بجانبي يعض شفته.
لكن بدلًا من العبوس، أظهرت ابتسامة لطيفة.
ايها البشر الحمقى انتم تجهلون مستقبلكم.
خلال ثلاث سنوات، سيواجه الثنائي الذي سخر منا تهمًا جنائية بسبب القيادة تحت تأثير الكحول وحيازة الماريجوانا. أحدهما تلقى حكمًا بالسجن لمدة عام واحد بسبب القيادة وهو تحت المراقبة، أما الآخر فحُكم عليه بالسجن عشرة أشهر مع سنتين من المراقبة لاستخدامه الماريجوانا.
سأراكم يا رفاق في الجريدة.
في الحقيقة، قبل العودة بالزمن، كنت قد أديت عروضًا على Arario TV، وبرنامج Showdown، ومهرجان بوكبونجا المحلي، ومهرجان الفلفل الحار، ومهرجان لحم البقر الكوري، وعدة مهرجانات أخرى للمنتجات الخاصة، لذا لم يكن لسخريتهم مني أي تأثير.
حتما اي شيء افضل من السجن اليس كذلك؟
“هاي،هل فقدتم عقولكم؟” قال مانجر الفرقة منتصف المسيرة المهنية، لكن السجينين المستقبليين لم يتمكنا من التوقف عن الضحك وتبادل التعليقات الساخرة.
“ما الامر؟ انه واضح جدًا فقط.”
“هو محق، فليس الأمر وكأننا لم نرَ مبتدئين من قبل.”
سارع القائد باخراجنا من غرفة الانتظار، ثم لحق بنا ليعرب عن أسفه نيابة عن فرقته. “أنا اسف، ما زالوا غير ناضجين.”
“همم، يبدو أنهم تجاوزوا سن النضج بكثير… إن كانوا لا يزالون يتصرفون كالاطفال، فعليهم مراجعة طبيب نفسي—آخ!”
تغيرت ملامح القائد فجأة بعدما قلت ذلك، في حين دفعني “هاجون” لأودعه بسرعة، ثم جرني إلى منطقة اللقاء المخصصة لنا مع”يهيون”. وعندما وصلنا إلى غرفة الانتظار المشتركة للايدولز، لاحظت التعبيرات الكئيبة على وجوه بقية أعضاء فرقتنا.
لو كنا وحدنا، لكنا حفزنا بعضنا على النجاح وسحقنا أولئك الحمقى لاحقًا، لكن إظهار قلة الاحترام أمام الفرق الأخرى لكبار الزملاء هو أسرع طريق للتحول إلى منبوذين في المجال. خصوصًا إذا كان أولئك “الملعونون” سيبقون في الساحة لثلاث سنوات أخرى.
ربت بصمت على ظهر أصغر أعضاء فرقتنا، الذي كان يتمتم بتذمر.
“لن نضطر فعلاً إلى الأداء في قناة Arario، أليس كذلك…؟” تمتم دوين بصوت منخفض حتى لا تسمعه الفرق الأخرى.
قبل عودتي بالزمن، كان ألبومنا الثاني قد فشل، مما دفعنا إلى التوجه إلى قناة Arario. وقد منحني ذلك وقتًا وفيرًا للتركيز على التلحين والإنتاج.
“لن نفعل. لا تقلق، لن نضطر إلى ذلك”، طمأنتهم.
كان مصير "الايدول الفاشل"على وشك أن يسلك مسارًا مختلفًا، بفضل عودة الملحن الموهوب يون إيدن. ولكي ننهي هذه التراجع، لم يكن بإمكاننا أن نظل ايدولز فاشلين.
“حقًا؟ستكون الأغنية القادمة أفضل من هذه، أليس كذلك؟” سأل دوين بصدق.
قبل أن أتمكن من التأكيد، جاء دورنا للصعود إلى المسرح. وبينما كنت أؤدي الحركات الراقصة المألوفة، شردت أفكر في مستقبلنا بينما كانت مقطع “دوين” تُعزف في الخلفية.
النجوم في الكون تتلألأ
و العيون امامي تتلألأ
حتى أذني لم تستطيعا إنكار الحقيقة… بدا وكأن وجهتنا التالية هي Arario TV.
بعد أن أنهينا الأداء وعدنا إلى السكن، استقبلوني بسيل من كلمات الإطراء والتهنئة.
“إيدن، لقد تحليتَ بضبط النفس بشكل رائع.”
“أجل، أحسنت، إيدن. حافظتَ على رباطة جأشك. كنت قلقًا من أن تُحدث فوضى في غرفة الانتظار.”
لم أستطع سوى التحديق فيهم بدهشة. كنت قد خططت لأن أواسي الأعضاء المتضررين بصفتي قائد الفرقة، فلماذا يُثنون علي أنا؟
بدأت أشك بأن هذا الموقف قد وقع بالفعل… قبل أن اتراجع…
“من هم أولئك الأوغاد اللعناء؟”
“آه، إيدن! راقب ألفاظك!”
كان هناك تفسير واضح لِـ لماذا، من بين كل الحوادث والمواقف المختلفة، أتذكر مصير هذين الاثنين تحديدًا. قبل الرجوع بالزمن، ودون أن أعرف بما سيؤول إليه مصيرهم، لم أتمكن من تحمل وجودهم، فانفجرت في وجوههم بالشتائم داخل غرفة الانتظار. وقد أدى ذلك إلى مشاكل متواصلة مع كل من علم بالأمر لاحقًا.
حتى بعد أن أصبحنا مشهورين، وبفضل تسجيل التقطه أحد المعجبين، انتهى الأمر بهذين المتنمرين إلى… السجن.
كنت قد تجنبت الشتائم في غرفة الانتظار هذه المرة، كي لا يسبب لنا أولئك الأوغاد المتجهون إلى السجن المزيد من المتاعب.
…
“ماذا لو حضر فقط اثنان وستون شخص إلى لقاء المعجبين؟” سأل يهيون، وهو ممدد على الفراش ووجهه مغطى بقناع ورقي كالعادة.
جاء تعليقه هذا بعد أن رأى العدد المخيب للامال من المصوتين في استفتاء اسم نادي المعجبين على المدونة الرسمية. فبالرغم من وجود 172 عضوًا في النادي، ازداد قلقه حين علم أن اثنين وستين فقط هم من أدلوا بأصواتهم.
“سنعد محظوظين إن حضر بالفعل اثنان وستون معجبًا”، أجبته.
كنت مشغولًا بالدخول إلى مدونة المعجبين للتصويت لاسم “ديدريم” (الاسم الذي كان يستخدمه الفاندوم قبل التراجع). لقب المجموعة كان “إلمونغ”، وهو مأخوذ من آخر مقطعين في الكلمة الكورية التي تعني “الحلم اليقظ” . لم يكن “إلمونغ” مألوفًا بالنسبة لي، ربما لأنني كنت دائمًا أشير إليهم باسم “ديدريم”. وبالطبع، لم أكن أنوي استخدام هذا اللقب طالما لديهم اسم ممتاز بالفعل، لذا لم تكن غرابة اللقب أمرًا يدعو للقلق.
“نيكس” اسم جميل أيضًا، أليس كذلك؟”
“آه، يا إلهة ألقاب الفاندومات.”
قرر هاجون التخلي عن “نايكس” ودعم “ديدريم” عندما عرضت عليه تعليقات مطابقة لتعليقه في مدونة المعجبين، مما جعله يقتنع. بعد ذلك، أجهدت عقلي لصياغة منشور من سطرين بلغة مقنعة ورفعته على المدونة. كان هذا المنشور الرابع لي في ذلك الأسبوع.
[- رفع صور سيلفي ومنشورات في مدونة المعجبين FROM على لوحة الإعلانات ٤ مرات أسبوعيًا (4/4)]
[مستوى الإخلاص +2]
فجأة، اقتحم جايهي الغرفة ومعه دوبي، يصرخان بأعلى صوت: “هيونغ! صوتوا لـ‘نايكس’!”
“جايهي، كم مرة يجب أن أكرر عليك أن تطرق الباب قبل دخولك غرفة أحد؟” وبخه يهيون، أكبر أعضاء الفريق سنًا، والذي كان في قرارة نفسه عجوزًا متذمرًا.
استدرت على السرير وسألته
“دوبي، هل صوتت؟ لا تقل لي إنك صوت لـ‘نايكس’، أليس كذلك؟”
“هل يمكنك على الأقل نطق اسمي بشكل صحيح؟” تمتم متضايقا.
في هذه الأثناء، أمسك هاجون بجايهي وحاول إقناعه بأنه إن تم اختيار “نايكس” كاسم، فعلى مجتمع المعجبين أن يُلقب بـ”الإلهات”. وكما هو متوقع، لم تنجح محاولته على الإطلاق.
“ما المشكلة في لقب ‘الإلهات’؟ إلهاتنا—” تابع جايهي.
“المعجبين سيصدموا، الاسم مبالغ به.” قلت.
هززت رأسي بينما كنت أراقب جايهي يكرر اقتراح لقب فاندوم لن يلقى رواجًا، وهو مستلقٍ على السرير واضعًا رأسه على يديه. وبعد أن ارتمى على السرير وتفقّد مدونة المعجبين ليرى نتائج التصويت، نظر إليّ بدهشة واضحة، وكأنه للتو انتبه إلى منشوراتي.
“إيدن هيونغ، ماذا بك تنشر في مدونة المعجبين بهذا الانتظام؟ هذا لا يشبهك أبدًا.”
اه,هكذا اذا.
كنت بحاجة إلى استعادة مستوى الإخلاص لدي. أومأت برأسي بهدوء بينما كنت أؤكد لنفسي سرًا أنه قد تمت إضافة نقطتي إخلاص إلى مستواي. وعند منتصف الليل تمامًا، تحولت الساعة من 11:59 مساءً إلى 12:00 صباحًا، وظهرت نافذة الحالة أمامي.
[بدء تقييم المهمات الاسبوعية]
[سيتم فرض العقوبات لأنك فشلت في إكمال مهمتين أسبوعيتين]
مهلا،هل نسيت التحقق من تفاعلات المعجبين اليوم…؟
لقد غاب الأمر تمامًا عن ذهني. كنت على وشك الاسترخاء، معتقدًا أن العقوبات لن تكون بالأمر الجلل، عندما…
“آخ!”
غطيت فمي إذ ارتفعت حرارة شديدة في داخلي، وصعد شيء برائحة كريهة إلى حلقي، ولم أستطع منع نفسي من بصقه. سائل قرمزي تسرب بين أصابعي.
في اللحظة التي أدركت فيها ما الذي تقيأته، شحب وجهي وبدأت يداي بالارتجاف.
هذا غير معقول.
“آه! دم! لقد تقيأت دمًا!” صرخت، رافعًا يدي الملطختين بالدماء.
تحولت أنظار جميع الأعضاء نحوي دفعة واحدة. كانوا يحدقون بي بذهول، وكأن الأمر لم يكن حقيقيًا بالنسبة لهم.
كان هاجون أول من استعاد وعيه. قال: “هل أنت متأكد أنك لم تعض لسانك بالخطأ؟ أو أنك لم تتقيأ دمًا من نزيف في الأنف؟”
وكأن الأمر كان ردًا مباشرًا على سؤاله، اندفع الدم من حلقي مرة أخرى، وامتلأ فمي برائحة الدم المعدنية.
هل هذا النظام شرير؟
لم أكن أتخيل قط أن يؤثر هذا النظام على صحتي، لكن ها هو الآن يجعلني أتقيأ دمًا؟
يالهي النظام يحاول قتلي! إنه يقتلني فقط لانني نسيت التحقق من تفاعل المعحبين مرة واحدة!
“911! بسرعة اتصلوا بـ911! إنني أموت! إذا لم أتلقَ العلاج في الوقت المناسب، سأموت!”
بينما كنت أتصارع على الأرض وأتسبب في جلبة، استخدم جايهي هاتفه المحمول لإجراء المكالمة.
“المدير، إيدن تقيأ دمًا فجأة! ماذا؟ إنه يصرخ بجنون، لذا لا أظن أنه سيُغمى عليه…”
البقية كانوا يحاولون تهدئتي بتقديم الماء لي وتمرير المناشف المبللة.
“هاي، إيدن، اهدأ! إن واصلت الحركة هكذا، قد يسد الدم مجرى التنفس ويضعك في خطر أكبر!”
“توقفوا عن قول أن أهدأ واتصلوا بالإسعاف! نحن نضيع دقائق ثمينة هنا!”
“كلا، عليك أن تهدأ أولًا. إيدن، لنحملك عن الأرض ونضعك في وضعية جلوس.”
“بحثت في الإنترنت، ويبدو أن نفث الدم قد يكون عرضًا لالتهاب المعدة. قد يكون الأمر كذلك فحسب، إيدن. هناك احتمالات أخرى كالسُل الرئوي أو الالتهاب الرئوي النخري…”
بعد أن راجع أعراض نفث الدم عبر هاتفه الذكي وبدأ يعدد الأمراض، توقف دو بين والتفت إلي بتردد.
“لكن… لا أظن أنك تعاني من أي من هذه المشاكل، فبسعة رئتيك الجيدة لا يبدو الأمر كذلك.”
“‘سُل رئوي’؟ ‘التهاب رئوي نخري’؟! اتصلوا بالإسعاف!” صرخت.
وخلال سبع دقائق، اندفع المانجر إلى داخل الغرفة بعد أن فتح الباب بعنف.
“إيدن، هل تعاني من مشاكل صحية؟”
“كلا! ولهذا الأمر مقلق أكثر! الأعراض مجهولة السبب تُشكل خطرًا أكبر!”
أخذني المانجر مباشرة إلى قسم الطوارئ، وبينما كنت هناك، تساءلت في داخلي ما إذا كان علي أن أكون ممتنًا لأن لا أحد تعرف علي كايدول. يبدو أن النظام لم يتحمل رؤيتي أرتجف واتلوى، مسببًا هذا المشهد، مدعيًا أنني على وشك الموت.
[عقوبة نفث الدم لا تؤدي إلى أي مشاكل جسدية]
تبًا، بحق الجحيم. كيف لا يتسبب تقيؤ الدم بأي ضرر جسدي؟
…
كشف التقييم الصحي الشامل أن كل شيء على ما يرام. لم تكن نتائجهم تبرر البقاء في المستشفى. ومع ذلك، كنت متشككًا في النتائج، لذا رتبت لفحص كامل وغادرت المستشفى في اليوم نفسه.
“آه، حلقي يؤلمني”، تمتمت وأنا أفرك عنقي في كل مرة أبتلع فيها.
ناولني هاجون بعض الماء الدافئ وسأل، “هل السبب أنك تقيأت دمًا؟”
“لا، بل لأنني صرخت كثيرًا. لكن كيف أكون بخير وأنا قد تقيأت دلواً من الدم؟”
“هيا، لم يكن الأمر دلوًا كاملاً…” قالها بهدوء.
كان الأمر غريبًا. بدا لي كأنه كمية كبيرة. وعلى الرغم من تأكيد النظام اللعين بأنه لن يضر جسدي، فإن تقيؤ الدم باستمرار لا بد أن يؤثر على صحتي.
كان عليّ إكمال مهمتين أسبوعيتين على الأقل من تلك اللحظة فصاعدًا.
كان جايهي جالسًا بجانبي بينما أضفت الفيتامينات والمكملات الغذائية إلى سلة التسوق الإلكترونية. قال بحذر: “إيدن هيونغ، هل تقيأت دمًا بعد رؤية الانطباع الأول عن ألبومنا؟”
“ماذا؟! ولماذا أتقيأ دمًا بسبب شيء كهذا؟ هل أنا شخصية خيالية في رواية أو قصة مصورة؟”
تمتم هو بغضب، وتوقفت أنا بينما أزيح خصلات شعري الفوضوية عن وجهي.
مهلاّ.الان بعد ان فكرت بالامر,كم عدد النسخ التي بيعت؟هل تجاوزت الالف على الاقل؟
كان “الانطباع الأول” يشير إلى حجم المبيعات في الأسبوع الأول بعد إصدار الألبوم. قبل التراجع، كنت أذكر أن الانطباعات الأولى كانت تُقاس بعشرات الآلاف. حاولت أن أُعد نفسي لرؤية الرقم الذي قد تحققه فرقة ايدول فاشلة، قبل أن أُلقي نظرة على شاشة هاتف جايهي.
رأيت الانطباع الأول مع آخر رقمين مستبدلين بعلامتي نجمة. كان الانطباع الأول لألبوم ريف الأول هو… 1,0**.
الف نسخه فقط؟ما هذا بحق الجحيم؟
حتى بعد التحقق مرة أخرى، كان الرقم صادمًا بما يكفي ليجعل الدم يصعد إلى حلقي مجددًا. لقد كنا في البداية خيبة أمل حقيقية.
وبعد أن تأكد تمامًا أن ألبومنا الأول كارثة كاملة، لم يكن من الصواب أن أبقى مكتوف الأيدي.